الثلاثاء، 19 مايو 2020

المقالة الرابعة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  2872 – 2965 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الرابعة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2872 – 2965 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الرابعة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  2872 – 2965 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري


كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة الرابعة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  2872 - 2893 

قال آخر له : يجول في ظني وخيالي ، أنني وصلت إلى حد الكمال ، فقد فعلت كل ما يؤدي إلى الكمال ، وأكثرت من ممارسة الرياضات الشاقة ،

فإن كنت قد حصلت على مرادي هنا ، فذهابي من هذه الدار ليس أمرا هينا ، وهل رأيت شخصا يتخلى عن كنز ، ليتحمل المشاق في الجبل والصحراء ؟ .

قال ( الهدهد ) : يا إبليس الطبع ، ويا شديد الغرور ، تخل عن أنانيتك وانفر من رغباتك ، لقد أقبلت مغرورا سابحا في خيالك ، كما أقبلت محلقا خارج فضاء المعرفة ، وسيطرت نفسك على روحك ،

وتسلط الشيطان على عقلك ، كما أصبحت أسير ظنونك ؛ إذ اكتنفتك الظنون من أولك إلى آخرك . وإن كان لك نور ، فهو نارك بالطريق ،

وإذا كان لك ذوق فهو ظنونك ، لذا فإن وجدك وذوقك ليسا أكثر من خيال ، وكل ما تقوله ليس أكثر من محال . .

لا تكن مغرورا ببريق الطريق هذا ، وطالما كانت نفسك قرينة لك فلا تكن إلا حذرا ، إذ كيف يستطيع أي شخص الجلوس آمنا ، وفي مواجهته خصم عنيد شاهر سيفه ؟

وإذا بدا لك نور نابع من النفس ، فقد ظهر الكرفس من أجل لدغة العقرب  ، فلا يتملكك الغرور بهذا

النور النجس ، وإن لم تكن شمسا ، فلا تكن إلا ذرة . ولا تيأس من ظلمة الطريق ، ولا تحاول بنوره أن تتساوى مع الشمس . .

""يقال إن الكرفس تصنع منه بعد الأدوية ذات الطعم والرائحة الشديدة والنفاذة فإذا اقتربت العقرب من هذه المادة ، تأثرت برائحتها وبطعمها وأصابتها العلل والأمراض التي تودي بحياتها .

نقلا عن تعليقات محمد جواد مشكور ص 330 نقلا عن كتاب غيات اللغات.""

طالما تتردي في ظنونك أيها العزيز ، فكل جهدك لا يساوي دانقا ، وعندما تتخلى عن ظنون الوجود ، فسيبتعد عنك فرجار الوجود ، وإذا توفر لديك ظن الوجود ، فهو عدم ، ولن يكون لك من العدم إلا العدم .

وإذا كان لك أن تطمع في الوجود لحظة ، فما لك إلا الكفر وعبادة الصنم ، وإن تبد في عالم الوجود لحظة ، تصبك السهام والطعان من كل ناصية ،

وما دمت حيا ، فليتحمل جسدك آلام الروح ، وليتلق عنقك لطمات الزمن . وإن كان لك وجود في عالم الوجود ، فسيصيبك الزمن بالعديد من اللطمات .

المقالة الرابعة والثلاثون حكاية 1

الأبيات من 2894 - 2912  

خرج الشيخ أبو بكر النيسابوري  ، مع أصحابه من الخانقاه إلى الطريق ، وكان الشيخ يمتطي حمارا ، ومن خلفه الأصحاب ، وفجأة ضرط الحمار ، فأصيب الشيخ من هذه الضرطة بحالة هياج شديد ، وصاح بأعلى صوت ، كما مزق الأردية .

أما جميع المريدين ومن رأوه على هذه الحال ، فلم يتقبل أحدهم منه هذا العمل . ثم وجه أحدهم إليه هذا السؤال : أيها الشيخ لم فعلت في النهاية هكذا ؟

قال : كثيرا ما تحرزت وتمنعت ، ثم سلكت الطريق بمفردي بعيدا عن الأصحاب؟

وقبل أن أكون مريدا ، وبعد ذلك ، كنت أقول في نفسي . « حقا إنني لست أقل من بايزيد .

إنني اليوم أخرج إلى الطريق متبوعا بالمريدين ، وقد بدوت في أبهى زينة ، أما في الغد ، فسأكون بلا ريب ، متمتعا بالسعادة والعز ، إذ سأمضي في صحراء الحشر مرفوع الرأس .

والآن عندما فكرت هذا التفكير ، اتفق أن ضرط الحمار ، ويعني أن كل من يتشدق بهذه الطريقة ، سيجيبه الحمار هكذا على الهراء ،

واضطرمت النار في روحي حيث كان الوقت وقت حالي ، واستغرقت في الحال.

طالما كنت في عجبك وغرورك ، فستظل جد بعيد عن الحقيقة ، فتخلص من عجبك وأحرق غرورك ،

وإذا كان حضورك وليد نفسك ، فأحرق حضورك ، يا من تتلون بلون مغاير في كل لحظة ، إن في داخل كل شعرة منك فرعون آخر ،

وطالما بقيت منك ذرة واحدة ، فألوان النفاق العديدة فيك باقية ، وإذا كان لك أن تجد الأمن من الأنانية ،

فلك أن تعادي كلا العالمين ، وإن تفن نفسك ذات يوم ، فستصبح ذا بريق وضياء مهما أظلمت الليالي ، فلا تقل ( أنا ) ، يا من وقعت من الأنانية في مئات البلايا ، حتى لا تصبح بإبليس مبتليا .

المقالة الرابعة والثلاثون حكاية 2

الأبيات من 2913 - 2918

قال الحق تعالى في الخفاء لموسى ، ابحث عن رمز لدى إبليس .

فما أن رأى موسى بالطريق إبليس ، حتى بحث عن السر لديه ،

فقال له إبليس : تذكر دائما هذه العبارة ، لا تقل « أنا » حتى لا تصبح على  شاكلتي ، وإن كنت متعلقا بالحياة ولو قيد شعرة ، فأنت أسير الكفر لا العبودية ،

وللطريق نهاية عمادها اليأس ، وسيتردى طيب السمعة في سوء السمعة ، لذا فمن يرغب أن يكون موفقا في هذا الطريق ، عليه أن يحطم الأنانية في لحظة واحدة .

المقالة الرابعة والثلاثون حكاية 3

الأبيات من 2919 - 2925

قال أحد المتقين : الأفضل للمبتدىء أن يتردد في الظلمة ، ثم يفني كلية في بحر الجود بعد أن يتخلى عن كل قيد في الوجود . وذلك لأنه إن يظهر عليه شيء ، يتملكه الغرور ، وفي ذلك الوقت يصبح كافرا .

كل ما لديك من حسد وغضب ، تراه أعين الناس ، لا عينك أنت وفي داخلك موقد حمام مليء بالتنانين ، ولكنها في غفلتك انطلقت من جحرها ،

وكنت طوال الليل والنهار تربيها ، كما كنت مفتونا بأكلها ونومها ، فإن كنت ترى سوء طويتك ، فلم كنت تجلس هكذا غافلا ؟

المقالة الرابعة والثلاثون حكاية 4

الأبيات من 2926 - 2931

مر كلب نجس بأحد الشيوخ ، فلم يتحرز الشيخ من ذلك ، فسأله سائل : يا عظيم الطهر ، لم لم تحترز من الكلب ؟

قال : يبدو هذا الكلب في الظاهر نجسا ، ولكنه في الباطن لا يبدو لي هكذا ، فذلك الذي له في الظاهر عيان ، له خفي في الباطن ،

وما في دخيلتي مثل ما للكلب في ظاهره ، فكيف أهرب منه وهو ملازمي .

مهما كانت النجاسة قليلة في داخلك ، فهذه القلة تساوي مائة نجاسة بلا غش ، وإذا قطع شيء تافه عليك الطريق ، فسواء بالنسبة لك أن كان شيئا عظيما أو تافها .

المقالة الرابعة والثلاثون حكاية 5

الأبيات من 2945– 2932

وجد عابد في عهد موسى الكليم ، وكان مشغولا بالعبادة ، والقيام بالليل والنهار على الدوام ، ولكنه لم يدرك ذرة ذوق واحدة أو توفيق ،

ولم يدرك صدره ضوءا من نور الشمس ، وكانت لهذا الرجل العابد لحية كبيرة ، وكان يمشطها من آن إلى آن .

ما أن رأى العابد موسى من بعيد ، حتى أقبل صوبه قائلا : يا عظيم الطور استحلفك باللّه ، أن تسأل لي الحق سؤالا ، وهو لماذا لا يكون لي ذوق أو حال ؟

وأخيرا عندما صعد موسى جبل الطور ، أعاد توجيه هذا السؤال ،

فقال الحق : كف عن السؤال ، فمتى كان من أصبح مسكينا بسبب آلام وصلنا ، مشغولا بلحيته على الدوام ؟

جاء موسى ، وأخبره مضمون القصة ، فنتف العابد لحيته وانهمر في البكاء ، ولكن جبريل سارع بالمجيء إلى موسى قائلا : إنه مشغول بلحيته في هذا الوقت أيضا ، فهو عندما يزين لحيته ، يكون أسير الاضطراب ، وعندما ينتف لحيته ، فهو مشغول باللحية كذلك .

إخراج زفرة واحدة بدونه خطأ وأي خطأ ، سواء كنت بسببه في اضطراب أو سعادة . يا من لم تفرغ من لحيتك ؛ لقد غرقت في خضم بحار الدماء الواسعة ، إن تتحرر من لحيتك أولا ،

سيصدق عزمك في هذا الخضم ، وإن تسلك هذا الخضم في معية لحيتك ، فسرعان ما تفنى بسبب لحيتك . 

المقالة الرابعة والثلاثون حكاية 6

الأبيات من    2959- 2946 

كان لذلك الأبله لحية كثة ، وفجأة سقط في مياه البحر ، فرآه رجل فاضل يقف على الشاطى ، فقال له : اطرح المخلاة عن رأسك ، قال :

إنها ليست مخلاة ، بل لحيتي ، إنها ليست لحية ، بل سبب اضطرابي .

قال الرجل : أحسنت ، لك اللحية ولك الأمر ! فاطرح الجسد ، إذ سيصيبك بالألم والتحسر .

يا شبيها بالتيس ، ألا تخجل من لحيتك ؟

لتحلق لحيتك ، ألا تستحي ؟

وما دامت لك نفس وشيطان ، ففي داخلك فرعون وهامان ، وتخل عن لحيتك كما تخلى موسى عن الدنيا ، ثم أمسك بلحية فرعون ، وعاركه في تجاذب اللحى عراك الرجال .

اسلك الطريق وتخل عن اللحية ، وامض قدما فإلام تهتم باللحية ؟

إذا كانت اللحية تصيبك دواما بالاضطراب ، فلا ينبغي أن تهتم بها لحظة .

ومن لا يملك مشطا للحيته ، يكن حصيفا في طريق الدين ، فكن حذرا من لحيتك ، بل اجعلها مفرشا لخوان الطريق ،

ولن تدركه إلا بالدمع المنهمر ، ولن تدركه إلا بحرقة القلب ، فلن يرى أحد

الشمس ، حتى ولو كان غسالا ، ولن يرى أحد صفحة الماء ، حتى ولو كان دهقانا

المقالة الرابعة والثلاثون حكاية 7

الأبيات من   2965 - 2960

كان أحد الصوفية كلما غسل ثوبه بين الجين والحين ، اكفهر وجه العالم وتكاثر السحاب ، وذات مرة ازداد الثوب اتساخا ، كما بدا السحاب وقد أصيب بالعديد من الهموم ، وما أن توجه الصوفي صوب البقال لشراء الصابون ، حتى تلبد الجو في الحال بالغيوم ؛

فقال :لم بدوت أيها الغمام ؟ امض ، فإنني ذاهب لأشتري زبيبا .

إنني اشتري الزبيب ولست أشتري الصابون ، فلم تأت ؟

كم من صابون تساقط مني على الأرض بسببك ؟

وها قد غسلت يدي بالصابون ، فأنا أطهر منك .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: