الأربعاء، 20 مايو 2020
خاتمة الكتاب الأبيات من 4424 - 4474 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
لقد نثرت يا عطار نافجة المسك
المليئة بالأسرار ، على هذا العالم في كل آونة ، فامتلأت آفاق الدنيا بعطرك ، كما
زاد اضطراب عشاق الدنيا بسببك ،
فتكلم دائما في العشق ، وردد
دواما أغاني العشاق ، فشعرك يمد العشاق بذخيرة على الدوام ، كما يتخذه العشاق حلية
على مر الأيام ،
وختم عليك منطق الطير ومقامات
الطيور ، كما ختم على الشمس بالنور ، وهذه المقامات طريق أي حائر، كما أنها ديوان
أي مضطرب،
فتخل عن اضطرابك وحيرتك وتقدم
إلهذا الميدان ، وفي هذه الحالة لا تظهر الروح في ذلك الميدان ، بل لا يظهر
الميدان نفسه ،
وإن تتقاعس عن التقدم إليه مما
بك من اضطراب ، فلن تظهر لك منه ذرة من تراب وإذا انطلقت مطية آلامك ، فتقدم .
وإن تخط فيه ، فحقق أملك . . .
وطالما لا يصبح اليأس قوتك ، فكيف يستطيع قلبك المبهوت العيش ، وتحمل الآلام
فدواؤك هو داؤك ، وداؤك في كلا العالمين هو دواء روحك .
أيها السالك ، لا تنظر إلى
كتابي على أنه شعر أو أنه يتسم بالتقدير ، ولكن انظر في دفتري من باب الآلام
والاضطراب ، فلعلك تصدق ألما واحدا من آلامي العديدة ،
ويحمل كرة الحظ على الأعتاب من
ينظر إلى العمل من زاوية الألم والاضطراب ، فتخل عن الزهد والسذاجة ، إذ لابد من
التردي في الألم .
فكل من يتنسم قولا من هذا
الديوان دون أن يدرك شعرة من طريق العشاق ، ليس خليقا بأفعال الرجال .
أما من اطلع عليه فقد أصبح
خليقا بالأعمال ، ومن أدركه تحققت سعادته .
أهل الصورة غرقى بحار كلامي ،
وأهل المعنى رجال أسراري ، وهذا الكتاب حلية الأيام ، وفيه نصيب للخاص والعام ،
ومن يشبه الثلج ويطلع على هذا الكتاب ، يخرج كالنار متقدا من خلف الحجاب .
ونظمي يتسم بميزة عجيبة ، إذ
يولد في كل آونة معاني جديدة ، فإذا تيسرت لك مطالعته أكثر من مرة ، فسيزداد ، بلا
ريب ، حسنا لديك في كل مرة ، ولا يمكن أن ترتفع الحجب عن هذه العروس المدللة ، إلا
بالتدرج .
وإلى يوم القيامة لن يكتب
إنسان قط كلاما مثل كلامي أنا الولهان ، فقد نثرت الدر من بحر الحقيقة ، كما ختم
الكلام علي ، وهذه هي الوثيقة . .
وإن أثن كثيرا على نفسي ، فمتى
يستعذب شخص ذلك الثناء مني ؟
ولكن المنصف نفسه يعرف قدري ،
لذا فلن يختفي نور بدري ، ولقد أخفيت حالي ، ولم أقل إلا القليل ، حيث سينصفني ،
بلا ريب ، كل عالم بفنون القول .
وإن لا أبق حتى يوم القيامة ،
فقد بقيت بذلك الذي نثرته على مفرق البرية ، لذا سأذكر على لسان القوم حتى يوم
القيامة ، وكفاني هذه التذكرة ،
وإن تلاشت من الوجود هذه
الأفلاك التسعة ، فلن تضيع من هذه التذكرة أي نقطة ، وإن يوضح هذا الكتاب الطريق
لأي شخص ،
فإنه يرفع بعد ذلك الحجب من
أمامه ، ومن يصل إلى الطمأنينة من هذه التذكرة ؛ فليدع : ليحفظ اللّه
قائلها . .
لقد نثرت الورد من هذا البستان
، فتذكروني بالخير ، أيها الأصدقاء ، ولكل إنسان ما يوافقه في هذا الكتاب ، وقد
تجلى لحظة ، وولى مسرعا ،
ولا جرم أنني كالسالكين ، جلوت
طائر الروح على النائمين . وإن كنت قد قضيت عمرا مديدا في سبات ،
فلعل قلبك يتنبه إلى الأسرار
بهذا الكلام ذات لحظة ، واعلم بلا ريب أن عملي سيحرز التوفيق ، ويتلاشى غمي وتتبدد
أحزاني . .
وما أكثر ما أحرقت نفسي كمصباح
، حتى أضأت الدنيا وكأنني شمع ، وأصبحت رأسي كالمشكاة من الدخان ، فإلام يشعل شمع
خلدي المصباح ؟
لقد ولى نهار طعامي ، وانقضى ليل
نومي ، ونضب ماء كبدي من نار قلبي ، وقلت لقلبي : أيها الثرثار ، لقد تكلمت
كثيرا ، فصه ، وابحث عن الأسرار !
فقال : إنني غريق ناري ، فلا تلمني .
إن أكف عن الكلام ، أحترق ،
لقد ماجت مئات الاضطرابات في بحر روحي ، فكيف أكف عن الكلام ساعة ؟
لست أفاخر أحدا بهذا ، وانما
أشغل نفسي بهذا ، وما أكثر ما أقول
مع أن القلب لا يخلو من آلام
هذا ، إذ كيف لا أكون رجل هذا ؟
إن هذا كله خرافة باطلة ، لأن
عمل الرجال متحرر من الأنية ، وأي قلب يشغل بهذه الخرافة ، ماذا يصدر عنه ، إذا
كان الحديث قد أصابه البلى ؟
ولكن يجب ترك الروح لتتحدث
مئات المرات لتطلب المغفرة عن المفاسد كلها ، وكم يلزم أن يظل بحر الروح في هياج
وغليان ، كما يجب نثر الروح ، والتذرع بالصمت . . .
الأبيات من 4488 - 4492
أشرف أحد العلماء على النزع
الأخير ، فقال : ليتني كنت أعلم من قبل أن السماع له الشرف على القول ، وقد
أتلفت عمري في الثرثرة والقول .
وإذا كان الكلام كالذهب في
حسنه ، فإن الكلام الذي لم يقل أفضل منه ، لقد أصبح العمل من نصيب الرجال ، ومحور
ألمي ، أن نصيبنا كان في الأقوال ، فإن أصابتك كالرجال الآلام من أجل الدين ،
فسيكون ما أقوله لك من باب
اليقين ، أما إذا كان قلبك بعيدا عن المعرفة ، فكل ما أقوله يكون بالنسبة لك
كالخرافة ، فارقد في النعيم مثل العصاة ،
حتى أقول لك خرافة جميلة ، وقد
أجاد لك العطار ، حتى ولو كان حديثه خرافة ، والنوم أفضل لك ، فارقد في غبطة . .
ما أكثر ما سكبنا الدهن على
الرمال !
وما أكثر ما علقنا الجواهر حول
أعناق الخنازير ! وما أكثر ما زينا هذا الخوان !
ولكن ما أكثر ما نهضنا جائعين
من على هذا الخوان !
وما أكثر ما قلت ، ولكن النفس
لم تطع !
وما أكثر ما صنعت للنفس من
دواء ، ولكنه لم ينجع ! .
وما دمت لا أستطيع القيام بأي
عمل، فقد نفضت يدي من نفسي ،وانتحيت جانبا.
لابد من همة تطلب من السباقين
، لأن ما بيدي لن يستقيم مطلقا ، وإذا كانت النفس تزداد سمنة في كل آونة ،
فليس هذا سببا يعلي مما لها من
مكانة ، إنها لم تسمع شيئا ، لذا زادت سمنة ، بل لقد سمعت كل شيء ، ومع ذلك لم
يتحسن حالها .
وحتى لو أموت متألما متأوها ، فلن تمتثل للنصح فالأمان . . يا رب ، الأمان . .
خاتمة الكتاب حكاية 2
الأبيات من 4493
- 4515
عندما مات الإسكندر في طريق
الدين ،
قال له ارسطا طاليس : يا سلطان الدين لقد كنت تنصح الناس في حياتك ، أما وقد
مت فقد اكتملت اليوم هذه النصائح للخلق ! .
أيها القلب ، لتمتثل للنصح ،
فأنت دوامة البلاء ، ولتكن حي القلب ، فإن الموت في إثرك ؛ لقد قلت لك لغة الطير
وكلامها كله ،
فافهم أيها الجاهل الأبله ،
وبين الطيور تنفق بعض الطيور ، لذا فهي تطير من أقفاسها قبل أن يدهمها الأجل ،
ولهذا كلّه شرح وبيان آخر ،
وذلك لأن للطير لغة ولسانا آخر
، وذلك الشخص قد صنع إكسيرا أمام السيمرغ ؛ وذلك لأنه عرف لغة الطير كلها . .
أنّى لك أن تعرف عالم
الروحانيين من بين حكمة اليونانيين ؟
وإن لم تستطع التخلي عن هذه
الحكمة ؛ فكيف تستطيع أن تكون رجلا لما في الدين من حكمة ، وكل من يتمثلها في طريق
العشق ،
فهو في مجال الدين ليس خبيرا
بالعشق .
وبحق المعرفة إنني أفضل في هذا
المجال كاف الكفر على فاء الفلسفة ، وذلك إن تتكشف الحجب عن الكفر ؛
فإنك تستطيع أن تحترز من الكفر
، ولكن إذا قطع علم الجدل الطريق فما أكثر ما يقطع على العارفين الطريق .
وإذا قدر وأضاء قلب من تلك
الحكمة فلم أحرقها الفاروق عمر كلها ؟
فمنذ أن أحرق شمع الدين حكمة
اليونان ، ما استطاع شمع الدين الاشتعال من هذا العلم .
فيا رجل الدين حسبك حكمة يثرب
، ثم انثر التراب على اليونان من طريق الدين . .
يا عطار ، إلام تتكلم ، وأنت
لست رجل هذا العمل العظيم ؟
لتتطهر من وجودك ، ولتكن ترابا
من العدم منثورا على وجه الأرض .
وما دمت ذليلا لكل حقير ؛ فلن
تكون تاجا لمفرق أي شخص .
ولتفن نفسك حتى تفسح جميع
الطيور لك طريقا للبقاء حتى الإيوان .
إن قولي مرشد لكل شخص ، فليكن
هذا القول مرشد طريقك وكفى !
ولو أنني لست شيئا يذكر
بالنسبة لطيور الطريق ، فيكفيني أنني قد ذكرتها .
وأخيرا هل يصيبني الدوار من
هذه القافلة ؟
وهل يكون نصيبي الألم من هؤلاء السالكين ؟
خاتمة الكتاب حكاية 3
الأبيات من 4516
- 4550
قال شيخ مسن لرجل صوفي : إلام تتحدث عن رجال الحق ؟
قال : إنه يطيب للساني على الدوام كل ما يقال عن هؤلاء الأقوام
، وإن لم أكن منهم ، فكفاني أن أتحدث عنهم . ويسعدني أن أقول هذا بوحي من روحي ،
فحينما لا يكون لي نصيب من السكر غير الاسم ؛ فهذا أفضل بكثير من أن يكون في السم . .
ديواني كله ضرب من جنون ،
والعقل جد غريب عنه ، ولا أعلم إلام أتكلم ويا للعجب ! وإلام أبحث عن شيء لم يضع
ويا للعجب ! من
الحماقة أنني قلت
بترك الحظ وقلت درس المتعطلين الغافلين ،
وإن يقولوا لي : يا من ضللت الطريق اطلب لنفسك المعذرة من
الذنوب .
فلا أعلم متى يستقيم
هذا الأمر ، وهل أستطيع طلب المعذرة عن هذا العمر المديد؟
فإذا كان لي مقام في طريقه ، فإن شين شعري قد أصبحت شين شرى على الدوام ، ولو شغلت بالسير في طريقه ؛ فكيف استغرق هكذا في الشعر ؟
وقول الشعر حجة
الإخفاق ، ورؤية النفس دليل الجهل . ولقد أكثرت من قول الشعر ؛ ما دمت لم أر في
الدنيا إنسانا محرما
. .
إن كنت من أهل
الأسرار فداوم البحث ، وابذل الروح واسفك الدماء وابحث عن السر ، وها أنا قد نثرت
الدم مع الدمع ، وتحدثت بحديث دام ، فإن تتنسم بحري العميق ، فإنك تتنسم رائحة
الدم من كلامي .
وكل من أضير بسموم
البدعة ، كانت هذه الكلمات العظيمة الترياق له .
ومع أنني عطار وصانع
ترياق ، فلي كبد محترق كأي محزون
. .
الخلق كلهم بلا وفاء
، وغاية في الجهل ، لذا فقد تحملت الآلام وحدي ، وإذا أقمت مائدة من خبز جاف .
أبلله بدموع عيني ،
ثم أطهو طعامي على نار قلبي ، وأحيانا أدعو جبريل ليكون ضيفي ، وإذا كان روح القدس
نديمي ، فكيف أستطيع قضم خبز أي خطّاء ؟
وأنا لا أرغب في خبز
كل ذي طبع سئ ، ويكفيني ما عندي من خبز وإدام
. .
لقد أصبح غنى القلب
هو سعادتي ، وأصبحت الحقيقة كنزي الذي لا يفنى ، وكل غني يكون مثل هذا الكنز في حوزته
،
كيف يذل نفسه لمنة من
السفلة ، فشكرا للّه أني لم ألجأ إلى قصر ، ولم أكن ذليلا لأي حقير ولم أربط قلبي
بأي شخص ،
ولم أجعل أي حقير
سيدا ، ولم أطعم من خوان أي ظالم ، ولم أهد أي كتاب لأي شخص ؛ فممدوحي هو الهمة
العالية فقط ، وقوة جسدي هي قوة روحي فقط
.
وقد استدعاني الأخيار
إلى صفهم ، فلم يكون اهتمامي بمن يعجبون بأنفسهم ؟
.
ما أن تخلصت من أمور
الخلق ، حتى عمني السرور ولو أحاطت بي مئات المصائب .
لقد تخلصت من جميع
الأشرار والأطهار ، سواء كنت ممدوحا لديهم أو مذموما .
وهكذا شغلت بآلامي ،
ونفضت يدي من جميع الأقوام .
فإذا سمعت آلامي وأحزاني ، فستكون أكثر حيرة مني ، والآن هزل الجسم ونضبت الروح ، وما عاد لي نصيب من الروح والجسم سوى الحسرة والألم . .
خاتمة الكتاب حكاية 4
الأبيات من 4551 - 4569
قال أحد السالكين وقت
حلول الأجل : إنني لا أملك زاد
الطريق ، لقد عجنت قبضة من طين بللتها بعرق خجلي ، وصنعت منها آجرة ،
وفي حوزتي زجاجة
مليئة بالدمع ، وجمعت كل ممزق من أجل الكفن ، فغسلوني بالدموع أولا ،
ثم ضعوا الأجرة تحت
رأسي ثانية ، وقد لوثت هذا الكفن بالدمع ؛ فوا أسفاه على كل ما كتبت . وعندما
تلبسوا جسدي هذا الكفن الطاهر ؛
فسارعوا بمواراته
التراب وإذا فعلتم هذا فلن يسقط من الغمام على قبري غير الندم حتى يوم الحشر .
وهل تعلم من أين
يتولد هذا الندم ؟
إن البعوضة لا تستطيع
الحياة مع الرياح ، كما أن الظل يبحث دائما عن الوصال مع الشمس ، وما حظي به مطلقا
؛ فما أعظم عشق المحال !
ومع أن هذا يبدو غاية
في المحال ، فلا عمل له إلا التفكير في المحال .
وكل من يفكر في ذلك ؛
فأي شي أفضل منه يستحق التفكير فيه ؟
. .
إن مشكلتي تزداد
تعقيدا في كل لحظة ، فكيف يتخلص قلبي من هذه المشكلة ؟
فمن ذا ظل وحيدا
فريدا مثلي ؟
ومن ظل صادي الشفة
وهو غريق في البحر ؟
فلا صديق لي قط ولا
رفيق ، ولا قرين لي في الآلام ، ولا محرم.
وليس لي همة في
الجنوح إلى ممدوح ، وليس لي من الظلمة خلوة مع الروح ، ولست متعلقا بقلب أحد ، ولا
بقلبي كذلك ، ولا أهتم بحسن أو بقبح كذلك ،
ولا أميل إلى لقمة أو
إحسان من سلطان ، ولا إلى صفعة على القفا من حاجب سلطان
!
ولا أستطيع الصبر على الوحدة لحظة واحدة ، ولا أستطيع البعد عن الخلق بالقلب لحظة واحدة ، وهذه حالي في سموها وخستها ، وبمثل هذا حدثني الشيخ عن نفسه . .
خاتمة الكتاب حكاية 5الأبيات من 4570 - 4581
قال أحد الأطهار : لقد قضيت ثلاثين عاما ، وأنا في حالة وله
دواما ، وقد كنت كإسماعيل في غم خفي ، عندما هم أبوه بذبحه ، فهل يوجد شخص يقضي
عمرا مديدا كتلك اللحظة التي قضاها إسماعيل ؟
وهل يعلم أي شخص كيف
أقضي في هذا الحبس والألم ليلي ونهاري ؟
إنني أحترق أحيانا
كالشمعة من الانتظار ، وأبكي أحيانا كسحب الربيع
.
فأنت ترى ضياء الشمعة، ولكنك لا ترى النار تشتعل في رأسها ، فمن ينظر إلى خارجي، كيف يجد الطريق إلى
داخلي؟
إنني ككرة مضطربة في
رأس صولجان ، فلا أعلم قدمي من رأسي ، ولا رأسي من قدمي
. .
إنني لا أرى نفعا من
وجودي ، لأن ما قلته ، وما فعلته ، ضاع وتبدد ، وا أسفاه ليست لي بأحد صداقة ،
وضاع عمري في بطالة ،
وعندما كنت قادرا ، كنت جاهلا ، فما الفائدة ، وعندما أدركت ، فقدت المقدرة .
وفي هذا الزمان حيث العجز والمسكنة ، لا أعرف لي حيلة سوى الذلة والغم !
خاتمة الكتاب حكاية 6
الأبيات من 4582
- 4599
ما أن
رحل الشبلي عن هذه الدار الخراب، حتى رآه بعد ذلك في منامه شاب ، فقال له :
ماذا فعل الحق معك أيها الموفق؟
قال : حينما اشتد معي في الحساب ،
ورآني عدو نفسي ، كما رأى عجزي وضعفي ويأسي ، تنزلت رحمته علي أنا المسكين ، وصفح
عني مرة واحدة بعظيم كرمه .
يا خالقي
، إنني ذليل في الطريق بسببك ، وكالنملة العرجاء في قاع البئر بسببك ، ولست أعرف
من أي صنف أكون ؟
وإلى أين
أسير ؟
ومن أكون
؟
إنني
ضعيف واهن مغموم ، كما أنني حزين لا أعرف الاستقرار وكلي هموم ، وفي الأحزان قضيت
كل عمري ، ولم أنل نصيبا من هذا العمر ،
فكل ما
فعلته كان ذنوبا وخطايا ، وها قد تراقصت روحي على شفتي ، ووصل عمري إلى النهاية !
لقد ولى
الدين من يدي ، كما ضاعت متع الدنيا مني ، ولم تبق الصورة لدي ، كما ضاع المعنى
مني . لم أعد مسلما ، ولا كافرا ، فقد تملكتني الحيرة بين كلا الأمرين ، وحيث أني
لست مسلما ولا كافرا ، فماذا أفعل ؟
لقد
تملكتني الحيرة والاضطراب ، فماذا أفعل ؟
إنني
أصبحت أسير طريق الضيق ، وظل وجهي في الحائط وراودني ظن عميق ، فافتح أمامي أنا
المسكين هذا الباب ،
وأجل
الطريق مما راودني فيه ، وإذا لم يملك العبد زاد الطريق مطلقا ، فلن يستريح من
الدموع والآهات مطلقا .
وأنت تستطيع إحراق الخطايا
بآهاتي ، وتستطيع أن تغسل هذا الديوان المسطر بدموعي ، فلتقل لكل من ذرف الدمع
كالبحار ،
أقبل ، فهو جدير بهذه الديار ،
وقل لمن لم يصب بالهموم والأحزان ، امض ، فهو غير جدير بالأعمال . .
خاتمة الكتاب حكاية
7
الأبيات من 4600
- 4611
كان أحد المرشدين يسير في طريق
، فرأى جمعا من الملائكة ، وكان المال رائجا بينهم ، وقد تخاطفه الملائكة فيما
بينهم ، فسأل الشيخ هؤلاء القوم سؤالا : ألا تقولون لي ما هذا المال ؟
فقال طائر روحهم : يا شيخ الطريق ، لقد مر مكلوم من هنا ، وزفر زفرة من
قلبه الطاهر ومضى ، وأسقط دمعة ساخنة على التراب ، ومضى ،
ونحن الآن نحمل تلك الدمعة
الساخنة ، والآهة الباردة ، ونتناقلها بيننا في طريق الألم والغصة . .
إلهي ، لقد تعددت دموعنا
وآهاتنا ، أفلا نجد مثل هذا الاهتمام مطلقا ؟
وإذا كانت الدموع والآهات
مقبولة هناك ، فعبدك يملك الكثير من هذا المتاع هناك ، فلتطهر روحي بالآهة ،
ولتغسل لوحي بالدمعة .
لقد ظللت مقيدا في الحبس
والسجن ؛ فمن ذا يأخذ بيدي غيرك في مثل هذا السجن ؟
لقد تلوث جسدي في السجن كما بلي قلبي بالكثير من المحن ، فإذا كنت قد أقبلت ملوثا هكذا في الطريق فاعف عنّي ، حيث أقبلت من الحبس والسجن . .
خاتمة الكتاب حكاية 8
الأبيات من 4612 - 4619
قال العزيز : إن يبادرني ذو الجلال ، في الغداة ببيداء الحشر بهذا
السؤال : ماذا أحضرت من الطريق أيها الواهن ؟
أبادر بالقول أي شي جدير
بالإحضار من هذا السجن ؟
لقد جئت من السجن غريق إدباري
، جئت حائرا فاقدا رأسي وقدمي ، وليس في يدي غير قبض الريح ، ولست إلا تراب محلتك
،
ولست إلا عبدا سجينا في محبسك
، وكم آمل ألا تبيعني ، وأن تخلع عليّ خلعة من فضلك ، وأن تطهرني من كل هذا الدنس
،
وأن تواريني التراب على
الإسلام ، وأن تصفح عن كل ما فعلته من خير وشر ، وعندما يختفي جسدي بين التراب
والآجر ، فكيف يكون خلقي قد تم عبثا ؟
ولكن ما أجمل أن تغفر لي عبثي ! .
خاتمة الكتاب حكاية 9
الأبيات
من 4620 - 4628
عندما أصبح نظام الملك
في النزع الأخير ، قال : إلهي ، هكذا أرحل ، وما في كفي سوى قبض الريح ! .
إلهي ، وخالقي ، كل ما قلته ، وما رأيته كان من أقوالك . لقد اخترته من
بين كل شيء ، وصاحبته ولازمته .
وتعلمت منك فن الشراء ، لذا
فلن أبيعك يوما بآخر مطلقا ،
وما أكثر ما اشتريتك ، ولم
أبعك مطلقا ، كما يفعل كل شخص ، ففي النهاية اشترني يا إلهي ؛
فأنت خليل من لا خليل له ،
فأعني يا إلهي ، وساعدني يا رب لحظة في تلك الآونة ، إذ لا حاجة بي لأي شخص غيرك
في هذه اللحظة .
وعندما ينفض أصدقائي المشيعون الأطهار أيديهم من ترابي ، مد إلي يدك في تلك الساعة ، حتى أسارع بالتعلق بأذيال فضلك .
"" نظام الملك : أعظم وزير في الدولة
السلجوقية وما قبلها وزير لألب أرسلان وملك شاه من الفترة من 455 إلى 485 هـ .
وكان نظام الملك ذا فضل عظيم
على الثقافة الإسلامية بإنشائه المدارس النظامية ، كما ألف كتابا في سياسة الحكم
هو ( سياست نامه ) .
ومات قتيلا على أيدي الإسماعيلية في عام 485 هـ . راجع ابن الأثير ، حوادث عام 451 - 485 هـ. ""
خاتمة الكتاب حكاية 10
الأبيات من 4629 - 4637
على الرغم من عظمة سليمان ،
فقد وجه هذا السؤال إلى نملة عرجاء بكل مسكنة ، فقال : تكلمي يا من أكثر غما مني !
أي طينة قد عجنت بالهموم
والأحزان أكثر من الكل ؟
قالت : إنها الأجرة الأخيرة في
المقبرة الضيقة ، حيث أن الأجرة الأخيرة التي تلتصق بالأرض تقطع الصلة بكل أمل . .
من يقبع تحت التراب مثلي ، يا
طاهر الذات ، يقطع الأمل من كل الكائنات . وأخير تخفي الأجرة وجهي ،
فلا تبعد وجه الفضل عن وجهي ،
فحينما ينهال علي التراب ، أكون في اضطراب ، فلا توجه نحو وجهي أي شي من أي صوب .
وكم أتمنى ألا تواجهني بأي شيء من خطاياي العديدة يا إلهي ، أنت كريم مطلق ، فاصفح عن كل ما انقضى وولى يا إلهي ! .
خاتمة الكتاب حكاية 11
الأبيات من 4638 - 4647
كان أبو سعيد ميهنه في حمام ،
وكان القائم بالخدمة غير ذي تجربة ، ففرك الأوساخ عن جسد الشيخ ، وجمعها كلها أمام
الشيخ .
ثم قال :خبرني يا طاهر الروح ، كيف
تكون المروءة في الدنيا ؟
فقال الشيخ : يجب إخفاء الدنس ، وعدم إظهاره أمام أعين الناس .
كان الجواب في محله ، فخر
القائم بالعمل ساجدا أمام قدمه ، وعندما أقر بجهله ، استحسن الشيخ ذلك منه ، وطلب
المغفرة له .
يا خالقي المنعم ، ويا سلطاني
المبدع المكرم ، إن مروءة خلق العالم ما هي إلا قطرات من بحر فضلك .
أنت قائم مطلق ، ولكن بالذات ، ومن المروءة أنك لا تأتي في الصفات ، فاصفح عن وقاحتنا وجسارتنا ، ولا تورد دنسنا أمام أعيننا ! . .
مواضيع ذات صله :
اشترك في قناتنا علي اليوتيوب
المشاركات الشائعة
-
كتاب تاج الرّسائل ومنهاج الوسائل . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
كتاب عقلة المستوفز الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
كتاب إنشاء الدوائر الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
مقدمة كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية د. سعاد الحكيم
-
المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
-
ثانيا شرح الأبيات 17 - 29 من القصيدة العينية .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
-
الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن الع...
-
مقتطفات من الباب 559 من الفتوحات المكية .كتاب شرح مشكلات الفتوحات المكية وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنية
-
كتاب العظمة . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
الهوامش والشروح 1116 - 1488 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2020
(579)
-
▼
مايو
(163)
- 21 - باب ترجمة الوهب .كتاب تاج التراجم الشيخ الأكب...
- 20 - باب ترجمة السيادة .كتاب تاج التراجم الشيخ الأ...
- 19 - باب ترجمة الإنائية .كتاب تاج التراجم الشيخ ال...
- 18 - باب ترجمة الموعظة .كتاب تاج التراجم الشيخ الأ...
- 17 - باب ترجمة الرحمة .كتاب تاج التراجم الشيخ الأك...
- 16 - باب ترجمة الباطن .كتاب تاج التراجم الشيخ الأك...
- 15 - باب ترجمة الإستواء .كتاب تاج التراجم الشيخ ال...
- 14 - باب ترجمة التقديس .كتاب تاج التراجم الشيخ الأ...
- 13 - باب ترجمة الجمع .كتاب تاج التراجم الشيخ الأكب...
- 12 - باب ترجمة الوجود .كتاب تاج التراجم الشيخ الأك...
- 11 - باب ترجمة الغيرة .كتاب تاج التراجم الشيخ الأك...
- 10 - باب ترجمة المنة .كتاب تاج التراجم الشيخ الأكب...
- 09 - باب ترجمة التعظيم .كتاب تاج التراجم الشيخ الأ...
- 08 - باب ترجمة العدل .كتاب تاج التراجم الشيخ الأكب...
- 07 - باب ترجمة الثبات .كتاب تاج التراجم الشيخ الأك...
- 06 - باب ترجمة التعريف .كتاب تاج التراجم الشيخ الأ...
- 05 - باب ترجمة الإجابة .كتاب تاج التراجم الشيخ الأ...
- 04 - باب ترجمة الفتح .كتاب تاج التراجم الشيخ الأكب...
- 03 - باب ترجمة الكبرياء .كتاب تاج التراجم الشيخ ال...
- 02 - باب ترجمة أنا معك أين كنت .كتاب تاج التراجم ا...
- 01 - باب ترجمة القهر .كتاب تاج التراجم الشيخ الأكب...
- مقدمة كتاب تاج التراجم .كتاب تاج التراجم الشيخ الأ...
- كتاب تاج الرّسائل ومنهاج الوسائل . الشيخ الأكبر اب...
- كتاب العظمة . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحات...
- كتاب المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات . الشيخ ...
- كتاب منزل المنازل الفهوانية . الشيخ الأكبر ابن الع...
- كتاب شق الجيب بعلم الغيب بكن ويكون ودرّ الدر . الش...
- تنبيه وإشارة لإيضاح حقائق الأمور . كتاب الشجرة الن...
- الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن ال...
- الفصل الثاني في معرفة تلك المفاتيح وتمييزها . كتاب...
- الفصل الأول في معرفة المفاتيح الغيبية . كتاب الشجر...
- مقدمة الشارح صدر الدين القونوي ومقدمة المصنف . كتا...
- مقدمة محقق الشجرة النعمانية . كتاب الشجرة النعماني...
- خاتمة الكتاب الأبيات من 4424 - 4474 .كتاب منطق ال...
- المقالة الخامسة والأربعون والأخيرة في سلوك الطير ا...
- المقالة الرابعة والأربعون في صفة وادي الفقراء والف...
- المقالة الثالثة والأربعون في صفة وادي الحيرة الأبي...
- المقالة الثانية والأربعون في وصف وادي التوحيد الأب...
- المقالة الحادية والأربعون في وصف وادي الاستغناء ال...
- المقالة الأربعون بيان وادي المعرفة الأبيات من 3456...
- المقالة التاسعة والثلاثون في وصف وادي العشق الأبيا...
- المقالة الثامنة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من...
- المقالة السابعة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من...
- المقالة السادسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من...
- المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من...
- المقالة الرابعة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من...
- المقالة الثالثة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من...
- المقالة الثانية والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من...
- المقالة الحادية والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من...
- المقالة الثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2575 – 2...
- المقالة التاسعة والعشرون سؤال طائر آخر الأبيات من ...
- المقالة الثامنة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2...
- المقالة السابعة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2...
- المقالة السادسة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2...
- المقالة الخامسة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2...
- المقالة الرابعة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2...
- المقالة الثالثة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2...
- المقالة الثانية والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1...
- المقالة الحادية والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1...
- المقالة العشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1885 – 193...
- المقالة التاسعة عشرة عذر طائر آخر الأبيات من 1794 ...
- المقالة الثامنة عشرة عذر طائر آخر الأبيات من 1708 ...
- المقالة السابعة عشرة اعتذار طائر الأبيات من 1629 –...
- المقالة السادسة عشرة في قطع الطير للطريق الأبيات م...
- المقالة الخامسة عشرة اتفاق الطير على السير إلى الس...
- المقالة الرابعة عشرة سؤال الطيور للهدهد في قطع الط...
- المقالة الثالثة عشر ذكر الطير جميعاً الأبيات من 10...
- المقالة الثانية عشرة عذر الصعوة الأبيات من 1001 – ...
- المقالة الحادية عشرة عذر البومة الأبيات من 979 – 1...
- المقالة العاشرة عذر مالك الحزين الأبيات من 950 – 9...
- المقالة التاسعة عذر الصقر الأبيات من 915 – 949 .كت...
- المقالة الثامنة عذر الهما الأبيات من 887 – 914 .كت...
- المقالة السابعة عذر الحجلة الأبيات من 846 - 886 .ك...
- المقالة السادسة عذر البطة الأبيات من 823 - 845 .ك...
- المقالة الخامسة عذر الطاووس الأبيات من 795 - 822 ....
- المقالة الرابعة عذر الببغاء الأبيات من 778 - 794 ....
- المقالة الثالثة عذر البلبل الأبيات من 725 - 777 ....
- المقالة الثانية حديث الهدهد مع الطيور في طلب السيم...
- المقالة الأولى في اجتماع الطير الأبيات من 593 - 65...
- خطبة العطار لمنظومة منطق الطير الأبيات من 001 - 59...
- مقدمة المحقق والتمهيد لكتاب منظومة منطق الطير .كتا...
- تاسعا شرح الأبيات 495 - 535 الجيلي يروي سيرته الرو...
- تاسعا شرح الأبيات 449 - 494 الجيلي يروي سيرته الرو...
- تاسعا شرح الأبيات 403 - 448 الجيلي يروي سيرته الرو...
- تاسعا شرح الأبيات 357 - 402 الجيلي يروي سيرته الرو...
- تاسعا شرح الأبيات 320 - 356 الجيلي يروي سيرته الرو...
- تاسعا شرح الأبيات 282 - 319 الجيلي يروي سيرته الرو...
- ثامنا شرح الأبيات 235 - 281 وصايا وحكم صوفية الجزء...
- ثامنا شرح الأبيات 186 - 234 وصايا وحكم صوفية الجزء...
- سابعا شرح الأبيات 160 - 185 نظرية الجيلي في الجمال...
- سادسا شرح الأبيات 141 - 159 من مظاهر التوحيد الجزء...
- سادسا شرح الأبيات 127 - 140 من مظاهر التوحيد الجزء...
- خامسا شرح الأبيات 113 - 126 عن المقام المحمدي .كتا...
- 109 - شرح تجلي ذهاب العقول المعارضة للشيخ الأكبر ك...
- 108 - شرح تجلي فناء الجذب المعارضة للشيخ الأكبر كت...
- 107 - شرح تجلي المعارضة للشيخ الأكبر كتاب التجليات...
- 106 - شرح تجلي نكث المبايعة للشيخ الأكبر كتاب التج...
- 105 - شرح تجلي التقرير للشيخ الأكبر كتاب التجليات ...
- 104 - شرح تجلي الأماني للشيخ الأكبر كتاب التجليات ...
- 103 - شرح تجلي الحظ للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإ...
-
▼
مايو
(163)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق