الثلاثاء، 26 مايو 2020

الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

شرح كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي

الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية .

اعلم أيدك اللّه بالتأييد الاعتصامي أن الشيخ رضي اللّه عنه لما عقد الدائرة على نقطة بيكارها قال : إذا دخل السين في الشين يظهر قبر محيي الدين ،

وذلك أنه نظر بعين بصيرته من طريق الكشف والشهود أن قبره يكون بمحروسة دمشق الشام ،

وأنه يخفى ويندرس رسمه برهة من الزمان حتى يظهر صاحب القران والزمان من نسل آل عثمان أول اسمه حرف سين بالتعيين بالغ في استخراج الاسم حتى تصور له الحرف اسم سليم

فيكون إظهار قبره بعد الدثور على يده عند ذلك خاطبه في الدائرة الروحية بقوله يا ( سين ) أنت صاحب التمكين لك الظهور وأنت المؤيد المنصور . .

ثم قال إذا دخل السين في الشين يظهر قبر محيي الدين ، هذا في وقته ذكر ما يكون في وقت ظهوره وفي مدة ملكه وبنيه من بعده ، وفرق ذلك في أركان الشجرة داخلا وخارجا فمن ذلك ما ذكره ومنه ما ذكره ملغوزا إلى غير ذلك من أنواع البيان . .

قال رضي اللّه عنه : " الملوك العثمانية من السين الفاتح إلى الألف الخاتم عدد يد " فـ إذا دخل الرابع عشر وإن نوزع في الكاف وخرجت عنه الأطراف فإن جلوسه صحيح وقدره رجيح ووجهه صبيح

يخرج من سجن النساء وهن يتلين عسى في مدته هياج وتوازن عجاج إلى ظهور الختم الذي يوجب الكتم ،

والملوك العثمانية بين سين الفتح وألف الختم هم هذه الحروف بلا خلاف يعرف اسم كل ملك منهم بحرفين من أول الاسم إلى آخره .

وهم هذه الحروف التي تقدم ذكرها فانظر في هذه الحروف ترى عجبا يرجع الأمر إلى البطون واللّه أعلم بما كان ويكون سبحانه لا إله إلا هو ولا رب غيره إشارات أسماء الصدور وهم سبعة عند ظهور الختم فتدبر ترشد وهم هؤلاء قواعد سريره وصعدة كرسيه .

فتأمل وتدبر وهم سبعة :

ذكر ما بين الفاتح والخاتم من الحركات الكليات دون الجزئيات ، إذ لا سبيل إلى حصر الحوادث الجزئيات بوجه أبدا لكثرة وقوعها في الأقطار ،

فذكر الكليات هنا وإن لم تكن متوالية ، فالتقديم والتأخير من جملة أنواع الرمز المصطلح عليه ،

وخلط الكلام للإيهام وذلك سنة القدماء حتى لا يتخلص السر إلى الجهر ، هذا هو السبب.

فأول من شبه عليه الشيخ رضي اللّه عنه قال :

خيانة حرف خاء وحرف غين بانجراف بواطنهم على قاف الجيم لأمر عظيم وخطب جسيم بإشارة حال الحال ،

إذا ظهرت حمرة عند الفرات فاضحة فهي إشارات واضحة في عام ع والعين عزل القاف عن كرسيه في كظ . فافهم .

ثم قال في ركن الدائرة :

فمصر يخاف على قافها في كظ أولا ، وفي طمغ آخرا

والآخر قسم لأن القاف الإحاطية جنة الكنانة من كل سوء حتى يقضى ، وللقاف ظهور بالكنانة في واو نون الغين إذا تقارب الزمان إلى نزع ،

وقوله : حركة أخرى ترمي مصر بقوس الجور في زيغ وبقوس الزهرة بعد ذلك ، إذ قد كان تقدم سر العدد في المدد بإشارة إذا قابلت الزهرة وجه زحل حال الحال بالكنانة وغيرها فقد تقع المقابلة مرات عديدة منها حركة قيام الجيم على الميم وعلى خاء وعلى عين وعلى ألف وحركته كبرى ،

أو على ميم ميم ميم في أحايين مختلفة كلها بمقتضى مقابلة الزهرة وجه زحل وما رمزه الشيخ ورتبه على حركات الاقترانات إلّا لكمال الرمز وصيانة لمقام الكشف ،

وقوله : نزول أهل الزيغ في زيغ ، يشير إلى فتنة عظيمة في حكم العدد في الإشارة الثانية

وقوله : إذا قابل عطارد المشتري كثرت العوائد وقلّت الفوائد لجيم الجند والرعية . وقوله : إذا دخل كيوان بالميزان نفخ الشيطان وضعفت غلبة السلطان واستدار الزمان إلى س .

وقوله : إذا شرعت الناس في المخاصمة بطلت المحاكمة برهة ، ثم ينتظم الأمر إلى عام سين ، يشير إلى عام سير الجند إلى المشرق فإن السين ليست لعدد هنا .

وقوله : ظهور دال النون بعد الجيم بعد هياج عظيم يثور بها إلى عام سين ، هذه للعدد والإشارة إلى رجفات ورجات تتوالى برهة على الجنود والضد هو النزاع والهياج معلوم،

وقوله إذا ظهر النجم في آخر الدلو في حركات بها عزل وتولية وفي هاء النون نظيرها ينسحب حكمها للسين يا لطيف ألطف فيه

إشارة إلى شدة الحركة وقوتها ،

وقوله : تقوم طائفة من بني عبد اللّه تقتل ملكها وينصر اللّه مراد الثاني دليل على ظهور مراد ومراد .

إشارة إلى الفتك يملك أول اسمه ل وصرح بأخذ ثأره

بقوله : وينصر اللّه مراد الثاني ،

وقوله : بغداد يخرجها بأكبر أع م خروج صغير

فيه إشارة إلى خروجها عن حوزة يد إمام الوقت بتغلب النيات عليها ،

وقوله : والخاء غير أخذ بغداد خ خ ولا الجيم ج ، يشير إلى محاصرة بغ بحرف الخاء وحرف الجيم العددية 3 وعدم أخذهم إياها ،

وقوله : م ع م ز قولا وفعلا هو إشارة إلى الحروف الثلاثة وعدم أخذهم دار الخلافة من أربعين إلى سبع وأربعين وفي حسم ملك الميم ،

وقوله : بغ لا يفتح بابها إلّا بعد مضي ز م في ح م الإشارة 48 بعينها وإن اختلفت ألفاظها ،

وقوله : ويخاف على 47 مجال 48 الشمال من باب الأرض فخر وخرابها بالجيم العددية ، يشير إلى ظهور خارجي بها لا يتم أمره وعلته الجيم العددية وقوله : مراد يطلب الثار أولا قوله وله كرة أخرى هي حركة حم بعينها .

وقوله : رجة أهل الحرم من قوم أوغاد لا يتم لهم المراد بلا فساد ، يشير إلى قيام  فرقة هناك ويهلكون بالواد ،

قوله : قيام أفراد مصر لنصرة أهل الحرم رحمة حتى يختلفون فيما بينهم برهة

هي الإشارة بعينها والأوغاد لا نسب لهم وفعلهم قبيح ،

وقوله : لليمن قاف القاف لا يفتح وترمي مصر بقوس الجور حتى يرده ميم وجيم بالتسليم لحرف الحاء والنون فافهم

وقوله : يخاف على بيرم الصدر في زم أو ح م .

وبعده ترتيب الميمات بمصر والباب م م م م م م م م كذا

وقوله : تعديل الأدوار وظهور سعد ميم مراد هي في عام 1 م يأخذ الثأر ويزيل العار عند قيامه تلك الإشارة إلى ما تقدم شأنه في حق مراد الثاني .

وقوله : خ ص إذا عمرت أسوان بالباء والعين في آخر الزمان حكمت النسوان في دولة آل عثمان برا وبحرا ويكون خوف وضجر بها وبالحبشة آل ع وبالمغرب اختلاف بين أهله يعم .

وقوله : الميم القائم بالميم في بن عن إذن رحيم يثبت ، ويل للسبع من السبع

إشارة إلى قيام قائم بمصر عن إذن إبراهيم يثبت للحكم المقدر عليه فويل له من السبع الذي يفترسه .

وقوله : حركة قزق مع الميم وحركة بدم مع الميم مع علامة حركة الميم مع جيم الكنانة في دن يشير إلى حركة تقع نواحي القزق مع الميم الصدر وبعدها نظيرها في حصن بدم ميم مع آخر فافهم .

وقوله : يخاف على الجيم من عين يقوم بها في دن يشير إلى حركة تكون بين الجند وحرف عين في الدال والنون يعني في دار النزاع لأن الدال والنون بلسان الإشارة هكذا، 

وقوله في عين العقبة جموع بمصر وتحكم العبيد على الأحرار ثم تحكم الرعية شرار البرية ،

وقوله : في براري مصر رجفات يشير إلى رجفات الفتن مع قطان الجبال فافهم .

وقوله تعالى :وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى[ الحج : 2 ] ،

ممّا يحدث من ذلك الأمر ،

وقوله : تثور الروم بدليل معلوم ترقبه تراه ه . ف إشارة إلى قيام حركة

بالروم مع م ح والظفر للميم الذي تثبت بعده ترقبه تجده ميم الصدر فافهم ،

وقوله : تحصل صكة الختم ج س من بعد ميم وفي دس نظيرها يشير إلى جلوس رحيم الذي تفسيره ألف وميم بعد ميم ترقبه تجده بعد ميم يتقدمه من قبله

وفي الدال والسين ج د س نظيرها فتدبره ترشد ،

وقوله : س ل ي م وعند الختم يفترس من الكتم الرجوع الأمر إلى البطون ،

يشير إلى الملك الخاتم لأن في جلوسه اختلافات كثيرة وأمور مهمة لا يجوز كشفها وعند فناء حاء الزمان ودالها على فاء مدلول الكرود ويقوم مع السبعة الأعلام والناس غفل ،

إشارة إلى ظهور ميم ختم الختم الأكبر وأصحابه السبعة الأعلام رجال سدته وأصحاب بيعته فتدبره ترشد ،

وقوله : ملك أحمد الملوك فيه

إشارة إلى دولة العثمانيين إذا ملكت أرض العرب

وقوله : قاسم جنة الكنانة

إشارة إلى عش حرف القاف ما دام في الكنانة هذه جنة لأهلها .

وقوله : ويل لأهل أرض الكنانة في طولها والعرض من شجرة الحنظل إذا نبتت بها وهي م وهـ م .

وقوله : ح ود وع ور ز ول وح وب هذه أحرف فروع شجرة الحنظل تنبه لها وخذ تفسيرها من أعدادها تعرف أشخاصها .

وقوله : ألم ( 1 ) غُلِبَتِ الرُّومُ ( 2 ) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ( 3 ) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ( 4 ) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ( 5 ) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ( 6 )[ الروم : 1 - 6 ] .

فيها إشارة إلى مدد الدولة العثمانية ، تنقسم تلك الأعلام الأعداد على كراسي ملوكهم في أوقات مخصوصة لهم ،

قد رأينا الاتفاق الشافي في أعداد تلك الآية لأنها جامعة لأمورهم

فتدبرها تعرف سرها وهذا تقسيمها :

" ا ل م غ ل ب ت ا ل ر وم ف ي أد ن ا ل ا ر ض وهـ م م ن ب ع د غ ل ب هـ م س ي غ ل ب ون ف ي ب ض ع س ن ي ن "

للّه الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه ينصر من يشاء .

فإذا أردت معرفة ذلك يعني تقسيم الآية فالأعداد في الأحرف الترابية لكنها تبدل بأقل أعدادها ولا يمكن التصريح بسرها فتدبره .

قوله : وفي قتل م د بالكنانة فتح باب الفتن ولا يقفل إلّا إذا تمت عقود الأعداد وظهر سيد الأفراد مع أصحاب أمجاد فيه

إشارة إلى قتل يتكرر مرات

لأنه ذكر قوله : أسها الفتك بإبراهيم بعدم د فافهم الإشارة .

وعقود الأعداد فيها أمور عظيمة يتكرر وقوعها لكنه لم يصرح بها خشية من وقوع الفتنة فتدبر ذلك .

وقوله : وسيقدم ميم بأمر عظيم من باب رحيم ترقبه بنقض وإبرام إذا ناقش أرباب الأقلام وذلك إذا ظهرت علامة النيرين في ميقات واحد يلطف اللّه بأهل الكنانة ،

يشير إلى قدوم ميم ضخم من باب الملك يناقش أرباب الأقلام بالنقض والإبرام عزل وتولية وإدخال وإخراج وحل وربط وذلك في عقد الوسط من الآية الشريفة : يأتي إلى الكنانة وعلى يده فتح باب الخاء فتدبره .

 

وقوله : قيام السين بفتح أرض العرب إلى قيام السين المعاهد بقونيه

يشير إلى سين الفتح وسين الختم الذي يظهر ويبايع الميم ببلدة قونيه من أرض الروم .

 

وقوله : إذا رجع الأمر إلى أولاد البطون هناك حادثة البلخي وقيامه من وراء النهر يقصد الباب ولا يدخله وعلته ضيق وقته ،

يشير إلى حادثة تكون في أوائل ظهور الميم الخاتم من أرض بلخ وراء النهر وهو السين المولود به وهو سفياني الأصل فاعلمه . .

قوله : في إشارة البلاغ والأعلام رجال النجدة ليسوا من جنس واحد صدرهم الأعظم ميم سليم رومي الأصل وهو المنعوت في جفر الإمام بالدين وهو صاحب التمكين ضابط اسمه مرّ ذكره ،

يشير إلى ذكره في عقود الآية الشريفة من أولها وآخرها تركب أحرف الضابط الاسم فتدبره ،

وقوله : في بعض نسخ الدائرة من الشجرة فتح الجزيرة وذكر ذلك على صيغ شتى وفي مواضيع متعددة لكن أصحها ما وجدناه مقابلا على نسخة الأصل نبه على ذلك في محل قيام الروم عند صكة الختم في جلوس رحيم

وفي تمام الفتح أقوال لعدم ارتباط الأعداد في عقودها والأصح في عام واو نون الغين فافهم ،

قوله : ( ا ل م ر ر ي خ )

في ذلك إشارة العدد الموجب للقران الموعود إذا كانت الراء تاء هي بتكرارها لأن الرائين حرف تاء فالتاء مع الخاء غين وبقية الأحرف تطلب تكميل عددها من الآية من عقودها

لأن الآية الشريفة إذا أتت أمعنت النظر في إعدادها وعرفتها بالجملة أو بالتفصيل عرفت جميع ما تضمنته من الأسرار وما اشتملت عليه من حوادث الأمصار والأقطار

فمن المشايخ من جمع أعدادها وأسقط وأبقى ما ناسب التأخير ،

ومنهم من فصلها عقودا وأعدادا أو جعل لكل عقد أعدادا تقوم بذاتها لكن بطريق التوليد أو المخض أو الكسر أو البسط أو صيغة من صيغ الفن وعلم ذلك كثير جدا وسنوضحه لك فيما بعد إن شاء اللّه تعالى .

وفي قوله : قاسم جنة الكنانة إشارة عظيمة سرية حرفية ظاهرها ق م حتى يقضي يظهر حرف عدد اسمه في حكم الضدية

معنى ذلك إن أول اسم الضد الظاهر بعده يكون عدد كامل حروف اسمه

ومعنى ظهوره بالضدية يعني نقيض ما كان عليه حرف القاف

وإذا ظهر هذا النقيض ينتهي لمرة في عدد اسمه فتدبر ترشد ،

وقوله  : في الدائرة الكبرى ( م م ي ع وع ح ي )

في هذه الأحرف إشارة بليغة لأفراد من قطان الكنانة لأنه ذكرهم بين الأركان والأضلاع من داخل الدائرة ،

يشير إلى ثمانية أفراد فضلت من كسر الآية وبسطها ستظهر في العقد الأخير من الآية إذا قام بالكنانة الحرف الإحاطي المسلط على بقية العناصر

يكون أولئك الأفراد وحفدته وأركان سدته إن ساعده القران في قبة الميزان فافهم ،

وقوله : إذا نبتت شجرة الحنظل بالكنانة تثمر النفاق وتؤثر الشقاق وتفرق بين الرفاق ويسري شؤمها إلى الأفاق

وفي ذلك إشارة بليغة تعلم إذا علمت أشخاص الشجرة وفي رمز تخصيص الحنظل دون غيره لأنه مقصور النفع على بعض أفراد

وليست على حكم الإطلاق لأن الحنظل تقدره نفوس بعض الحيوانات الناطقة والصامتة نعم والإشارة للذم لا للمدح .

ولأجل ذلك يكون ما ذكر من النفاق والشقاق والفرقة بين الرفاق وسريان ذلك في الآفاق فلا حول ولا قوة إلّا باللّه العلي العظيم .

وقوله : خروج عدل لا خروج جور ولا زوال

في ذلك إشارة إلى تمييز المدتين الأولى والثانية ،

وقد تقدم ذكرهما في التنبيه على ما زاد على اسم السين الفاتح وسنزيدك بيانا

اعلم أن السين الفاتح جعلت المرة الأولى الصافية في عدد اسمه من عام تفتح فيه القاهرة إلى عام خروجها من يدري ذلك الوقت ومن عام الخروج المشار إليه إلى الغاية عدة ألف ونون جامدتين وهي تمام المدة الثانية

وقد حررناها في اسم سليمان ولد سليم لأننا ما وجدنا الواحد وخمسين الزائدة إلّا في اسم سليمان والمدتين 191 منها الأولى 140 والثانية 51 .

أما المدة الأولى : فهي الصافية دون مشاركة ،

والثانية : يدخل فيها تصريف الغير الذي ختم الختم الميم الأكبر ،

فاعلم أن ذلك الخروج ليس على ظاهره كما يظنه من لا معرفة له بعلوم الأسرار الجفرية ،

ولهذا قال في هذه الدائرة خروج عدل لا خروج زوال

لأن خروج الزوال لأنه يبقى التصرف على حاله لكن تغيير النعوت الجورية بالنعوت العدلية

وإلى ذلك الإشارة بقوله : في ميم الختم يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .

أما قيام العمد فعلى قواعدها الأصلية من رجال الدولة العثمانية لأن دولتهم باقية برجالها إلى ظهور العين في الشين هذا هو المعتمد عليه في الاصطلاح وهو المشهور عند أرباب الجفور ،

فلو كان خروج جور لكان يلزم منه الانقراض بالكلية ولكان الميم القائم بينهم يهتم في ظهوره بما لا يطيق من النعوت التي هي ضد العدل .

وقد انعقد الإجماع على أنه يملأ الأرض قسطا وعدلا فلم يبق للخروج معنى إلّا تغير الجور والظلم بالقسط والعدل لا غير .

فافهم ما أشار إليه في الأصل بقوله : خروج عدل لا خروج جور

واللّه يقول : هداك بمنّه وكرمه ،

وقوله : وسنوضحه لك بعين نعرفك كيفية الاستخراج منها بوجه لائق من وجوه الفن الذي عليه الاصطلاح متى أردت الاستنباط لشيء من الآية

آلف حروف الطبائع لكل عنصر على حدته

ثم خذ عدد ذلك المجموع وعمر به جدول على قدر العدد واستنطقه ينطق بالمقصود وهذا الوجه أصح الوجوه كلها ،

وثم وجه آخر هو أن الجملة المجتمعة من الحروف المذكورة تتولد توليدا واحدا أو تجمع أعدادها جملة واحدة تقسم ثلاثة أقسام

فيطرح قسمان ويؤخذ القسم الواحد يعمر به جدول بقدره ويلقط منه 12 12 فإذا تم أدواره تجده ناطقا بالمطلوب واللّه الموفق لا رب غيره .

واعلم أن لهذه الدولة تأصيل نسب وعلو مرتبة بأصل صحيح يعلم منه شرف مقاماتهم العلية

وذلك التأصيل في الآية الشريفة في قوله تعالى :ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا[ فاطر : 32 ]

فقد دخلوا ضمن الآية الشريفة لكونهم من أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم مع ما أشارت إليه الآية فلا شك أنهم في سلكها .

ومن التأصيل المشار إليه أيضا قوله تعالى :وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ( 105 ) إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ ( 106 ) [ الأنبياء : 105 ، 106 ] .

أما الصلاحية فهي بالنسبة إلى غيرهم من أصلح الدول بعد الصحابة والتابعين لوجود النعت فيهم وباعتبار انقيادهم للشرع الشريف وتمكينهم من رتبة العبادة والخدمة والصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد وملازمة الجماعة وأتباع السنة وحسن العقيدة ،

وقلّ أين يوجد ذلك بكماله في دولة من الدول الذين تقدموا .

 

وأما لفظة لبلاغا فهي إشارة تقيد العلم بالوقت المنتظر وكفى بذلك شرفا ورفعة فمن أيقظه اللّه تعالى وفتح عين بصيرته رأى نعت الصلاحية فيهم ظاهرا ، أو سيظهر ذلك إن شاء اللّه تعالى وتشاهده عند ظهور دولتهم فافهم .

فائدة عظيمة لا يستغنى عنها :

اعلم أن ظهور هذه الدولة قد حكاه ونبه عليه صاحب الأصل في خطبة البيان بإشارة واضحة

وذكر مبدأ ظهورها الإحاطي في بكظ

وانتهاء ظهورها في دسغ

وأنها ستظهر على غالب المعمور من وجه البسيطة ويقهرون من ناوأهم وينتهي سير جنودهم إلى الجزيرة الكبرى  ويفتحها اللّه على يد م ح .

ومن المدن المنسوبة إلى معنى الإشارة وتفتح ميم بالتسليم وأخرى بهول عظيم وأخرى يحب رحيم وأخرى بالرعب العميم . .

قال  :  ويتسلسل ذلك الأمر إلى أن يظهر العلج الأصفر والطود الأصغر ويجمع الجنود على حصن النهر ويقابله ميم الصدر في السفن البحرية وعلى الخيول العربية ، فيغرق العلج وتهلك جنوده وينصر اللّه الميم

وبمصداق ذلك في عقد من عقود الآية الشريفة ، وسنذكر لتقسيمها قاعدة أخرى مقيدة فيها بلاغة عظيمة إذا أتقنت بإتقان الشافي أوضحت مكنونها ويثبت مضمونها وكشفت عن وجوه حقائقها ،

وذلك أن في كل عقودها جملة من الأسرار المودوعة في الحروف وفي نطق كل جملة من تلك الجمل حروف حوادث ووقائع وحركات ستظهر في آناتها محررة ، وهذه صفة التقسيم

( ا ل ف غ ، ل ب ت ، ا ل ر وم ف ي ، ا د ن ي الأ ، ر ض وهـ م م ن ب ع د ، غ ل ب ، هـ م ، س ي غ ، ل ب ون ، ف ي ، ب ض ع ، س ن ي ف ، للّه الأمر من قبل ، ومن بعد ، ويومئذ ، يفرح ، المؤمنون ،بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ[ الروم : 5 ] ،

هذا تقسيم مخصوص لأعداد مخصوصة بطريقة غير الأولى لمن يعيها

فيأخذ من كل جملة أعداد مدة من المدد المعلومة المنصوص عليها وقد حرموا كشفها للعامة

فلا قائل بالتصريح على ما جرت به العوائد للقوم ،

ولقد رأينا من تصدى لاستخراج تلك المدد وتبيان وقائعها وحوادثها فأغني المبتدىء عن علاج القواعد والأحوال فتظهر له من باطن الأحرف عجائب وغرائب تنبىء عن كل شيء ،

وألف في ذلك ورقات لطيفة يذكر فيها أسماء الأفراد في كل دورة من أدوار المدة المقدرة حتى حال به جواد البيان ،

وقلب الأعداد إلى ما وراء المدة المقدرة وأركزه على مركز الغاية المنبه عليها بقوله تعالى :وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ[ الزمر : 68 ] .

ثم إلى غاية الغاية المنبه عليها بقوله تعالى :ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ[ الزمر : 68 ] ،

فمن وقف على سر هذه الآية الشريفة عرف الأمر على ما هو عليه ، وكشف أسرار الدورة الآدمية جليها وضغينها ووجب عليها الستر رحمة لأهل الدائة الحية ، وإلا تعطلت معايشهم بالكتم لما في إظهار ذلك من الضر ،

وإذا أميط عنه حجاب الستر لأن الحجاب رحمة لأهل الدائرة الحسيّة وإلّا تعطلت أمور معايشهم وتصير أبصارهم طامحة إلى رؤيا ما لا قدرة لهم عليه ،

فالكتم أفضل والستر أولى ، وأرباب الحقائق ما اصطلحوا إلّا على التنبيه بأنواع البيان وأحالوا أتباعهم على معرفة الأصول التي هي المفاتيح لا غير ،

وعرفوا أن من حذا حذوهم واقتفى أثرهم يلحظ بعين بصيرته ما تضمنته تلك الأصول ، وبهذا المقتضى صارت الحكمة والمعرفة في الأفراد واشتغلوا الناس في العموم بما هو الأولى والأحرى في حقهم ،

وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى :لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا[ الزخرف : 32 ] .

من التسخير في المصالح الكونية التي فيها حياتهم . وسلطان الجمهور هو الأمل الباعث على حركات الهمم لتعمير المراتب باختلاف المرادات إذا الحكم مختلف ،

وإن كانت العين واحدة بالاتفاق فالأصل هنا له السلطة لقوة تصريفه بنور الوهم الحاكم على مطلق مراتب الوجود ،

فالأمل يحمل صاحبه على تعمير الرتب ، والوهم يحمله على تحصيل ما يخاف فوته من المرادات إذ لولا الأمل ما أحدث شيء ،

ولولا الوهم ما خاف الملكين من هو أعظم منهما في المملكة الإنسانية يسمّى اليقين يقوم في صورة الإنسانية ،

فيغلب الأمل والوهم ويطويهما طيا كليا ، وقيامه في الصورة على قاعدة عظيمة هي الإيمان الباعث على الذوق يجر إلى الشوق والشوق يجر إلى العشق والعشق يجر إلى الكشف والكشف يقضي إلى الثبوت والثبوت يفضي إلى الرسوخ والرسوخ هو المشار إليه بقوله تعالى :وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا[ آل عمران : 7 ] ،

وأربابه هم أهل التمكين الذين عرفوا الأمر على ما هو عليه وفصلوا مجمله وأجملوا تفصيله ،

فهم ناظرون إلى ما وراء الأستار مشاهدون لما بطن وما ظهر من الأسرار قائمون بمطلق المراتب من غير تعطيل ،

قد فازوا بأسرار تجليات الأسماء من تمثيل لا يخرجنهم الفزع الأكبر ،

ولا يغير بواطنهم الهلع إلّا ظهر لأنهم محل جريان الأقدار ومجالي الظلمات والأنوار وقد عثروا على العين الخضرية فيشربوا وطابوا كلما لاح لهم في الدائرة الخلقية بارق حادثة حملوها على ما كشف لهم من أسرار أسباب حدوثها ،

فهم بهذا الحكم في عين البقاء وما سواهم بالتبعية لهم على قدر مراتبهم ،

وبهذا يتضح لك سر طروء الحوادث كائنة ما كانت ووقعها في الآيات المختلفة بحكم اختلاف الاقترانات الفلكية كما قررناه سابقا .

وحيث انتهى البحث إلى هنا فلنرجع إلى ما نحن بصدده من تبيان الحوادث والوقائع المودوعة في رموز الشجرة التي نحن بصدد بيان أسرارها فنقول وباللّه التوفيق وهو الهادي إلى سبيل خير فريق :

اعلم أيدك اللّه بتأييد العصمة أن بعض الفضلاء من المطلعين على الأسرار الحرفية والكنوز الجفرية ألف ورقات لطيفة فيما يتعلق بالحوادث الكليات الكبار ،

وأسس تلك الورقات على حروف أبي جاد ، فجاءت مطابقة لحوادث الربع المعمور من البسيطة لأنه جعل لكل قطر من الأقطار قاعدة مبنية على حرف أو حرفين من حروف أبي جاد ،

وأعطى لكل قرن ما يليق به من تلك الحروف التسعة والعشرون بحسب طبيعة ذلك المنظر وقابلية أصل ذلك القرن ، فلا تكون حادثة في قطر من الأقطار في قرن من القرون وإلّا بسر قيام أهل يخصه من تلك الأحرف ،

وجعل مثال ذلك في دائرة مربعة الأركان غير مستديرة الشكل بل مسدسة في عين التربيع ، لم يراعي فيها إلّا تصور أسماء الحوادث في صور الأشخاص القائمة في الوقت وعدل عن بيان الأسماء مجردة وسماها دائرة الخطوط في الأمر المربوط وهذه صفتها :

فانظر في كل حرف على انفراده ، واعرف مركزه وخذ من كل نقطة نقطة اسم شيء يظهر عند مخضه وتوليده ، يتصور بين يديك جملة من الحوادث الكليات المودعة في جدران الحروف والأعداد ،

واعلم أن الابتداء في العمل من ركن المحراب ، وحرف الألف والهاء والطاء والميم والفاء والشين والذال المعجمة ، ويمشي على اليمين إلى الظاء وهو حرف الغاية من عنصر الهواء الذي عليه المدار في الحركة ،

ولما اطلعت على هذه الدائرة المربعة ووجدتها مثمنة الأركان اخترت تربيعها في صورة أخرى وقسمت الحروف على أركانها الأربعة

بهذه الصورة كما ترى :

وقد اطّلع عليها بعض العارفين فأعجبته لما في طيها من الأسرار العجيبة والأمور الغريبة ، فلكل ركن من الأركان سبعة أحرف طبيعية تؤخذ أعداد أولادها المنوطة منها وتجمع جملة واحدة ويدخل بها الطالب إلى جدول مناسب ويعمر بها ويستنطقه ينطق بحادثة الوقت التي تخص ذلك الركن ، فتدبر ذلك واعمل بمقتضاه ترشد إلى سواء السبيل .

 

واعلم أيها المريد المسترشد أن بين يديك عقبة كؤود لا يقطعها إلّا كل ضامر ، وهي أعظم العقبات المانعة عن الوصول إلى معرفة أسرار الحروف يقال لها عقبة الاشتراك بين حرفين ، لأنه قد يتفق الاشتراك بين حرفين في قطر من الأقطار ، ووجه التخلص من هذه العقبة أن يؤخذ عدد الحرفين ويضرب في مثله ، ثم يضرب المجتمع أيضا في مثله ، فتظهر جملة جامدة تسقط تلك الجملة 99 والباقي بعد الإسقاط هو الحرف الذي لا يقبل الاشتراك ، فاحكم به على قطره وهذه قاعدة عظيمة فاعمل بها ترشد إلى الطريق والصواب .

واعلم أنه إذا تمت أعداد بضع سنين يفتح باب ( هـ م ب ع م ) يلزم من فتحه حصول جملة من المتاعب لا تزال تزداد وتنمو شيئا فشيئا إلى الميقات المعلوم ،

فمنها في ( ز ن ) لأن شق العصا وتفريق الكلمة عند من عصا خصوصا في الحروف الأربعة التي هلكت الأشرار ولولا أطيار الأعشاش طاش من طاش وعاش من عاش ، فالقاف الراحل مخرب المنازل

والقاف القائم مجده ملازم وحزن الناس على صعب المراس وظهور النساء في صور الرجال وبال وأي وبال ،

والجزيرة البحرية تفتحها المراكب السحرية ، والحاء المصري يظهر مع البوم لأهل الروم ،

وحرف السين يقود الجيم للعراك وهو لا يعلم ما هناك ، أما حرف الميم فأمره عظيم إذا تعددت أشخاص الميم في الميم قويت شوكة الأخيار وذلت الأشرار ، تنبه يا نائم للأمر القائم ولا تغفل يا مطلوب لأنك المخطوب ،

إذا باح الميم بسر التعليم ارتجت الكنانة بخطب عظيم لا شك ولا خفاء أن الطرف غفا عن حادثة البرق في الشرق قيام الميم بنعت الخلاف

يوجب تحريك الأطراف وخروج الخان على ميم قرمان يحرك صاحب الإيوان على طلب ، وإن رب الممالك مالك وضد وقته هالك ، لا يخدم الملوك إلّا كل مملوك

ولا تعمر القاهرة بالفئة الظاهرة بالثالث الهوى أنت ممن غوا ،

لولا الدوا يا سادس الناس ركبك العار يا رابع الماء ،

قد بلغت السماء من تعدى حده تجاوز إلى ضده ،

ويح القاهرة إذا حكمت العاهرة ،

أما دابة الأرض فهي صاحبة الطول والعرض كيف يطيب العيش مع وجود الطيش ، إذا تفرقت القلوب تفرقت الأجساد ،

إذا كثرت الخصيان خربت البلدان ، إذا عمرت الخزائن خربت المدائن ،

إذا عمرت الأجداث حكمت الأحداث ، بين النون والسين يفتح التحسين ، أما عقد البيعة فلا يصح بالضيعة .

ولا يصح الأمان إلّا في صفاء الزمان باختلاف الفرقة ، تكون الفرق بكثرة الحساد يظهر حكم الإفساد ،

أما الكنانة فهي عش الأمانة إن سلمت من الخيانة لأن رجالها نبال رشاقة ،

وأعينهم رامقة يصفو لهم الوقت المعلوم إن خالفوا رأي البوم ،

أما التخليط فمن علة التفريط إن قويت حرارة الميم أحرقت كل زنيم ،

أما المشورة ليس فيها معيرة لأن الاتفاق يجمع شمل الرفاق والفرح الدائم عند انتباه النائم ،

كل حركة تكون في الكنانة من الفتنة الفتانة بسر عش القاف بجمع الأطراف على شرط الإنصاف بسر الائتلاف كيف الخلاص والطيور في الأقفاص ولآت حين مناص يا قائم نم ويا نائم ،

قم يا رب الباب احذر من الأصحاب وأكرم الحجاب والنواب ، يا مصري لا تؤاخي القصري لأنه غدار وغايته الفرار وعليه المدار .

هذا جميعه حال الاقتران والقمر في الديوان ، ومقابلة المشتري كيوان ترقب ذلك إذا أرغمت المعاطس وكثرت الأفاطس ووسوست القساقس وانتهى عدد غين فافهم ،

وإذا فهمت فاكتم .

وعليك باتباع الميم إذا تربعت قواعدها واشتد ساعدها وأعطت المدد

واعلم أن هذه الإشارة كلها بين قرنين كبيرين منحصرين فيما بين النون إلى السين وفي ألف السين ظهور النجم الأحمر فوق الجبل الأخضر ، يراه كل ناظر من يراه كل باد وحاضر

ويخشى على خدام ذلك النجم الفرار من كشف الأسرار ،

ويذبح القربان على باب أسوان إذا اجتمعت الفئتان ،

واتفقت آراء الغربان وجارت العربان ،

فالكنانة مصونة وأسرارها مكنونة كلما أطرقها طارق أو قصدها مارق رمي بشهاب ثاقب من رب المشارق والمغارب لأن عمدها قائمة وإمداداتها دائمة وهي الربوة المباركة التي لا تقبل المشاركة

قد أحاط بها جبل ق من جميع الأطراف قاف محيط بالأكناف فهو عالي الذرى لتربية أمجاد الورى

سيفشو أمره ويذاع خبره ترقبه في جوف الكنانة وهو محيط بها لكن ميقاته السين لكمال التعيين .

أما رابع النار فعليه المدار في حفظ الديار لا بد من الاتفاق على ترك النفاق ،

وفي دسغ العدد يظهر سر المدد

وذلك أعدل المدد لقرب الوقت المعلوم وحصول القدر المحتوم ،

إذا نفذ عدد الدسغ فاح شذا طيب الميم فلا يشمه إلّا كريم ذو عقل سليم ،

وليس أحرى لذلك الإسهام الكنانة المهيؤون لحفظ الأمانة ، وفي عين الغين ينصلح وجه البسيطة بالتمهيد المطلوب بكل حبيب يحكم محبوب ،

هذا ما دلت عليه الحروف في حيثية أعدادها واستنطاقاتها بحكم الاصطلاح المتفق عليه الجمهور ،

فانتبه لما أبرزته قدرة الباري سبحانه من أسرار الحروف والأعداد فافهم .

وقال بعض من اطلع على دائرة الشجرة النعمانية وحرر إشاراتها وأظهر مكنوناتها بالصناعة الحرفية ،

إنه إذا أخذت الغين الجامدة استحقاقها تختلف أحوال القاهرة من الحوادث المتواترة ، ويختل نظام قطانها وتتغير أهوية أزمانها وتنبت بها شجرة الخلاف تعم وتتفرق أغصانها ، في الأطراف وتثمر عدم الائتلاف بين الجواهر والأصداف ،

تلك شجرة الحنظل التي تقذفها النفوس وبظهورها تتفشى المظالم والمكوس ويتكرر الطاء المترادف بالعكوف ،

فالرجات مترادفة والحركات متقاربة ،

وهي مبنية على السالفة فالعين مخذولة وحرف الألف مقتول

والميم سيفه مسلول يقتضي الأسود وأمره غير مردود وعلى يده نقص العدد وإرغام أنف الوالد والولد

وإخراج فرقة بعض النواجذ من شؤم رأيهم الفاسد ويناصحه الميم والباء بلا مراء وهو خراب أول القرى ،

ويكون الدور والتسلسل في النزاع وظهور الابتداع ،

ولا تنسى رجة الحرم من الأوغاد وسهام الكنانة تأخذهم في الواد عند شجرة القتاد ، هل سهام الكنانة إلّا رجال النجدة وأرباب الحدة ،

سيظعنون منها وإليها يعودون بعزم متين ونصر عزيز وتمكين ،

أسس تلك الحركة قيام القاف بالجيم ، إلى الياء يقضي ذلك إلى اختلاف عظيم في الأمور ويفر القاف من الجيم ويرجع بأقبح رد غيبته ،

يريد الكنانة فيرده من يرهقه ويصده عنها إلى مغربها تقول برهة ويقضي فلا يعمر عشه بأفراخه إلى غير الغين ، تأمله تراه وترقبه تلقاه ،

أما قيام العرب من العجب لأنه ينتج النصب ، وتعطيل النفوذ من السود أكالين الكبود ، وتكرار وارد الباب من أعظم الأسباب للخراب ، إن صحت الجمعية هلكت الرعية .

 

إياك والغفلة فإنها رفلة ، كن في السواد الأعظم فإنك لا تندم بل تغنم ،

عليك بالبيت المعمور فإنه مغشى بالنور ، لا تفارق الكنانة تبقى وحيد وتستحكم فيك العبيد ،

وإذا رأيت القران الأول فاعلم أنه علامة واضحة أنوارها واضحة غير معاينة هي علامة ظهور الكردي النائم وملاقاته لميم قائم ،

ويستمد الميم من الكنانة بعدة الغين فيظعنون إليه ويجتمعون عليه ،

وينهزم الكردي بخربة ويرجع المصري على دربه بعد حربه يدخل الكنانة في رجب ، والناس من جهته في وصب ،

ولا تنسى حادثة الزوراء وما بعدها فإن لها سبع كرات حتى يجتمع الشتات ويذل شاه العجم لراعي الغنم ويؤخذ ولده أسيرا إذا خالف المشير ،

وسابع كرة عند اجتماع نجوم المجرة ،

وتسكن الحركات بالكنانة بصفاء الوقت برهة حتى ترد أخبار الكنانة من الروم بقيامهم على ساق واجتماعهم على حصن النهر ،

ومالكه إذ ذاك ميم ونصرته ميم وميم وميم وحاء وياء قديم ،

وتستمر الحرب بينهم ميقات والنار يضرمها الهياج والنهر متلاطم الأمواج والسبعة المجتمعة يهزمهم صاحب الراية المرتفعة ميم الحصن العثماني وصدر المقام الخاقاني والسابع منهم غريق وهلاك السفن من الحريق يا لها من وقعة هائلة ما شوهد مثلها في القرون الخالية الزائلة كيف لا ؟

وجنود أهل الطغيان مجتمعة من خلف هميان ، لا شك ولا خفاء إن عظيمهم القران الأكبر شناره مرتفع بصليب الجوهر ،

ثم لا تقوم لهم بعدها قائمة وهزيمتهم إلى الميقات دائمة ، عندها يلج الميم بالجيم دخولا إلى مدينة العجب وكنيسة الذهب ، يتم حصارها ميقات وتفتح في أشرف الأوقات الذي هو اليوم الأزهر في ساعة صعود الخطيب على المنبر ،

ويغنم الميم وجنده غنيمة ما غنموها قط إلّا في تلك الوقعة غاية الوقائع الإسلامية وما بعدها إلّا وقعة أصفهان مع جنود فارس وكرمان ،

 وينهزم رب الطيلسان بجنوده على شط النهروان ،

تلك نهاية حركات الميم صاحب القائم ، وقد تم دور المريخ وكيوان المنتظر في حكم القران ،

ليت شعري هل علمت من يكون ذلك الميم هل هو إلا ليث الكنانة الصمداني المتصدر في سدة السين العثماني عهده مثبوت وعقده غير مبتوت

لتعلم أن الحركات التي تحصل في الدائرة أسسها ومعظمها جيم القاهرة ، هذا غاية ما نصه ذلك الحبر في معنى قوله : إذا أخذت الغين الجامدة استحقاقها كان وكان فافهم .

واعلم أن الغين الجامدة عدتها ألف سنة شمسية ،

والغين غير الجامدة زيادتها سين سين ،

وينتقل الحكم إلى قران آخر عجيب يتعين فيه كل أمر غريب ينسحب حكم الحوادث فيه إلى تمام القران الزائد الذي رأسه يظهر المجد الماجد صاحب القران الخاتم للأمر المهول اللازم ،

وقد تصدى بعض أرباب الفن واستخرج اسم الأفراد من الحروف والأعداد من دسغ العدد إلى نهاية قاف الغين فرد فردا

لكنه ما قيد الحروف بزمان مخصوص بل أطلقها في العموم والخصوص غير أنه ذكرها على التوالي حتى لا يدع عامه خالي ،

قال : إذا كان عام دال سين الغين بعمر عشر الحرف الإحاطي في الكنانة بالسبعة الشداد الذين هم أعيان الأفراد م م س س ي ق دورة ظهورهم من دسغ إلى دقع ، يظهرون للتعمير ولا ينبئك مثل خبير ،

سل عنهم صاحب الإمداد قوي الأوتاد المنبه عليه في دائرة الشجرة بأنه من البررة ، نجمه أزهر وقدره أفخر وعلمه أظهر ،

وبقية الحروف في ضمن دائرته تظهر يستمدون منه ويأخذون المجد عنه ، لكل فرد منهم نعت يخصه دون صاحبه وهذا نعت التخصيص م س ق ح ي إمداد فتأمل ترشد واللّه يتولى هداك .

واعلم أن هؤلاء الأفراد نعتهم هكذا كما ترى :

صلابة مدد سيار بصيرة قوة حلم يقين "ص م س س ق ح ي "

ثم يرث مراتبهم عشرة من دفغ إلى طمغ لكنهم ليسوا من عش واحد ،

تربيهم الكنانة في ضميرها فلا تظهرهم إلّا إذا عدم مشيرها ،

ترقبهم تجدهم حال الظهور في المجد والجمهور وهذه أحرفهم " ح ح ق م م س س ع م "

هؤلاء رجال التمهيد للفرد المجدد المجيد وعلى أيديهم عمارة القصور وسد الثغور وجباية الأموال وترتيب الرجال وحرب قطان المدن والجبال وحفظ الديار من الأهوال ورد جيوش المغرب الأقصى من المدينة الحادثة غربي الكنانة وملكهم المنعوت بالديانة ،

وأخذ المراكب البحرية في عتبة الإسكندرية والأمواج قائمة كالجبال والرياح تختلف على اليمين والشمال ،

يا لها من غنيمة ما أكثرها من نعمة ما أغزرها ، ونقمة على الأعداء الذين لا يبتغون الهدى ولا يستحقون النداء ولا يتقون أفعال الردى ،

تلك الواقعة سبب تخريب بلاد الصليب وقيام الأطراف على جزيرة القليب ، هذا في قران ثابت الطرف من هوله إلّا في قطر الكنانة فإن طالعها قد خص بالصيانة لا يقهرها قاهر ولا يظهر عليها فاجر ،

فهي محفوظة الأركان مخصوصة بالأمان والإيمان حتى تشرق الشمس من عين الروح إذا تعين نزوله في يوم العروبة من المنارة البيضاء كما هو منصوص عليه في الأصول المشيرة إلى ما ذكرناه آنفا ،

ورب قائل يقول قد دلت الأصول بالقرائن إلى عالم ط صنع وختمه ، فماذا تدل عليه بعد ذلك وهذا مما لا بأس به لأن الحوادث لم تزل مترادفة ما دامت الأفلاك دائرة بالحكمة ،

فإذا تمت الدورة الخيالية المثالية وأخذت استحقاقها بعقود المدة المقدورة العددية المشار إليها بلفظة قيام وينظرون تم الأمر وانتقل الحكم من ترتيب الحكمة إلى تدبير القدرة ، وينقضي طرد الحوادث بانقضاء الدورة الخيالية

لكن لما كان الأمر يحتاج إلى التنبيه على ما بعد عام قاف الغين إلى نفوذ عدد ينظرون

نقول إن: القاف إذا تمت شهورها وأيامها ربما واللّه أعلم تنحاز الممالك في أيدي البغاة من المتغلبين في كامل أقطار البسيطة .

وتستمر الكنانة في حصن الصيانة فتقوى شوكة قطانها حتى لا يدخلها دخيل ولا يتصرف فيها بديل

رجالها الأعيان عدتهم الغين الجامدة غير المتحركة ،

إذا آن أوانهم وتعينت أعيانهم شيدوا أركانها وكثروا أعيانها ،

فالفرد القائم إذ ذاك هو الميم ابن الميم من الأحرار لا من العبيد ،

رجاله رجال النجدة عدة الغين كما تقوم حوادث زمانهم جزئيات غير كليات لكثرتها ، فلا حاجة إلى ذكرها لعدم فائدتها ،

غير أن التنبيه على الأحرف الضابطة لأسماء الرؤساء منهم لا بأس به والأخرى منهم بالتنبيه على اسمه ما في هذه الدائرة :

"ع ح ح م م ق س " وهم سبعة لأنهم رؤس والجميع بالتفاق 70 8 8 40 40 100 10

وعليهم المدار في الخلاف والوفاق فافهم ، الأمام والوراء هذا ما دل عليه نطق الأعداد المستخرجة من الأزواج والأفراد بالأصول الحرفية والقواعد الجفرية .

فاعلم ذلك واللّه يتولى هداك بمنه وكرمه ، وحوله رجوع واستدراك لما فيه الحاجة أكد من التنبيه على حوادث الوقت الذي بين الغين الجامدة والغين غير الجامدة والمدة الزائدة إلى تمام عدد القاف الجامدة ،

فنقول وباللّه التوفيق إن واضع الشجرة لم ينبه فيها إلّا على مقتضى حكم الوقت لا غير ، وذلك من القران الأول الذي نص عليه في قوله :

إذا انقضت قاف الجيم قامت ميم سليم إلى القران الثاني المشار إليه بقوله حيث يقابل المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان ،

وأحال الاطلاع على ما وراء ذلك من الحوادث الكلية على فن الاستنباط من الأصول لكنه أنموذج الجميع ،

وقد نبهنا على بيان ما رمزه الشيخ رضي اللّه عنه في دائرة الشجرة بحسب الوقت والقابل فلا بد من التنبيه على أسماء رجال بين الغين والسين وإن تأخر محل التبعية فلا معيب

وهذه دائرتهم كما ترى :

ثم على سبع جداول حرفية تشتمل على أسرار خفية يفهم منها ما أغفله الشيخ وظن به فلم يذكره صريحا غيرة عليه كما جرت عادة كل واصف خبير ،

الجدول الأول :

جدول التقابل للحروف المشار إليها وهي حروف الكوكبين المشار إليهما في دائرة الشجرة بأنهما إذا تقابلا في آخر درجة من الميزان كان وصار وهذه صفة تقابلهما في الدرجة المذكورة بالاعتدال الطبيعي كما ترى :

والجدول الثاني جدول المقارنة وفيه الأحرف على غير النعت الأول فهي مقارنة فلكية تشير إلى أسماء أفراد الوقت الذي هو بين الغين والسين فافهم 

وتأمل وهو هذا كما ترى :

لأن الأحرف تكون تارة بالمصادقة وتارة بالمضاضدة لكن على طريق مخصوصة خالية غير طبيعية فافهم .

الجدول الثالث جدول الاستبدال وهو جدول فيه الأحرف عربية بأعيانها وهي :

فتبدل الحرف بما في رتبة من العنصر الثالث حتى تتصور الأحرف ينظر فيها فكل حرف منها أول اسم من أسماء الأفراد أصحاب الوقت المشار إليه بأن فيه مقابلة المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان وهم أفراد البطون أرباب المدد الذين يمهدون ويمدون أرباب السيف بالهمم وعليهم المدار فافهم .


الجدول الرابع جدول الاشتراك توضع فيه الأحرف جملة بأعدادها وأولادها ويصور منها الأحرف الجامعة للسيف والمدد ، هم خواص الأفراد بحكم الوقت في دائرة الكنانة وهذه صفاتها :

والإسقاط تسعة تسعة والفاضل مشيب عربي وهو الاسم الأول من الحرف فتدبره.

الجدول الخامس :

جدول طبيعي توضع فيه الأحرف عربية بأولادها دون الأعداد وتجمع كل حرف طبيعة على حدتها فيعطي لكل ركن حقه من الأحرف وتصور الأسماء من الحروف كما ترى:

فتظهر أسماء الأفراد أرباب المراتب في الكنانة بحكم ما بين النون إلى العين فافهم ذلك ترشد إلى وجه الصواب

واللّه يتولى هداك بمنه وكرمه وهو الهادي إلى طريق الصواب وهذه صفاتها :

الجدول السادس : جدول الأسرار وهو جدول توضع فيه الأحرف كما هي بقدرها عربية جامدة ممتزجة ببعضها سطرا واحدا أو ترد العجز على الصدر حتى يصير الأخير هو الأول بعينه وتجمع أعداد الجميع جملة واحدة وتقسم جملتين بالسوية وما زاد ينزل فيصور من كل من جملة اسم أو اسمين أو ثلاثة مثلا فافهم واللّه الهادي إلى طريق الرشاد .

ا ك ل ى م ور ا ر ن ى خ ك ى وا ن

لا تزال إلى ترد صدره على عجزه حتى يظهر زمامه بعينه وتسلك به المسالك كما تقدم. فإفهم

الجدول السابع : جدول الأسرار وهو جدول توضع فيه الأحرف كما هي بقدرها بعد توليدها ، والأخذ منه العاشر دأبا على التوالي من أعلاه إلى أسفله حتى لا يبقى فيه حرف ثم انظر في الأحرف الملقوطة من العاشر للعاشر وتضم إلى بعضها وتركب أسماء فيظهر من تركيبها أسماء حوادث عجيبة ووقائع غريبة ، فاعمل بهذه الجداول السبعة ترى عجبا عجيبا وأمرا غريبا لأن الإشارة في الكوكبين جمعت أسرار الدائرة ، واعلم أن الكوكبين إشارة إلى رجلين نحسين يظهران في معرض المضاددة والمباينة والصورة صورة المصادقة ، وذلك هو النفاق الصريح وظهوره هو النعت القبيح وإليه الإشارة في دائرة الشجرة بقوله :

ويظهر الشقاق بين الرفاق : واعلم أن ميقات ذلك ما بين النون إلى السين نفوذ عدد غين ، أما بعد سين الغين فحكم آخر غير النفاق المشار إليه ،
فمن أراد أن يعرف شخصي الكوكبين النحسين المشار إليهما ،

فليأخذ عدد أحرف الكوكب الواحد دون الآخر ويضرب العدد في نفسه فيتصور له جملة جامدة يركب منها أحرف الاسم ضرورة ، ويفعل بأحرف الكوكب الثاني كذلك فإنه يعرف الاسمين كل واحد على حدته ،

وإن تعذر النطق فهو بالخيار إن شاء ولد أحرف النطق واستطرد حتى يظهر الاسم صريحا ، وإن شاء أبدل الأحرف من العنصر الثالث من رتبته يظهر لك صريحا ، وكأني تلمحت طريقة في بعض الأصول تجمع أسرار الدائرة كلها جليها وخفيها وتوضح مكنوناتها .

وذلك أن الشيخ رضي اللّه عنه رمز في حروف الدائرة التي بين الدائرتين وأغمض الرمز عند قوله :

دائرة كرة مصر مقدار أفقها لا تزال بادعة ومع حكامها مخادعة ولأثقال الأمور موادعة حتى يقابل المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان تخرج من يد آل عثمان ، واعلم أن السر المكتوم المكنون في هذه الأحرف من الدال إلى النون ، فطريقة استخراج ما فيها من الأسرار الخفية أن تؤخذ أعداد الأحرف كلها جريدة واحدة بالجمل الكبير وتعقد جملة واحدة ويزاد عليها قدرها مرة واحدة ويعمر بها وفق الكاف بشروطه ويلقط 12 12 أدوار حتى يتم لقطة ينظر في الأحرف الملقوطة فتعزل كل طليعة وحدها .

أما الأحرف النارية ، فيركب منها أسماء أرباب السلاح ،

وأما الأحرف الهوائية فيركب منها أسماء قسم عطارد ،

وأما الأحرف المائية فيركب منها أسماء علماء الوقت ،

وأما الأحرف الترابية فيركب منها أسماء رجال الوقت لأن الثبوت والرسوخ لهم ،

وقولنا يركب من الأحرف أسماء كذا وكذا فيحتاج إلى معرفة صناعة التركيب للأسماء من الأحرف المذكورة لأنه تارة ينطق الحرف بأول حرف من الاسم كالسين مثلا من اسم سليم أو الدال من اسم داوود والميم من اسم محمد هذا وجه .

وتارة يكون الحرف الناطق في عدد غير الناطق في بدله من ثالث عنصر ، وبهذا يتضح لك سر وضع الحروف في الدائرة وتركيبها كلمات ناطقة من دائرة كرة مصر إلى لفظة عثمان ،

وأما ما زاد على ذلك في بعض النسخ كقوله بعد لفظة عثمان :

خروج وعدل لا خروج جور

فذلك ليس فيه رمز بل فيه إشارة إلى أن الخروج ليس على ظاهره كما يظنه من لا معرفة له بالاصطلاح ،

فالخروج هنا على الحقيقة من الجور إلى العدل لا غير لكون الميم الخاتم القائم على ظهوره رحمة لأهل الإيمان ونقمه على أهل الكفر والطغيان ،

قيامه لتجديد الشريعة وسد الذريعة ، وأعظم أنصار ميم السين العز والتمكين صدر الصدور الخنكارية وأمين الأسرار العثمانية ترقبه تراه إذا سبق رب الباب ،

وهو بأرض دارب يجتمع على سميه ببلدة قونيه الرومية ويبايعه ببيعة يتربصها رب الباب ويحققها بتكميل عدد الأصحاب ،

ذلك أوان السرور وزمان الرضا والحبور ، كيف يقال إن ميم الختام يتعرض بطريق التغليب لا صلح حكام الأنام في الإسلام

حاشا وكلا أن المنعوت بالفضل الموصوف بالعدل يعدل عن الصراط المستقيم أو يميل عن الخط القويم ،

لا سيّما وقد نعته سيد الأكوان وأشرف ولد عدنان بأنه المحيي للسنة والفرض وأنه رحمة لأهل الأرض ،

وقد ثبت عند علماء الحقيقة ومشايخ الطريقة بأنه يظهر في آخر الزمان وتقبل راياته من قبل خراسان وسواد راياته من السؤدد لا من السواد ،

وقائد جنده أعظم الأفراد يقوم من وراء النهر في عدة مستعدة وأمجاد أهل قوة وشدة حتى يوافي شط الفرات ويقابل أبطال الغزاة ،

 يا لها من فرحة ما أعظمها وجملة أعياد ما أكرمها ، هذا والميم الخاتم الأعظم بين الركن والمقام وزمزم ينتظرون الوقت المعلوم وإن برز له من الحضرة مرسوم يأتيه الإذن بالظهور في أشرف الشهور فيأتي بخواص أصحابه الكرام إلى غوطة الشام ، ثم ينتهي سيره إلى عين تاب ويجتمع عليه قبائل الأعراب ،

فإذا وصل قونيه الحصينة يجتمع به صدر الباب العثماني على الرضا والتسليم عن إذن سين سليم الحميم .

هناك اتفاق الأمراء على الفتح المبين الخاتم لفتوحات أهل اليمن ، ذاك هو الفتح الموعود به في الأصول لإعادة ذخائر بيت المقدس وكنزه المنقول بعد خراب رومية وهدم البيعة الذهبية ، وهي أعظم مدينة يغنمها جند الميم ، وهذه صفة البيعة وبيانها للتعليم والتقسيم صحيح .

أما التعليم فهو الإعلام بالسر المكتوب 

والتقسيم لبيان الأحرف المرقوقة لأربابها في الأس القديم واسم البيعة هيكل أهل الطغيان وحزب الشيطان وعباد الصلبان .

بعد هذه الوقعة لا تقوم لهم قائمة وهي الوقعة الخاتمة 

يرجع منها ميم الختام وميم الصدر المقدام إلى كاف القاف الجامع للأطراف المحفوظ الأكناف .

معقل الدين الحنيف ومقام العز والتشريف ينفرد بالمقام فيه ذلك المقدار مع سين الوقت القائم في بابه بأتم النظام ، 

ويرجع صاحب الديوان إلى مستقره مع يحيى صاحب سره الذي لم يقف أحد على حقيقة اسمه ومقره ، معلوم عند علماء الرسوم ، 

وعند ذلك تندمج الميم في العين ويزول العرض من البين 

وينفرد العين بالملك دون مشاركة ، ومدته هي المدة المباركة 

وقد قلت في ذلك قصيدة :

يقوم بأمر اللّه في الأرض ظاهر    ....    على رغم شيطائل يمحق الكفر

يؤيد شرع المصطفى وهو ختمه   ....   ويمتد من ميم بأحكامها يدري

ومدة ميقات موسى وجنده   ....   خيار الورى في الوقت جلوا عن الحصر

على يده محق اللئام جميعهم   ....   بسيف قوي متين عسى تدري

حقيقة ذاك السيف والقائم الذي   ....   تعين للدين القويم على الأمر

لعمري هو الفرد الذي سريانه   ....   بكل زمان في مظاهره يسري

تسمى بأسماء المراتب كلها   ....   خفاء وإعلانا كذلك إلى الحشر

أليس هو النور الأتم حقيقة   ....   ونقطة ميم منه إمدادها يجري

يفيض على الأكوان ما قد أفاضه   ....   عليه إله العرش في أزل الدهر

فما تم إلا الميم لا شيء غيرها   ....   وذا العين من نوابه مفرد العصر

هو الروح فاعلمه وخذ عهده إذا   ....   بلغت إلى مد مديد من العمر

كأنك بالمذكور يهبط راقيا   ....   إلى ذروة المجد الأتيل على القدر

بذا قال أهل الحل والعقد فاكتفي   ....   بنصهم المثبوت في صحف الزبر

فإن تبغ ميقات الظهور فإنه   ....   يكون بدور جامع مطلع الفجر

بشمس تمد الكل من ضوء نورها   ....   وجمع دراري الأوج فيها مع البدر

فلا تك في ريب مريب لريبة   ....   قد ودمع الأوهام والحدس والفكر

وخذ محض علم الحق من أحرف بدت   ....   عن الفرد المغرور للحجب في حذر

مبنية في مخضها وانبساطها   ....   وتوليدها والشفع يخبر بالوتر

وصلّ على المختار من آل هاشم   ....   محمد المبعوث بالنهي والأمر

عليه صلاة اللّه ما لاح بارق   ....   وما أشرقت شمس الغزالة في الظهر

وآل وأصحاب أولي المجد والتقى   ....   صلاة وتسليما يدومان للحشر

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: