الأحد، 17 مايو 2020

المقالة السادسة عشرة في قطع الطير للطريق الأبيات من 1601 – 1628 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة السادسة عشرة في قطع الطير للطريق الأبيات من 1601 – 1628 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

المقالة السادسة عشرة في قطع الطير للطريق الأبيات من 1601 – 1628 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري

كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري

المقالة السادسة عشرة في قطع الطير للطريق الأبيات من 1601 – 1628

من هول الطريق ، تأوهت الطيور جميعها وسالت الدماء من أجنحتها وريشها ، فقد رأوا الطريق غير معلوم نهايته ، ورأوا الداء وما اتضح لهم دواؤه ، وعندما تهب ريح الاستغناء فيه فإنها تقصم ظهر السماء فيه ،

وفي الصحراء يعد طاووس الفلك بلا قيمة بدون أدنى شك ، ومتى كان لطائر آخر في الدنيا طاقة لقطع هذا الطريق في أي عصر أو أوان ؟

"" طاووس الفلك : يقصد به الشمس "".

ما أن تملك الخوف الطير من الطريق ، حتى اجتمعوا جميعاً في مكان واحد ، ومثلوا أمام الهدهد ناثرين أرواحهم ، جاءوا جميعاً راغبين في السير متخلين عن أرواحهم ، وقالوا : يا عالماً بالطريق ،

لا يمكن التقدم إلى الأعتاب دون تأدب ، لقد مثلت أمام سليمان كثيراً كما كنت تعيش في بساط الملك طويلاً ،

وعرفت رسوم الخدمة كلها كما خبرت مواطن الأمن والخطر فيها ،

وقد رأيت الطريق كله من مرتفعه إلى منخفضه كما طوفت كثيراً حول العالم بأسره ،

وإننا نرى أن تكون هذه الساعة للفحص والتأمل إذ أنك إمامنا في العقد والحل ، فلتصعد المنبر هنا حتى تهييء لقومك زاد طريقنا ،

ولتشرح رسوم وآداب الملوك لأنه لا يمكن اعتماداً على الجهل السلوك ، ففي قلب كل منا إشكال ويلزم للطريق كل ذي قلب خال ،

وعندما نسألك عن مشاكلنا فإننا نمحو بذلك الشبهات عن قلوبنا ، فأوجد أولاً الحل لمشاكل قلوبنا حتى يكون أكيداً عزمنا ،

وذلك لأننا نعلم أن الطريق جد طويل ، كما لا يتضح النور وسط الشبهات ، فإذا فرغ القلب نبدأ السير ونضع رؤوسنا على الأعتاب متخلين عن الأجساد والقلوب.

 بعد ذلك استعد الهدهد للكلام فاعتلى كرسياً وبدأ في الكلام ، وعندما ارتقى الهدهد العرش لبس التاج ، فكان سعيد الحظ كل من رأى وجهه ،

واصطف أمام الهدهد مائة ألف أو يزيد من جماعة الطير في صفوف منتظمة ، وتقدم البلبل والقمرية معاً لينشدا بصوتيهما ،

وما أن تقدم البلبل والقمرية حتى أنشدا كمطربين أعذب الألحان وما أن تغنيا بألحان عذبة في ذلك الزمان حتى ترددت أصداء غنائهما في جميع الأوطان ، وكلما وصل صوتهما إلى مسامع أي فرد ،

 تملكته الدهشة وتخلى عن سكونه واستقراره ، وسيطرت على كل فرد حاله ، فكان كل منهم بين صحو وسكر ، بعد ذلك بدأ الهدهد الكلام ، فرفع الحجب من على وجه المعاني .

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: