الأربعاء، 20 مايو 2020

المقالة التاسعة والثلاثون في وصف وادي العشق الأبيات من 3313 - 3455 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة التاسعة والثلاثون في وصف وادي العشق الأبيات من 3313 - 3455 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة التاسعة والثلاثون في وصف وادي العشق الأبيات من 3313 - 3455 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة التاسعة والثلاثون في وصف وادي العشق الأبيات من 3313 - 3334

بعد ذلك يتضح وادي العشق ، ومن يصل هناك يغرق في الحرقة ، فلا تجعل يا إلهي أي فرد في هذا الوادي بلا حرقة ،

ولا تجعل عيش من لا يتردى في الحرقة سعيدا مسرورا ، فالعاشق من يكون في نار وحرقة ، كما يكون متقد القلب ملتهبا ثائرا .

العاشق من لا يفكر لحظة في العاقبة ، إنما يكون غارقا في النار كبرق الدنيا ، وفي لحظة لا يعرف الكفر ولا الدين ،

كما لا يعرف ذرة من شك أو يقين ، الخير والشر متساويان في طريقه ، فإذا جاء العشق نفسه ، فلا وجود لهذا أو ذاك .

يا من تكترث ، إن هذا الكلام ليس لك ، فأنت مرتد ، وهذا الذوق لم يتوفر لروحك ، فكل من يتطهر ، يطرح المادة جانبا ، ثم يقامر بروحه في وصال الحبيب ، لقد وعد الآخرون بالغد ،

أما هو فيأخذ حسابه في التو والحال ، وطالما لم يحرق نفسه دفعة واحدة ، فكيف يستطيع التخلص من الآلام والهموم ؟

وطالما لم يحرق الجواهر في وجوده ، فكيف يمكن أن يضيء قلبه فرحا وسرورا ، إنه يختلج دائما في حرقة وانصهار ، حتى يعود أدراجه مرة أخرى ،

كالسمكة إذا ما انتزعت من الماء إلى اليابسة ، تملكها الاضطراب ، لعلها تلقى في البحر ثانية .

العشق نار هناك ، أما العقل فدخان ، فما أن يقبل العشق حتى يفر العقل مسرعا ، والعقل ليس أستاذا في مجال العشق ، وليس العشق وليد العقل ،

وحتى لو منحت حق الاطلاع على عالم الغيب ، فلن تدرك من أين ينبت هناك أصل العشق ، وكل ورقة في عالم العشق ،

ستطرح رأسها على كتف أختها ثملة بالعشق ، وإن منحت فرصة الاطلاع على  

الغيب مرة أخرى ، أصبحت ذرات الدنيا قرينة لك .

إن تنظر إلى الأمور بعين العقل ، فسترى العشق لا أول له ولا آخر ، وهو ضرورة لك حصيف ؛ كما أن العشق ضرورة لكل حر ،

ولكنك لست حصيفا ولا عاشقا وإنما أنت ميت ، فكيف تكون للعشق لائقا ؟ ولابد من رجل حي القلب لهذا الطريق ، حتى يقدم مائة روح نثارا في كل لحظة .

المقالة التاسعة والثلاثون حكاية 1

الأبيات من 3335 - 3344

هام أحد السادة على وجهه بعيدا عن أسرته ، وساءت حالته من عشق صبي يبيع الفقاع ، ومن فرط عشقه ، ذاعت قالة السوء عنه ،

وكانت له ممتلكات وضياع ، فباعها واشترى بثمنها الفقاع ، وعلى الرغم من تخليه عن كل ممتلكاته وترديه في الفقر ،

إلا أن عشقه كان يزداد ويتضاعف ، وعلى الرغم من توفيرهم الخبز له على الدوام ، إلا أنه كان في جوع دائم ، حيث كان شبعه من الروح دواما ،

وذلك لأنه كان يشتري فقاعا بكل ما يصله من خبز وفير ، وكان يمضي وقتا طويلا أسير الجوع ، وذلك حتى يتجرع مائة كأس من الفقاع .

وسأله سائل : أيها الحزين المضطرب ، ما هو العشق ؟ لتوضح لي سره .

فقال : هو أن تبيع مائة عالم من المتاع ، مقابل كأس واحدة من الفقاع ، وإذا لم يرق هذا العمل للآدمي ؛ فكيف يعرف العشق والألم ؟

المقالة التاسعة والثلاثون حكاية 2

الأبيات من  3345 - 3367

لم يكن أهل ليلى يسمحون للمجنون ، بالحضور إلى قبيلتهم ولو للحظة ، وتصادف أن كان أحد الرعاة يجلس في تلك الصحراء ، فأخذ المجنون الثمل منه فرو خروف ،

ثم انحنى وألقى الفرو على رأسه ، فبدا شبيها بالخروف ، وقال للحارس استحلفك باللّه ، أن تتركني أسير وسط القطيع ، ثم سق القطيع وأنا وسطه صوب ليلى ،

حتى أجد - ذات لحظة - ريح ليلى ، وإنني أتخفى عن الغير تحت هذا الفرو ، لكي أنعم بالحبيب ساعة .

إن يصبك ألم مثل هذا ولو للحظة ، تكن رجلا ونعم الرجل ، وللأسف لم تصبك آلام الرجال ، إذ لابد من الألم للرجل ، أما أنت فلا علم لك به .

وأخيرا تخفى المجنون تحت الفراء ، وسار إلى محلة المحبوبة مع القطيع ، سار غاية في السرور بعد أن تملكه الاضطراب أول الأمر ، سار وقد فقد عقله واتزانه نشوة في نهاية الأمر ،

وما أن هاج عشقه ، حتى تصبب عرقه ، فأخذه الراعي وحمله إلى الصحراء ، وألقى الماء على وجه ذلك الثمل النشوان ، حتى ينطفئ أوار تلك النار بفعل الماء .

بعد ذلك ، جالس المجنون الثمل ذات يوم ، جمعا من الأهل بالصحراء ، فقال أحد أقربائه : لقد ظللت عاريا فترة طويلة ، يا عالي الهمة . . . أي رداء تفضله ، آتيك به في التو إن تطلبه .

قال ( المجنون ) : ليس كل رداء يليق بالحبيب ، ولا رداء عندي أفضل من الفرو ، إنني أطلب ردائي من ذلك الخروف ، كما أحرق البخور من أجل عين السوء ،

وعلى الرغم من أن المجنون جدير بأن يرتدي الأطلس والحرير ، إلا أنه يطلب أي رداء تفضله ليلى .

لقد رأيت  وجه الحبيب وأنا في هذا الفرو ، فكيف اتخذ رداء غير هذا الفرو ؟ لقد أدرك القلب سر الحبيب عن طريق الفرو ، فليكن لي رداء إن أفقد العقل .

العشق ضرورة حتى يحررك من عقلك ، ثم يبدل صفاتك ويمحوها ، وأقل شيء في محو الصفات ، هو هبة الروح وترك الترهات ، فاسلك الطريق إن كنت ذا همة ، إذ لا مجال فيه للعب ، بل كله مخاطرة .

المقالة التاسعة والثلاثون حكاية 3

الأبيات من   3368 - 3405

أصبح ذلك المعدم عاشقا لاياز ، وانتشر هذا القول في كل مجلس ، فإذا مضى اياز ممتطيا جواده ، أسرع وراءه ذلك المسكين العارف لقدره ،

وإن أقبل ذلك المسكي الرائحة إلى الميدان ، ما نظر المجنون إلا صوبه فقط ، فأخبر محمود ، بأن هذا المسكين أصبح عاشقا لاياز ،

وفي اليوم التالي عندما حضر الغلام ، أسرع صوبه ذلك الواله وهو متيم في العشق ، فكان يديم النظر إلى كرة اياز ، وكان في متابعته ككرة ضربها الصولجان .

 

وفي الخفاء أمعن السلطان النظر إليه ، فرأى وجهه كذرات تبن ، وروحه كحبة شعير ، وكان ظهره مقوسا كعصا الصولجان ، كما كان كالكرة مضطربا ،

وكان يسرع الخطى نحو كل مكان في الميدان كالكرة ، فناداه محمود قائلا : أيها المسكين ؛ أترغب في أن تكون نديما للسلطان ؟

قال المعدم : سواء أكنت مسكينا أم لا ، فلست أقل منك في مضمار العشق ، العشق والإفلاس قرينان ، وهما ثروة من لا ثروة له ، فالعشق يستمد ملحه من الإفلاس ، والعشق يليق بالمفلس بلا شك .

أنت سلطان الدنيا ولك قلب مشرق فرح ، ولكن يلزم العشق مشبوب القلب مثلي ، إن أسباب الوصل وفيرة لديك ، وكفى ، فلتصبر لحظة على آلام الهجر ، وما أكثر ما تفعله من أجل الوصل ، فيجب عليك أن تتحمل الهجر إذا كنت عاشقا .

قال له السلطان : أيها الجاهل بفعل السكر ، لماذا تديم النظر إلى الكرة ؟

قال : إن الكرة حائرة مثلي ، وأنا مثلها مضطرب ، إنها تعرف قدري كما أعرف قدرها ، فكل منا كرة في صولجانه . وكل منا قد وقع أسير الحيرة والاضطراب ، وقد وقفنا على روحينا ، حيث عدمنا الأرجل والرأسين .

إنها تعرفني ، وأنا أعرفها ، ونقول دواما : مرحى بالمزيد من الغم . ولكن كرة الطريق أسعد حظا مني ، فالحصان أحيانا يقبّلها بنعله ، ومع أنني عدمت الرأس والقدمين كالكرة ،

إلا أنني أفوق الكرة في تحمل المحن ، فإذا كانت الكرة تتحمل الجروح من الصولجان ، فإن هذا المسكين انفطر قلبه من آلام روحه ، وإن تجرح الكرة كثيرا ، فإن اياز يسرع صوبها في النهاية ، ومع أنني أجرح أكثر منها ، فهو لا يسعى في إثري على الرغم من أنني قريب منه .

وكثيرا ما نعمت الكرة بالحضور معه ، أما أنا المسكين فمبعد عنه على الدوام ، فإن تنعم الكرة بالحضور فإنها تشعر بالسرور من خمر الوصال ، وأنا لا أستطيع عقد الأمل في وصاله ، بينما يتم الوصال للكرة ، لذا فهي تفضلني .

قال له السلطان : أيها المفلس ، لقد ادعيت الإفلاس أمامي ، وإن لم تكن تتحدث كذبا ، أيها العاجز ، لكان لك من إفلاسك خير شاهد .

قال : ما دامت الروح باقية ، فلست مفلسا ، وإن كنت مدعيا ، فلست رجلا جديرا بهذا المجلس، ولكن إذا نثرت روحي في العشق ، فإن نثر الروح علامة المفلس.

أما أنت يا محمود ، ما معنى العشق لديك ، عليك بنثر روحك ، وإلا فلا تدع العشق .

قال هذا وفاضت روحه من الدنيا ، وأسلم روحه للأحبة ، وما أن أسلم ذلك المعدم روحه على تراب الطريق ، حتى اسودت دنيا محمود من الغم .

إذا كان قد خاطر بروحه على مقربة منك ، فتقدم أنت لترى هل توفق . وإذا قيل لك تقدم ساعة ، فتقدم طالما تسمع أصواتا نابعة من الطريق ،

وهكذا تظل لا أول لك ولا آخر على الدوام ، حيث تقامر به كله على الدوام ، فإن تندرج فيه وتتم لك المعرفة ، فسرعان ما يضطرب العقل والروح ويصبحان في ارتفاع وانخفاض .

المقالة التاسعة والثلاثون حكاية 4

الأبيات من   3406 - 3427

رحل أحد الأعراب إلى بلاد العجم ، فتملكه العجب من تقاليد العجم ، وتجول هذا الجاهل لمشاهدة الخلق ، فوقع بصره على بيت القلندرية  ، فرأى جماعة السكارى لا أول لهم ولا آخر ،

وقد تخلوا عن كلا العالمين بلا كلمة واحدة ، كما أهمل كل منهم ماله وتخلى عن كل ما يخصه ، وكم كان كل منهم يفوق الآخر في التكاسل والتراخي ،

وقد أمسك كل منهم بكأس خمره ، وتجرع الجميع ما بها من خمر ، فحل بهم السكر .

وعندما رأى هؤلاء القوم ، مال إليهم ، وانحاز عقله وروحه إلى شارع سيلهم .

عندما وجده القلندرية وسطهم ، وقد سلبت الخمر عقله وروحه ،

قالوا جميعا له : تقدم يا مجهول الهويّة ! فدخل ! وهذا ما حدث دون نقص أو زيادة .

فثمل الأحمق من كأس واحدة ، وفقد وعيه وخارت عزيمته ، وكان معه الكثير من المال والمتاع والفضة والذهب ؛ فسلبه إياها رجل في لحظة ، ثم جاءه قلندري آخر ، وزاده سكرا ، ثم ألقى به خارج دار القلندرية .

فسار الأعرابي حتى بلاد العرب ، سار عاري الجسد مفلسا صادي الروح جاف الشفة ، فقال له أهله :

أي اضطراب هذا أصابك ؟

وأين ذهبك وفضتك ؟

لعلك غفلت عنها ! لقد ولى ذهبك وفضتك وحل مكانها الاضطراب ، فهل كان ذهابك إلى بلاد العجم شؤما عليك ؟

وهل قطع لص الطريق عليك ؟

وإلا ، فأين مالك ؟

اشرح ما حدث حتى نعرف حقيقة حالك .

قال : لقد سرت متبخترا في الطريق ، وفجأة ملت إلى دار القلندرية ، ولا أعلم شيئا بعد ذلك ، إلا أن ولي الذهب والفضة ، وأصبحت محطما . . .

فقال ( أحد أهله ) : صف لي جماعة القلندرية ، قال : هذا هو الوصف ، ثم قال : هيا ادخل . . .

وقد ظل الأعرابي في فنائه ، وأخذ يردد قولة : هيا ادخل . . .

تقدم ! وإلا فالو رأسك وامض ، وانثر روحك !

وإلا فاحرص على روحك وامض ، وإن تتقبل بروحك أسرار العشق ؛ فانثر الروح في مضمار العشق ، وليكن لك نثر الروح ، ثم تعر بعد ذلك ، وليبق لك قولة « هيا ادخل » من جميع الأقوال . . .

"" القلندرية : المراد من القلندرية التجريد من الكونين والتفريد من الدارين ، والفرق بين القلندري والملامتى والصوفي هو أن القلندري يعتبر الكمال في التفريد والتجريد ، ويجتهد في تخريب العادات ، والملامتي يجتهد في كتم العبادات .

أما الصوفي فقلبه أصلا غير مشغول بالخلق .

( فرهنك مصطلحات عرفا ، نقلا عن تعليقات الدكتور جواد مشكور .

انظر منطق الطير نسخة طهران 1341 ش ص : 334 )"" .

المقالة التاسعة والثلاثون حكاية 5

الأبيات من    3428 - 3442

عشق شخص يتسم بالهمة والكمال ، فتاة غاية في الجمال ، وقضاء وقدرا دهم المرض قلب المعشوقة ، فأصبحت نحيلة كعود الزعفران ، مصفرة الوجه ، وأصبح النهار المشرق مظلما على قلبها ، وجاءها الموت من بعيد ، واقترب منها . . .

خبّر العاشق بذلك ، فهرول مسرعا وبيده سكين ، وقال : أريد قتل الحبيبة ، حتى لا تموت المعشوقة بفعل الموت نفسه . . .

فقال له الخلق : إنك في غاية الاضطراب ، وأي حكمة تراها في هذا القتل ؟

لا تسفك دمها ، وكف يدك عن هذا القتل ، لأنها ستموت ميتة طبيعية هذه الساعة ، فإن لم تمت ، فليكن القتل ، ولا يقطع رأس الميت إلا جاهل !

قال : إن أقدم على قتل المعشوقة بيدي ، فسأقتل قصاصا لها ، وعندما تقوم الساعة ، فأمام الجميع يحرقونني كالشمع ، فإما أن أقتل اليوم بسبب تعلقي بها ، وإما أن أحرق غدا بسببها ، فكل رغبتي هنا أو هناك أن يكون اسمى المحروق أو المقتول بسببها .

يتقدم العشاق إلى الطريق مضحين بأرواحهم ، يتقدمون وقد قصروا أيديهم عن العالم ، وتحملوا وسط ذلك آلام الروح ،

كما خلصوا القلب من الدنيا كلية ، وما أن خلصوا أرواحهم من الكل ، حتى أصبحوا في خلوة مع الحبيب . . .

المقالة التاسعة والثلاثون حكاية 6

الأبيات من  3443 - 3455

عندما كان خليل اللّه في النزع الأخير ، لم يسلم الروح لعزرائيل بسهولة ويسر ، فقد قال له : عد مرة أخرى ،

وقل للّه : لا تقبض في النهاية روح خليلك .

فقال الحق تعالى : إن تكن الخليل حقا ، فاترك الروح تسلك طريقها إلى خليلك ، لا يليق بك أن تقبض روحك بحد السيف ، ومن ذا يندم على تسليم روحه لخليله ؟

وقال له أحد الحاضرين : يا شمع الدنيا ، لم لا تسلم روحك لعزرائيل ؟

إن العشاق يضحون بأرواحهم في الطريق ، فلم تحافظ أنت على روحك في النهاية ؟

فقال : كيف أقول بترك الروح الآن ، وقد تدخل عزرائيل بيننا ، فقد جاءني جبريل ساعة إلقائي في النار ،

وقال : أيها الخليل ، قل لي حاجتك ، فلم أعره إلتفاتة في ذلك الوقت ، لأن طريقي أغلقت تجاهه ، ولم تفتح إلا في اتجاه اللّه ،

فإذا كنت قد أشحت برأسي عن جبريل ، فكيف أسلم الروح لعزرائيل ؟

لذا لا أستطيع نثر الروح ، حتى أسمع من اللّه الأمر بتسليم الروح .

فإذا جاءني الأمر بتسليم الروح ، فإن الدنيا لا تساوي بالنسبة لروحي نصف دانق ، وكيف أسلم روحي لأي شخص في كلا العالمين ؟

إنني لن أسلمها إلا بأمره ، وهذه هي القصة ، وكفى . . !

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: