الثلاثاء، 19 مايو 2020

المقالة الثانية والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  2717 – 2765 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثانية والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2717 – 2765 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثانية والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  2717 – 2765 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة الثانية والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  2717 - 2732 

سأل آخر قائلا : أيها الرائد ، هل الجرأة مقبولة في تلك الحضرة ؟

إن كانت الجرأة متوفرة ، فمن أين يتولد الخوف والرهبة ؟ فلتقل ، كيف تكون الجرأة هناك ، وانثر در المعاني ، وأنطق بالسر .

قال ( الهدهد ) : كل من تتوفر لديه القدرة والكفاءة ، يكون موضع الأسرار الإلهية ، فإن يظهر الجرأة ، فمقبولة منه ، لأنه خليق بأسرار السلطان على الدوام ، ولكن كيف يتجرأ العالم بالسر الحافظ له ، متشبها بالجسور الوقح ؟

ومن يضع الأدب في كفه الأيسر ، والحرمة في كفه الأيمن ، فمقبول منه أن يتجاسر لحظة .

أما ذلك الذي يعيش في الصحراء ، كيف يمكن أن يكون لدى السلطان صاحب أسرار ؟

ولو تجرا كأهل السر ، فسيظل بعيدا عن الإيمان والروح ، وكيف يستطيع فاجر من الجند ، إعلان جرأته أمام السلطان ؟

ولو فرض أن تقدم عبد أعجمي في الطريق ، فإنه يتجرأ فرحا وتيها ، إنه يعرف الرب جملة ولكنه لا يميز ( رب ) من ( رب ) ،

فإذا ما تجرأ فمن فرط الحب ، ثم يصير كالمجنون من شدة العشق ، كما يسير فوق الماء من شدة الشوق ، وما أجمل جرأته ، ما أجملها !

فقد جعلت هذا المجنون شبيها بالنار .

ولكن متى وجدت السلامة في طريق النار ؟

ومتى وجه لوم لمجنون ؟

فإذا كانت آثار الجنون قد بدت عليك ، فكل ما تقوله ، يقبل سماعه منك .

المقالة الثانية والثلاثون حكاية  1

الأبيات من  2733 - 2747 

نالت خراسان حظا عظيما ، إذ ظهر في خراسان عميد ، وكان له من الغلمان مائة من الترك الصباح ،

وكانوا ذوي قامات سروية وسواعد فضية وشعر فاحم ، وفي أذن كل غلام درة مضيئة بالليل ، ومن بريق هذه الدرر يصبح الليل شبيها بالنهار ،

وكانت لهم قلانس لامعة وأطواق ذهبية ، ولهم صدور فضية وأواسط ذهبية ، وكل منهم يعقد حول وسطه حزاما مرصعا بالجواهر ،

وتحت كل منهم جواد أبيض ، وكل من يحاول النظر إلى أحد الغلمان ، سرعان ما يسلم القلب ، وتفنى روحه .

وقضاء وقدرا رأى وله غاية في الفقر مهلهل الثياب حافي القدمين ، ذلك العدد الكبير من الغلمان من بعيد ،

فقال : من هؤلاء الحور ؟

فأجابه أحد سادة المدينة بأن هؤلاء غلمان عميد مدينتنا ، وما أن سمع ذلك الوله هذه القصة ، حتى زاد ولهه وجنونه ،

وقال : يا ذا العرش المجيد ، لتتعلم تربية عبيدك من العميد !

إن كنت ولها به ، فتعلم الجرأة ، ويجب أن تكون غصنا مورقا ، فإن تعدم أوراق هذا الغصن المرتفع ، فلا تتجرأ بعد ذلك ، ولا تضحك على نفسك .

ما أجمل جرأة الوالهين ، وما أجملهم وهم كفراشات يحترقون ، ولكن لن يستطيع هؤلاء إدراك الطريق ، ومعرفة أهو حسن أو سئ إلا إذا أنعم عليهم ذو العرش بالتوفيق .

"" عميد خرسان : لعل المقصود عميد الملك الكندري وزير طغرل السلجوقي ، واسمه بالكامل : أبو نصر محمد بن محمد الكندري ، وهو من رجال نيسابور ، قتل عام 456 هـ أيام سلطنة ألب أرسلان .

انظر : تاريخ دولة آل سلجوق : لعماد الدين الإصفهاني ، ص : 9 - 29 .""

المقالة الثانية والثلاثون حكاية 2

الأبيات من 2748 - 2753  

كان وله يسير في الطريق عاري الجسد ، وقد اشتد به الجوع ، وكان البرد قارسا والمطر منهمرا ، فأصبح غريق المطر والبرد ،

ولم يكن له مخبأ أو منزل ، فسار حتى التجأ إلى خرابة ، وما أن توقف عن المسير وولج الخرابة ،

حتى سقطت على رأسه من السقف أجرة ، فشجت رأسه وسالت الدماء كنهير ، فرفع رأسه إلى السماء قائلا :

إلى متى تدق طبول السلطنة ؟ الأفضل من هذا ألا تستطيع الضرب بالأجر ! 

المقالة الثانية والثلاثون حكاية 3

الأبيات من 2754 - 2765

وجد فقير معدم في بلدة كاريز ، وقد استعار حمارا من جاره ، فذهب صوب طاحونة ونام هانىء البال ،

وسرعان ما ولى الحمار في الصحراء ، فمزق ذئب ذلك الحمار وأكله ، فطالبه صاحبه في اليوم التالي بديته .

وأخيرا سارعا بالعودة حتى يمثلا أمام أمير كاريز ، وقصا قصتهما على الأمير بكل أمانة وصدق ، وسألاه على من تحل العقوبة ؟

 قال الأمير : كل ذئب وحيد ، يعيش في الصحراء والفيافي جوعان ، ثابتة عليه هذه الخيانة بلا ريب ، فعليكما بالبحث عنه ومطالبته بالدية .

فلو قدر أن وجد مائة حمار بل أكثر من مائة ، فسيمزقهم واحدا واحدا كلا في إثر الآخر ، لقد خلق اللّه الذئب لهذا البلاء ، أيها الجاهل ، فلا داعي للتعجب .

إلهي ، لماذا يستبيح الجريمة من لا يدفع دية ما يفعل ؟ .

وكيف كانت حالة نساء مصر ، عندما مر بهم أحد مخلوقيك ؟ وأي عجب أن يدرك مجنون حالا من السعادة ؟

لأنه إذا ظل فاقد الوعي في تلك الحال ، فلن ينظر مطلقا إلى الأمام أو إلى الخلف ، ولكن يظل الكل يتكلمون عنه ويجادثونه ، كما أنهم يواصلون البحث عنه ، ومن أجله يبحثون .

المقالة الثانية والثلاثون حكاية 4

الأبيات من  2766 - 2771

عم مصر قحط فجائي ، فتساقط الناس صرعى وهم يطالبون بالخبز ، وتساقط الناس موتى في كل طريق ،

حتى كان أنصاف الاحياء يطعمون أجساد أنصاف الموتى ، وعندما رأى أحد العلماء الولهين هذا الفعل من القضاء ، ورأى الناس يموتون بلا طعام ،

قال : يا مالك الدنيا والدين ، إن كنت لا تملك رزقا ، فقلل من الخلق .

كل من يتجرأ في هذه الأعتاب ، سيطلب المعذرة عندما يثوب إلى رشده ، وإن يخطئ القول ،

ولم يوفق في تلك الأعتاب ، فإنه يعرف كيف يعتذر ، حيث يقدم اعتذاره برقة ولطف .

المقالة الثانية والثلاثون حكاية 5

الأبيات من  2772 - 2785

كان هناك شخص قلبه كله هموم ، إذ كان الأطفال يقذفونه بالأحجار ، فذهب في النهاية إلى ركن بموقد الحمام ، حيث توجد كوة هناك ؛

فتناثر البرد من خلال تلك الكوة على رأس ذلك الواله ، ولأنه لم يعرف البرد من الأحجار ، فقد أكثر من الهراء والثرثرة ،

كما أطلق العديد من السباب ، قائلا : لم تقذفونني بالأحجار والمدر ؟

وفجأة فتحت الريح بابا للموقد ، فعم الضياء جميع أرجاء الموقد ، وهنا عرف البرد من الحجر ، فانقبض قلبه لما أصدره من سباب ، وقال :

إلهي ، كم كان الحمام مظلما ، لذا بدرت السباب مني سهوا ، فإن يصدر هذا القول عن واله ،

فلا تعاقبه بسبب رعونته هذه ، ومن كان ثملا لا يعقل ، فلا قرار له ، كما أنه بلا راحة ، فاحفظ لسانه عن التفوه بهذه الأساليب ،

والتمس المعذرة للعاشق المجذوب ، فإن تنظر إلى سر من أظلمت قلوبهم ، ستجدهم جميعا ممن تلتمس المعذرة لهم .

المقالة الثانية والثلاثون حكاية 6

الأبيات من  2786 - 2792

سار الواسطي حيران مشوش الخاطر والبال ، حتى أصبح لشدة حيرته عديم المأوى والمال ، سار حتى وقع نظره على مقبرة لليهود ، فأدام النظر إليها ،

وقال : إن هؤلاء اليهود معذورون جدا، ولكن لا يمكنهم قول هذا السر لأحد أبدا.

سمع أحد القضاة هذا القول ، فبدا عليه الغضب . ولما كان القول لا يروق للقاضي فقد استنكره ،

فقال له الواسطي : إذا كان هؤلاء الموتى ، غير معذورين أمام حكمك ، فهم جميعا معذورون في هذا الزمان أمام حكم اللّه علام الغيوب .

"" الواسطي : اسمه محمد بن موسى ، وكان يعرف بابن الفرقاني ، من أصحاب الجنيد والنوري . ومن علماء قومه .

كان مبرزا في علوم التصوف ، كما كان عالما بأصول العلوم الظاهرة وفروعها ، رحل في شبابه من بغداد إلى مرو ، وظل بها حتى توفي عام 320 هـ .

انظر نفحات الأنس لجامي : طبع طهران 1336 ص ص ؛ 175 - 177 .""

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: