الأحد، 17 مايو 2020

المقالة العاشرة عذر مالك الحزين الأبيات من 950 – 978 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة العاشرة عذر مالك الحزين الأبيات من 950 – 978 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة العاشرة عذر مالك الحزين الأبيات من 950 – 978 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة العاشرة عذر مالك الحزين الأبيات من 950 – 971

ثم أقبل مالك الحزين أمام الجمع على عجل ، وقال : يا طيري ويا من بهم أهتم ، إن أفضل مكان لي على ضفاف البحر حتى لا يسمع أحد نواحي ونحيبي ،

إنني لا أسبب أذى لأحد قط كما لا يتأذى أحد في الدنيا مني قط ، إنما أجلس على شاطيء البحر مهموماً أجلس دائماً حزيناً مغموماً .

إن قلبي ينفطر شوقاً إلى الماء ، وماذا أفعل إذا ما احتوتني الحسرة ؟ وما لم أكن ويا للعجب من أهل البحر فإنني أموت صادي الشفتين على شاطيء البحر ، ومهما أرغى البحر وأزبد فإنني لا أستطيع ارتشاف قطرة منه ،

أما إذا تناقصت مياه البحر قطرة فيا لحرقة قلبي غيرة ، فكفى أمثالي عشق البحر حيث وصل هذا العشق في قلبي مرحلة الاكتفاء ،

 وليس لي في الدنيا إلا تحمل هموم البحر ، لذا لا أستطيع تحمل مشقة السيمرغ ولو للحظة ،

فمن يكون أساسه قطرة ماء أنى له إدراك الوصل مع السيمرغ ؟

قال الهدهد : أيها الجاهل بخبايا البحر ، إنه غاص بالتماسيح وذوات الروح ما ؤه مر أحياناً ومالح أحياناً يسوده الهدوء أحياناً ويعتريه الاضطراب أحياناً ،

والشيء المضطرب غير المستقر تارة إلى الأمام يندفع وتارة إلى الوراء ينحسر ، ما أكثر السفن التي تحطمت فيه بالعظماء وما أكثر من سقطوا في دوامته وماتوا ،

وكل من يسلك فيه طريقاً كما يفعل الغواص يحبس أنفاسه فلا يصرح بشيء من همومه لأنه لو تحدث شخص في قاع البحر مات وسقط كالعشب في قاعه ،

ولا يمكن عقد الأمل مع مثل هذا الشخص العديم الوفاء ..

إن لم تتجنب البحر فنهايتك الغرق في خضمه ، وهو في اضطراب شوقاً للحبيب لذا تتلاطم أمواجه أحياناً ويهدر أحياناً ،

فإذا كان لا يدرك بغية قلبه فلن تجد بغية قلبك كذلك لديه ، وما البحر إلا نبع من محيط عالمه فلم تقنع أنت بالتخلي عن وجهه ؟

المقالة العاشرة حكاية 1

الأبيات من 972 – 978

غاص رجل ذو بصيرة في بحر فقال : لم تبدو أزرق اللون أيها البحر ؟

ولم ترتدي لباس الحداد ؟

ولم تفور وتغلي ولست بالنار شبيهاً ؟

أجاب البحر على طيب القلب قائلاً : إنني مضطرب لفراق الحبيب ، كما أنني ضعيف الشأن ولست نداً له لذا نسجت لباس المأتم الأزرق حزناً عليه ، وجلست صادي الشفتين مشتت الفكر ،

فقد جعلتني نار عشقه مضطرباً ، فإن أحظ بقطرة من ماء كوثره أعش إلى الأبد على أعتابه ، وإلا فأمثالي من العطشى كثيرون وهم في طريقه طوال الليل والنهار يموتون ..


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: