الأحد، 17 مايو 2020

المقالة الثامنة عذر الهما الأبيات من 887 – 914 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثامنة عذر الهما الأبيات من 887 – 914 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة الثامنة عذر الهما الأبيات من 887 – 914 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة الثامنة عذر الهما الأبيات من 887 – 903

جاءت الهما واهبة الظلال أمام الجمع ، ولأن ظلها بالنسبة للملوك هو سر ملكهم فقد جاءت تفوق الجميع في الهمة .

قالت : يا طير البحر والبر إنني لست كبقية الطير فلي همة عالية في مزاولة كل فعل وعزلتي عن الخلق واضحة لكل ذي عقل ، قد ألحقت الذلة بالنفس الشبيهة بالكلب ، أما أفريدون وجمشيد فقد استمدا عزتهما مني ، الملوك نتاج ظلي وأنى للمساكين أن يكونوا رجالي ؟

""أضاف المحقق :

أفريدون : حاكم من حكام الدولة البيشدادية الأسطورية في إيران القديمة ، ويصوره الإيرانيون في صورة بطل قومي استطاع بمساعدة كاوه الحداد أن يقضي على الضحاك الأثيم ،

وقد تحركت جيوشه رافعة مرقعة ذلك الحداد ، مستهلمة منها النصر ،

وبعد القضاء على الضحاك اتخذت إيران هذه المرقعة علما لها أطلق عليه اسم « درفش كاوياني » أي العلم الكاوياني ،

وظل هذا العلم يتصدر جيوشهم حتى وقع في أيدي المسلمين في موقعة القادسية أيام عمر بن الخطاب . .

راجع : ابن الأثير ، الطبري ، روضة الصفا وغيرها من كتب التاريخ التي تعرضت للدول الأسطورية في إيران .أهـ "".

إنني ألقمت النفس الشبيهة بالكلب عظمة ، وهكذا وهبت الروح الأمان من هذا الكلب ، وطالما قدمت العظمة للنفس على الدوام فإن روحي قد أدركت بذلك علو المقام ، وذلك الذي ينصب الملوك من ظل جناحه ،

كيف يمكن أن يتخلى عن الترفع والتعالي ؟

بل على الجميع أن يجلسوا تحت جناحه حتى يحظوا بذرة من ظله ، ومع مكانتي هذه أنى للسيمرغ أن يكون رفيقي ؟ فكفاني أن عملي تنصيب الملوك .

قال لها الهدهد : يا من استبد بك الغرور لتطوي ظلك ولا تخادعي نفسك أكثر من هذا ، ما عاد لك تنصيب الملوك في هذا الزمان ،

وما أنت إلا ككلب يمسك بعظمة في هذا الأوان ، فليتك لا تنصبين الملوك وإنما تخلصين نفسك من تلك العظمة ،

وإن أسلم لك جدلاً بأن ملوك الأرض يجدون عروشهم بفضل ظلك فسرعان ما يزول ملكهم مهما امتد بهم العمر ،

ولكن إن لا ير ظلك ملك فأي بلاء تعيشين فيه حتى يوم الحساب ؟!

المقالة الثامنة حكاية 1

الأبيات من 904 – 914

كان هناك رجل طاهر الرأي يسلك طريق الصواب ، وذات يوم رأى محموداً ( الغزنوي ) في المنام ،

"" أضاف المحقق :

محمود الغزنوي : 387 - 421 هـ تولى حكم الدولة الغزنوية بعد أن أخذ العرش من أخيه الأصغر إسماعيل بن سكتكبن .

وفي عهده علا نجم الدولة الغزنوية حيث قضت على كثير من الدويلات الإيرانية الصغيرة ، وأهم نصر حققه فتح أجزاء كبيرة من الهند ونشر الدين الإسلامي بها . وقد حكم محمود فترة طويلة امتدت حوالي خمسة وثلاثين عاما .

وإلى جانب اهتمامه بالسياسة والحرب ، فكان مهما بالآداب والفلسفة حتى قيل إن بلاطه كان يضم حوالي أربعمائة من أهل الفضل والأدب . .

«راجع حوادث الأعوام 387 - 421 هـ في الكامل في التاريخ لابن الأثير»:. أهـ ""

فقال : يا سلطان الزمان المعظم كيف حالك في دار القرار ؟

قال : صه ولا تسفك دماء روحي ولا تنطق بحرف وأي مكان للسلطان هنا ، فانهض ، لقد كان سلطاني خيالاً ووهماً إذ كيف تكون السلطنة لحفنة من السقط ؟ الحق هو السلطان مالك الدنيا وهو الجدير بهذه السلطنة ،

وما أن رأيت عجزي وحيرتي حتى شعرت بالعرة من سلطنتي ، وإن ترغب في مناداتي فاسمي العاجز إذ هو السلطان الأوحد فلا تدعني سلطاناً ، السلطنة لله وأنا المنتفع من ورائه حتى ولو كنت في الدنيا شحاذاً ،

وليت طريقي اعترضته مئات المشاكل وليس به هذا الجاه ، وليتني كنت أجمع السنابل ولست ملكاً ، فليضمر ريش تلك الهما وجناحها حيث أظلتني بظلها .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: