الثلاثاء، 26 مايو 2020

مقدمة الشارح صدر الدين القونوي ومقدمة المصنف . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

مقدمة الشارح صدر الدين القونوي ومقدمة المصنف . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

مقدمة الشارح صدر الدين القونوي ومقدمة المصنف . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

شرح كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي

مقدمة القونوي لشرح كتاب الشّجرة النّعمانيّة

بشرح صدر الدّين محمّد بن إسحاق القونوي تأليف الشّيخ الأكبر محيي الدّين محمّد بن علي بن محمّد ابن عربي الحاتمي المتوفى 638 هـ ضبطه وصحّحه وعلّمه عليه الشّيخ الدّكتور عاصم إبراهيم الكيّالي الحسيني الشّاذلي الدّرقاوي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا فتّاح يا عليم

الحمد للّه الذي بيّن التبيان لأهل العرفان في كل زمان وأوان بما أودع في الفرقان ، ومن أسرار حركات الاقتران ، الدالة على حوادث الأقاليم والبلدان ، بحكم ما قدّره الباري سبحانه وأراده من غير زيادة ولا نقصان ، أحمده هو المحسان وأشكره وهو البديع المنّان ، وأشهد أن لا إله إلّا هو وحده لا شريك له ، الملك الديّان ، وأشهد أن سيد الخلائق محمد المصطفى من خاص خواص خلاصة نسل عدنان ، صلّى اللّه عليه وعلى آله وأصحابه الذي جاء بمدحهم القرآن في قوله تعالى :يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً[ الفتح : 9 ] .

صلاة وسلاما يدومان بدوام الأكوان إلى يوم الفوز والغفران .

أما بعد . . .

فإن الحرف الأول في الكاف والنون قال اللّه تعالى :" إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " [ النحل : 40 ] .

وقد أراد بما كان في غامض علمه من إيجاد الكائنات وخفض الأرضين ورفع السماوات واستخلاف خليفة جامعا لمفترقات المكنونات ، سماه آدم وعلّمه أسماء ما تأخر وما تقادم في جملة ما أعلمه به ما تختص به ذريته جيلا بعد جيل إلى حصول نفخة إسرافيل ، وأمره إعلام خواص بنيه بذلك النبأ العظيم فتلقى عنه ولده شيت ثم أنوش ثم الأخص فالأخص إلى إدريس ، وهلم جرا إلى أن تمت الأدوار ومرت الأذكار وانتهى الأمر إلى دور السيادة المحمدية ، فانحصر فيما آتاه اللّه الأول والآخر والباطن والظاهر .

قال اللّه تعالى :ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ[ الأنعام : 38 ] .

وشيء أنكر النكران . .

فالكتاب المبين حاو للعلوم الحقيّة والعلوم الخلقيّة ما شذّ عنه شيء ، فهو الأمر المعجز لكون أمه السبع المثاني حوت علوم المحسوسات

والمعاني إذا تأملها الحاذق النحرير والعلامة الخبير وجدها الأنموذج الجامع والنور الساطع اللامع ، في أول آية منها جميع المعاني ما اشتملت عليه من الأسرار ، 

بل في نقطة الباء منها جميع حقائق الأدوار فهي كالأس للبناء ، 

وفيها بلوغ المنى لكونها نقطة الدائرة الوجودية ولمعة الأنوار اللاهوتية ، 

والدائرة بطرفيها قد دارت عليها ظاهرة بمراتبها كما رتبها العزيز الحكيم من عرش وفرش ومحو ونقش وتخطيط أقاليم وتقديم أقانيم ، 

فمن ذلك ما أشار إليه الكتاب العزيز بأنواع البيان وضروب التبيان في الإخبارات التي ظهرت في الآيات الشريفة والأحاديث المنيعة ، 

وكتب الشرع مشحونة بذلك وصدور عظماء الصحابة مملوءة من علوم أخبار الممالك ، ولم تزل الكمل من الصحابة والتابعين يعظمون قدر هذا العلم ويعلون منارته ويجلون مقداره كالإمام علي رضي اللّه عنه وكأبي هريرة وحذيفة ابن اليمان وأحزابهم ،

مما سمع ودعي حتى انتهى الأمر إلى قطب دائرة المحققين وارث علوم الأنبياء والمرسلين الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر سيدي محمد محيي الدين محمد العربي الحاتمي الطائي الأندلسي رضي اللّه عنه ونفعنا به ،

 فنظر في العلوم الحرفية والأسرار الجفرية نظر منصف غير متعسف ، وأفرد لكل قطر من الأقطار ما يليق به من الأخبار التي عليها المدار في سائر الأمصار بكل الأعصار ،

فمن أجل ما استخرجه الإمام المذكور من جفر الجفور دائرة شريفة سماها الشجرة النعمانية في الدولة العثمانية تكلم فيها برموز جلية وأسرار خفية عليّة ، خصص بها مصرا دون غيرها من الأمصار ونبّه على ما يتصل بها وما ينفصل عنها من أخبار الديار وما يرد عليها من المسرات والمضار ، جعل الابتداء فيها من قران النحسين ووبال الاثنيين في المغربين ، والانتهاء إلى مقابلة المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان ولم يسمح الزمان بمثل تلك الدائرة لكونها لكل الدوائر قاهرة بأخبار القاهرة . . .

ولما أطلعني اللّه على ما فيها من الرموز والإشارات أحببت أن أشرحها شرحا كافيا يحل مشكاتها ويوضح مراداتها . .

فاستخرت اللّه سبحانه وتعالى وما خاب من استخاره على ما جرت به عادة كل مستمد من الإمداد الرباني والفيض الصمداني ،

واستعنت به تعالى وتوسلت إليه بأشرف خليقته وخير بريته صلى اللّه عليه وسلم في إتمام ذلك إنه ولي التوفيق ،

واقتفيت أثر السلف الصالح في تكثير السواد بالمحبة التي هي غاية المراد وبالتشبه وهو من الأسباب الموصلة إلى طرق الرشاد ،

ووضعت أساس هذا الشرح ورتبته على مقدمة وثلاث فصول وخاتمة واللّه تعالى ولي التوفيق المرجو المأمول من لطفه أن يسهل إيراده ويجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به ممليه وسامعه .

كما يسر تحصيل جوامعه إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير .

مقدمة الشيخ الأكبر

اعلم أيها الأخ الصفي والخل الوفي أن شرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع هذا العلم الدلالة على قدرة الباري جلّ وعلا 

لكونه من جملة العلوم السرية الباحثة عن أسرار القدر بما يشير إليه من الودائع المخزونة في كنوز الحروف التي عليها المدار ، 

فمن وفقه اللّه تعالى لفهم تلك الرموز الحرفية عرف جميع الأصول الجفرية المرتبطة بدلالات الاقترانات الفلكية المسلطة على أقطار الدائرة الكونية وحصول تأثيراتها في أركان الدائرة بالحوادث والوقائع المؤثرة في أحايينها وأناتها كائنة ما كانت ومن لا فلا . .

ولما كان الأمر على ما بيّنّاه نقول وباللّه التوفيق إن الأمر في نفسه مبني على الكواكب السبعة ، وعلى البروج الاثني عشر ،

وعلى المنازل الثمانية والعشرين منزلة ، والجميع على الأسم الأعظم الذي هو نقطة الدائرة المحرك للكل بتقدير العزيز العليم المريد القادر الحكيم هذا التفضيل الصحيح الحقاني

فافهم واللّه سبحانه وتعالى أعلم وباللّه التوفيق .

 العودة إلى الفهرس

الموضوع التـــــــالي .... الموضوع الســـابق

مقدمة القونوي ومقدمة المصنف على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: