الأربعاء، 20 مايو 2020

المقالة السابعة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  3139 - 3201 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة السابعة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 3139 - 3201 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة السابعة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  3139 - 3201 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري


كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة السابعة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  3139 - 3148  

قال آخر له : يا من سلكت الطريق إلى الحضرة ، أي بضاعة تكون في ذلك المكان رائجة ؟

فإن تخبرنا ، فإننا سنحمل ما هو أكثر رواجا هناك ما دمنا قد تعلقنا بهذا الشوق .

ويجب أن تكون التحفة نفيسة تلك التي تقدم للملوك ، ومن يتقدم بلا هدية ، فهو بلا ريب غاية في البخل والخسة . . .

قال ( الهدهد ) : أيها السائل ، إن تطع الأمر ، فلن يكون هناك شيء ناقص حتى تحمله ؟

وإذا كان كل ما تحمله من هنا موجود هناك ، فكيف يكون حمله جميلا منك ؟

هناك العلم والأسرار ، كما أن طاعة الملائكة هناك متوفرة ، فكفاك حمل حرقة الروح وآلام القلب ، وليس لشخص أن يعطي غير هذا ،

فإن تصعد زفرة واحدة من الألم ، فإنها توصل رائحة الكبد أمام الحضرة .

ولب روحك هو المكان الخاص ، أما نفسك العاتية فما هي إلا قشور لروحك ، فإن تخرج زفرة واحدة من المكان الخاص ، فسرعان ما يصيب الفناء الرجل في التو والحال . 

المقالة السابعة والثلاثون حكاية 1

الأبيات من  3149 - 3167  

لما كانت زليخا تنعم بالصولة والعزة ، فقد ذهبت واعتقلت يوسف بالسجن ،

ثم قالت لأحد الغلمان : اطرحه أرضا في هذه الآونة ، ثم اضربه خمسين عصا محكمة وارفع عليه ذراعك بكل قسوة ، حتى أسمع آهاته من مكان بعيد في تلك الآونة .

أقبل الغلام وامتنع عن تنفيذ المهمة مدة طويلة ، فعندما رأى وجه يوسف ، لم يطاوعه قلبه ، وأخيرا رأى ذلك الرجل الخيرّ معطفا ، فهوى بيده بكل شدة ،

وضرب المعطف ، وكلما ضرب الرجل المعطف ضربة قوية ، تأوه يوسف وناح بشدة ، وعندما كانت زليخا تسمع النواح من بعيد ،

كانت تقول : اضربه واحدة أخرى أشد أيها الغلام الجلد .

قال الرجل : يوسف ، يا من له طلعة الشمس ، إن تلق زليخا نظرة عليك ، ولا ترى عليك أي جرح من أثر العصا ، فلا ريب أنها ستسلمني إلى العدم ، فاكشف عن كتفك وتمسك بالشجاعة ، وتحمل ضربة عصا مبرحة ، حتى ولو أصابتك الضربة بجرح ، فإن تنظر إليك ، تجد أثرا للضرب .

تعرى يوسف في ذلك الوقت ، فثارت الاضطرابات في السماوات السبع ، ثم رفع الرجل يده وهوى بضربة قوية ، طرحته أرضا . وعندما سمعت زليخا الآهة هذه المرة ،

قالت :كفى ، فهذه آهة صادقة ، قبل هذه كانت الآهات مصطنعة ، أما هذه الآهة فصادرة عن روح مضطربة .

إذا كان بالمأتم مائة باك ، فاهة صاحب المصاب هي المؤثرة وحدها ، ولو تحلق في مأتم مائة محزون ، فصاحب المأتم هو فص تلك الحلقة ،

وإن لم تكن رجل آلام ، فلن تكون رجلا في مصاف الرجال ، وكل من تسيطر عليه آلام العشق وحرقته ، كيف يجد الراحة والسكينة في ليله أو نهاره ؟ . .

المقالة السابعة والثلاثون حكاية 2

الأبيات من  3168 - 3176  

كان لأحد السادة غلام زنجي جميل المحيا ، وقد طهر يده من أمور الدنيا ، وكان الغلام الطاهر في كل ليلة ، منهمكا في الصلاة حتى الصباح ،

فقال له سيده : أيها الغلام الحصيف ، أيقظني عندما تستيقظ بالليل ، حتى أتوضأ وأصلي معك . . .

أجابه الغلام قائلا : إن الراغب في آلام الطريق ، لا حاجة به لمن يوقظه ، فإن تكن ذا ألم فأنت في يقظة ، كما أنك في عمل متصل طوال الليل والنهار ، ولست متعطلا ، وإن كان يلزمك أحد ليوقظك ، فيلزمك آخر ليكمل لك عملك .

 

كل من لم تصبه هذه الحسرة وتلك الآلام ، فليخسأ ، لأنه ليس رجلا . وكل من عجن بآلام القلب ، فقد انمحت النار بالنسبة له وكذلك الجنة . . .

المقالة السابعة والثلاثون حكاية 3

الأبيات من   3177 - 3195

كان أبو علي الطوسي شيخ زمانه ، كما كان سالكا لوادي الجد والجهد ، وما وصل إليه من عز ودلال ، لا أعرف أحدا وصل إليه بأي حال ،

وقد قال :

غدا يتأوه أهل النار بكل شدة وحرقة ، عندما يرون أهل الجنة ماثلين أمامهم ، وسيكثرون من الحديث عن حالهم وكذا عن جمال الجنة ، وذوق الوصال ،

أما أهل الجنة فيقولون في ذلك الزمان : لقد انمحى جمال الفردوس ، ففي الجنة المليئة بالكمال ، بدت لنا شمس ذات الجمال ، وما أن اقترب منا جماله ، حتى أظلمت الجنات الثماني خجلا منه ، ولم يبق للخلد أي اسم أو أثر أمام نور هذا الجمال الذي تقدم الروح نثارا له . . .

بعد أن شرح أهل الجنة حالهم ، يجيبهم أهل النار قائلين :

يا من فرغوا من فردوس الجنان ، كل ما قلتموه هو هكذا ، وحيث أننا من أصحاب المكان المذموم فنحن غارقون في النار من أولنا إلى آخرنا ،

وعندما بدا وجه الحبيب واضحا أمامنا ، تملكتنا الحسرة والعجز من وجه الحبيب.

وما أن أدركنا أننا قد أخطأنا ، وعن مثل هذا الوجه افترقنا ، حتى أنستنا نار الحسرة المتأججة في قلبنا المحزون نار جهنم ، وتلاشت من ذاكرتنا .

في أي مكان تضطرم هذه النار ، فإنها تحرق أرواح العشاق وأكبادهم ، وكل من أصيب بالحسرة في طريقه ، قلما استطاع التخلص من الغيرة ،

وتلزمك الحسرة والآهة والجراح ، كما يلزمك الذوق والراحة في الجراحة ، فإن كنت قد جرحت في هذا المنزل ،

فإن روحك تكون محرما للخلوة ، وإن كنت مجروحا ، فلا تنطق بكلمة واحدة عن الدواء واكو جرحك ، ولا تنطق بحرف .

"" أبو علي الطوسي الفارمدي : شيخ حجة الإسلام الغزالي اسمه الفضل بن محمد بن علي الفارمدي ، وفارمد من قرى طوس ، لذا عرف بالفارمدي أو بالطوسي وكان شيخ شيوخ خراسان ، وتلميذا للإمام القشيري ، ومريدا للشيخ أبي القاسم الجرجاني توفي عام 477 هـ .

وقبره في طوس انظر سفينة الأولياء ، ص 75 . ونفحات الأنس، ص 370 ""

المقالة السابعة والثلاثون حكاية 4

الأبيات من 3169 - 3201

طلب رجل غاية في العجز من الرسول ، أن يسمح له بأداء الصلاة على مصلى الرسول ، فلم يسمح الرسول له بذلك ،

وقال له : إن الرمل والتراب ساخنان في هذا الوقت ، فضع وجهك على الرمل المتقد وعلى تراب المحلة ، فلكل عاشق إلهي أثر جرح في وجهه ،

فإن تر جراحة الروح فمن الأفضل أن يكون الوسم باديا على وجهك ،

وإن كنت لا تستطيع تحمل حرقة القلب ، فكيف تجذب أنظارنا نحوك ؟

ولتظهر وسم القلب ، ففي ميدان الألم ، يعرف أهل القلوب ، الرجل مما به من ألم . . .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: