الأحد، 17 مايو 2020

المقالة التاسعة عشرة عذر طائر آخر الأبيات من 1794 – 1884 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة التاسعة عشرة عذر طائر آخر الأبيات من 1794 – 1884 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة التاسعة عشرة عذر طائر آخر الأبيات من 1794 – 1884 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة التاسعة عشرة عذر طائر آخر الأبيات من 1794 – 1801

قال له آخر : لقد ارتكبت العديد من الآثام فكيف يستطيع شخص السلوك بهذه الآثام ؟

وبما أن الذبابة ملوثة بلا ريب فكيف تليق بالسيمرج في جبل قاف ؟

وإذا أبعد إنسان عن الطريق عنوة فكيف يستطيع التقرب من السلطان ؟

قال الهدهد : لا تكن يائساً أيها الغافل بل اطلب اللطف منه فهو دائم النوال ،

فإن تلق ترسك بسهولة وسرعة تزدد أمورك تعقيداً ، يا من تعيش في غفلة ، وإذا لم يحظ التائب بالقبول فكيف يغدق الله عليه نعمائه كل ليل ؟

فإن كنت قد أذنبت فباب التوبة مفتوح فاطلب التوبة فلن يغلق هذا الباب ، وإن تقبل في هذا الطريق صادقاً ولو للحظة تفتح أمامك مئات الفتوح على الدوام . 

المقالة التاسعة عشرة حكاية 1

الأبيات من 1802 – 1814

لقد ارتكب ذلك الرجل العديد من الخطايا ثم تاب خجلاً وعاد إلى الطريق من جديد ، وعندما شعر بقوته مرة ثانية نقض توبته واتبع الشهوات ،

وهكذا جنح عن الطريق السوي مرة أخرى ، ووقع في ارتكاب جميع الآثام ثم أصيب قلبه بالهم والكآبة ،

وأصبح أمره من الخجل غاية في الصعوبة والشدة ، ولما لم يكن له نصيب إلا الضياع أراد أن يتوب ولكنه ما استطاع وأصبح آناء الليل والنهار كفحمة على المقلاة قلبه مفعم بالنار وتسيل منه الدماء وإذا كان الغبار قد كسا طريقه فبدمعة غسل طريقه .

وفي السحر ناداه هاتف وأصلح أموره وجعله موفقاً وقال له :

يقول خالق البرية : عندما تبت يا فلان أول توبة عفوت عنك وقبلت منك التوبة وكنت قادراً ولكنني لم آخذك بالعقوبة وعندما نقضت توبتك النصوح مرة أخرى،

منحتك مهلة ولم أكن عنك غاضباً ومحض خيال أيها الجاهل أن ترغب الآن في العودة مرة أخرى ولكن عد ثانية فقد فتحنا الباب، لقد أذنبت أنت ونحن قد عفونا.

المقالة التاسعة عشرة حكاية 2

الأبيات من 1815 – 1833

كان جبريل ذات ليلة في السدرة يسمع صوت عبد في الحضرة يقول لبيك فقال : إن عبداً يدعو الله الآن وأنا لا أعرف ذلك الشخص الذي يدعوه وكل ما أعلم أنه عبد له مكانته حيث ماتت نفسه وحيي قلبه .

وأخيراً طلب جبريل معرفته في هذه الآونة فلم يدركه في السبع سموات فطاف بالأرض وركب البحر ولم يدرك منه شيئاً في الجبال أو في الصحارى ،

فأسرع بالعودة صوب الحضرة فسمع مرة أخرى من يقول لبيك ، فتملكته الحيرة من شدة الغيرة فطاف بالعالم مرة أخرى وما أدرك هذا العبد ،

فقال : إلهي أرشدني إلى طريقه فقال الحق تعالى : توجه صوب الروم وامض إلى الدير حتى تعرفه .

ذهب جبريل فرآه هناك حيث كان يناجي الأصنام بذلة وانكسار فانطلق لسانه قائلاً : إلهي لتمزق تلك الحجب واكشف لي ذلك السر ، فهل تجيب بلطفك من يكون بالدير يناجي الأصنام ؟

قال الحق تعالى : إن له قلباً أسود لذا لا يعرف طريق الضلال الذي سلكه وإذا كان قد أخطأ ذلك الخسيس من الغفلة ..

فلا أسلك طريق الخطأ معه وأنا في تمام المعرفة ، والآن أهبه الطريق إلى الحضرة وسيطلب لطفنا له المعذرة .

قال هذا وهدى روحه إلى الطريق فلهج لسانه بذكر ربه .

متى تدرك أن أصول تلك الملة هي السير إلى الأعتاب بلا عذر أو علة ، فإن لم تدرك الأعتاب مطلقاً فلن يكون أي متقاعس أقل منك اضطراباً ،

إن الجميع لا يسلمون بالزهد كما لن يقبل الجميع نحو أعتابه .

المقالة التاسعة عشرة حكاية 3

الأبيات من 1834 – 1842

كان رجل يسرع في الذهاب إلى بغداد فسمع صوتاً في الطريق حيث كان شخص يقول : إنني أمتلك عسلاً وفيراً وأبيع غاية في الرخص فهل من مشتر ؟

فقال الصوفي : أيها الرجل الصبور أتعطي شيئاً بلا ثمن ؟

فقال : اغرب عني إنك أيها المجنون ربما مخبول إذ كيف يعطي إنسان لآخر أي شيء بلا مقابل ؟

قال هاتف : أيها الصوفي تقدم واخط خطوة واحدة من مكانك فقد منحناك كل شيء دون مقابل وإن تطلب أكثر نعطك أكثر ..

الرحمة شمس مشرقة ونورها يعم جميع الكائنات فانظر رحمة الله فقد عاتب نبياً من أجل كافر .. 

المقالة التاسعة عشرة حكاية 4

الأبيات من 1842 – 1850

قال الحق تعالى : لقد استغاث قارون متلهفاً حيث قال : " إن لك يا موسى سبعين حملاً " ، فأجابه موسى : " لن تعطى حملاً واحداً إلا إذا خاطبتني لحظة بذلة " .

فاستأصلت شأفة الشرك من روحه وخلعت على صدره خلعة الدين ، أما أنت يا موسى فقد أهلكته بالعديد من الآلام وجعلته دليلاً ووضعت رأسه في التراب فلو كنت خالقه لاستمرأت تعذيبه .

إن من يرحم عديمي الرحمة يجعل أهل الرحمة أولياء نعمته فبحار فضله لا تنضب ، وهو من يصفح عن المسيء إذا أبدى الندم والتوبة،

وكل من يملك هذا العفو والصفح كيف يتغير من ارتكاب معصية ؟ وكل من يعيب مرتكبي الذنوب والمعصية يجعل نفسه في مقدمة خيل الجبابرة .

المقالة التاسعة عشرة حكاية 5

الأبيات من 1851 – 1876

عندما مات ذلك الرجل العاصي الأثيم قيل : احملوا تابوته إلى قارعة الطريق ، فما أن رأى زاهد تابوت هذا الفاسق احترز حتى لا يضطر إلى الصلاة على فاسق .

وفي الليل رآه الزاهد في المنام وقد احتل مكانه في الجنة كما بدا وجهه ساطعاً كالشمس ،

فقال له الزاهد : أيها الغلام من أين لك في النهاية هذا المقام ؟ لقد غرقت ما حييت في آثامك وتلوثت بالخطايا من رأسك إلى قدمك .

قال : لقسوتك رحمني الله أنا المضطرب الوله ، فانظر إلى الحكمة التي تتولد من المحبة إنها تصنع الإنكار كما تصنع الرحمة .

وفي ليلة حالكة السواد كجناح غراب ترسل حكمته طفلاً ممسكاً بمصباح وهاج ثم ترسل بعد ذلك ريحاً عاتية

وتقول لها : اطفئي مصباحه وامضي ثم تمسك بالطفل وسط الطريق قائلة له : لماذا أطفأت المصباح أيها الجاهل ؟

من ذا يمسك بالطفل يحاسبه فإنه يعاتبه بكل شفقة ومحبة وإن جاز أن يقتصر عمل الجميع على الصلاة لجاز أن تقتصر حكمته على المجاز وإذا كانت حكمته لا تتم إلا هكذا فلا جرم أنه بلغ هذه المنزلة هكذا .

في طريقه توجد مئات الألوف من مظاهر الحكمة وكل قطرة من تلك الحكمة بحر من الرحمة ،

ودورة النهار والليل في هذه الأيام تتم من أجلك أيها الغلام وطاعة الملائكة من أجلك والجنة والنار صورة من لطفك وقهرك وقد سجد جميع الملائكة لك وغرق الكل والجزء في وجودك فلا تكثر من النظر بازدراء إلى نفسك إذ لا يمكن أن يوجد من هو أعظم شأناً منك .

جسمك جزء أما روحك فهي كل الكل فلا تجعل من نفسك عاجزاً في عين الذل ، فما أن رحل كلك حتى ظهر جزؤك وما أن ولت روحك حتى بدت أعضاؤك ،

لا ينفصل الجسد عن الروح ويكون جزءاً مستقلاً ولا تنفصل الروح عن عالم الكليات وتكون عضواً مستقلاً ، ولما لم يسلك طريق الوحدانية كبير عدد فلا يمكن القول ببقاء الجزء والكل إلى الأبد ،

ومئات القطرات من الرحمة تتساقط عليك حتى يزيد شوقه وعندما يأتي وقت رفعة الكل فمن أجلك كانت خلعة الكل وكل ما قد فعله الملائكة قد فعلوه من أجلك وهذا مجمل القول ، وسينشر الله سبحانه وتعالى عليك كل طاعتهم جميعاً .

المقالة التاسعة عشرة حكاية 6

الأبيات من 1877 – 1884

قالت العباسة : في يوم القيامة يفر الخلق من الهيبة وتسود وجوه العصاة وذوي الغفلة في ساعة واحدة من كثرة اقترافهم المعصية وسيبقى من لا رصيد لهم في حيرة وسيظل كل فرد منهم في اضطراب وحسرة .

والحق تعالى يطيعه كل الملائكة طوال مئات الألوف من السنين من الأرض حتى السماء التاسعة ،

ثم يأخذ الطهر من هؤلاء الأطهار وينعم به على الآدميين فيرتفع صوت الملائكة صائحين : أيها الخالق لماذا يقطع هؤلاء الخلق علينا الطريق ؟

فيقول الحق تعالى : أيها الملائكة إن كان هذا لن يصيبكم بالمضرة أو المنفعة فمن الأفضل أن يفيد منه الآدميون كما يلزم الخبز دائماً للجائعين .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: