الاثنين، 18 مايو 2020

المقالة الثامنة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2365  – 2445 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثامنة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2365 – 2445 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثامنة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2365  – 2445 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة الثامنة والعشرون سؤال طائر آخر الأبيات من 2446 – 2456

سأله آخر قائلاً : أيها المرشد ماذا يكون الحال إن انفذ الأوامر ؟

إنني لا يمكنني العمل مع تحمل الآلام لذا سأظل في انتظار أوامره على الدوام ومهما كان الأمر فسأنفذه بروحي وأن أعص الأمر فعلي الغرم .

قال الهدهد : لقد أحسنت صنيعاً أيها الطائر بسؤالك هذا ولن يبلغ إنسان مرتبة الكمال أكثر من هذا ، كيف تكون هناك صاحب روح وأنت تحتفظ بها فصاحب الروح هناك من يطيع الامر بروحه ،

فمن يطع الأمر ينج من الخذلان ويتخلص بيسر من كل مشقة وساعة في طاعة الأمر بالنسبة لك أفضل من أن تقضي العمر كله في طاعة بلا أمر صادر إليك .

كل من يتحمل الكثير من الشدائد دون أمر مجرد كلب وليس من بني البشر فالكلب يتحمل الكثير من الشدائد ولكن أي نفع في ذلك ؟؟!

لا شيء غير الضرر لأنه لا يطيع الأمر ومن يتحمل قليلاً من الشدائد طاعة للأمر فسيملأ ثوابه عالماً واسعاً .

العمل هو تصديق الأمر فامتثل للأمر وما أنت إلا عبد فلا تقدم بمفردك على التصرف .

المقالة الثامنة والعشرون حكاية 1

الأبيات من 2482 – 2457

كان أحد الملوك عائداً إلى مدينته فازدان الخلق بأبهى زينة فقد استعد كل فرد بما يزدان به منذ أمد ،

أما المساجين فلم يكن في حوزتهم غير السلاسل والقيود كما كانت لديهم بضعة رؤوس مقطوعة وأكباد ممزقة ثم تخلوا عن الأيدي والأرجل وتزينوا بهذا كله .

وعندما عاد الملك إلى المدينة وجدها كعروس مجلوة وفي أبهى زينة وما أن وصل إلى موقع السجن فسرعان ما ترجل الحصان وسمح للمساجين بالمثول وأنعم عليهم من الذهب والفضة بالشيء الكثير .

كان للملك جليس طلعة فقال : أيها السلطان لتقل لي هذا السر لقد رأيتم مئات الألوف من الزينات أو يزيد كما رأيتم المدينة مكسوة بالديباج والحرير وكانوا يلقون الجواهر والذهب على الأرض وينثرون المسك والعنبر في الهواء

رأيتم كل هذا وتحرزتم ولم تعيروا أياً منها اهتمامكم ولكن لماذا طاب لكم التوقف بباب السجن ؟

ألرؤية الرؤوس المقطوعة ؟

ولم كان تصرفكم هذا ؟

فلا شيء هنا يفرح القلب ولا وجود إلا للرؤوس المقطوعة وكذلك الأيدي والأرجل ،

إنهم جميعاً سفاكو الدماء وقد قطعت أيديهم فلماذا وجب التوقف في محيطهم ؟

قال الملك : إن زينة الآخرين ما هي إلا لعبة اللاعبين وإذا كان كل شخص قد عبر عن نفسه بأسلوبه فهم قد عرضوا ما لديهم ،

ولقد أخطأ جميع الخلق عدا أهل السجن حيث أوفوني حقي وإن لم يكن أمري نافذاً هنا فأين إذن تفصل الرأس عن الجسد والجسد عن الرأس ؟

وقد وجدت أمري هنا نافذاً فلا جرم أن أثنيت عنان فرسي والقوم جميعاً قد ألهتهم نعمهم واستسلموا للراحة نتيجة غرورهم ،

أما أهل السجن فقد اضطربوا وتملكتهم الحيرة من جراء قهري وبطشي وأحياناً يخاطرون برؤوسهم وأحياناً بأيديهم وأحياناً يكونون في شدة وأحياناً في لين وقد جلسوا منتظرين بلا عمل ولا مسئولية حتى يساقوا من السجن إلى المشنقة ،

فلا جرم أن أصبح هذا السجن روضة لي لقد كانوا مخلصين في طاعتهم فلزم أن أنحاز إليهم ، وموفق أمر ذوي البصيرة بتنفيذهم الأمر فلا جرم أن يذهب السلطان إلى السجن .

المقالة الثامنة والعشرون حكاية 2

الأبيات من 2483 – 2500

كان هناك أحد السادة من نسل الشيخ أكاف وكان قطب العالم وكذا طاهر الأوصاف

وقد قال : لقد رأيت فجأة في المنام كلاً من بايزيد والترمذي في الطريق رأيتهما يبديان لي كل عظمة واحترام وقد اتخذتهما من قبل مرشدين لي ،

بعد ذلك علمت تفسير ذلك ولماذا يكن هذان الشيخان لي المزيد من الاحترام .

وتفسير ذلك أنه في وقت السحر خرجت من كبدي آهة دون قصد فواصلت آهتي المسير حتى يفتحوا الباب لي وكانت تطرق الأبواب حتى يسمح لي بدخول الأعتاب وما أن بدا لي فتح الباب حتى جاءني الخطاب بلا لسان :

إن هؤلاء الشيوخ وأولئك المريدين طلبوا منا طلباً عدا بايزيد وبايزيد من زمرة الرجال الموفقين في الطريق فقد طلبنا نحن ولم يطلب منا أي شيء .

ما ان سمعت هذا الخطاب في تلك الليلة حتى قلت : إن هذا وذاك ليسا على صواب .

كيف أستبيح سؤالك الإحسان ولا أتقبل ألمك ؟

أو أن أبحث عنك ولا أكون رجلك ؟

كل ما تأمرني به هو عين المراد وموفق أمري بتنفيذ أمرك ولا يهمني الاعوجاج أو الاستقامة فمن أكون أنا حتى تكون لي رغبة ؟

وليس للعبد إلا السير وفق ما يؤمر به فيكفيني ما تأمرني به .

لا جرم أن هذين الشيخين اعترفا بالسبق لي عليهما بهذا القول .

وطالما كان العبد مطيعاً للأمر ففي استطاعته محادثة الله بالروح وليس عبداً من يتفاخر دواماً بالعبودية جزافاً فيا أيها العبد لقد أتى وقت الامتحان فتقدم حتى يظهر الدليل للعيان .

المقالة الثامنة والعشرون حكاية 3

الأبيات من 2501 – 2510

قال الخرقاني ساعة خروج الروح إلى الشفة في نزعها الأخير : يا للعجب ليتهم شقوا روحي وفتحوا قلبي المشبوب ثم أطلعوا العالم عن قلبي وشرحوا لهم سبب اضطرابي حتى يعلموا أن عبادة الصنم لا تليق مع معرفة السر فلا تكن معوج السير .

هكذا تكون العبودية وغيرها جنون فالعبودية تعني التخلي عن الكل يا عديم المروءة وإن تنزع إلى الألوهية لا إلى العبودية فكيف تكون لله خاضعاً ؟

فتخل عن نفسك وكن عبداً بل كن عبداً متخلياً عن الكل وعش هكذا ، فإذا أصبحت عبداً فكن ذا حرمة بل وكن ذا همة في طريق الحرمة فإن يتقدم أي عبد لسلوك الطريق بلا حرمة فسرعان ما يبعده السلطان عن بساطه ،

ولقد أصبح الحرم حراماً علي من لا حرمة له فإن تتصف بالحرمة فهذه هي النعمة التامة .

المقالة الثامنة والعشرون حكاية 4

الأبيات من 2511 – 2515

أنعم أحد الملوك بخلعة على أحد غلمانه فخرج الغلام بالخلعة إلى الطريق واستقر غبار الطريق على وجهه فأسرع بإزالته بكم خلعته .

فقال أحد الوشاة للملك : أيها السلطان لقد نظف الغلام غبار الطريق بخلعتك .

استنكر الملك منه تلك القحة وفي الحال علق ذلك المضطرب على المقصلة .

ألا تعلم أن من لا حرمة له في بساط السلطان لا قيمة له .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: