الأحد، 17 مايو 2020

المقالة السابعة عشرة اعتذار طائر الأبيات من 1629 – 1707 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة السابعة عشرة اعتذار طائر الأبيات من 1629 – 1707 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة السابعة عشرة اعتذار طائر الأبيات من 1629 – 1707 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة السابعة عشرة اعتذار طائر الأبيات من 1629 – 1638

قال له طائر : يا من له السبق بأي حق كان لك علينا السبق ؟ أنت تشبهنا ونحن مثلك تماماً فلم نشأ هذا التفاوت بيننا ؟

أي ذنب اقترفته أرواحنا وأجسادنا حتى يكون الشراب المصفى من نصيبك والثمالة من نصيبنا ؟

قال الهدهد : أيها الطائر ، كان سليمان يديم النظر إلي في كل أوان ، وما حصلت على ذلك بذهب أو فضة ، وإنما تتأتى هذه المكانة من نظرة واحدة ،

وإن تتحقق لشخص هذه الطاعة فكم يحاول إبليس عرقلة تلك الطاعة ،

وإن يقل شخص إن الطاعة غير واجبة فستحل اللعنة عليه كل ساعة فلا تتخل عن الطاعة لحظة واحدة ،

ولا تقم وزناً لما تأمرك به نفسك من طاعة فاقض العمر كله في طاعة ، حتى تحظى من سليمان بنظرة ، فإذا أصبحت مقبولاً لدى سليمان فقد تحظى بأكثر مما أقول .

المقالة السابعة عشرة  حكاية 1

الأبيات من 1639 – 1663

قيل إن السلطان محموداً انفصل ذات يوم عن جيشه قضاء وقدراً ، وكان يقود حصاناً له سرعة الريح ، فرأى طفلاً يجلس على شاطيء البحر وقد ألقى الطفل شباكه في قاع البحر ، فقرأه السلطان السلام وجلس إلى جواره ، وكان الغلام يجلس غاية في الهم والحزن إذ كان قلبه حزيناً وكانت روحه في وهن .

قال السلطان : أيها الغلام لم تبدو مهموماً ؟ إنني لم أر أحداً مثلك مغموماً .

فقال له الغلام : أيها الأمير ذو الفضل الوفير ، إننا سبعة أطفال بلا والد في هذا الزمان ، ولنا أم مقعدة ، ونحن غاية في الفقر دون عائل ، فمن أجل السمك ألقي شباكي ، وكل يوم أقيم هنا حتى المساء ، فإن أصد سمكة بكل مشقة فهي قوتنا أيها الأمير كل ليلة .

قال السلطان : أتقبل أيها الطفل المغموم أن أكون لك شريكاً ؟

قبل الطفل ، وشاركه السلطان حيث ألقى بالشبكة في البحر ، وما أن أمسك السلطان بشبكة الغلام ، لا جرم أن صاد مائة سمكة في ذلك اليوم ، فما أن رأى الطفل السمك وفيراً أمامه حتى قال : ما هذا الحظ ؟

إنني أعجب من نفسي فكم أنت سعيد الحظ أيها الغلام إذ وقع هذا السمك الوفير في شباكك اليوم .

فقال له السلطان : أيها الغلام ، لن تضل أبداً إن كنت على معرفة بكيفية صيد السمك ، وبي كان حظك في هذا الزمان حيث كان صائد سمكك هو السلطان .

قال هذا وامتطى صهوة جواده ، فقال الصغير : لتضع نصيبك على حدة ،

فقال السلطان : حصاد اليوم لك وما يصطاد غداً يكون لي ، وصيدنا غداً ستقوم به وحدك ، حيث لا أعطي صيدي لأحد .

عندما عاد السلطان إلى البلاط في اليوم التالي كان يفكر في أمر الشريك ، فذهب القائد واستدعى الغلام ، وأجلسه السلطان على العرش لما له من حق المشاركة ، فقال صاحب الفضول : أيها السلطان إنه شحاذ مسكين ،

فقال له السلطان : مهما يكن من أمر فهو شريكنا وما دمت قد قبلت فلا أستطيع رده ، قال هذا ونصبه سلطاناً ، فوجه سائل إلى الصغير سؤالاً : من أين تم لك هذا الكمال في النهاية ؟

قال : لقد أقبل الفرج وولى الحزن لأن صاحب الحظ قد مر بي .

المقالة السابعة عشرة  حكاية 2

الأبيات من 1664 – 1679

قتل أحد الملوك مجرماً عقاباً له ، وفي نفس الليلة رآه صوفي في المنام ، رآه يتجول باسماً في جنة عدن ، كان يتجول مسروراً أحياناً ومتبختراً أحياناً ،

فقال له الصوفي : لقد كنت للدماء سفاكاً وكنت بيننا ذليلاً أفاقاً ، فمن أين أحرزت هذه المنزلة ؟

إن ما فعلته لا يمكن أن يصل بك إلى هذه المرتبة .

قال : عندما سال على الأديم دمي مر في تلك الآونة حبيب العجمي ، وفي الخفاء رمقني الشيخ بنظرة من طرف عينيه ، فأصبت هذا الشرف ومائة مثله بعزة تلك النظرة منه ، وكل من أصابته نظرة حظ ، وقفت روحه في لحظة واحدة على مائة سر ،

"" أضاف المحقق :

حبيب العجمي : كان يقرض بالربا في بداية حياته ، ثم تاب على يد حسن البصري ، وورد عن حسن البصري أن لسانه كان أعجميا ، ولم يكن جاريا على العربية ، وقد عوقب البصري من اللّه لأنه رفض أن يصلي وراء حبيب لعجمة لسانه .

( انظر تذكرة الأولياء ج 1 ص 43 - 48 ، وكشف المحجوب ، الترجمة العربية ج 1 ص 297 - 298 ) . أهـ ""

وإن لم يشملك أحد بنظرة فكيف يتم لك معرفة خبر يقين عن وجودك ، وإن كنت تكثر من الجلوس وحيداً فلن تستطيع قطع الطريق بلا مرشد فالطريق يلزمه مرشد فلا تسلكه بمفردك ، ولا تسلك هذا البحر عن طريق التخبط والعمى ، بل لا بد لك من شيخ في المسير حتى يكون ملاذاً لك من كل أمر عسير ،

وإن كنت لا تعرف الطريق من البئر فكيف يمكنك قطع الطريق بلا دليل ؟ وليست لك عين بصيرة كما أن الطريق ليست قصيرة ،

والشيخ في طريقك هو هادي مسيرك ، وكل من يكون في ظل صاحب الحظ ، لا يمكن أن يصيبه مكروه في الطريق ، وكل من يسير على الدوام في ركاب الجد يصبح الشوك في يده طاقة ورد .

المقالة السابعة عشرة  حكاية 3

الأبيات من 1680 – 1707

خرج السلطان محمود إلى الصيد وفجأة انتحى جانباً عن الجند ، وكان هناك حطاب مسن يسوق حماره ، فسقط الحطب منه ووقف حزيناً يحك رأسه ، فرآه محمود على هذه الحال وقد سقط حطبه ووقف ذليلاً كالحمار ، 

فتوجه إليه محمود وقال : أتريد المساعدة أيها الكسير البال ؟

قال : أريدها أيها الفارس فإن تساعدني فأي شيء في ذلك ؟ أفيد أنا ولن تصاب أنت بضر ، إنني أرى التوفيق في وجهك المشرق وليس اللطف غريباً عن كل ذي وجه مشرق .

ترجل السلطان من كرمه ومد يداً كالورد نحو الحطب ووضع صاحب العظمة الكومة فوق الحمار ، وعاد بعد ذلك إلى جنده مرة أخرى،

وقال للجند : إن حطاباً مسناً موجود هنا ومعه حماره محملاً بالأحمال فاقطعوا الطريق عليه حتى يقع وجهه على وجهنا ، فقطع الجند الطريق على الشيخ حتى لم يعد أمامه من طريق سوى طريق السلطان ،

فقال الشيخ لنفسه : كيف أقطع الطريق بحمار هزيل وأمامي جيش عظيم ؟ ومع أنه كان يخشى رؤية السلطان إلا أنه اضطر أن يسير صوب السلطان .

وأخيراً قاد حماره النحيل حتى قرب من السلطان ، وما أن رآه حتى اعتراه الخجل ، إذ رأى تحت الخيمة وجهاً يعرفه فوقف في ذلة وضراعة

وقال : إلهي لمن سأشرح حالي وقد جعلت محموداً حمالي ؟

فقال له السلطان : أيها الشيخ المهموم ما قصتك ؟ اسردها أمامي .

قال : أنت تعلمها ، فدع هذه المواربة ولا تبد كأنك أعجمي وكف عن المداعبة ،

 إنني شيخ فقير أعمل حطاباً أقضي نهاري وليلي في الصحاري أجمع الأشواك والحطب ، فأبيع الحطب وأشتري الخبز القفار ،

 ألا تستطيع أن تكفل لي الرزق ؟

قال السلطان : أيها الشيخ الكسير ما ثمن حطبك لأنقدك إياه ذهباً ؟

فقال : أيها السلطان لا تشتر مني بثمن بخس ، فلن أبيعه رخيصاً فأعطني غرارة مليئة بالذهب .

فقال الجند : الصمت أيها الأحمق إن هذا يساوي حبتي شعير فبعه بأتفه ثمن .

فقال الشيخ : إنه يساوي حبتي شعير ولكن الثمن يختلف لعظم المشتري .

فحينما وضع السلطان يده على حطبي ، أحال أشواكي إلى مائة روضة ، فمن يرد شراء هذه الأشواك فليشتر أقل شوكة منها بدينار ،

لقد شاكني اليوم بالعديد من أشواكه ، حتى جاه عظمته ووضع يده على شوكي ،

ومع أن هذه الأشواك بخسة الثمن ، ولكن بفضل يده فهي تساوي مائة روح .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: