الثلاثاء، 5 مايو 2020

85 - شرح تجلي من تجليات الحقيقة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

85 - شرح تجلي من تجليات الحقيقة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

85 - شرح تجلي من تجليات الحقيقة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
85 - متن تجلي ومن تجليات الحقيقة
إذا ما بدا لي تعاظمته . . . وإن غاب عني فإني عظيم
فلست الحميم ولست النديم . . . ولكنني إن نظرت القسيم
فلا يحجبن بعين الحديث . . . فإن الحديث بعين القديم
حبيبي !
قِدَمُك أظهر حدثي أو حدثي أظهر قدمك ؟ .
لا أعرف فعرفني إذا كنت بك .
حبيبي ! لا أعرف .
فإن ثمَّ من أعرف وإذا كنت بي فإن حقيقتي أن لا أعرف .
فإذ ولا بد من الجهل .
فكن عيني حتى أراك . فسبحان من يُرى ولا يُعلم

85 - املاء این سودكين :
"ومن تجليات الحقيقة وهذا نصه : "اذا ما بدا لی تعاظمه … فسبحان من يرى ولا يعلم" 
قال جامعه سمعنا شيخي رضي الله عنه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : 
"إذا ما بدا لي تعاظما لظهور سلطانه على . فألبس الذل والتواضع "وإن غاب عني" لبست حلته التي کسانی عند التجلي ، لكوني خليفة أظهر بحلية المستخلف. فأكون عظيما عند الأكوان التي عدت إليها الكوني الظاهر عند الكون بصورته . 
فغيبة الولي هاهنا إنما هي عن تجل خاص وحضور في تجل آخر شانه فيه إظهار هذا الوصف وقوله : «فلست الحميم ولست القسيم»، أي قاسمته فيما ظهر لي به فكنت قسيمه بهذا الاعتبار 
وقوله : "فلا تحجين بعين الحديث" البيت، أراد الحديث هاهنا الحدوث ، أي لا تقل أنا محدث ، ومن أين يكون للمحدث عظمة؟ 
فاعلم أن العظمة حصلت لك من تجلى «العظيم» لك لا منك. 
وأيضا فإن المحدث هو الدليل على القديم ، وتارة يكون مدلولا، أي بالقديم ظهر المحدث. 
فهل جعلتني يا إلهي دليلا عليك، أو جعلت نفسك دليلا علي ؟ 
إذ قد ثبت قدمك وحدوني، فهل عرف حدوثي من قدمك ؟ 
أو من قدمك عرف حدوثي ؟ فذهب الحكماء إلى أنه من قدمه تعالی عرف الحدوث؛ وذهب المتكلمون إلى أنه بالحدوث عرف القدم. 
وقوله : «إذا كنت بك فلا أعرف» أي أنت حينئذ عيني. وإذا كنت بي فلا أعرف أيضا، لأنني إذا کنت بي كنت مشهودة لنفسي غائبة منك ، ففي الحالتين أنا مسلوب عن المعرفة ، فإن ولا بد من الجهل فكن يا إلهي عيني حتى أراك بك. 
وقوله : «فسبحان من یری ولا يعلم»، أي تشهده ولا تنضبط لك كيفية ما رأيت، بل تبقی حائرة . وبهذا القدر تعرف تجلى الحق خاصة. 
لأنك عند انفصالك مما تشاهده وتراه ، أن رأيت عندك علما بذلك المشهد أو مسکت منه صورة فبما مسكته تعرف حكمه ، وإن لم تقدر على تحصيل أثره جملة واحدة ، فحينئذ تعلم أنه تجلي الق ، فهذا میزانه . 
فاعلم وتحقق وقل : "رب زدني علما ".

85 - شرح تجل من تجليات الحقيقة

437 - وهي "الحقيقية" سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه . إذ من آثار وصف حدوثك الافتقار و الذلة ، وهما مسلوبان عنك بظهور على الحق وعزله فيك . 
حالة كونك بالحق لا بنفسك. 
بخلاف نفس الحدوث : فإنه بظهور القديم فيك، غير مسلوب عنك. فإذا تجلى هو بنفسه ، في غناه وعظمته لك ظهرت أنت في محل التقابل بافتقارك وعبوديتك. وإذا غاب عنك في صورة مظهريتك، كان هو العظيم فيك ، وهو الفاعل بك منك في الكون . وكنت أنت العظيم به في ولاية خلافته. 
كما قال :

438 - (اذا ما بدا لي تعاظمته)  أي بإظهار افتقاري إليه وعبوديتي له
(وإن غاب عني فإني العظيم) أي بكونه هو فاعبي مني في الكون وأنا لابس حلق خلافته ظاهر فيه بصورته مسلوبة مني باو صافه آثار حدوٹی و عدستي.
(فلست الحميم ولست النديم ولكنني إن نظرت القسيم) أي شأني فيما ظهر لي منه في هذا التجلي أن أكون قسيما لاصاحبا ولا نديما. 
فإنه تصرف في الكون على مقتضى الربوبية. وتصرفت أنا فيه ، به ، على مقتضى الخلافة وكوني على الصورة .
(فلا تحجبن بعين الحديث) أي لاتجين عن كوني في محل تراني فيه بصفة الحدوث وآثارها(فإن الحديث بعين القديم) 
يقول: حدوثي الذي تراني فيه، إنما هو قائم بعين القديم الذي له ولاية الربوبية في العالم بالمحو والانبات والحل والعقد .
فقربي إليه أعطائي التصرف به، وقربه إلي أعطاني تصرفه بي . فافهم 
ثم قال :

439 - (حبيي قدمك أظهر حدثي أو حدثي أظهر قدمك) هذا لسان من قام في هذا التجلي ، على مشاهدة الحقيقة من حيث تعارض المتقابلات عليها، ولم يسنح له من الحق ما يعطي التحقيق ويزيل الشبهة . 
ولذلك لم يعلم أن القديم دليل على الحادث، كما هو رأي البعض ، وهو رأي من قال بدلالة المؤثر على أثره أو بالعکس . كما هو رأي من قال بدلالة الأثر على المؤثر فقال : (لا أعرف) أي شأني أن لا أعرف بي شيئا. 
(فعرفني إذا كنت بك) فإن العلم الكاشف عن حقيقة كل شيء كما هي مساوق لوجودك الظاهر بي . فعرفني بنجل خاص علمي حتى أعلم الحقيقة وأحكامها المتقابلة من حيث ما علمتها أنت. فيكون علمي بها إذن علما لدنيا خالص عن تعارض الشبهات فيه ثم كرر فقال :

440 - (حبيبي لا أعرف) وشأني أن لا أعرف شيئا . فإن علمت، فعلمي من لدنك، ومعرفتي بك وليس لي أن أعرف في مرتبة أنا فيها على عدميتي شيئا. 
(فإن ما ثم من أعرف. وإذا كنت في فلا أكون. وإذا لم أكن لا أعرف. فإن حقيقتي) الباقية على عدميتها من مقتضاها (أن لا تعرف فإذ ولا بد من الجهل) الذي هو مقتضي حقيقتي ، (فكن عيني حتى أراك بك)
ولا كان الحق مع كونه مشهودة في كل شيء غير محصور في تعينه قال : (فسبحان من يرى ولا يعلم) فإنه تعالى لا تعين فيه، من حيث محض ذاته فلا ينضبط في تعين إلا بقدر ما به تعين من المراتب والأعيان والصور والأحوال والصفات ونحوها. فلذلك لا يعلم وإن كان مشهودا من حيث تعينه .

.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: