الاثنين، 27 أبريل 2020

مقدمة المحقق والناشر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

مقدمة المحقق والناشر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

مقدمة المحقق والناشر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المحقق  والناشر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علی سید المرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين . 
وبعد:
إن أكثر الآثار الصوفية التي تعد اليوم للنشر كلها من مخلفات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي وأتباعه المقربين . 
وبين أيدينا هذا الكتاب الذي يحوي كتاب « التجليات الإلهية» للشيخ الأكبر نفسه ، و"تعليقات ابن سودكين" عليها، و«کشف الغايات في شرح ما اكتنفت عليه التجليات» لمؤلف مجهول . "عبد الكريم الجيلي"
فهذه النصوص تدور كلها حول كتاب «التجليات الإلهية» متنا وشرحا وتعليقا
لا ندري حتى الآن تاریخ تأليف كتاب «التجليات الإلهية» على وجه التحديد، ولا المكان الذي حرر فيه ، ولا الأسباب التي دعت إلى إنشائه . 
وقد صرح الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي نفسه بذكر هذا الكتاب في «فهرس المصنفات » الذي وضعه في دمشق عام 627 هـ ، كما صرح بذكر الكتاب أيضا في « إجازته للملك المظفر بهاء الدين غازي ابن الملك العادل أبي بكر أيوب» في نفس المدينة.
أما « تعليقات ابن سودكين على التجليات » فهي في الحقيقة ليست سوى تقييدات الشرح الشيخ الأكبر نفسه على كتابه بالذات من أجل هذا كانت هذه التعليقات بمثابة جزء متمم ل «التجليات الإلهية » نابعة من عين مصدرها الأول فهي تنص على أشياء من طبيعتها أن توضح لنا جوانب من تفكير الشيخ الأكبر، وتلقي الضوء على بعض المشاكل التي يثيرها کتاب « التجليات الإلهية». .
أما كتاب « کشف الغايات في شرح ما اكتنفت عليه التجليات » فنحن على جهل تام بمؤلفه وبزمان ومكان والظروف التي دعت إلى تأليفه ، فهو لمؤلف مجهول لا نعرف عنه شيئا.
والله الموفق

ترجمة الشيخ محيي الدين ابن العربي 
هو أبو بكر محيي الدين محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي العارف الكبير ابن عربي ، 
ويقال : ابن العربي ، ولد بمرسية سنة ستين وخمسمائة ونشأ بها وانتقل إلى إشبيلية سنة ثمان وسبعين ثم ارتحل وطاف البلدان فطرق بلاد الشام والروم والمشرق ودخل بغداد وحدث بها بشيء من مصنفاته وأخذ عنه بعض الحفاظ كذا ذكره ابن النجار في الذيل.

وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان، وهو ممن كان يحط عليه ويسيء الاعتقاد فيه: كان عارفة بالآثار والسنن قوي المشاركة في العلوم ، أخذ الحديث عن جمع وكان يكتب الإنشاء البعض ملوك المغرب ، ثم تزهد وساح ودخل الحرمين والشام وله في كل بلد دخلها مآثر انتهى.

وقال بعضهم : برز منفردة مؤثرة للتخلي والانعزال عن الناس ما أمكنه حتى أنه لم يكن يجتمع به إلا الأفراد، ثم آثر التأليف فبرزت عنه مؤلفات لا نهاية لها تدل على سعة باعه وتبحره في العلوم الظاهرة والباطنة وأنه بلغ مبلغ الاجتهاد في الاختراع والاستنباط وتأسيس القواعد والمقاصد التي لا يدريها ولا يحيط بها إلا من طالعها بحقها، غير أنه وقع له في بعض تضاعيف تلك الكتب كلمات كثيرة أشكلت ظواهرها وكانت سببا لإعراض كثيرين لم يحسنوا الظن به .

قال المناوي : وقد تفرق الناس في شأنه شيعا وسلكوا في أمره طرائق قددا فذهبت طائفة إلى أنه زنديق لا صديق .
وقال قوم : إنه واسطة عقد الأولياء ورئيس الأصفياء ، وصار آخرون إلى اعتقاد ولايته وتحريم النظر في كتبه .
ولقد بالغ ابن المقري في روضته فحكم بكفر من شك في كفر طائفة ابن العربي فحكمه على طائفته بذلك دونه يشير إلى أنه إنما قصد التنفير عن كتبه وإن من لم يفهم كلامه ربما وقع في الكفر باعتقاده خلاف المراد إذ للقوم اصطلاحات أرادوا بها معاني غير المعاني المتعارفة ، فمن حمل ألفاظهم على معانيها المتعارفة بين أهل العلم الظاهر ريما كفر كما قاله الغزالي.

وقد حكى العارف زروق عن شيخه النوري أنه سئل عنه فقال اختلف فيه من الكفر إلى القطبانية والتسليم واجب ومن لم يذق ما ذاقه القوم ويجاهد مجاهداتهم لا يسعه من الله الإنكار عليهم انتهى.

قال المناوي : وفريق قصد بالإنكار عليه وعلى أتباعه الانتصار لحظ نفسه لكونه وجد قرينه وعصريه يعتقده وينتصر له فحملته حمية الجاهلية على معاكسته فبالغ في خذلانه وخذلان أتباعه ومعتقديه وقد شوهد عود الخذلان والخمول على هذا الفريق وعدم الانتفاع بعلومهم وتصانيفهم على حسنها .

وقد أوذي الشيخ كثيرا في حياته وبعد مماته بما لم يقع نظيره لغيره ، وقد أخبر هو عن نفسه بذلك وذلك من غرر کراماته ، 
فقد قال في الفتوحات المكية : كنت نائما في مقام إبراهيم وإذا بقائل من الأرواح أرواح الملأ الأعلى يقول لي عن الله : ادخل مقام إبراهيم إنه كان أواها حليما ، فعلمت أنه لا بد أن يبتليني بكلام في عرضي من قوم فأعاملهم بالحلم، 
قال : ويكون أذى كثيرة فإنه جاء بحليم بصيغة المبالغة ثم وصفه بالأواه وهو من يكثر منه التأوه لما يشاهد من جلال الله . انتهى.

توفي رحمه الله ورضي عنه في الثاني والعشرين من ربيع الآخر سنة 638 ثمان وثلاثين وستمائة بدمشق في دار القاضي محيي الدين بن الزكي وحمل إلى قاسيون فدفن في تربته المعلومة الشريفة التي هي قطعة من رياض الجنة والله تعالى أعلم.

ترجمة الشيخ إسماعيل بن سودكين 
إسماعيل بن سودكين بن عبد الله أبو طاهر النوري ، نسبته إلى نور الدين محمود بن زنكي، كان والده من عتقاء نور الدين محمود بن زنكي ، وكان رجلا خيرا صالحا سكن مصر وولد له ابنه إسماعيل هذا في سنة ثمان أو تسع وسبعين وخمسمائة بالديار المصرية ونشأ بها على الخير والصلاح.

اشتغل بالعلم وسماع الحديث وكلام الصوفية وانتقل مع أبيه إلى حلب ، ومال إلى الصوفية وخالطهم وانتفع بكلامهم، 
وسمع بالقاهرة أبا الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وبحلب إبراهيم بن عثمان بن دریاس المازاني وحدثنا بحلب عنهما وسمع بحلب شيوخنا افتخار الدین أبا هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي وأبا محمد عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان الأسدي
صحب الشيخ أبا عبد الله محمد بن علي ابن العربي مدة وكتب عنه كثيرا من تصانيفه، وكان فقيها فاضلا محدثا شاعرة له نظم حسن وكلام في التصوف وكان حسن الأخلاق طيب المعاشرة رقيق الحاشية وكان ينظم شعرا حسنا.

توفي أبو الطاهر إسماعيل بن سودکین بحلب بعد عوده من زيارة البيت المقدس بأيام يوم الأربعاء قبل طلوع الشمس الثالث والعشرين من صفر سنة ست وأربعين وستمائة ودفن قبل الظهر بتربة أنشأها بالقرب من مشهد الدعاء خارج باب النصر وكان عمره يومئذ سبعه وستين سنة .



إخراج الكتاب: 
لقد اعتمدنا في إخراج كتابنا هذا على الشكل التالي: 
کتاب «کشف الغايات في شرح ما اكتنفت عليه التجليات » بالخط الأبيض العادي . وكتاب «التجليات الإلهية » فهو بالخط الأسود الغامق بين هلالين ().
أما « تعليقات ابن سودكين على التجليات » فهي بخط أصغر قليلا ، ويفصل بينها وبين المتن خط بسيط لیدل عليها

 .
الفص المحمدي على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: