الاثنين، 18 مايو 2020

المقالة الثانية والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1999 – 2050 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثانية والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1999 – 2050 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثانية والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1999 – 2050 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة الثانية والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1999 – 2006

وقال له آخر : لقد قطع علي إبليس الطريق أثناء الحضور بما ألقاه في قلبي من زهو وغرور ،

ولأني لا أستطيع مغالبته فقد ثار الاضطراب في قلبي من غبنه فكيف أستطيع النجاة منه وتكون لي حياة من خمر المعنى ؟

قال الهدهد : ما دامت هذه النفس الشبيهة بالكلب أمامك فهل يفر إبليس مسرعاً من صدرك ؟

خداع إبليس قد ألبس عليك حتى أن نزواته قد تولدت فيك واحدة واحدة فإن تحقق لنفسك رغبة واحدة فإنها تولد بداخلك مائة إبليس والسلام ،

وموقد حمام الدنيا الشبيه بالسجن قد أصبح كله من إقطاع الشيطان فكف يدك عن إقطاعه حتى لا يكون له أي صلة بك على الإطلاق .

المقالة الثانية والعشرون حكاية 1

الأبيات من 2007 – 2014

ذهب غافل صوب عابد في صومعة واشتكى كثيراً من إبليس حيث قال : لقد قطع إبليس علي الطريق بتلبيسه كما أفسد علي تديني بوقاحته .

فقال له الرجل : أيها الشاب العزيز لقد جاء إبليس قبلك أيضاً وكان يشتكي وهو مستاء منك كما وضع التراب على رأسه بسبب ظلمك

وقال : إن الدنيا جميعها إقطاعي ومن يعاد الدنيا فليس خليقاً بي ،

فقل له : امض في طريقك وكف يدك عن إقطاعي حتى لا يكون لإنسان قط أي صلة بك فكل من خرج من إقطاعي بالتمام لا يكون لي معه أي أمر والسلام . 

المقالة الثانية والعشرون حكاية 2

الأبيات من 2015 – 2037

قال ذلك العزيز لمالك بن دينار : إنني لا أدرك حالي فهل أنت كذلك ؟ إنني أطعم الخبز على خوان الحق ثم أنفذ جميع أوامر الشيطان .

قال مالك بن دينار : أيها البر الكريم لقد صاد الشيطان الكثيرين مثلك كما انتزعك الشيطان من الطريق فعدمت الحول ولم يبق لك من الإسلام غير القول ، وقد أصبحت أسير الدنيا الدنية وعلا الغبار مفرقك وكأنك جيفة ،

فإن كنت أقول لك : تخل عن الدنيا إلا أنني في هذا الزمان أقول لك احرص عليها ، لقد أسلمتها كل حظ كان لك فكيف تستطيع التخلي عنها بسهولة من يدك ؟!

يا من غرق في بحر الطمع مما به من غفلة إنك لا تعلم من أجل أي شيء ستعمر ، لقد لبس العالمان رداء المأتم ويذرفان الدمع وأنت ما زلت تتردى في معصيتك ، لقد سلب حب الدنيا ذوق إيمانك كما سلب الطمع في هذا وذاك روحك .

ما الدنيا إلا وكر للحرص والطمع وهي ما تبقى عن فرعون والنمرود ، أما قارون فقد مضى وولى كما أصيب شداد بالشدة والمحنة ،

وقد قال الحق تعالى : إن اسمها الفانية إلا أنك ترديت في شباكها وطالما لحقك أذى هذه الدنيا الدنية فستكون جيفة في هذه الفانية ،

وكل من يصيبه الضياع في ذرة من هذه الفانية متى يستطيع أن يكون خليقاً بالرجولة ؟

وستبقى طوال الليل والنهار حائراً ثملاً حتى تمدك الفانية بأي عون ولكن من يتحد لحظة مع الدنيا يصبه النقصان كثيراً في الدنيا ..

ما عمل الدنيا إلا بطالة وما البطالة إلا أسر للجميع وما الدنيا إلا نار موقدة إذ تحرق العديد من الخلق في كل لحظة ،

وعندما يزداد لهيب هذه النار فمهما كان الرجل شجاعاً فهو يولي منها الفرار فكن شجاعاً أو اغمض عينك عن هذه النار وإلا فاحرق نفسك كالفراشة بهذه النار،

وكل من عبد النار كالفراشة فجدير بذلك المغرور الثمل أن يحرق ،

وهذه النار تحيط بك من كل جهة وستحترق بها كل لحظة فانظر حتى تعرف أين مكانك وحتى لا تحرق مثل هذه النار روحك .

المقالة الثانية والعشرون حكاية 3

الأبيات من 2038 – 2046

قال أحد السادة وقت الصلاة : إلهي امنحني التوفيق والرحمة ، فسمع واله هذا القول منه

وقال : إنك تأمل في الرحمة على عجل منه إن الدنيا لا تتسع لك من فرط دلالك كما أنك في كل زمان تتبختر بدفع من كبريائك ،

لقد شيدت قصراً يناطح الفلك وزينت جدرانه الأربع بالذهب واتخذت عشرة غلمان وعشر جوار فكيف تكون الرحمة بين هذه الحجب الكثيفة ؟

فتنبه ، فعلى الرغم من كل هذه الأعمال فلك حق طلب الرحمة !

فليتملكك الخجل ، وإن كان نصيبك مثلي رغيفاً واحداً ففي تلك الآونة يكون لك حق في الرحمة وإن لم تحول وجهك عن الملك والمال فلن تتبقى لك زفرة واحدة بأي حال ،

فأشح بوجهك في هذه الساعة عن الكل حتى تفرغ كالرجال من الكل ..

المقالة الثانية والعشرون حكاية 4

الأبيات من 2047 – 2050

قال رجل متدين : إن جماعة من السفلة قد حولوا وجه أحدهم أثناء احتضاره إلى القبلة ، قبل ذلك كان يجب أن يحول وجه ذلك الجاهل إلى القبلة على الدوام ،

إذاً ما جدوى أن تزرع الغصن في الخريف ؟

وكذلك ما جدوى أن يحول الوجه الآن إلى القبلة ؟

لأن من يحول وجهه في تلك الآونة يمت جنباً فلا تبحث عن الطهر لديه .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: