الأحد، 17 مايو 2020

المقالة الثامنة عشرة عذر طائر آخر الأبيات من 1708 – 1793 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثامنة عشرة عذر طائر آخر الأبيات من 1708 – 1793 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثامنة عشرة عذر طائر آخر الأبيات من 1708 – 1793 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة الثامنة عشرة عذر طائر آخر الأبيات من 1708 – 1742

قال له آخر : أيها المعين والرفيق إنني لا أستطيع قطع الطريق ، إنني عديم القوة شديد الوهن ، ولم يعرض هذا الطريق أمامي مطلقاً ،

إنه واد بعيد وطريقه عظيم المشاق ، لذا فإنني أموت في أول مراحله وما أكثر الجبال المحرقة في الطريق ، إن هذا العمل ليس في مقدور كل مخلوق ،

وفي هذا الطريق تصبح مئات الألوف من الرؤوس كرات ،

 وما أكثر أنهار الدم التي سالت فيه وفاضت ، وفيه عجزت آلاف العقول ، ومن ذا الذي لا يطأطيء الرأس أمام السر ؟

وفي مثل هذا الطريق الذي يسحب الرجال فيه بلا رياء وشاحاً على رؤوسهم من الخجل والحياء ، ماذا يتأتى مني أنا الضعيف غير الغبار ؟

فإن أعزم على المسير أمت من الألم والحسرة .

قال له الهدهد : يا من سيصيبك الهزال أكثر من هذا إلى متى سيبقى قلبك في الأسر أكثر من هذا ؟

إذا كان لك حظ عسر في تلك الحياة ، فسواء مت أم لا فكلا الأمرين واحد ، الدنيا من أولها إلى آخرها دار نجاسة يموت الناس فيها متعاقبين ومئات الألوف من الخلق يموتون متأوهين ،

وذلك من الألم في الدنيا وكأنهم ديدان صفراء ، وإن كنا سنموت فيها متأوهين في النهاية ، فهذا أفضل من التألم في عين النجاسة ،

وإذا كان هذا الطلب خطأ منك ومني فهذا أمر مقبول كذلك مني حتى ولو أموت من الغم ، وإذا كانت الأخطاء وفيرة في الدنيا فلتتخيل أن هذا خطأ آخر كذلك .

إذا كان العشق مبعث سوء لأحد فهو أفضل من حرفتي الكناس والحجام ، وكثيرون من الخلق قطاع طريق يجرون وراء هذه الجيفة الدنيوية ،

ولتعتقد أن العشق أقل من السرقة حيث أنه أقل غماً بالنسبة لك من السرقة ، وكيف تجعل قلبك من هذا العشق بحراً إن كنت بالسرقة تعشق الكل ؟

وإن يقل شخص إن هذا العشق غرور فكيف تصل هناك ولم يدركه أحد قط ؟ وإن أقدم روحي في غرور هذا العشق يكن هذا أفضل من ربط القلب بالمنزل والمتجر ..

ولقد رأينا كل هذا وبه سمعنا ولكن لم نتخل لحظة واحدة عن أنفسنا .

لقد صعب أمرنا بفعل البرية ، فما أكثر تاركي الصلاة الأذلاء منهم ،

 إن لا نمت عن أنفسنا ونتطهر عن الخلق فلن تخرج أرواحنا طاهرة من الحلق ، وكل من لا يقطع صلته بالخلق كلية ،

موته أفضل حيث لا يكون محرماً لهذه الحجب ، ومحرم هذه الحجب هو الروح اليقظة ، ومن يحيا بالخلق لا يكون خليقاً بالطريقة ،

فاخط فيه إن كنت خليقاً بأفعال الرجال وإلا فلتكن كالنساء ، وفي النهاية عن كل هذه المشاق تخل وتعلم العلم اليقين ،

حتى ولو كان هذا الطلب من باب المحال فهو العمل الحق وليس شيئاً هيناً ، الثمار تعلو شجرة العشق فقل لمن توفر لديه العزم لترفع رأسك .

وإذا سكن العشق قلباً سارع القلب بالسيطرة على روح ذلك الشخص ، والرجل الذي تسيطر عليه هذه الآلام يخرج مضطرباً من بين الحجب ،

ومن لا ينج لحظة من نفسه تقتله نفسه ثم تطالب بالدية ، وإن تعطه ماء فما أعطته إلا الأذى والعلة ،

وإن تقدم إليه خبزاً فلن يكون إلا خبزاً معجوناً بالدم ، أما من كان في الضعف أكثر عجزاً من النملة أمده العشق كل لحظة بقوة هائلة ،

وإن يسقط إنسان في بحر الخطر والهم فكيف يستطيع أن يأكل كسرة خبز دون غم ؟

المقالة الثامنة عشرة حكاية 1

الأبيات من 1743 – 1762

رحل الشيخ الخرقاني إلى نيسابور فأصابه ألم الطريق كما أصابه الإعياء ، فقضى أسبوعاً داخل زاوية مرتدياً خرقة وكان في غاية الجوع دون مئونة ،

وما أن انقضى الأسبوع حتى قال : أيها الخالق لتمنحني رغيفاً ووفقني في قطع الطريق .

قال له هاتف : لتكنس ولتنظف في هذه اللحظة ميدان نيسابور عن آخره من الأتربة ، وعندما تكنس تراب الميدان عن آخره ستجد نصف دانق ذهباً فاشتر بعد ذلك الخبز واطعمه .

فقال : إن كنت أملك غربالاً ومكنسة ، فلم كانت مشقتي من أجل الخبز ؟

إن كبدي خاوية من كل رمق ، فامنحني يا إلهي القوت دون مشقة ولا تسفك دمي .

قال الهاتف : إذا كانت الراحة لازمة لك ، فاكنس التراب فإن الخبز ضرورة لك أيضاً .

ذهب الشيخ وتحمل الكثير من المشقة حتى استدان من شخص الغربال والمكنسة ثم كنس التراب بسرعة ، وفي النهاية وجد قطعة الذهب في آخر الغربال ، وعندما وجد الذهب سعدت نفسه وأسرع صوب الخباز واشترى الخبز ، وما أن أعطاه الخباز الخبز حتى نسي مكنسته وغرباله ،

فاشتعلت النار في روح الشيخ وسارع بالعدو وتعالى صياحه ثم قال : لا وجود لمن يشبهني في حيرتي إنني لا أملك ذهباً فكيف أدفع عنها دية ؟

وأخيراً أصابه الجنون والوله واعتكف في الخرابة ، وما أن جلس بالخرابة مهموماً مغموماً حتى رأى غرباله ومكنسته معاً ،

ففرح الشيخ وقال : إلهي لم جعلت الدنيا تظلم في وجهي ؟

لقد جعلت خبزي سماً لروحي ، فقل : لتعد روحي وليمض خبزي .

فقال له الهاتف : يا سييء الطوية لا يطيب الخبز من غير إدام ، فما أن وضعت أنت الخبز وحده حتى زدت أنا عليه الإدام فكن ممتناً .

المقالة الثامنة عشرة حكاية 2

الأبيات من 1763 – 1775

كان هناك عاشق جياش القلب يسير عارياً والناس في أبهى ثوب ، فقال : إلهي جد علي بجبة محكمة واجعلني سعيداً ككل البرية .

صاح به هاتف وقال : كن حذراً لقد أعطيت شمساً حامية فاجلس فيها .

قال : يا رب إلى متى تصليني بعذابك ؟ إن الجبة لا تفضل الشمس لديك .

قال الهاتف : امض واصبر عشرة أيام أخر حتى أهبك جبة دون أن تلفظ بحرف آخر .

وما أن انقضت الأيام العشرة حتى أحضر إليه رجل ولهان آلاف الرقاع مخيطة ، لقد أحضر إليه العديد من الرقاع لأن ذلك المحسن كان في فقر مدقع .

وأخيراً قال ذلك العاشق : أيها العالم بالسر لقد خطت هذه الأثمال فربما أفادتك ذات يوم ، فهل احترقت ملابسك في خزائنها حتى وجب عليك خياطة تلك الرقاع معاً ؟

وإن كنت قد خطت هذه الأثمال وقمت بوصلها فممن تعلمت فن الحياكة ؟

العمل ليس سهلاً في أعتابه ويلزمك أن تكون تراباً في طريقه ، وما أكثر الذين وفدوا إلى هذه الديار من بعيد ، فاحترقوا بناره وأضاءوا بنوره ،

وما أن وصلوا إلى مقصودهم بعد عمر مديد حتى وقعوا في الحسرة دون أن يروا المقصود .

المقالة الثامنة عشرة حكاية 3

الأبيات من 1776 – 1787

سلكت رابعة الطريق إلى الكعبة في سبع سنوات ، سلكته زاحفة على جنبها ، فما أعظمها إنها تاج الرجال ،

وما أن اقتربت من الحرم حتى قالت : لقد أتممت في النهاية حجتي ، وفي يوم الحج يممت وجهها شطر الكعبة

 وقالت : يا ذا الجلال لقد قطعت الطريق زحفاً سبع سنوات طوال ،

لقد رأيت يوماً كله هموم حيث طرحت في طريقي أشواك وأشواك ، فإما أن تمنحني القرار في محرابك وإلا فدعني في داري .

ولعدم وجود عاشق لرابعة فكيف يمكن معرفة قدر صاحبة الواقعة ؟

طالما تداوم الطواف ببحر الفضول فإن الأمواج تتلاطم بين رد وقبول ، ويسمح لك أحياناً بالمثول إلى الكعبة وأحياناً يوجهونك نحو الدير،

فإن تخلص رأسك من هذه الدوامة تزد راحة بالك كل لحظة ،

وإن تظل بهذه الدوامة فما أكثر ما تدور رأسك كالطاحونة ولن تجد لحظة تنعم فيها بالراحة إذ سيضطرب وقتك بسبب بعوضة واحدة .

المقالة الثامنة عشرة حكاية 4 

الأبيات من 1778 – 1793

سكن أحد العاشقين المساكين ركناً ، فذهب صوبه ذلك العزيز ذو الشهرة وقال : إنني أرى فيك كفاءة وفي كفاءتك سعادة وهناءة .

قال : كيف أجد راحتي لدى أي فرد ، ولا خلاص لي من البراغيت والذباب ، كم يؤلمني الذباب طوال النهار كما لا يغمض لي جفن من البراغيث أثناء الليل ،

لقد استقرت البعوضة في رأس النمرود فأصيب عقله بالحيرة وقلبه بالغم ،

فلعلي نمرود زماني حتى يكون نصيبي من حبيبي عذاب الناموس والبعوض والذباب .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: