الأربعاء، 29 أبريل 2020

14 - شرح تجلي الرحموت الوجودي للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

14 - شرح تجلي الرحموت الوجودي للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

14 - شرح تجلي الرحموت الوجودي للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
14. متن تجلي الرحموت :
انتشرت الرحمة من عين الوجود فظهرت الأعيان في الوجود عن الكلمة الفهوانية التي هي كلمة الحضرة ولولاها ما انقاد الممكن للخروج لكن التعشق أخرجه ، وابرز عينه لكلمة الحضرة التي هي " كن " .
فلما برز طلب رؤية المحبوب الذي له خرج فليم يجد لذلك سبيلاً وقام دونه حجاب العزة فلم يرى سوى نفسه فاغتم ، وقال من مشاهدة كوني هربت وإياه طلبت فإن ظهوري له في محبتي غيبي عن مشاهدتي له في علمه حيث لم أظهر لعيني فإذ ولا تجلي فرجوعي إلى العدم ومشاهدتي له من حيث وجودي في علمه أولى من مشاهدة كوني فلذلك وطني حيث أحدية المعين وعدم الكون .
ولما بدا الكون الغريب لناظري ....  حننت إلى الأوطان حن الركائب
الغني قال كلٌ في النعيم دائمون ، وبمشاهدتهم مسرورون .

14 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :
« قال امامنا في أثناء شرحه لهذا التجلي :
زعمت طائفة أن العدم للممكن من ذاته ، وليس بصحيح . وانما الممكن مستحق الفقر من ذاته ، فله الافتقار الذاتي لا العدم الذاتي .
اذ لو كان العدم له ذاتيا ما تحقق بالوجود ابدأ. فتحقق ذلك !
-
واعلم أن أول ما أفاض الله تعالى على وجود الأعيان الثابتة أزلا ، التي لم توصف بالوجود ، السمع.
فكان السمع أول نسبة قامت بهم وتوجهت عليهم ؛ فاول مخلوق كان السمع، ثم قال تعالى كمين الثابتة : كوني ! فكانت .
فجعل الخطاب للسمع ، فكان السمع متعلق القدرة ؛ فأوجد السمع من كونه قادرا ، واوجد ما عدا ذلك بـ " کن " وهي كلمة " الفهوانية".
و بهذا القدر يستدل على قدر شرف السمع على بقية الأوصاف .
- فلما سمع الممكن الخطاب قامت به المحبة المخاطب ، فبرز لرؤية من ناداه ، وقامت به محبته
.
فلما برز وجد حجاب العزة ، وهو حجاب المنع ؛ فلم يرى سوى نفسه في مرآة موجده .
لأنه لما كان الممكن منظرا للحق ومظهر كذلك الحق (كان) منظرا للممكن ومظهرا له . فعندما يرى حجاب العزة ، وقد منعه من التحقق بالرواية ، قال : إني ما برزت إلا لرواية من خاطبني ، فلم أره .
وقد كنت قبل خروجي أقرب إليه بكوني كنت غائبا عن شهود عيني ، فكنت مظهرا له معافي "الأصل : معافا " من الأبتلاء الذي تجدد لي من شهودي لنفسي .
فان شهودي لنفسي ابتلاء محقق ، إذ يصحبه الحجاب عن رواية الحق ، عز وجل ! إلا من عصمه الله تبارك وتعالى !
فعند ذلك حنت الأعيان إلى حالتها الأولى .
-
قال جامعه : فتحرر من ذلك أن العين الثابتة اول نسبة توجهت من الحق إليها نسبة السمع ، وبتلك النسبة كان قبولها لـ "کن".
فتكونت الأعيان على ما تعطيه حقائقها . "والله يقول الحق !"

14 - شرح  تجلي الرحموت

189 -  وهو الرحموت مبالغة من الرحمة ، ولذلك عبر به عن الرحمة المنتشرة على القوابل الجمة , المفتقرة اليها .
فان الرحمة هي الوجود العام المنبسط في الكون ، المفتقرة إليه .
فكل موجود ، مرحوم بالرحمة الرحمانية فإن حكمها ، من حيث عمومها إلى سائر القوابل ، على السواء.
بخلاف الرحمة الرحيمية فإنها تتبع الاستحقاق ، فالمحظوظ منها القابليات المصونة عن شر النقائص ، بسر الحسنى وزيادة .
فلما كانت الرحمة المعبر عنها بالرحموت ، رحمانية .

قال قدس سره : (انتشرت الرحمة من عين الوجود) القاضي بإفاضتها على القوابل ، السائلة بألسنة استعداداتها ، الغير المجعولة ، وجودها كما ينبغي ؛ فأول ما وجد في الأعيان الثابتة من الرحمة الرحمانية ، السمع .

ولذلك قال قدس سره : (فظهرت الأعيان في الوجود عن الكلمة الفهوانية التي هي كلمة الحضرة) فإنها حظ السمع ، فوجود الأسماع مقدم على وجود الأعيان فبورود كلمة الخضرة على الأسماع، سمعت الأعيان الخطاب ، فقامت موجودة .
 (ولولاها ما انقاد الممكن للخروج) فإن سماع خطاب الجميل ، على معنى يرجع منه بعطية سنية إلى المشغوف بالذات المفتقر إليه ملذوذ ومحبوب .
وشغف السامع ولذته ، على قدر افتقاره إلى المخاطب وطلبه منه ، فكلما عظم الطلب ، عظم عند رجاء الفوز بالوصول الطرب .

ولذلك قال : (لكن التعشق أخرجه) من كتم العدم، (وأبرز عينه لكلمة الحضرة التي هي كن ) فلما سمع الممكن الخطاب ذاق ما أخفي له في طي الكلمة من قرة أعين وفهم من السنة ودائعها أنها- أعني الكلمة .
عين يطلب وجود العين ، ليخصها بعد وجودها في مقام الرؤية بالعين.

190- (فلما برز) الممكن بهذا الشعور، (طلب رؤية المحبوب الذي له خرج) من كتم العدم ، بعين خص بها للرؤية بعد تحقق عينها، من عين الكلمة ؛( فلم يجد لذلك سبيلا) فإن العين المخصوصة بعينه ، الظاهرة له من عين الكلمة ، إنما هي بقدر استعداد عينه الثابتة ، الغير المجعولة ؛ واستعدادها بحسبها مقيد محدود لا ينفد إدراكه في غير المتناهي المطلق ، ولا يحيط به .
 
تجلي الرحمة على القلوب ولذلك قال قدس سره :
(وقام دونه حجاب العزة) وهي المتعة اللازمة لمطلق الوجود کیلا يعرف کنهه ولا يحيط به ولا يصل إليه سواه .
(فلم ير) الممكن عند ذلك الطلب ، (سوى نفسه) في مرآة الشهود في الحجاب . فارتد بصره من رؤية ذاته إلى رؤية نفسه ، خاسئا وهو حسير (فاغتم وقال : من مشاهدة گؤني هربت) حيث انزوت دهرة في غيب العلم على شيئية ثبوتي (وإياه
طلبت) حيث لم أشتغل بؤني عنه ،( فإن ظهوري لي في عيني غيبني عن مشاهدتي) السابقة (له) عند اتصال معلومه به ، (في علمه حيث لم أظهر) بالوجود (لعيني) ولم أنتقل من ثبوتي إلى كوني ؛ (فإذ ولا تجلي) أي فوقت لا تجلي من حيثية ذات المطلوب بلا حجاب ولا رؤية ، أفوز بما هو مقصودي في طلب وجودي . (فرجوعي إلى العدم) الذي كنت عليه، (ومشاهدتي له من حيث وجودي في علمه) المساوق لوجوده تعالى (أولى) وأشهى (من مشاهدة كوني ) وأنا محجوب عن غاية أمنيتي .

فإن صح لي العود إلى غیب علمه ، (فذلك وطني حيث أحدية العين وعدم الكون) المزاحم في المشاهدة الغيبية العلمية، فإن الأعيان التي هي الشؤون الذاتية، في أحدية العين ، مشتمل بعضها على البعض ، والتميز والتكثر بينها مستهلك الحكم والأثر (ولما بدا الكون الغريب) الغير المأنوس به ، لخلوه عما هو المقصود الأعظم والمطمح الأقصى (لناظري) المتحذلق لرؤيته (حننت إلى الأوطان) الأصلية التي كنت عليها سابقا ، وكنت معها في تمتع الوصل والمشاهدة والأنس ، من غير مزاحم أو مانع ، (حن الركايب) المستنشقة نفحات قرب أوطانها ومستقراتها التي فيها الراحات والمشهيات المتنوعة العزيزة.

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: