الاثنين، 18 مايو 2020

المقالة الثالثة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2051 – 2119 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثالثة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2051 – 2119 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثالثة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2051 – 2119 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة الثالثة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2051 – 2078 

قال آخر له : إنني أعشق الذهب حتى أصبح عشق الذهب في جسدي كاللهب ، وإن لم تكن في يدي وردة ذهبية فإنني لا أستطيع الاستقرار كوردة متفتحة ، فعشق الدنيا وذهبها بالنسبة لي جعلاني مفعماً بالدعوى خلياً من المعنى .

قال الهدهد : يا من تملكته الحيرة من الصورة لقد اختفى من قلبك صبح الصفا ، لقد بقيت في عمى ليلاً ونهاراً كما بقيت كالنملة للصورة أسيراً فكن رجل معنى ولا تتردد في عالم الصورة ، فالمعنى هو الأصل وعدمٌ تلك الصورة ،

والذهب ما هو إلا حجر طلي بلون لذا فأنت طفل ابتلي باللون ، والذهب الذي يشغلك عن الرب ما هو إلا صنم فكن حذراً وألقه في التراب .

إذا كان الذهب لائقاً بمكان ما في النهاية ، فهو لائق بقفل فرج البغل ، إن الذهب لا يتيح لك فرصة مصادقة أحد كما يسلبك أي صبر ،

وإن تعط مقدار حبة ذهباً إلى صوفي فإما أنك تقتله بذلك وإما أنك تقتل بذلك نفسك ،

ويجب عليك ألا تتشبه بعمرو أو بزيد لأنك لو تعطى مقدار حبة للزمك مقام الجنيد .

بكومة ذهب تصادق الخلق ، وبهذه الكومة تكون لصاً موسوم الكتف ويلزمك أن تدفع إيجار متجرك كل شهر ولكن أي مخزن ذهب يلزمك ؟

لقد فنى عمرك الغالي وكذا روحك المعذبة حتى تكسب فلساً واحداً من دكانك ، فيا من يعطى كل شيء بلا مقابل هكذا أوقفت قلبك على الكل ولكن يلزمني الصبر فإن الزمان بلا شك سيسحب سلمك من أسفل المشنقة ،

أنت غريق في الدنيا وكان يلزمك أن تكون غريق الدين ولن تلتقي أيها العزيز الدنيا مع الدين مطلقاً ،

إنك تبحث عن الفراغ في دار المشغلة وعندما لا تجده ستصاب بالغمة والهموم ..

أنفق كل ما تملك وفي كل اتجاه فلن تنالوا البر حتى تنفقوا ، ويجب التخلي عن كل ما هو موجود بل يجب التخلي عن الروح كذلك فإن لم تستطع التخلي عن الروح فلن تستطيع التخلي عن المال والملك حتى ولو كان مخدعك من ثوب خلق فهو بالنسبة لك عقبة في الطريق ،

فأحرق هذا الثوب أيها العارف بالحق وإلى متى تخادع الحق بارتداء الثوب الخلق ؟

فإن لا تحرق ذلك الثوب هنا خوفاً عليه فكيف تصل في الغد عارياً إلى ساعة الحشر العظيم ؟

فما أكثر ما تتعلق به في الدنيا وسيصبح كل منها خنجراً حاداً مصوباً إليك .

ويل لكل من أصبح أسير نفسه حيث يضيع في الحسرات من رأسه إلى قدمه ، أيها الغلام إن كلمة أو تتكون من حرفين هما الألف والواو وأنا أراهما في كلمتي خاك ( تراب ) وخون ( دم ) على الدوام ،

فانظر الواو وقد استقرت وسط كلمة خون وانظر الألف وقد استقرت ذليلة وسط كلمة خاك .

المقالة الثالثة والعشرون حكاية 1

الأبيات من 2079 – 2091

ملك أحد المريدين الجدد قليلاً من الذهب وكان يخفي عن شيخه هذا الذهب لكن الشيخ كان يعرفه ولم يقل شيئاً طالما ظل الذهب في الخفاء ،

ثم ذهب المريد وشيخ الطريق معاً في سفر فبدا واديهما أمامهما جد مظلم ثم وضح في هذا الوادي طريقان ،

فتملك الخوف من يملك الذهب حيث جعله الذهب يبدو كذليل مضطرب

فسأل الشيخ : لم وضح أمامنا طريقان ؟

وأي طريق نسلك في هذا المكان ؟

فقال الشيخ : تخل عن كل معلوم لديك لأنه خطأ وأي طريق تسلكه فهو مقبول جائز ،

فإذا كان لإنسان أن يعادي الفضة فسرعان ما يفر الشيطان خوفاً منه ولكي تتبين ما لخردلة من الذهب الحرام في يوم الحساب يلزمك أن تكون دقيقاً دقة من يقد الشعرة ،

وقد عدت ثانية إلى الدين كحمار أعرج ووضعت يدك تحت الأحجار بلا جدوى وإن تقبل على السرقة فأنت شيطان وإن تقبل على الدين فأنت سلطان ،

وكل من قطع الذهب الطريق عليه ضاع في الطريق وظل مقيداً أسير البئر ،

فيا شبيهاً بيوسف تخلص من هذه البئر العميقة ولا تنطق بحرف فهذه البئر لها فوهة عجيبة .

المقالة الثالثة والعشرون حكاية 2

الأبيات من 2092 – 2105

ذهب شيخ البصرة عند رابعة وقال : يا من أنت في العشق صاحبة الواقعة قولي طرفة لم تسمعيها من أحد ولم تقرئيها عن أحد ولم تشاهديها ،

فلك بهاء أكثر منا أجمعين فهيا قولي فكم تشوقت روحي .

قالت رابعة : يا شيخ الزمان لقد نسجت حبلاً مرات ومرات وحملته وبعته فسر قلبي إذ كانت حصيلتي درهمين من فضة وما أمسكت بالإثنين معاً في قبضة واحدة بل أمسكت أحدهما في هذه اليد والآخر في تلك ذلك لأنني خشيت إذا اجتمعت قطعتا الفضة ألا أنام خوفاً من اللص .

عابد الدنيا قلبه وروحه مليئان بالهموم وتعترض طريقه مئات الألوف من العقبات الجسام ودواماً تبحث يده عن إحراز قطعة ذهب عن طريق الحرام وما أن تصل يده إلى إدراكها حتى يموت والسلام ثم يكون الذهب لوارثه حلالاً ،

 أما هو فقد يظل الذهب بالنسبة له وبالاً .

يا من بعت السيمرج بالذهب سيحترق القلب كالشمعة بعشق الذهب ، إذا كانت هذه الطريق لا تتسع لشعرة واحدة فكيف تتسع للصرة والذهب والفضة ؟

وإن تضع قدمك في الطريق يا شبيهاً بالنملة فمن العسير عليهم أن ينتزعوا شعرة واحدة من رأسك ،

وإذا لم تكن هناك بادرة أمل في رؤية الأحبة فليس لشخص قدرة على البقاء بهذه المحلة .

المقالة الثالثة والعشرون حكاية 3

الأبيات من 2106 – 2119

ذلك العابد الذي نال السعادة من الله قد ظل أربعمائة سنة في عبادة الله حيث اعتزل الخلق كما كان يحدث الله بالسر الخفي من وراء الحجب فكان الحق قرينه ولا قرين له غيره وكفاه أن الحق كان قرينه ..

وكان لهذا العبد بستان تتوسطه شجرة وقد اعتش طائر على هذه الشجرة وكان الطائر عذب الألحان جميل الصوت وكل لحن يحيط بمائة سر فوجد العابد في جمال صوته بعض الأنس في صحبته ..

أخيراً أوحى الحق لرسول ذلك الزمان بأن يقول لذلك الخليق بالأعمال : أفي النهاية ويا للعجب جعلت طاعتك هكذا أناء الليل والنهار ؟

كنت تحترق السنين شوقاً إلي حتى بعتني في النهاية بطائر !

إذا كان الطائر غاية في الفطنة والذكاء فقد خدعك في النهاية بصوته ،

أما أنا فقد اشتريتك وعلمتك فإذا بك تبيعني نتيجة لخستك ،

ولقد أحرقت بيدر الأنس والألفة فممن تعلمت هذا الوفاء ؟

إنك تبيع غاية في الرخص فلا تفعل وقد أصبحنا رفاقاً لك فلا تكن بلا رفيق .
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: