الثلاثاء، 5 مايو 2020

84 - شرح تجلي بأي عين تراه للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

84 - شرح تجلي بأي عين تراه للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

84 - شرح تجلي بأي عين تراه للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
84 - متن تجلي بأي عينٍ تراه  
إذا تجلى الحبيب باي عينٍ تراه ؟ . . . بعينه لا بعيني فما يراه سواه .
فمن زعم أنه يدركه على الحقيقة فقد جهل .
وانما يدركه المحدث من حيث نسبته إليه . كما علمه من حيث نسبته إليه .
فالمحب لا يرى محبوبه بعين محبوبه . ولو رآه بعينه ما كان محباً .
والمحبوب يرى محبه بعين المحب لا بعينه .
وربما يقال في هذا المقام :
فكان عيني فكنت عينه . . . وكان كوني وكنت كونه
يا عين عيني يا كون كوني . . . الكون كونه والعين عينه

84 - إملاء ابن سودکین : 
« ومن شرح تجلي بأي عين تراه ، نصه :
«إذا تجلى الحبيب
........ والكون كونه ...
= قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه هذا التجلي ما هذا معناه :
قوله : «بأي عين تراه» هذا استفهام. 
فإذا قرأته أجبت: تراه بعين الحق، كما قال تعالى : "كنت سمعه وبصره" فحينئذ يعلم أنه ما رأي الحق إلا الحق . 
قوله : «المحب یری محبا»
وانظر إلى قوله تعالی : «کنت بصره» أي بنسبة خاصة كان العبد عليها، اقتضت تلك النسبة أن يكون الحق بصره . 
واعلم أني إذا رأيتك لا بعلمی منك فقد رأيتك بعيني ولنفسي، وإذا رأيتك لعلمي منك أنك تحب أن أراك ، فقد رأيتك بعينك لا بعینی. وكذلك الحق معك ؛ إنما يراك بعينك لا بعينه ، لأنه لو تجلى لك كما ينبغي لجلاله لتدكدك وجودك وانعدمت. 
وإنما يتجلى لك تعالى بأمر يناسب وجودك ويوافق ذاتك. 
فما رآك الحبيب أيضا إلا بعينك ، كما رأيته بعينه : بنسبتين مخصوصتين بكل واحد من الحب والمحبوب ، على ما يليق به . 
وقوله في آخر التجلي : "فكان عيني فكنت عينه" أي لكون كل من المحبين تصرف على مراد محبوبه . والسلام ".

84 - شرح تجلي بأي عين تراه

434 - الرؤية في هذا التجلي ، قد تضاف إلى المحب ، وقد تضاف إلى المحبوب . فإن أضيفت إلى المحب فهو: إما يراه بعينه أو بعين المحبوب . والرؤية إنما تصح بحكم المحاذاة وبحسبها
بين الرائي والمرئي ، ولا بقاء لعين المحب إلا إذا كانت الرؤية بعين المحبوب . 
على مقتضی : کنت له بصرا . 
فإن رأى المحب في هذا التجلي بعين نفسه شيئا فهو راء نفسه بصورة الوقت في مرآة المحبوب. 
وإن أضيفت الرؤية إلى المحبوب فهو إما أن يرى بعينه أو بعين المحب. فإن رأى بعينه فلا بقاء لعين المحب معه كما سبق . وإن رأى بعين المحب فتثبت عينه ولا تزول . 
قال قدس سره مستفهما :

435 - (إذا تجلى الحبيب  ….  بأي عين تراه) 
فأجاب عن نفسه فقال :
(بعينه لا بعيني   ….   فما يراه سواه) 
إذ لا بقاء للسوى في رؤيته بعينه . (من زعم أنه يدرکه) بقوته الحادثة الواهية (على الحقيقة فقد جهل) إذ لا محاذاة ولا مقارنة بين الحادث والقديم. 
وعلى تقدير ثبوتها. لا بقاء له فيها مع القديم فلا إدراك : فإن الإدراك فرع بقائه . 
( وإنما يدركه المحدث من حيث نسبته إليه) في كونه موجودة به مدركا به تعالى لا بنفسه. 
كما علمه تعالى من حيث نسبته إليه في عرصة غیب علمه بكونه تعينة من تعيناته وشأن من شؤونه .

436 -  (فالمحب یری محبوبه بعين محبوبه . ولو رآه بعينه ما كان محبا) أي لم يبق له وجود حتى يتصف بكونه محبة . 
(والمحبوب یری محبه بعين المحب لا بعينه) إذ لو رآه بعينه الانعدم وجوده (وربما يقال في هذا المقام) الأنزه :
(فكان عيني فكنت عينه  ….  وكان كوني وكنت كونه) 
فإنه إذا ثبت أنه عين وجودي، فأكون أنا عين كونه . إذ ليس لي وجود يغایر كونه.
(يا عين عيني یا کون کوني  ….  الكون كونه والعين عينه) 
يقول : ليس لي وجود ولا عين فما يضاف إلي كونا وعينا هو في الحقيقة : كونه وعينه. وأنا باق على عدميتي دائما لا محيد لي عنها. 

.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: