الثلاثاء، 26 مايو 2020

مقدمة محقق الشجرة النعمانية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

مقدمة محقق الشجرة النعمانية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

مقدمة محقق الشجرة النعمانية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

شرح كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي

مقدمة محقق كتاب الشجرة النعمانية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

تقديم المحقق 

الحمد للّه الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي ليس كمثله شيء من حيث ذاته ، والسميع البصير من حيث أسماؤه وصفاته ، لا تدركه الأبصار من حيث خفاء بطونه ، ووجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ، من حيث تجلّيات ظهوره ،

عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ( 26 ) إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ( 27 )[ الجن : 26 ، 27 ] .

وصلّى اللّه على سيدنا محمد سرّ الأسرار ومنبع الأنوار ، تجلّى له كل شيء وعرفه ، كما ثبت في الصحيح ،

فقد روى الترمذي في الجامع الصحيح عن معاذ بن جبل رضي اللّه عنه قال : « احتبس عنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس ، فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتجوز في صلاته .

فلما سلم دعا بصوته قال : « لنا على مصافكم كما أنتم ، ثم انفتل إلينا ثم قال : أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة ، إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي ، فنعست في صلاتي حتى استثقلت ، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة ، فقال : يا محمد .

قلت : لبيك رب .

قال فيم يختصم الملأ الأعلى ؟

قلت لا أدري قالها ثلاثا ،

قال فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي . فتجلى لي كل شيء وعرفت ،

فقال : يا محمد ،

قلت : لبيك رب

قال : فيم يختصم الملأ الأعلى ؟

قلت : في الكفارات

قال : ما هن قلت : مشي الأقدام إلى الحسنات والجلوس في المساجد بعد الصلوات وإسباغ الوضوء حين الكريهات .

قال : فيم قلت إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة بالليل والناس نيام .

قال : سل قل : اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفر لي وترحمني ، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون ، أسألك

حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلي حبك » .

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إنّها حق فادرسوها ثم تعلموها »

قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح . وقال صلى اللّه عليه وسلم

فيما رواه الإمام أحمد وغيره عن مكحول مرسلا : « من أخلص للّه أربعين يوما تفجرت ينابيع الحكمة من فمه وعلى لسانه »

. وبعد ففي إطار مجموعة كتب التصوّف الإسلامي التي نقوم بتحقيقها وتنقيحها وتصحيحها ونشرها بأبهى حلّة خدمة للركن الثالث أركان الدين الإسلامي الكامل الذي هو الإحسان ؛ مقام التربية والسلوك إلى ملك الملكوت وعلام الغيوب مقام :

« أن تعبد اللّه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك »

. نقدم للقرّاء كتاب ( الشجرة النعمانية ) للشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي الحاتمي رحمه اللّه تعالى ونفعنا بعلومه وأسراره ، وشرحه لتلميذه الشيخ صدر الدين القونوي . ألفها في الدولة العثمانية وذكر فيها ما يكون فيها وفي غيرها من أخبار وأحداث كونية طبيعية وسياسية وتحدث عن ظهور الإمام المهدي في آخر الزمان .

وبين الشيخ الأكبر محور موضوعات كتابه بقوله :

« موضوع هذا العلم الدلالة على قدرة الباري جلّ وعلا لكونه من جملة العلوم الباعثة عن أسرار القدر بما يشير إليه من الودائع المخزونة في كنوز الحروف التي عليها المدار ، فمن وفقه اللّه تعالى لفهم تلك الرموز الحرفية ، عرف جميع الأصول الجفرية المرتبطة بدلالات الاقترانات الفلكية ، المسلطة على أقطار الدائرة الكونية وحصول تأثيراتها في أركان الدائرة بالحوادث والوقائع المؤثرة في أحايينها وأناتها كائنة ما كانت » .

ويلي الكتاب مجموعة كتب صغيرة للشيخ الأكبر نفسه وهي على الترتيب التالي : كتاب ( شق الحبيب بعلم الغيب ) ذكر فيه ما يحتاجه طالب معرفة العالم الكبير وأسرار علم الغيب بكن ويكون .

وكتاب ( منزل المنازل الفهوانية ) تكلم فيه عن المنازل الروحية خلال عروجها من قوالبها الظلمانية السفلى إلى السماوات العلى .

وكتاب ( المقصد الأسمى في الإشارات ) تكلم فيه على ما وقع في القرآن الكريم من الأسماء والكنايات بلسان الشريعة والحقيقة .

وكتاب ( العظمة ) تكلم فيه عن أسرار حضرات روحية يتحقق بها السالكون العارفون باللّه تعالى ، ومدار جميعها على تجلي أنوار العظمة الإلهية ،

وكتاب ( تاج الرسائل ومنهاج الوسائل ) تحدث فيه عن المعاني الإلهية المودعة في المعاني الروحانية التي جرت بينه وبين الكعبة المشرّفة .

وممّا لا شك فيه أن كتب التصوف الإسلامي تساعد المريد على الاطلاع على الأحوال والمقامات ، التي يمرّ بها السالك إلى اللّه تعالى ،

كما يطلع على الحكم والقواعد الصوفية ، التي يستلهم منها كيفية التحقق بأحكام مقام الإسلام وأنوار مقام الإيمان ، وأسرار مقام الإحسان ، وصولا إلى قوله تعالى :وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ( 99 )[ الحجر : 99 ] .

كل ذلك بإشراف ورعاية وتربية شيخه العالم بأمراض النفوس والقلوب ؛ وبالأدوية الشافية له من هذه الأمراض .

لأنه ورث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم علوم وأسرار مقامات الدين الثلاث ؛ الإسلام والإيمان والإحسان ، الشريعة والطريقة والحقيقة ؛ الملك والملكوت والجبروت ، مصداقا لقوله صلى اللّه عليه وسلم : « العلماء ورثة الأنبياء » .

و قوله صلى اللّه عليه وسلم : « إن هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم » .

ونرجو اللّه تعالى أن ينفعنا والمسلمين بما في هذه الكتب من الحب والإخلاص والصدق واليقين ، ومن أنوار أسرار ما تعبدنا للّه به على لسان نبيّه صلى اللّه عليه وسلم : مصداقا لقوله تعالى :لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ( 21 )[ الأحزاب : 21 ]

وقوله تعالى :وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ( 3 ) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ( 4 )[ النجم : 3 ، 4 ]

وقوله تعالى :وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً( 69 ) [ النساء : 69 ]

للنال السعادة الحقيقية المتمثلة بمعرفة اللّه تعالى في الدنيا ، والنظر إلى وجهه الكريم في الآخرة مصداقا لقوله تعالى :وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ( 22 ) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ( 23 )[ القيامة : 22 ، 23 ] .

كتبه الشيخ الدكتور عاصم إبراهيم الكيالي الحسيني الشاذلي الدرقاوي

ترجمة شارح الشجرة النعمانية صدر الدين القونوي

* هو الإمام محمد بن إسحاق بن محمد بن يوسف بن علي القونوي الرومي نسبة إلى بلدته قونية وكانت تحت حكم الرومان وهي الآن إحدى مدن جنوب تركيا .

* كان القونوي شافعي المذهب أكبري المشرب فهو من خواص تلاميذ الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي الحاتمي المقرّبين الذين أخذوا عنه ونشروا مذهبه . وربما يعود السبب في ذلك إلى عاملين ،

الأول : أنّ أمه أرسلته بعد وفاة والده وهو ما زال طفلا غرّا إلى الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي حيث درس على يديه الفقه وحفظ القرآن الكريم وتعلم القراءات ، وسرعان ما تأثر بشيخه وبمذهبه الصوفي فزهد في زخارف الحياة الدنيا وانكبّ على التصوّف علما وعملا .

والثاني : أنّ الشيخ الأكبر تزوج أمه فشجعه ذلك على ملازمته حتى وفاته .

* جرت مكاتبات عديدة بين الشيخ صدر الدين القونوي والشيخ نصير الدين الطوسي في كثير من المسائل الفقهية التي عمّت معارفه في ميدان الفقه الإسلامي وخاصة المذهب الشافعي كما جرى بينهما مكاتبات في مسائل الطريقة والحقيقة .

* ترك القونوي العديد من الكتب القيّمة التي أثرت المكتبة الإسلامية في علمي الشريعة والحقيقة .

ومن كتبه :

« إعجاز البيان في تفسير القرآن ، والنصوص في تحقيق الطور المخصوص ، واللمعة النورانية في مشكلات الشجرة النعمانية ، ومفتاح الغيب وشرح الأحاديث الأربعينية وشرح الأسماء الحسنى ، والرسالة الهادية والنفحات الإلهية القدسية ، والرسالة الرشيدية في أحكام الصفات الإلهية ، والرسالة المفصحة ، ولطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام ، وبرزخ البرازخ .

* ولد القونوي في بلدته قونية الواقعة جنوب تركيا وهو مجهول تاريخ الولادة ، وتوفي فيها سنة 673 هـ 1275 م ودفن في أحد الزوايا التي أصبحت فيما بعد مقاما له يزار حتى يومنا هذا .

( 1 ) للتوسع في ترجمته يرجع للمصادر التالية : الأعلام للزركلي ( 6 / 30 ) ومفتاح السعادة ( 1 / 451 و 2 / 211 ) وطبقات السبكي 5 / 19 وجامع كرامات الأولياء ( 1 / 133 ) وكشف الظنون ( 2 / 1956 ) وبروكلمان ( 1 ) والكتبخانه ( 5 / 363 و 364 و 7 / 176 و 382 ) .


ترجمة الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي الطائي الحاتمي

نسبه

هو محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه الحاتمي من ولد عبد اللّه بن حاتم أخي عديّ بن حاتم من قبيلة طيّ مهد النبوغ والتفوق العقلي في جاهليّتها وإسلامها .

يكنى أبا بكر ويلقب بمحيي الدين ،

ويعرف بالحاتمي وبابن عربي لدى أهل المشرق تفريقا بينه وبين القاضي أبي بكر بن العربي .

مولده ونشأته :

ولد في يوم الاثنين السابع عشر من رمضان عام خمسمائة وستين هجرية الموافق 28 يولية سنة ألف ومائة وخمس وستين ميلادية في مدينة « مرسية » بالأندلس ، وهي مدينة أنشأها المسلمون في عهد بني أمية .

وكان أبوه علي بن محمد من أئمة الفقه والحديث ، ومن أعلام الزهد والتقوى والتصوف .

وكان جده أحد قضاة الأندلس وعلمائها ، فنشأ نشأة تقيّة ورعة نقيّة من جميع الشوائب الشائبة .

وهكذا درج محيي الدين في جو عامر بنور التقوى ، فيه سباق حر مشرق نحو الشرفات العليا للإيمان ، وفيه عزمات لرجال أقوياء ينشدون نصرا وفوزا في محاريب الهدى والطاعة .

وانتقل والده إلى إشبيلية ، وحاكمها إذ ذاك السلطان محمد بن سعد ، وهي عاصمة من عواصم الحضارة والعلم في الأندلس ، وفيها شب محيي الدين ودرج .

وما كاد لسانه يبين حتى دفع به والده إلى أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء ، فقرأ عليه القرآن الكريم بالسبع في كتاب « الكافي » ، فما أتم العاشرة من عمره حتى كان مبرزا في القراءات ملهما في المعاني والإشارات .

ثم أسلمه والده إلى طائفة من رجال الحديث والفقه ، يذكرهم لنا الإمام شمس الدين بن مسدي في روايته عن محيي الدين فيقول واصفا متحدثا عن أساتذته الأول :

« كان جميل الجملة والتفصيل ، محصلا لفنون العلم أخص تحصيل ، وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق ، والتقدم الذي لا يسبق ، سمع في بلاده في شبابه الباكر من ابن زرقون ، والحافظ ابن الجد ، وأبي الوليد الحضرمي ، الشيخ أبي الحسن بن نصر » . ثم لا يذكر لنا التاريخ بعد ذلك شيئا ذا بال عن شباب محيي الدين ، ولا عن شيوخه ، ومقدار ما حصل من العلوم والفنون ؛ وإنما هو يحدثنا أنه مرض في شبابه مرضا شديدا . وفي أثناء شدة الحمى رأى في المنام أنه محوط بعدد ضخم من قوى الشر ، مسلحين يريدون الفتك به .

وبغتة رأى شخصا جميلا قويا مشرق الوجه ، حمل على هذه الأرواح الشريرة ففرّقها شذر مذر ، ولم يبق منها أي أثر ، فيسأله محيي الدين من أنت ؟ فقال له : أنا سورة يس .

وعلى أثر هذا استيقظ فرأى والده جالسا إلى وسادته يتلو عند رأسه سورة يس .

ثم لم يلبث أن برئ من مرضه ، وألقي في روعه أنه معدّ للحياة الروحية ، وآمن بوجود سيره فيها إلى نهايتها ففعل .

وفي طليعة هذا الشباب المزهر بفضل ثروة أسرته تزوج بفتاة تعتبر مثالا في الكمال الروحي والجمال الظاهري وحسن الخلق ، فساهمت معه في تصفية حياته الروحية ، بل كانت أحد دوافعه إلى الإمعان فيها .

وفي هذه الأثناء كان يتردد على إحدى مدارس الأندلس التي تعلم سرا مذهب الأمبيذ وقلية المحدثة المفعمة بالرموز والتأويلات والموروثة عن الفيثاغورية والأورفيوسية والفطرية الهندية .

وكانت هذه المدرسة هي الوحيدة التي تدرس لتلاميذها المبادئ الخفية والتعاليم الرمزية منذ عهد ابن مسرة المتوفى بقرطبة في سنة 319 هـ - 931 م والذي لم يعرف المستشرقون مؤلفاته إلّا عن طريق محيي الدين .

وكان أشهر أساتذة تلك المدرسة في ذلك القرن ابن العريف المتوفى في سنة 1141 م فلم يره محيي الدين ، ولكنه تتلمذ على منتجاته وعلى رواية تلميذه المباشر وصديق محيي الدين الوفي أبي عبد اللّه الغزال .

ومما لا ريب فيه أن استعداده الفطري ونشأته في هذه البيئة التقية ، واختلافه إلى تلك المدرسة الرمزية ، كل ذلك قد تضافر على إبراز هذه الناحية الروحية عنده في سن مبكرة وعلى صورة ناصعة لا تتيسر للكثيرين ممن تشوب حياتهم الأولى شوائب

الغرائز والنزوات .

فلم يكد يختم الحلقة الثانية من عمره حتى كان قد انغمس في أنوار الكشف والإلهام ، ولم يشارف العشرين حتى أعلن أنه جعل يسير في الطريق الروحاني بخطوات واسعة ثابتة ، وأنه بدأ يطلع على أسرار الحياة الصوفية ، وأن عددا من الخفايا الكونية قد تكشف أمامه ، وأن حياته منذ ذلك العهد المبكر لم تعد سوى سلسلة من البحث المتواصل عما يحقق الكمال لتلك الاستعدادات الفطرية التي تنير أضواؤها جوانب عقله وقلبه .

ولم يزل عاكفا على ذلك النشاط الروحاني حتى ظفر بأكبر قدر ممكن من الأسرار . ولم تكن آماله في التغلغل إلى تلك الأسرار وبحوثه عن وسائلها الضرورية تقف عند حد ، لأنه أيقن منذ نعومة أظفاره بأنه مؤمن بمبادىء عقيدة حقيقية أزلية مرت بجميع الأزمان الكونية ، وطافت بكل الأجناس البشرية متممة ما فيها من نقص وقصور ، وأنها جمعت كل الروحانيات في الوحدة الفطرية التي تتمثل من حين إلى آخر في صور تنسكية رفيعة تبدو على مسرح الإنسانية ردحا من الزمن ثم تختفي ، ولا يدرك حقيقتها إلا القليلون .

وأكثر من ذلك أنه حين كان لا يزال في قرطبة قد تكشف له من أقطاب العصور البائدة عدد من حكماء فارس والإغريق كفيثاغورس ، وأمبيذوقليس ، وأفلاطون ومن إليهم ممن ألقيت على كواهلهم مسؤولية القطبية الروحية في عصورهم المتعاقبة قبل ظهور الإسلام .

وهذا هو السبب في أنه قد شغف بأن يطلع على جميع الدرجات التنسكية في كل الأديان والمذاهب عن طريق أرواح رجالها الحقيقيين بهيئة مباشرة ، وبصورة مؤسسة على الشرف العلمي الذي يحمل الباحث النزيه على الاعتماد عليه دون أدنى تردد أو ارتياب .

غير أن هذه السكينة الروحانية التي بدأت لدى هذا الشاب مبكرة والتي كانت ثمارها فيما بعد تتمثل في تلك المعرفة التي أشرنا إليها آنفا ، لم تدم طويلا على حالة واحدة ، إذ أنه لم يلبث أن تبين أول الأمر بالإلهام ، ثم عن طريق الكشف الجلي أنه لم يعد له بدّ - في تلك البيئة المغربية إذ ذاك –

من أحد أمرين : إما أن يجاري التيار العام الذي كان يحدق به إحداق السوار بالمعصم ، وهو أن يتقيد في جميع أفكاره وتعقلاته وأحاسيسه ومشاعره وحركاته وسكناته بحرفية الدين التي لا روح فيها ولا حياة ولا سرّ ولا رمز ولا تأويل ، وبهذا تختفي شخصيته الحقيقية وتفشل رسالته الطبيعية ، وهذا شيء لا يستطيعه بأي حال ، وإما أن يسير على فطرته وحسب تكوين عقله وقلبه فيصطدم في كل خطوة من خطواته من أهل الحل والعقد في البلاد .

وقد حدث ذلك فعلا حيث احتدمت بينه وبين بعض الأمراء الموحدين مجادلات عنيفة ، وحيكت حوله دسائس قوية اتهمته بإحداث اضطراب في سياسة الدولة .

وإذ ذاك رأى في حالة اليقظة أنه أمام العرش الإلهي المحمول على أعمدة من لهب متفجر ، ورأى طائرا بديع الصنع يحلق حول العرش ويصدر إليه الأمر بأن يرتحل إلى الشرق وينبئه بأنه سيكون هو مرشده السماوي ،

وبأن رفيقا من البشر يدعى فلانا ينتظره في مدينة فاس ، وأن هذا الأخير قد أمر هو أيضا بهذه الرحلة إلى الشرق ، ولكنه يجب ألا يرتحل قبل أن يجيء إليه رفيق من الأندلس ، فيفعل ما أمر به ويرتحل بصحبة هذا الرفيق .

وفيما بين سنتي 597 ، 620 هـ - 1200 ، 1223 م يبدأ رحلاته الطويلة المتعددة إلى بلاد الشرق فيتجه في سنة 1201 م إلى مكة فيستقبله فيها شيخ إيراني وقور جليل عريق المحتد ممتاز في العقل والعلم والخلق والصلاح .

وفي هذه الأسرة التقية يلتقي بفتاة تدعى « نظاما » وهي ابنة ذلك الشيخ ، وقد حبتها السماء بنصيب موفور من المحاسن الجسميّة ، والميزات الروحانية الفائقة ، فاتخذ منها محيي الدين رمزا ظاهريا للحكمة الخالدة ، وأنشأ في تصوير هذه الرموز قصائد سجلها في ديوان ألفه في ذلك الحين .

وفي هذه البيئة النقية المختارة له من قبل سطعت مواهبه العقلية والروحية ، وتركزت حياته الصوفية ، وجعلت تصعد في معارج القدس شيئا فشيئا حتى بلغت شأوا عظيما .

ومن ذلك أنه في إحدى طوفاته التأملية والبدنية بالكعبة يلتقي من جديد بمرشده السماوي الذي أمره سالفا بالهجرة من الأندلس والمغرب إلى الأصقاع الشرقية ، فيتلقى منه الأمر أيضا بتأليف كتابه الجامع الخالد « الفتوحات المكية » الذي ضمنه أكثر وأهم آرائه الصوفية والعقلية ومبادئه الروحية ، والذي لا يتطاول إلى قمته في عصره أي كتاب آخر فيما نعلم من إنتاج هذا الصنف من المتنسكين .

وفي سنة 1204 م يرتحل إلى الموصل حيث تجتذبه تعاليم الصوفي الكبير علي بن عبد اللّه بن جامع الذي تلقى لبس الخرقة عن الخضر مباشرة ، ثم ألبس محيي الدين إياها بدوره .

وفي سنة 1206 م نلتقي به في القاهرة مع فريق من الصوفية الذي يطبقون حياة تنسكية قوية محافظة .

وهنا يظهر له رائد سماوي يأمره بإدخال شيء من الكمال على مذهبه ، ولكنه لا يكاد يفعل حتى يتنمر له عدد من الفقهاء يحيكون حوله وحول أصحابه شباكا من الدسائس تهدّد اطمئنانهم بل حياتهم ، ولولا نفود أحد أصدقائه لوقع في ذلك الخطر ، ولكنه لحسن حظه يستطيع أن ينجو بنفسه ويفر إلى مكة في سنة

م فيلتقي فيها بأصدقائه القدماء الأوفياء ، ويقيم بينهم في هدوء وسكينة نحو ثلاثة أعوام ، ثم يرتحل إلى قونية بتركيا حيث يتلقاه أميرها السلجوقي باحتفال بهيج .

وهناك يتزوج بوالدة صدر الدين القونيوي ، وهو أحد تلاميذه المفضلين ثم لا يلبث أن يرتحل إلى أرمينيا ، ومنها إلى شاطىء الفرات .

وفي سنة 1211 م نلتقي به في بغداد حيث يتصل بالصوفي المعروف شهاب الدين عمر السهروردي .

وفي سنة 1214 م يعود إلى مكة ولا يكاد يستقر فيها حتى يجد أن عددا من فقهائها المنافقين الدساسين قد جعلوا يشوهون سمعته ويرمونه بأن قصائده التي نشرها في ديوانه الرمزي منذ ثلاثة عشر عاما كانت تصور غرامه المادي الواقعي بالفتاة « نظام » ابنة صديقه الشيخ الإيراني التي أشرنا آنفا إلى أنه اتخذ منها رمزا نقيا للحكمة الخالدة .

وعندما تبيّن هذه التهمة الرخيصة وعرف مصادرها الحقيقية حمل عليها وعلى واضعيها حملة قوية كشفت زيفها للجميع بصورة جعلت القائمين بها يعترفون بأخطائهم ويعتذرون إليه عنها .

وبعد ذلك يرتحل إلى حلب فيقيم بها ردحا من الزمن معززا مكرما من أميرها .

وأخيرا يلقي عصا التسيار في دمشق في سنة 1223 م حيث كان أميرها أحد تلاميذه المؤمنين بعلمه ونقائه ويظل بها يؤلف ويعلم ، ويخرج التلاميذ والمريدين يحوطه الهدوء وتحف به السكينة حتى يتوفى بها في 28 ربيع الثاني من سنة 638 هـ الموافق 16 نوفمبر من سنة 1240 م .


مؤلفات وشيوخ الشيخ الأكبر

قال الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني في كتابه « جامع كرامات الأولياء » ضمن ترجمته للشيخ ابن العربي :

وقد اطلعت له على إجازة أجاز بها الملك المظفر ابن الملك العادل الأيوبي ،
ذكر فيها كثيرا من مشايخه ومؤلفاته ، ولتمام الفائدة أذكرها هنا بحروفها فأقول :

قال رضي اللّه عنه :

بسم اللّه الرحمن الرحيم ، وبه نستعين  

أقول وأنا محمد بن عليّ بن العربي الطائي الأندلسي الحاتمي ،

وهذا لفظي : استخرت اللّه تعالى ، وأجزت السلطان الملك المظفر بهاء الدين غازي ، ابن الملك العادل المرحوم إن شاء اللّه تعالى أبي بكر بن أيوب وأولاده ، ولمن أدرك حياتي الرواية عني في جميع ما رويته عن أشياخي ، من قراءة وسماع ومناولة وكتاب وإجازة ، وجميع ما ألفته وصنفته من ضروب العلم ، وما لنا من نثر ونظم على الشرط المعتبر بين أهل هذا الشأن ، وتلفظت بالإجازة عند تعبيري هذا الخط ، وذلك في غرة محرم سنة 632 هـ بمحروسة دمشق وكان قد سألني في استدعائه أن أذكر من أسماء شيوخي ما يتسر لي ذكره منهم ،

وبعض مسموعاتي ، وما تيسر من أسماء مصنفاتي ، فأجبت استدعاءه نفعه اللّه تعالى بالعلم ، وجعلنا وإياه من أهله ، إنه وليّ كريم .

فمن شيوخنا أبو بكر بن أخلف اللخمي ، قرأت عليه القرآن الكريم بالقراءات السبع بكتاب الكافي لأبي عبد اللّه محمد بن شريح الرعيني في مذاهب القراء السبعة المشهورين ، وحدثني عن ابن المؤلف .

ومن شيوخنا في القراءة أبو الحسن شريح بن محمد بن محمد بن شريح الرعيني ، عن أبيه المؤلف .

ومن شيوخنا في القرآن أيضا أبو القاسم عبد الرحمن بن غالب الشراط ، من أهل قرطبة ، قرأت عليه أيضا القرآن الكريم بالكتاب المذكور وحدثني أيضا عن ابن المؤلف أبي الحسن شريح عن أبيه المؤلف محمد بن شريح المقري .

ومن شيوخنا القاضي أبو محمد عبد اللّه البازلي قاضي مدينة فاس ، حدثني بكتاب « التبصرة في مذاهب القراء السبعة » لأبي محمد مكي المقري عن أبي بحر سفيان ابن القاضي ، عن المؤلف بجمع تآليف مكي أيضا ، وأجازني إجازة عامة .

ومن شيوخنا القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي حمزة ، سمعت عليه كتاب التيسير في مذاهب القراء السبعة لأبي عمرو عثمان بن أبي سعيد الداني المقري ، حدثني به عن أبيه عن المؤلف وبجميع تآليف الداني وأجازني إجازة عامة .

ومن شيوخنا القاضي أبو عبد اللّه محمد بن سعيد بن دربون ، سمعت عليه كتاب البقعي لأبي عمر يوسف بن عبد البر النميري الشاطبي ، وحدثني به عن أبي عمران موسى بن أبي بكر ابن المؤلف وبجميع تآليفه مثل الاستذكار ، والتمهيد ، والاستيعاب ، والانتقاء ، وأجاز لي إجازة عامة في الروايتين ، أجاز لي أن أرويه عنه وجميع تآليفه .

ومن شيوخنا المحدث أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد اللّه الإشبيلي ، حدثني بجميع مصنفاته في الحديث ، وعين لي من أسمائها تلقين المبتدي ، والأحكام الصغرى والوسطى والكبرى ، وكتاب العاقة ونظمه ونثره ، وحدثني الإمام أبي محمد علي بن أحمد بن حزم عن أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح ، عنه .

ومن شيوخنا عبد الصمد بن محمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني ، سمعت عليه صحيح مسلم حدثني به عن الفراوي عن عبد الغفار الجلودي ، عن إبراهيم المروزي عن مسلم ، وأجازني إجازة عامة .

ومن شيوخنا يونس بن يحيى أبي الحسن العباسي الهاشمي ، نزل مكة سمعت عليه كتبا كثيرة في الحديث والرقائق ، منها كتاب صحيح البخاري .

ومن شيوخنا المكيين أبو شجاع زاهد بن رستم الأصفهاني إمام المقام بالحرم ، سمعت عليه كتاب الترمذي لأبي عيسى ، حدثني به عن الكرخي عن الخزاعي المحبوبي عن الترمذي ، وأجازني إجازة عامة .

 

ومن شيوخنا البرهان نصر بن أبي الفتوح بن عمر الحصري إمام مقام الحنابلة بالحرم الشريف ، سمعت عليه كتبا كثيرة منها السنن لأبي داود السجستاني ، حدثني بها ، عن أبي جعفر بن عليّ بن السمناني ، عن أبي بكر أحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب ، عن أبي عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي البصري ، عن أبي علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي ، عن أبي داود ، وأجاز لي إجازة عامة .

وحدثني بكتب ابن ثابت الخطيب عن أبي جعفر السمناني .

ومن شيوخنا سالم بن رزق اللّه الإفريقي ، سمعت عليه كتاب المعلم بفوائد مسلم للمازري ، حدثني به عنه وبجميع مصنفاته وتآليفه ، وأجازني إجازة عامة .

ومن شيوخنا محمد أبو الوليد بن أحمد بن محمد بن سبيل ، قرأت عليه كثيرا من تآليفه ، وناولني كتاب « نهاية المجتهد وكفاية المقتصد » والأحكام الشريفة من تأليفه .

ومن شيوخنا أبو عبد اللّه بن العزي الفاخري ، وأجازني إجازة عامة .

ومن شيوخنا أبو سعيد عبد اللّه بن عمر بن أحمد بن منصور الصفا ، حدثني بكتب الواحدي كتابة عبد الجبار محمد بن أحمد الحواري عنه .

ومن شيوخنا أبو الوابل بن العربي ، سمعت عليه سراج المهتدين للقاضي ابن العربي ابن عمه ، حدثني به عنه ، وأجازني إجازة عامة .

ومن شيوخنا أبو الثناء محمود بن المظفر اللبان ، حدثني بكتب ابن خميس عنه .

ومنهم : محمد بن محمد بن محمد البكري ، سمعت عليه رسالة القشيري ، وحدثني بها عن أبي الأسعد عبد الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري ، عن جده عبد الكريم ، المؤلف ، وأجازني إجازة عامة .

ومنهم : ضياء الدين عبد الوهاب بن علي بن علي بن سكينة شيخ الشيوخ ببغداد ، أجازني إجازة عامة ، وأخذ عني وأخذت عنه ، وسمعت عليه بمدينة باب السلام بحضور ابنه عبد الرزاق .

ومنهم : أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني ، حدثني بتآليف البيهقي وأجازني إجازة عامة .

ومنهم : أبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم وأجازني إجازة عامة .

ومنهم : أبو طاهر السلفي الأصبهاني ، أجازني إجازة عامة ، وهو يروي عن أبي الحسن شريح بن عمرو بن شريح الرعيني المقري ، أجازني وكتب إليّ أن أروي عنه كتب عبد الرحمن السلمي ، وحدثني عن محمد نصار البيهقي عنه .

ومنهم : جابر بن أيوب الحضرمي ، أجازني إجازة عامة ، وهو يروي عن أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني المقري .

وممن أجازني إجازة عامة محمد بن إسماعيل بن محمد القزويني ، والحافظ الكبير ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق .

ومنهم : أبو القاسم خلف بن بشكوال .

ومنهم : القاسم بن علي بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسن الشافعي .

ومنهم : يوسف بن الحسن بن أبي النقاب بن الحسين وأخوه أبو العباس أيضا ، وأجازنا أبو القاسم ذاكر بن كامل بن غالب .

ومنهم : محمد بن يوسف بن علي الغزنوي الخفّاف .

ومنهم : أبو حفص عمر بن عبد المجيد بن عمر بن حسن بن عمر بن أحمد القرشي المياستي .

ومنهم : أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحافظ ، كتب إليّ بالرواية عنه بجميع تآليفه ونظمه ونثره وسمى لنا من كتبه « صفوة الصفوة » و « مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن » . وغير ذلك .

ومنهم : أبو بكر بن أبي الفتح الشيخاني .

ومنهم : المبارك بن علي بن الحسين الطباخ .

ومنهم : عبد الرحمن ابن الأستاذ ، المعروف بابن علوان .

ومنهم : عبد الجليل الزنجاني .

ومنهم : أبو القاسم هبة اللّه بن علي بن مسعود بن شداد الموصلي .

ومنهم : أحمد بن أبي منصور .

ومنهم : محمد بن أبي المعالي عبد اللّه بن موهب بن جامع بن عبدون البغدادي الصوفي يعرف بابن الثناء .

ومنهم : محمد بن أبي بكر الطوسي .

ومنهم : المهذب بن علي بن هبة اللّه الطيب الضرير .

ومنهم : ركن الدين أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي الخطيب ، وأخوه شمس الدين أبو عبد اللّه .

ومنهم : القرماني ببغداد .

ومنهم : ثابت بن قرة الحاوي ، قرأت عليه من كتبه وتآليفه ، ووقفها بروايتها بمسجد العمادين الجلادين بالموصل .

ومنهم : عبد العزيز بن الأخضر .

ومنهم : أبو عمر عثمان بن أبي يعلى بن أبي عمر الأبهري الشافعي من أولاد البراء بن عازب .

ومنهم : سعيد بن محمد بن أبي المعالي .

ومنهم : عبد الحميد بن محمد بن علي بن أبي المرشد القزويني .

ومنهم : أبو النجيب القزويني .

ومنهم : محمد بن عبد الرحمن بن عبد الكريم الفاسي ، قرأت عليه جميع مصنفاته .

ومنهم : أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسين الرازي .

ومنهم : أحمد بن منصور الجوزي .

ومنهم : أبو محمد بن إسحاق بن يوسف بن علي .

ومنهم : أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحجري .

ومنهم : أبو الصبر أيوب بن أحمد المقري .

ومنهم : أبو بكر محمد بن عبيد السكسكي .

ومنهم : ابن مالك ، حدثني بمقامات الحريري عن مصنفها .

ومنهم : عبد الودود بن سمحون قاضي النبك .

ومنهم : عبد المنعم بن القرشي الخزرجي .

ومنهم : علي بن عبد الواحد بن جامع .

ومنهم : أبو جعفر بن يحيى الورعي .

ومنهم : ابن هذيل .

ومنهم : أبو زيد السهيلي ، حدثني بالروض الأنف في شرح السيرة والمعارف والأعلام وجميع تآليفه .

ومنهم : أبو عبيد اللّه بن الفخار المالقي المحدث .

ومنهم : أبو الحسن بن الصائغ الأنصاري .

ومنهم : عبد الجليل مؤلف المشكل في الحديث وشعب الإيمان .

ومنهم : أبو عبد اللّه بن المجاهد .

ومنهم : أبو عمران موسى بن عمران المزيلي .

ومنهم : الحاج محمد بن علي ابن أخت أبي الربيع المقومي .

ومنهم : عليّ بن النضر . ولولا خوف الملال وضيق الوقت لذكرنا جميع من سمعنا عليه ولقيناه .

وها أنا أذكر من تآليفي ما تيسّر فإنها كثيرة ، وأصغرها جرما كراسة واحدة ، وأكبرها ما يزيد على مائة مجلد وما بينهما .

فمن ذلك كتاب المصباح في الجمع بين الصحاح في الحديث . اختصار مسلم .

اختصار البخاري . اختصار الترمذي ، اختصار المحلى . الاحتفال فيما كان عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من سني الأحوال .

وأما الحقائق في طريق اللّه تعالى التي هي نتائج الأعمال ، فمن ذلك وهو السابع كتاب من تصانيفنا « الجمع والتفصيل في أسرار معاني التنزيل » أفرغ في أربعة وستين مجلدا إلى قوله تعالى في سورة الكهف :وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ[ الكهف : 60 ] .

الجذوة المقتبسة والخطرة المختلسة. مفتاح السعادة في معرفة الدخول إلى طريق الإرادة.

المثلثات الواردة في القرآن العظيم . الأجوبة عن المسائل المنصورة. متابعة القطب .

 مناهج الارتقا إلى افتضاض أبكار النقا بجنان اللقا ، يحوي ثلاثة آلاف مقام في طريق اللّه تعالى على ثلاثمائة باب ، كل باب عشرة مقامات ، كنه ما لا بد للمريد منه . المحكم في المحكم وأذان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم . الخلاف في آداب الملإ الأعلى .

كشف الغين : سرّ أسماء اللّه الحسنى .

شفاء العليل في إيضاح السبيل .

عقلة المستوفز جلاء القلوب .

التحقيق في الكشف عن سرّ الصديق .

الإعلام بإشارات أهل الأوهام والإفهام في شرحه .

السراج الوهاج في شرح كلام الحلاج .

المنتخب في مآثر العرب .

نتائج الأفكار وحدائق الأزهار .

الميزان في حقيقة الإنسان . المحجة البيضاء .

كنز الأبرار فيما روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم من الأدعية والأذكار .

مكافأة الأنوار فيما روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم عن اللّه تعالى من الأخبار . الأربعين المتقابلة الأحاديث الأربعين في الطول .

العين . التدبيرات الإلهية في إصلاح المحاكمة الإنسانية تعشق النفس بالجسم .

إنزال الغيوب على سائر القلوب . أسرار قلوب العارفين . مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية . الخلاء . المنهج السديد في شرح أنس المنقطعين . الموعظة الحسنة .

البغية . الدرة الفاخرة في ذكر من انتفعت به طريق الآخرة من إنسان وحيوان ونبات ومعدن . المبادي والغايات فيما في حروف المعجم من الآيات . مواقع النجوم .

الإنزالات . الموجود . حلية الأبدال . أنوار الفجر .

الفتوحات المكية عشرون مجلدا . تاج التراجم . الفحوص . الرصوص . الشواهد . القطب والإمامين . روح القدس .

التنزلات الموصلية . إشارات القرآن في العالم والإنسان . القسم الإلهي . الأقسام الإلهية . الجمال والجلال . المقنع في إيضاح السهل الممتنع . شروط أهل الطريق .

الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار .

عنقاء مغرب . عقائد أهل علم الكلام . الإيجاد والكون . الرسائل والإشارات في الأسرار . الإلهيات والكتابات . الحجة .

إنشاء الجداول والدوائر . الأعلاق في مكارم الأخلاق . روضة العاشقين . الميم والواو والنون . المعارف الإلهية وهو الديوان . المبشرات . الرحلة . العوالي في أسانيد الأحاديث . الأحدية . الهوية الرحمية .

الجامع وهو كتاب الجلالة العظيمة . المجد .

الديمومة . الجود . القيومية . الإحسان . الفلك والسعادة . الحكمة . العزة . الأزل .

النون . الإبداع . الخلق والأمر . القدم . الصادر والوارد . الملك . الوارد والواردات .

القدس . الحياة . العلم . المشتبه . الفهوانية . الرقم . العين . المياه . ركن المدائن .

المبادي . الزلفة . الرقيم . الدعاء . الإجابة . الرمز . الرتبة . البقاء . القدرة . الحكم والشرائع . الغيب .

مفاتيح الغيب الخزائن العلمية . الرياح اللواقح . الريح العقيم . الكنز . التدبير والتفصيل . اللذة والألم . الحق . الحمد . المؤمن والمسلم والمحسن .

القدر . الشأن . الوجود . التحويل . الوحي . الإنسان . التركيب . المعراج . الروائح والأنفاس . الملل . الأرواح . النحل ، البرزخ . الحسن . القسطاس .

القلم . اللوح . التحفة والعرافة . المعرفة . الأعراف . زيادة كبد النون . الإسفار في نتائج الأسفار .

الأحجار المتفجرة والمتشققة والهابطة . الجبال . الطبق . النمل . العرش . مراتب الكشف . الأبيض . الكرسي . الفلك المشحون .

الهباء . الجسم . الزمان . المكان . الحركة . العالم . الآباء العلويات والأمهات السفليات . النجم والشجر . سجود القلب .

الرسالة والنبوة والمعرفة والولاية . الغايات التسعة عشر . الجنة . النار . الحضرة .

المناظرة بين الإنسان الكامل . التفضيل بين الملك والبشر . المبشرات الكبرى .

محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار . الأولين .

العبادة . ما يعول عليه وهو كتاب النصائح . إيجاز اللسان في الترجمة عن القرآن . المعرفة . شرح الأسماء . الذخائر والأعلاق . الوسائل . النكاح المطلق . فصوص الحكم . نائج الأذكار . اختصار السيرة النبوية المحمدية . اللوامح . اللوائح . الاسم والرسم . الفصل والوصل . مراتب العلوم . الوهب . انتقاش النور . النحل . الوجد . الطالب والمجذوب . الأدب .

الحال . الشريعة والحقيقة . التحكم والشطح . الحق . المخلوق . الإفراد وذوو الأعداد . الملامية . الخوف والرجاء . الفيض والبسط . الهبة والأنس . اللسانين .

التواصي الليلية . الفناء والبقاء . الغيبة والحضور .

الصحو والسكر . التجليات . القرب والبعد . المحو والإثبات . الخواطر . الشاهد والمشاهد . الكشف . الولد . التجريد والتفريد . العزة والاجتهاد . اللطائف والعوارف . الرياضة والتجلي . المحق والسحق .

التودد والهجوم . التلوين والتمكين . اللمة والهمة . العزة والغيرة . الفتوح والمطالعات .

الوقائع . الحرف المعني . التدني والتدلي . الرجعة . الستر والخلوة . النون . الختم والطبع . انتهت ، ولعزتها ذكرتها هنا فإنها من أعظم كراماته رضي اللّه عنه ، فلم أخرج بذكرها عن الصدد الذي ألف الكتاب لأجله ، وقد رأيت كتابا مستقلا في ذكر مؤلفاته وفيه كثير منها لم يذكر هنا في هذه الإجازة ، وكانت وفاته رضي اللّه عنه سنة 638 هـ.

 العودة إلى الفهرس

الموضوع التـــــــالي .... الموضوع الأخير

مقدمة المحقق على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: