الخميس، 30 أبريل 2020

35 - شرح تجلي التسليم المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

35 - شرح تجلي التسليم المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

35 - شرح تجلي التسليم المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
35 - متن نص تجلي التسليم :
لا تعترضوا على المجتهدين من علماء الرسوم ولا تجعلوهم محجوبين على الإطلاق فإن لهم القدم الكبير في الغيوب وإن كانوا غير عارفين وعلى غير بصيرة بذلك .
ولذلك يحكمون بالظنون وإن كانت علوماً في أنفسها حقاً وما بينهم وبين الأولياء أصحاب المجاهدات إذا اجتمعوا في الحكم إلا اختلاف الطريق.
وكان غاية أولئك الكشف فكان ما أتوا به علماً في نفسه علماً لهم فدعوا إلى الله في ذلك الحكم على بصيرة .
قال عليه السلام في تلاوته القرآن : " أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي[يوسف : 108] .
وهم أهل المجاهدات الذين اتبعوه في أفعاله أسوة واقتداء فأوصلهم ذلك الإتباع إلى البصيرة وكان غاية المجتهدين غلبة الظن .
فكان ما أتوا به علماً في نفسه ظناً لهم فدعوا إلى الله على بصيرة .
فلهم حظ في الغيوب مقرر ولهم شرع منزل " من حيث لا يعلمون " .


35 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
"قال الشيخ في نص هذا التجلي : "لا تعترضوا على المجتهدين. . من حيث لا يعلمون".
فسمعته يقول في أثناء الشرح ، عند قوله : "فإن لهم القدم الكبيرة في الغيوب وإن كانوا على غير بصيرة".
ما هذا معناه : أي لكونهم يستنبطون الحكم على طريق غلبة الظن . وقد قرر الله تعالى حكمهم وثبته وجعله علما صحيحا في نفسه .
فهم وإن لم يقطعوا بأن ذلك الحكم مراد الله تعالی من دون جميع الأحكام التي تقبلها تلك المسألة ، بل غلبوا ظنونهم به .
فإن الحق جعل ذلك حكمه وقرر تلك الغلبة الظنية . وأما العارفون فعلموا حكم الله تعالى على بصيرة ، لكون الحق کشف لهم عن ذلك من اللوح المحفوظ ، وعاينوا ذلك مثبوتة .
فأمر الولي أن لا ينكر على علماء الرسوم علمهم لكونهم لم يصلوا إلى هذا الكشف الذي لم ينل بالسعايات ، إنما هو من مواهب الله تعالى ، فلعلماء الرسوم حظ من الغيوب وشرع منزل من حيث لا يعلمون .
فعلماء الرسوم أقرب إلى الرسالة لأنهم أخذوا من الملك وحيه ، من حيث لا يشعرون . وأخذ العارف من الحق سبحانه من غير واسطة ، أو یکاشف بها في اللوح المحفوظ .
ولا يصح للعارف أن يتلقى حكما شرعية من الملك على الكشف ، لكون هذه الرتبة رتبة الرسالة والنبوة فإن أخذ الولي الحكم عن الملك ، كما يأخذه 
الفقيه من وراء حجاب ، فهو في ذلك الحكم كالفقيه . وهذه مسألة مفيدة" .


35 - شرح تجلي التسليم
256 - مقتضى هذا التجلي إذعان نفس العارف لتقليد المجتهدين وإن كان ما أتى به علما في نفس الأمر علما له ؛ وما أتي به المجتهد علما في نفس الأمر ظنا له
فإن العارف إذا أخذ من الله بلا واسطة ، أو شاهد ما ثبت في اللوح المحفوظ، لا جائز له أن يجعل ذلك شرعا مالم يأخذ من طريق النبوة .
ومأخذ المجتهد هو الوحي المنزل في نفس الأمر؛ فجاز له أن يأخذه شرعا له ، فإنه أخذ من طريق النبوة .
فالمجتهد أقرب من الرسالة من العارف ؛ فإنه أخذ من النبوة بلا واسطة . والعارف أخذ من الله کشفة، أو من اللوح مطالعة ؛ ثم أخذ من النبوة بواسطة الحق واللوح على بصيرة من ربه .
وما أخذه العارف کشفا ، لا جائز له أن يحكم به على نفسه وغيره . وما أخذه المجتهد من الوحي بلا واسطة من النبوة ، جاز له أن يحكم به على نفسه وغيره . فإن ذلك أحكام تستفاد من الوحي استنباط ، بلا واسطة ، فعلى هذا لا بد للعارف أن يقلد المجتهد ولا يأبي عن تقليده .
ولذلك قال قدس سره :

 -257 ( لا تعترضوا على المجتهدين من علماء الرسوم ولا تجعلوهم محجوبين على الإطلاق) عما هو العلم في نفس الأمر، (فإن لهم القدم الكبيرة في الغيوب) فإنهم يطلعون على مراد الله ، فيما أنزل وحية، وعلى مراد النبي فيما يشرع أمرا ونهيا (وإن كانوا غير عارفين) في اطلاعهم (وعلى غير بصيرة بذلك) وكشف موصل إلى يقين ، ولا تصادمه الشبه (ولذلك يحكمون بالظنون وإن كانت ظنونهم في نفس الأمر (علوما في أنفسها حقا. وما بينهم وبين الأولياء أصحاب المجاهدات إذا اجتمعوا في الحكم ، إلا اختلاف الطريق ، فكان غاية أولئك) الأولياء ( الكشف، فكان ما أتوا به علما في نفسه علما لهم ؛ فدعوا إلى الله في ذلك الحكم على بصيرة.
قال عليه السلام في تلاوته القرآن:" أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " [يوسف/108] وهم أهل المجاهدات الذين اتبعوه في أفعاله أسوة واقتداء ؛ فأوصلهم ذلك الاتباع إلى البصيرة
وكان غاية المجتهدين غلبة الظن، فكان ما أتوا به علما في نفسه ظنا لهم ؛ فدعوا إلى الله تعالى على غير بصيرة
فلهم حظ في الغيوب مقرر، ولهم شرع منزل) منها (من حيث لا يعلمون).

.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: