الأربعاء، 20 مايو 2020

المقالة الثامنة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  3202 - 3312 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثامنة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 3202 - 3312 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثامنة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  3202 - 3312 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة الثامنة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من  3202 - 3212  

قال آخر : يا عالما بالطريق ، إن العين لتسود في هذا الوادي ، والطريق يبدو كأنه مليء بالأهوال ، فما طول هذا الطريق ، أيها الرفيق ؟

قال ( الهدهد ) : إن لنا في الطريق سبعة أودية ، فإذا عبرت الأودية السبعة كانت الأعتاب العلية ، ولم يعد من سلوك الطريق أحد في الدنيا حتى الآن ،

لذا فلا أحد يعرف طول هذا الطريق ، فإن كانوا يفنون فيه كلية ، فكيف يخبرونك بحقيقته ، أيها الجاهل ؟

أول الأودية هو وادي الطلب ، ثم يأتي بعده مباشرة وادي العشق ، ثم الوادي الثالث وهو وادي المعرفة ،

ويأتي بعده الوادي الرابع وهو وادي الاستغناء عن الصفة ، وبعده الوادي الخامس وهو وادي التوحيد الطاهر ، ثم الوادي السادس وهو وادي الحيرة الصعب ،

أما الوادي السابع فهو وادي الفقر والفناء ، وبعد ذلك لن يكون لك سلوك بالطريق ، فإن تدرك نهايته ، يتلاش مسيرك ، وإن تكن لك قطرة ماء ، فإنها تصبح بحرا خضما . . .

المقالة الثامنة والثلاثون بيان الوادي الأول

وادي الطلب

 الأبيات من  3213 – 3228

عندما تتقدم إلى وادي الطلب ، سيعترض طريقك في كل زمان مائة تعب ، فهناك مائة بلاء في كل لحظة ، وهناك تصبح ببغاء الفلك مجرد ذبابة ،

وهناك يلزمك الجد والاجتهاد عدة سنوات ، وذلك لأن الأحوال انقلبت رأسا على عقب ، وهناك يلزمك طرح المال جانبا ، كما يجب عليك هناك أن تدع الملك جانبا . . .

عليك أن تتقدم مخضبا بالدماء ، بل عليك أن تتقدم متخليا عن الكل ، وإن لم يبق لك علم بشي ، فواجبك أن يتطهر قلبك من كل شي ، فإن يتطهر قلبك من الصفات ،

فسرعان ما يستمد من الحضرة نور الذات ، وما أن يتضح هذا النور للقلب ، يصبح الطلب مرة واحدة في قلبك ألفا ، وإن تبد النار في طريقه ،

أو تبد مائة واد رهيب ؛ فستجد نفسك من الشوق إليه كالمجنون ، وتلقي بنفسك في النار وكأنك فراشة ، ويصبح طلبك نابعا من اشتياقك إليه ،

فتطلب جرعة من ساقيه ، وعندما تتيسر لك شربة من خمره ، يتم لك نسيان كلا العالمين ، وتبقى صادي الشفة وأنت غريق في البحر ،

كما ستطلب من الحبيب سر الأحبة ، ولن تخشى التنانين الفتاكة في اندفاعك لمعرفة السر ،

وإن يجتمع الكفر والإيمان أمامك فستقبل كليهما حتى يفتح لك الباب ، وحينما يفتح لك الباب ، يتساوى الكفر والدين ، حيث لن يبقى هذا ولا ذاك . . .

المقالة الثامنة والثلاثون حكاية 2

الأبيات من 3229 - 3253

قال عمرو بن عثمان المكي الذي دون كتابه « كنج نامه » في الحرم : عندما نفخ اللّه الروح الطاهرة في جسد آدم المكون من ماء وتراب ، طلب ألا يدرك الملائكة كلهم أي خبر عن الروح أو أي أثر ،

ثم قال : يا ملائكة السماء اسجدوا لآدم في هذا الزمان ، فسجد الجميع حيث وضعوا جباههم على الأرض ، لذا فما أدرك أحد منهم ذلك السر الأكبر ، ولكن إبليس قال في التو والحال ، لن يرى مني أي شخص سجدة .

فإن يقطعوا رأسي عن جسدي ، يكن ذلك أهون عليّ من السجود ، إنني أعرف أن آدم ليس ترابيا ، لذا فأنا على استعداد لأن أضحي برأسي لأعرف السر ، مهما كانت العواقب .

وهكذا أدرك إبليس السر الخفي ، لأنه لم يضع رأسه على الأرض .

فقال الحق تعالى له : يا جاسوس الطريق ، لقد كنت لصا سارقا في هذا المجال ، وبما أنك رأيت ذلك الكنز الذي أخفيته ، فسأقتلك حتى لا تفشي في الدنيا سره ، وذلك لأن الملك إن أراد إخفاء كنز بعيدا عن علم جيشه ، فلا شك أنه يقتل ذلك الذي يطلع على مكان كنزه .

وأنت رأيت الكنز فمن الضروري مجازاتك بقطع الرأس . فإن لم أفصل رأسك عن جسدك في هذه اللحظة ؛ فسوف يكون العالم بلا ريب تحت إمرتك .

قال إبليس : يا إلهي ، لتمهل هذا العبد ، والتمس الحيلة لمن سقط . فقال الحق تعالى : لقد أمهلتك ولكنني طوقت رقبتك بطوق اللعنة ، وسأطلق عليك لقب « الكذاب » ، حتى تظل إلى يوم القيامة متهما .

قال إبليس بعد ذلك : إن كان الكنز الطاهر قد بدا لي واضحا ، فأي خوف يعتريني بعد ذلك ؟

اللعنة صادرة عنك وكذا الرحمة ، والعبد عبدك ومنك الحظ والقسمة ! فإن كانت اللعنة من نصيبي ، فلا خوف يعتريني ، وما دام الترياق موجودا ، فلابد من وجود السم .

فما أن رأيت الخلق يطلبون رحمتك ، حتى آثرت أن أحظى أنا عديم الخلق الغيب مرة أخرى ، أصبحت ذرات الدنيا قرينة لك .

إن تنظر إلى الأمور بعين العقل ، فسترى العشق لا أول له ولا آخر ، وهو ضرورة لك حصيف ؛ كما أن العشق ضرورة لكل حر ، ولكنك لست حصيفا ولا عاشقا وإنما أنت ميت ، فكيف تكون للعشق لائقا ؟

ولابد من رجل حي القلب لهذا الطريق ، حتى يقدم مائة روح نثارا في كل لحظة.

"" عمرو بن عثمان المكي : كنيته أبو عبد اللّه ، وكان أستاذ الحسين بن منصور الحلاج ، اتصل بالجنيد وصحب الخراز ، وكان من أقرانهما ، كان عالما في علوم الحقائق ، أصله من اليمن ، وأقام فترة في مكة ثم رحل إلى بغداد حيث توفي فيها عام 296 هـ أو 297 هـ . ( انظر نفحات الأنس لجامي طبعة طهران 1335 ش ، ص 84 - 85 ) .

كنج نامه : أي كتاب الكنز "" 

المقالة الثامنة والثلاثون حكاية 3

الأبيات من  3335 - 3344

هام أحد السادة على وجهه بعيدا عن أسرته ، وساءت حالته من عشق صبي يبيع الفقاع ، ومن فرط عشقه ، ذاعت قالة السوء عنه ،

وكانت له ممتلكات وضياع ، فباعها واشترى بثمنها الفقاع ، وعلى الرغم من تخليه عن كل ممتلكاته وترديه في الفقر ، إلا أن عشقه كان يزداد ويتضاعف ،

وعلى الرغم من توفيرهم الخبز له على الدوام ، إلا أنه كان في جوع دائم ، حيث كان شبعه من الروح دواما ،

وذلك لأنه كان يشتري فقاعا بكل ما يصله من خبز وفير ، وكان يمضي وقتا طويلا أسير الجوع ، وذلك حتى يتجرع مائة كأس من الفقاع .

وسأله سائل : أيها الحزين المضطرب ، ما هو العشق ؟ لتوضح لي سره .

فقال : هو أن تبيع مائة عالم من المتاع ، مقابل كأس واحدة من الفقاع ، وإذا لم يرق هذا العمل للآدمي ؛ فكيف يعرف العشق والألم ؟

المعشوق النشوان بحجر ، فهذا أفضل من أن تنال جوهرة من غيره ، وعلى الرجل أن يكون في مجال الطلب والانتظار ، ناثرا روحه في الطريق في كل زمان ،

وألا يسكن لحظة عن الطلب ، وألا يستريح لحظة ، وإذا وهن عزمه عن الطلب زمنا ، فهو في هذا الطريق يكون مرتدا ، عديم الأدب .

المقالة الثامنة والثلاثون حكاية 4

الأبيات من   3269 - 3273

رأى العزيزي المجنون مهموما ، حيث كان ينخل التراب في الطريق ، فقال : أيها المجنون ، عم تبحث هنا ؟

قال : أبحث عن ليلى ها هنا فقال ( العزيزي ) : وأنّى لك أن تجدها في التراب؟ ومتى كان الدر الطاهر كامنا في تراب الطريق ؟

قال : إنني أبحث عنها في كل مكان ، لعل يدي تصادفها بغتة في أي مكان .

"" يقصد بالمجنون قيس بن الملوح وهو من يعرف باسم « مجنون ليلى » وشخصيته تكاد تكون خرافية .

ويقول بروكلمان : انه توفي فيما يظن عام 70 هـ ( 689 م ) . .

انظر تاريخ الأدب ج 2 لبراون - ترجمة د . الشواربي ص 516 - 518 طبع القاهرة 1954 م . .""

المقالة الثامنة والثلاثون حكاية 5

الأبيات من   3273 - 3283

كان يوسف الهمداني إمام العصر ، كما كان عليما بأسرار الروح ، بعيد النظر .

قيل إنه كلما نظر إلى شيء من أعلى إلى أسفل ، تحولت كل ذرة فيه إلى يعقوب آخر ، يسأل عن يوسف الذي افتقده .

لابد من الألم في طريقه وكذلك الانتظار ، حتى ينقضي عمر في هذين الأمرين . وإن لا تجد لك عملا في هذين الأمرين ، فحذار أن تخلي فكرك من هذه الأسرار.

إذ لابد للرجل من الصبر في الطلب ، ومتى كان صبرك لائقا بأهل الألم ؟

ولتزد من صبرك، سواء أكنت راضيا أم لا ، فلعلك تدرك الطريق بمساعدة آخر.

أنت شبيه بطفل في بطن أمه ، فاجلس وحيدا وسط خضم الدماء ، ولا تخرج عن طبيعتك لحظة .

وإذا كان الخبز ضرورة ، فاطعم الدم لحظة ، فطعام الجنين الدم وكفى !

إنه أفضل من كل ما هو خارج البطن ، فاطعم الدم وتحمل الآلام وتذرع بالصبر كالرجال ، حتى تحقق الأيام ما تصبو إليه من آمال .

"" يوسف الهمداني : امام عالم عارف رباني ، صاحب الأحول والمواهب الجزيلة والكرامات والمقامات الجليلة .

وتوجه في البداية من همدان إلى بغداد ولزم مجلس الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، وعلا نجمه على كل أقرانه ، ثم تنقل بين مجالس العلم في كل من بغداد وأصفهان وسمرقند ، وأخيرا تخلى عن الكل واتخذ طريق العبادات والرياضات والمجاهدات .

توفي وهو في الطريق من هراة إلى مرو عام 335 هـ . ( انظر : نفحات الأنس لجامي ، طبع طهران ص 1336 ش : 375 - 377 ). ""

المقالة الثامنة والثلاثون حكاية 6

الأبيات من   3284 - 3300

ألمّ بشيخ مهنة ضيق عظيم ، فمضى إلى الصحراء بقلب مفعم بالألم ، وعين دامية الدمع ، فرأى من بعيد شيخا قرويا ، يسوق ثورا ، ويشع منه النور ، فاتجه صوب الشيخ وقرأه السلام ، ثم شرح له حال ضيقة بالتمام ،

وما أن سمع الشيخ ذلك ، حتى قال :

يا أبا سعيد ، إن يمتلئ العالم من الأرض المنخفضة إلى العرش المجيد بالذرة ؛ لا بكومة واحدة ، بل بمئات من الكومات ، وإن يوجد طائر يلتقط ذلك الذرة لمدة ألف عام ، وحتى ولو تكرر ذلك لأزمنة عديدة ، وجاءت مئات الطيور ، فلن تجد الروح ريحا من بابه حتى ذلك الوقت ، فلم العجلة يا أبا سعيد الآن ؟

إذ لابد من الصبر المديد للصابرين ، وليس كل طالب يتذرع بالصبر ، وإن لا ينبع الطلب من الأعماق ، فلن يظهر المسك من الدم في السرة ،

وإن ينبع من الأعماق ، فمهما كانت الأفلاك فستغوص في الدماء .

من لا طلب له ، يظل أسير الحيرة ، بل حاشي للّه أن تكون له صورة حيوان ، ومن عدم الطلب ، فهو جيفة ، وليس على قيد الحياة ، بل مجرد حائط أصم ،

وإن يصلك كنز من الجواهر ، فلتكن أكثر حماسة في الطلب ، أما من قنع بالكنز والجوهر ، فقد أسر نفسه بقيد الكنز والجوهر ، ومن تعلق بأي شيء في الطريق ؛ أصبح صنمه ذلك الشيء ، فليهنأ بصنمه ،

وإن كنت واهي اللب ضعيفا ، فسرعان ما تصبح ثملا بالشراب ، فاقدا عقلك ، فحذار !

ولا تسكر في النهاية بكأس واحدة ، بل دوام الطلب ، ما دام الطلب بلا نهاية .

"" يقصد بذلك : الشيخ أبو سعيد بن أبي الخير  .""

المقالة الثامنة والثلاثون حكاية 7

الأبيات من    3301 - 3310

ذات ليلة سار محمود بلا جند ، فرأى رجلا ينخل التراب على قارعة الطريق ، وقد كوم أمامه عدة كومات من التراب ،

فما أن رآه السلطان حتى ألقى بسواره ، ألقاه وسط كومة من التراب ، ثم ساق حصانه الشبيه بالريح في السرعة ،

وفي الليلة التالية عاد محمود ، فوجده مشغولا كالبارحة ،

فقال له :إن ما عثرت عليه البارحة ، يساوي عشرة أضعاف خراج الدنيا ، فلم تعود اليوم لتنخل التراب ثانية ؟

لتكن سلطانا ، فقد أصبحت بلا فاقة .

 

فقال ناخل التراب له : إن ما وجدته بين التراب يعد كنزا خفيا عظيم القيمة ، فإذا كان حظي أصبح مواتيا من هذا العمل ، فلن أتخلى عنه ما دامت روحي في جسدي ،

فكن رجل هذا الباب حتى يفتح لك ، ولا تشح برأسك عن الطريق حتى يتضح لك ، وليس لك إلا إغلاق عينيك على الدوام ، وامض مجتهدا في الطلب ، فما أغلق الباب بعد .

المقالة الثامنة والثلاثون حكاية 8

الأبيات من  3311 – 3312

قال أحد الوالهين مخاطبا اللّه : إلهي ، لتفتح بابا أمامي في النهاية !

لعل رابعة كانت تجلس هناك ،

فقالت : أيها الغافل ، ومتى أغلق هذا الباب ؟

إن الباب مفتوح ، أيها الغلام ، وعليك أن توجه وجهك تجاهه وتبحث عن مرادك على الدوام .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: