الخميس، 30 أبريل 2020

22 - شرح تجلي الحيرة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

22 - شرح تجلي الحيرة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

22 - شرح تجلي الحيرة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
22 - متن نص تجلي الحيرة
جل جناب الحق العزيز الأحمى عن أن تدركه الأبصار فكيف بالبصائر فأقامهم في الحيرة فقالوا زدنا فيك تحيراً إذ لا تحيرهم إلا بما يتجلى لهم فيطمعون في ظبط ما لا ينضبط فيحارون فسؤالهم في زيادة التحير سؤالهم في إدامة التجلي .

22 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
"قال الشيخ حققنا الله بحقايقه " في أصله المشروح : "قل لمن ادعى العلم.".
فقال في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : قوله «إن صار لك الغيب شهادة فأنت صاحب علم»، أي مهما أدركته بالفكر والنظر بالبصيرة.
إن أدركته بالبصر فأنت صاحب علم وعند المحققين إن كل موجود جایز أن يدرك بالحس ، لأن دليل الرؤية عند المحققين هو الثبوت .  فمهما كانت له عين ثابتة في نفسه صح أن برأه البصر.
وسواء في ذلك ما وجدت عينه أو لم توجد مما سبيله أن سيوجد أو ما يتصف بالوجود ولا يصح أن يدخل في مادة .
كل هذه الأقسام يصح عند المحقق رؤيتها بالحس فعلة الرؤية الثبوت واستعداد المرئي أن يكون مرئية .
وينبغي أن يعرف الفرق بين البصر وآلة البصر، التي هي الجارحة الحسية . فالبصر هو القوة الباصرة التي تكون للنفس .
سواء كانت نسبة أو غير نسبة لكنها عندنا هي ذات النفس لا أمر آخر وسميناها نسبة لكون النسب علمية ، وهي أشرف نسب النفس.
ومن شأنها عندنا إدراك المحسوسات سواء كانت لها جارحة أو لم يكن والحكماء يقولون : «من فقد حسا فقد فقد علما».
وهذا لسان العادة ، ولسنا نقول به فإن طريقتنا خرق العوايد التي أعطاها الكشف غير أن العادة حکمت بالإدراك بواسطة الجارحة وخصوا أهل الكشف بالطور الآخر الذي وراء طور العقل وهو خرق العادة ، فأدركوا بغير هذه الواسطة . فافهم .
فمتى أدركت الأعيان الثابتة ، التي ليست في مواد ، ببصرك فأنت صاحب العلم الصحيح ، لكونك أدركت بالحس الذي لا يكذب ، وكان إدراكك في موطن منزه عن المواد التي تستصحب الغلط ؛ إذ الغلط ؛ نتيجة المواد .
وإذا تقرر هذا فاعلم إذن أن المدرك واحد وهو النفس الناطقة وسميناها حسا لنسبة ما، لاختلاف الحقائق وتباین آثارها.
وأما قوله رضي الله عنه في الأصل المشروح : «وإن ملكت الإخبار عما شاهدته بالحس من الأعيان الثبوتية والعينية «فأنت صاحب العين السليمة»، أي أنه لا يصح الإخبار حتى يكون عندك معناه ، ولا تصح العبارة عنه إلا بقوة تكون فعالة في التوصيل إلى نفس أخرى قابلة.
فلا تملك الإخبار حتى تملك الانفعال، لأنك لا تخبر إلا من عنده استعداد لقبول ما حصل عندك ، فحينئذ تفعل فيه بقوتك و تجلي إليه ، بطريق الإخبار، ما تجلى لك بطريق الرؤية ، فيتجلى ذلك في نفس المنفعل فيه ، فتساويا في المشهد وإن اختلفت طرق المدارك .
وإذا تحقق هذا المعنى في النفس من كونه معنی ، حينئذ تضع له الأسماء في عالم الاصطلاح ما شئت مما تتواطأ عليه أنت والمخاطب .
وأما قول الإمام الراسخ، الذي من الله عليه بإرث كامل من حقائقه بشهادته بذلك وشهادة هذه الحقائق السارية بالنسبة المحققة ، التي بين القلم الأعلى واللوح المحفوظ ، يشهدها المقربون، في قوله :
"وإن حكمت على ما علمت وعاينت بما تريده فأنت الحق» أي أن دليل ذلك أن تنفذ أوامرك فيما أشهدته وصار منفعلا لك ، متأثرة عن إرادتك ، ليس له قوة يمتنع بها عن نفوذ أمرك فيه.
فحينئذ تتحقق لظهور دليلك في نفس الأمر. وبالله العون والتأييد".

22 -  شرح تجلي الدعوى

214 -  جعل قدس سره هذا التجلي كالقسطاس التحریر دعوى من قام بين أهل الكشف بدعوى الظفر.
إذ مقتضاه القيام بالتبصر في المواجيد والأذواق وتصحيح منتقدها من مزيفها ، على التحرير.
ولذلك قال : (قل لمن يدعي العلم الحق) أي العلم المأخوذ بالحق في الحق ، بقوة «كنت تجلي الدعوى سمعه وبصره».
المصون من الشبه المضلة ؛ (و الوجود الصرف) من حيثية شهوده في التعينات الحكمية بحسبها ؛ والحكم عليه بأنه في الكل عين واحد.
(إن صار لك الغيب) المدرك بالبصيرة المكتحلة بأنوار التجليات الإلهية ، من المعقولات على اختلاف طبقاتها، (شهادة) أي كالمدركات بالبصر، لا يحتمل إلا صدقة .
وأما قولي : «کالمدركات بالبصر» بكاف التشبيه ، فتقریب وتوصيل للأفهام النازلة . وأما عند المحققين ، فدليل الرؤية مجرد ثبوت العين .
فمهما كان الشيء عينة ثابتة في نفسه ، سواء كان قبل وجوده أو بعده صح أن يراه البصر.
وليس مرادهم بالبصر الجارحة الحسية بل هو قوة الباصرة لذات النفس عند تجوهرها وتبحرها وتجردها .
وهي من شأنها إدراك المحسوسات سواء كانت لها جارحة أو لم يكن .
وهذه القوة فيها من أشرف نسبها . وإنما اعتبرناها نسبة، فإنها من حيث كونها زائدة على ذات النفس ، عدمية وليس في الخارج إلا ذات النفس .
فهذا المدرك وراء طور العقل .
فإنها «النفس» لا تدرك المبصرات إلا بالجارحة الحسية عادة . وإدراكها في عين الثبوت خرق العادة .
ومن هنا حكموا على براءة الحس من الغلط ، إذ الغلط إنما يطرأ على مادة الجارحة ومادة المرئي ؛ ولا مواد في ثبوت عينه ولا في النفس المدركة أيضا بقوتها الذاتية . فافهم.
فإذا أدركت النفس في تجردها و تجوهرها مقام هذا الإحساس ، (فأنت صاحب علم) لا يختل يقينه عند توارد الشبه وتعارض الأدلة ، كيقين من علم وجود النهار بشاهد الحس .
فلا يقدح فيه توارد الأدلة على كونه ليس بنهار والمنتقد من هذا الأصل أن المدرك في عين الوجود واحد.
ولكن تختلف نسب إدراكه نظرة إلى المدركات المختلفة وآثارها المتباينة ، فبنسبة منها يسمى مبصرة؛ وبأخرى سامعا ؛ وبأخرى عاقلا.

215 -  (وإن ملكت الإخبار عما شاهدته بأي نوع كان من الإخبارات) من الأعيان في عين ثبوتها ببصرك .
(فأنت صاحب العين السليمة المدركة) مشهوداتها وراء طور العقل .
فإن لم تملك الإخبار بفوزك بلغات السكينة ، الموضوعة لتقرير ما شاهدته في عالم الثبوت ، بحسك يتعذر عليك تأديتها على وجه يعقل ويفهم.
فإن أعطيت اللغات الوافية ببيانها ، السالمة في تأديتها عن موارد الشبه .
فأنت صاحب العين السليمة من النقصان ، القاضي بالعجز عن تأديتها .
كما هي المدركة ما يعبر عنها، حيث أعطيت المعنى التام في طور وراء العقل ، مشاهدة حسية ؛ وأعطيت أيضا العبارة الوافية لبيانه وتعبيره تملكا.

216 - (وإن حكمت) على الموجودات العينية بتصرفاتك الباطنة والظاهرة ، (علی) مقتضى (ما علمت) منها في عالم ثبوتها عند مشاهدتك الحسية إياها، (وعاينت) انفعالها الحكم عليها ، (بما تريده) وتأثرها عن إرادتك وانجذابها إليك بطواعية لا تزاحمها الأنفة .
(وجرى معك على ما حكمت به) جري الحديد نحو المغناطيس ، (فأنت الحق الذي لا يقابله ضد) وذلك لظهور دليلك في نفس الأمر وتصرفك فيما تريد كما تريد بالحق ؛ أو تصرف الحق بك فيما يريد لما تريد .
وعلمك حالتئذ بهذا التصرف ، على نحو علم الحق به من غير زيادة ونقصان . فلا يقع إلا ما تريد ، بلا مزاحمة ضد ومقابلته. فافهم.

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: