الثلاثاء، 19 مايو 2020

المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  2966 - 2974  

قال له آخر : خبرني أيها المشهور ، ما الذي يجعلني أشعر في السفر بالسرور ؟

فإن تخبرني ، قل اضطرابي ، وبقي لي بعض الرشد في سيري ، إذ لابد من الرشد للرجل في الطريق الطويل ؛

حتى لا ينفر من المسير ، وإن حرمت من القبول ورشد الغيب ، فإنني أرد الخلق عن نفسي بكل عيب .

قال ( الهدهد ) : ما دمت موجودا معه ، فلتستشعر السرور ، وكن حرا ، حتى ولو كان الجميع عبيدا ، فإن تستطع روحك أن تسعد به ،

فسارع بجعل روحك المفعمة بالغم سعيدة به ، وسرور الناس في كلا العالمين متعلق به ، وانتصاب قبة الفلك متعلق به ،

ولتعش بعد ذلك متمتعا بسعادته ، وكن كالفلك دوارا شوقا إليه .

تكلم يا عديم المروءة ، فأي شيء أعظم منه ، حتى تكون سعيدا معه ولو للحظة واحدة .

المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 1

الأبيات من  2975 - 2981

عجبا ! لقد كان أحد المجانين يعيش في القفار ، وكان يستقر مع النمور بالليل والنهار ، وأحيانا كانت تسيطر عليه حالة جنونه ، فيفني عن نفسه .

وذات مرة استمرت هذه الحالة عشرين يوما ، وتبدلت حالته إلى حالة أخرى ، وقد قضى العشرين يوما من الصباح حتى المساء في رقص دائم وحديث لا ينقطع ،

حيث كان يقول :كلما كنا نحن الاثنين بمفردنا بعيدا عن الجميع ، ساد السرور كله واختفت الهموم .

كيف يموت من قلبه متعلق به ، فأسلم القلب له ، فهو يحب حبيب القلب ، وإذا ابتلي قلبك بالشوق إليه ، فلن يكون الموت من نصيبك مطلقا .

المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 2

الأبيات من 2982 - 2990

كان أحد العاشقين يبكي ساعة موته ، فسئل : لم هذا البكاء ؟

قال : إنني أبكي بكاء سحابة الربيع ، إذ يجب الإحساس بالألم في هذه اللحظة ، كما يجوز لي النواح الآن ، إذ كيف يموت قلبي وهو متعلق به ؟

قال له أحد جلسائه : إذا كان قلبك متعلقا به ، فإن تمت ، كان الموت فضلا وخيرا . . .

فقال العاشق : كيف يموت كل من تعلق قلبه باللّه ؟ وكيف يكون الموت من نصيبه ؟ وإذا كان قلبي في وصال دائم معه ، فإن موتي يكون غاية في المحال .  

إن سررت بهذا السر لحظة ، فليس لهذا الكنز مثيل في هذه الحياة ، وكل من تملكه السرور من وجوده ، انمحى من الوجود وتحرر منه ،

ولكن ليتملكك السرور من حبيبك على الدوام ، حتى لا تتساوى مع الطين في داخلك . . . 

المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 3

الأبيات من 2991 - 2997

قال العزيز : لقد مضت سبعون سنة ، حتى عمني السرور والغبطة ، إذ كان هذا الحسن هبة لي من اللّه ، وذلك لأنني على وصال مع اللّه . .

إن كنت مشغولا بالبحث عن العيب ، فكيف تستطيع أن تكون مسرورا بمحاسن الغيب ؟

فيا باحثا عن العيب ؛ كيف تستطيع رؤية الغيب بعين منقبة عن العيب ؟

فتحرر من عيبك أولا ، ثم أنعم بالسرور بالعشق المطلق للغيب .

إنك تدقق في تقصي عيوب الآخرين ، ولكنك في عمى عن إدراك عيوبك ، فإن تشغل بعيوب نفسك ، فستتقبل كل معيب مهما كانت عيوبه ! .

المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 4

الأبيات من   3007- 2998

كان هناك ثمل غاية في السكر ، وقد خرجت كل شؤونه بفعل السكر ، ومن كثرة تعاطيه الخمر الصافية المعتقة ، فقد وعيه كلية مما سيطر عليه من سكر ، فتضايق منه رجل عاقل ، ووضعه داخل غرارة ، وأمسك به حتى يسوقه إلى داره ،

فتقدم إليه ثمل آخر في الطريق ، وكان الثمل الآخر يشيع الاضطراب مع الجميع ، وعندما رأى الثمل الموجود في الغرارة ذلك الثمل الآخر ، تملكه الهم والاضطراب ،

وقال :أيها الثمل قلل ما أنت فيه ، حتى لا تفقد حريتك مثلي ! فما رآه ! وما لم يره ، هو حالنا ، وليس أكثر منه !

أنت تبحث عن العيب لأنك لست عاشقا ، ولهذا لا تليق بك هذه

الخصال ، ولكنك إذا خبرت العشق ولو قليلا ، فسترى العيوب كلها أفضالا .

المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 5

الأبيات من 2008 - 3019

كان هناك رجل شجاع القلب شديد البأس عشق امرأة طوال خمس سنوات ، وكان على عين تلك المرأة الفاتنة الشبيهة بالصنم غشاوة بيضاء ، ومع أن الرجل قد أكثر من النظر إليها ،

إلا أنه لم ير تلك الغشاوة على عينها ، لأن العاشق إذا كان ولها في عشقه ، كيف يتأتى له أن يدرك عيب معشوقه ؟

وبعد فترة ، أصاب الرجل في عشقه الفتور ، ووجد الدواء ، وضعف عشق تلك المرأة في قلبه ، وهان أمرها على نفسه ،

وهنا رأى الرجل عيب عين المعشوقة ، فقال : متى بدت هذه الغشاوة ؟

قالت له : في تلك الساعة التي قل فيها عشقك ، أصاب العيب عيني في التو والحال ، وما أن أصاب النقصان عشقك ، حتى بدا العيب في عيني ،

ولقد فعلت ذلك لما سيطر على قلبك من اضطراب ، فلتنظر إلى عيب واحد لك ، يا أعمى القلب  

ما أكثر ما بحثت عن عيوب الآخرين ، فلتبحث ذات مرة عن عيوبك أولا ، وما دام عيبك عليك ثقيلا ، فليس لك أن تهتم بعيوب الآخرين . .

""  تشبيه المرأة بالصنم في الأدب الفارسي ، تشبيه جميل يعبر عن جمال أخاذ ، وحسن يفوق كل وصف ."" 

المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 6

الأبيات من  3020 - 3023

كان المحتسب يضرب ذلك الرجل الثمل أيما ضرب ،

فقال الثمل :قلل أيها المحتسب ، فكم أنت مضطرب .

ولكثرة المال الحرام في هذه الأعتاب ، جئت ثملا تلهث ثم سرت في الطريق ، لذا فأنت أكثر سكرا مني ،

ولكن لم ير أحد هذا السكر ، فلا تتماد في الجفاء معي أكثر من ذلك أيضا ، وكن عادلا معي ولو قليلا أيضا . . .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: