الخميس، 30 أبريل 2020

21 - شرح تجلي الحيرة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

21 - شرح تجلي الحيرة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

21 - شرح تجلي الحيرة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
21. متن تجلي الحيرة :
جل جناب الحق العزيز الأحمى عن أن تدركه البصار فكيف بالبصائر فأقامهم في الحيرة فقالوا زدنا فيك تحيراً إذ لا تحيرهم إلا بما يتجلى لهم فيطمعون في ظيط ما لا ينضبط فيحارون فسؤالهم في زيادة التحير سؤالهم في إدامة التجلي .

21 - إملاء الشيخ ابن سودكين على هذا الفصل :
 «قال الشيخ في أصله المشروح : ((جل جناب..» فقال في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : لما قرئ عليه : ((جل جناب الحق أن تدركه الأبصار فكيف البصائر».
قيل : فأيهم أشرف وأصدق ؟
فقال : الحس أصدق ، فإنه لا يغلط ولذلك اتخذه العقل دليلا فلا يقوم الدليل عند العاقل إلا ببرهان الحس ، وهو البرهان الوجودي وكذلك الأوليات ، الزهی واسطة بين الحس والعقل .
فلو جاز الغلط علة الحس لما صح أن يكون صادقا فيما يدل عليه ولشرف الحس انتهی حکم التجلي إليه في الدار الآخرة فقال عليه الصلاة والسلام : "إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر".
ولما لم يكن بين الحق سبحان، وبين خلقه وجه من المناسبة أصلا، ثم حصل التجلي في الحس كالشمس والقمر، قامت الحيرة للعقل ولا بد.
 فتحقق هذا فهو بحر متسع والوسائط في التجلي في دار الدنيا، هي ثلاث :
الحس والعقل والطور الذي هو وراء طور العقل وجميع هذه المدارك ، يدركها البصر في الدار الآخرة ، فيكون التجلي ، في ذلك، تجلية بصرية.
فالبصر أخص نسبة من النسب جميعها على هذا الحكم» .

21  - شرح تجلي الحيرة
212 -  يريد حيرة العقل في حصر وجوه المطلق وضبطها عند تجليها في سعة ظهوره وبطونه وجمعهما.
فتحیره ، حالتئذ، ي تردد بصيرته لضبط ما لا ينضبط ، قال قدس سره : (جل تجلي الدعوى جناب الحق العزيز الأحمی) من حيثية ذاته المطلقة ووجوهها الأسمائية ، الغير المتناهية .
(أن تدركه الأبصار فكيف البصائر) فلما عز على العقل إدراكه بالأبصار والبصائر، في الطور الذي وراء العقل ، وصف الحق بـ "العزيز"، ليشعر بأنه في شرف ذاته القاضي برفع المناسبة بينه وبين مدرکه ، عديم النظير، ومع شدة الحاجة إليه قليل الوجدان ثم وصفه بـ «الأحمی» ليشعر بأنه تعالی من حيثية إطلاقه الذاتي.
أنزه وأعلى أن يتعلق به إدراك المدركين إحاطة ، ثم استبعد، قدس سره ، أن تدركه الأبصار، فضلا عن البصائر.
فإنه قدس سره رجح الأبصار ، حيث قال : إن البصر في إدراكه أصدق ، فإنه لا يغلط ولذلك اتخذه العقل دليلا. فلا يقوم الدليل المحقق عند العاقل إلا بالبراهين الحسية ، وهي البراهين الوجودية .
فلو جاز الغلط على الحس لما صح أن يكون صادقا فيما يدل عليه ، ولذلك انتهى حكم التجلي في دار الآخرة إليه ، فقال صلى الله عليه وسلم : «إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس وترون القمر».
والوسائط في التجلي، في دار الدنيا ثلاثة : الحس والعقل والطور الذي هو وراء العقل.
وجميع هذه المدارك ، يدركها البصر في الدار الآخرة ، فيكون التجلي ، في ذلك الموطن ، تجليا بصريا.
فالبصر أخص نسبة من النسب جميعها، على هذا الحكم». هكذا أملاه قدس سره .

212 -  فلما عز أن تقبل ذات الحق ، من حيثية إطلاقها ووجوهه الغير المتناهية ، الضابطة العقلية ، قال : (فأقامهم في الحيرة) حتى عرفوا أن لا محيد لهم عنها ؛ (فقالوا: زدنا فيك تحيرا إذ لا يحيرهم إلا بما يتجلى لهم) أي من وجوه إطلاقه . والباء في «بنا» للسببية .
فهم بما في قوتهم من السعة والسراح والإطلاق يحسبون أن في قوة عقولهم أن تظفر بالإحاطة كشفا وشهودا (فيطمعون ضبط ما لا ينضبط فيحارون: فسؤالهم في زيادة التحیر ، سؤالهم في إدامة التجلي ) والله يقول الحق ويهدي السبيل.

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: