الأحد، 17 مايو 2020

المقالة التاسعة عذر الصقر الأبيات من 915 – 949 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة التاسعة عذر الصقر الأبيات من 915 – 949 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة التاسعة عذر الصقر الأبيات من 915 – 949 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة التاسعة عذر الصقر الأبيات من 915 – 937 

أقبل الصقر أمام الجمع مرفوع الرأس ، جاء وكأنه قد كشف النقاب عن عالم الأسرار ، جاء منتفخ الصدر معتزاً بقوته جاء متفاخراً بجبروته ،

وقال : لشدة شوقي إلى يد السلطان أغلقت عيني عن النظر إلى خلق الزمان لذا فقد أخفيت عيني تحت القلنسوة حتى تصل قدمي إلى يد السلطان ،

وقد أكثرت من تأديب نفسي كما أكثرت من التريض كالمرتاضين حتى إذا ما حملت ذات يوم إلى يد السلطان أكون برسوم الخدمة على علم وبيان ،

وأنى لي أن أرى السيمرغ في المنام ؟

وأنى لي أن أسرع إليه عبثاً ؟

فكفاني ما أنعم به من حظ من يد السلطان وكفاني هذه المنزلة في عالم العيان ، إن كنت لا آمل في أن أكون سلطاناً فكفاني أن أقف مرفوع الرأس على يد السلطان فكل من يليق بالسلطان نافذ كل ما ينطق به أمام السلطان ،

وإن أصبح جديراً بالسلطان فهذا أفضل من السير في واد بلا نهاية ،

وكم أرغب في أن أبذل عمري في مواجهة السلطان بكل سرور فإنني أحياناً انتظر السلطان وأحياناً من شوقي إليه أشاركه رحلات الصيد .

قال له الهدهد : يا أسير المجاز ، لقد بعدت عن الصفة وتعلقت بالصورة ، إن كان للسلطان ند في ملكه فكيف يزدان الملك به ؟

لا جدير بالسلطنة غير السيمرغ فهو بلا شبيه لذا فهو الخليق بها وحده ، وليس سلطاناً من تكون أفعاله غير نافذة في كل الأقاليم ،

والسلطان هو من لا شبيه له ، ومن لا يتصف إلا بالوفاء والمدارة ،

أما السلطان الدنيوي إذا اتصف لحظة بالوفاء ففي لحظة أخرى يظهر الجفاء ، وكل من يزداد منه قرباً يكون عمله دون شك أكثر رقة ، حيث يكون على الدوام حذراً من السلطان وتكون روحه محاطة بالخطر في كل أوان ،

فسلطان الدنيا شبيه بالنار المحرقة فابتعد عنه لأن البعد عنه غنيمة ، لذا يجب ألا تقترب من السلاطين ولتسارع بالابتعاد يا من تقربت من السلاطين . 

المقالة التاسعة حكاية 1

الأبيات من 938 – 949

كان هناك سلطان عالي المنزلة وقع في عشق غلام جميل الطلعة ، وبعد أن اشتد به العشق لم يعد في مقدوره أن يجلس أو يستريح لحظة بعيداً عن معشوقه وقد خصه بالتزين من بين غلمانه كما كان يجلسه على الدوام أمام عينيه ،

وعندما كان السلطان يرمي السهام في القصر اضطرب ذلك الغلام خوفاً من الضر ، حيث جعل السلطان هدفه تفاحة وضعها على مفرق الغلام فما أن شق التفاحة بسهمه حتى امتقع لون الغلام ،

فسأله رجل جهول : لم أصبحت حمرة ورد خدك في صفرة الذهب ؟

لتشرح لم يتسم وجهك بالإصفرار مع ما لك من علو المكانة لدى السلطان ؟

قال : عندما يضع تفاحة على رأسي ويصيبني أذى من السهم فسرعان ما يقول : لم يكن يعترف بالتبعية كما أنه بلا شبيه في العيوب بين جندي وحشمي ،

وإن يصب السهم الهدف ،

يقل الجميع له : إن هذا من يمن طالع السلطان ، أما أنا فمهموم بين هذين الغمين وروحي عرضة للهلاك بلا جريرة .


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: