الاثنين، 18 مايو 2020

المقالة الثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2575 – 2634 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2575 – 2634 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2575 – 2634 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة الثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2575 – 2581

قال له آخر : يا من يتصف ببعد النظر هل للهمة في هذا الطريق أي أثر ؟

فمع أنني أبدو في الصورة غاية في الضعف فإن لي في الحقيقة همة غاية في الشرف وإن لا أتسم بالطاعة الفائقة فإنني أتسم بالهمة الزائدة .

قال الهدهد : إن الهمة العالية هي مغناطيس أسرار ألست وهي التي تكشف سر كل موجود وكل من يتمتع بالهمة العالية سرعان ما يجد مفتاح كلا العالمين وكل من يتمتع بذرة همة يجعل الشمس ذليلة بهذه الذرة والهمة أساس ملك العوالم والهمة جناح الروح وريش طائرها.

المقالة الثلاثون سؤال حكاية 1

الأبيات من 2582 – 2596

حينما كان يوسف يعرض للبيع كان المصريون يتحرقون شوقاً إليه وعندما تزايد عدد المشترين ارتفع ثمنه إلى عشرة أمثال وزنه من الذهب

فاضطربت عجوز بسبب ذلك وجدلت خيوطاً وصنعت منها حبلاً ثم جاءت وسط الجمع صائحة وقالت : لتبعه لي أيها الدلال الكنعاني لقد تملكني الاضطراب شوقاً إلى هذا الغلام لذا جدلت عشرة حبال ثمناً له فخذ مني هذه وبعه لي وبلا مناقشة ضع يده في يدي .

ضحك الرجل وقال : أيتها البلهاء المعتوهة لا يليق بك أن تحوزي هذه الدرة اليتيمة إنه يفوق مائة كنز عند القوم فمن أنت؟

وما هذا الحبل أيتها العجوز ؟!

قالت العجوز : إنني على يقين من أنه لن يتقدم أحد لشراء الغلام بمثل ما تقدمت به ولكن يكفيني أن يقول الصديق والعدو إن هذه المرأة كانت من مشترييه .

كل قلب خال من الهمة العالية لن يدرك السعادة اللانهائية ومن ارتفع بهمته إلى مصاف الملوك

سرعان ما تشتعل النار في ملكه وإن كان أحد الملوك قد أصيب بالكثير من الخسران فما أكثر الملوك الذين أصابهم ذلك ؟

ومن تعمل همته في مجال الطهر فإنه لا يتأذى مطلقاً من هذا الملك النجس وإذا كانت عين الهمة متمتعة برؤية الشمس فكيف ترضى بمجالسة الذرة ؟

المقالة الثلاثون سؤال حكاية 2

الأبيات من 2597 – 2606

كان هناك رجل غائب عن نفسه وكان دائم الشكوى من فقره

فقال له إبراهيم بن أدهم : أي بني لعلك اشتريت فقرك بثمن بخس

فقال الرجل : إن هذا لقول هزل فهل يشتري إنسان الفقر ؟ لتلزم حد الخجل .

قال إبراهيم بن أدهم : إنني أقبلت عليه ذات مرة بالروح ثم اشتريته بعد ذلك بملك العالم والآن اشتري منه لحظة واحدة بمائة عالم .

وبهذا الثمن أقيم أي لحظة منه الآن فما أن وجدت أمتعة الدنيا رخيصة حتى ودعت السلطنة كلية .

فلا جرم أنني أدركت قدره أما أنت فلا لذا ألهج في شكره أما أنت فلا .

جازف أهل الهمة بالروح والجسد وقضوا سنوات عديدة في حرقة ونكد وأصبح طائر همتهم للحضرة قريناً وطرحوا عنهم الدنيا والدين فإن لم تكن خليقاً بهذه الهمة فابتعد أيها الكسول فلست ولياً للنعمة .

المقالة الثلاثون سؤال حكاية 3

الأبيات من 2620 – 2626

ذهب الشيخ الغوري الذي صار بالكل كلياً مع جمع من الوالهين تحت قنطرة وقضاء وقدراً مر بهم سنجر صاحب العظمة

فقال : من هؤلاء القوم الذين تجمعوا تحت القنطرة ؟

فقال الشيخ : لقد فقد الجميع رؤوسهم وأقدامهم وحالنا لا يخرج عن أحد اثنين فإن تصادقنا دواماً فسرعان ما نخلصك من الدنيا تماماً وإن تعادنا ولا تصادقنا

فسرعان ما نرفع هذا الأمر عن دينك فتفحص جيداً أمر مصادقتنا ومعاداتنا وتقدم خطوة لترى نفسك مفضوحاً

فإن تتقدم لحظة تحت القنطرة فسرعان ما تتخلص من هذه العظمة وتلك الأبهة .

قال سنجر : إنني لست شبيهاً بكم كما أن حبي وبغضي لا يوافقكم لست صديقاً لكم ولا عدواً

وإنما سرت هنا حتى لا يحترق بيدري ولن يلحقني فخر أو عار من جرائكم ولا صلة لي بحسنكم وقبحكم .

أقبلت الهمة كطائر سريع الطيران وهي في سيرها غاية في السرعة في كل زمان وإن تطر فلن يكون ذلك إلا عن بصيرة وإدراك وإلا فكيف توجد بين خلقه وسيرها يعلو آفاق الوجود لأنها أسمى من الصحو والسكر .

المقالة الثلاثون سؤال حكاية 4

الأبيات من 2627 – 2634

بكى رجل واله في منتصف الليل بكاء مراً وقال : من أكون في هذا العالم ؟

إننا حقة مغلقة فيه ونقبل بجهلنا على العشق فيه فإن يرفع غطاء هذه الحقة بفعل الأجل فسيظل كل من يملك جناحاً يواصل الطير حتى الأزل

أما من عدم الجناح فسيكون طعمة للبلاء وسيظل مبتلياً بالبقاء داخل الحقة .

لتمنح أيها السالك طائر الهمة جناحاً بالمعنى وأسلم القلب للعقل واجعل الحال للروح وقبل أن يرفع غطاء هذه الحقة

كن طائر طريق وتزود بجناح وريش وإلا فاحرق جناحك وريشك وكذا نفسك حتى تكون في مقدمة الجميع كذلك .


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: