الأربعاء، 6 مايو 2020

101 - شرح تجلي الدور للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

101 - شرح تجلي الدور للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

101 - شرح تجلي الدور للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
101 - متن تجلي الدور
سألت : كيف تصح العبودية ؟
ـ فقيل : بصحة التوحيد .
ـ قلت : وبماذا يصح التوحيد ؟
ـ قيل : بصحة العبودية .
ـ قلتُ : أرى الأمر دورياً .
ـ قيل : فما كنت تظن ؟
ـ قلت : دليلٌ ومدلولٌ .
ـ قال : ليس الأمر كذلك : لا دليل ولا مدلول .
ـ قلت : من شأن العبد أن يفعل ما يؤمر به .
ـ قيل : بل من شأن العبد أن يسمع ما يفعل به .

101 - إملاء ابن سودكين :
«ومن تجلي الدور، وهذا نصه : ((سألت : كيف تصح العبودية .. أن يسمع ما يفعل به». 
قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : 
سألت كيف تصح العبودية ؟ 
قيل : بالتوحيد، لأنه إن لم يفرد الواحد، لا يصح لي توحيد. 
قلت : وبماذا يصح التوحید؟ 
قال : بوجود العبودية . 
قلت : فأرى الأمر دوريا . 
قال : ليس دورية إلا بهذا الترتيب الذي عبرت به عنه . 
فعبارتك اقتضت ذلك ، واشتراطك لهذا الشرط جعل الأمر دوريا. 
وليس هو كذلك في نفس . 
قيل فما تظن ؟ 
قلت : دليل ومدلول . 
فقال : لا مدلول ولا دليل ، أي لا تنظر نفسك من كونك دليلا ، إذ لا بد بین الدليل والمدلول من مناسبة ، ولا مناسبة . 
فإذا نظرته بعينه غبت فيه وذهب رسمك . والحاصل أنه ليس في الوجود إلا واحد. قوله : "قلت: من شأن العبد أن يفعل ما يؤمر به . 
فقال : بل من شأن العبد أن يسمع ما يفعل به" . 
أي : لا ينبغي أن ينسب الامتثال إليه في هذا المشهد، إذ لوثبت له ذلك لثبت له حول و قوة وإرادة وإذ اتصف بعلم ما يفعل به ، ثبت له بذلك علمه بقيامه الآثار به ، والحال أنه هو محل لها فقط، فبرئ من النفي والثبوت جميعا »

101 - شرح تجلي الدور
481 - اعلم أن التوحيد الذاتي الذي هو «إياه توحيده»، لم يتوقف على الغير. 
إذ لو كان متوقفة لكان حاصلا له بالغير. 
وحيث هو تعالی علم نفسه بنفسه بنفسه في نفسه واحدة بوحدة ذاتية لا تقابلها كثرة ؛ وحصول الغير وثبوته إنما هو باستلزام علمه بنفسه العلم بما سواه . 
وهذا بالنسبة إلى الاعتبار الأول معقول ثان ؛ وهو واحد بالوحدة الذاتية باعتبار المعقول الأول ، فعلى هذا لا يكون توحيده حاص" له بالغير. 
فالتوحيد الحاصل للغير، فحصوله إما هو بالحق وإما بملاحظة الغير فالأول هو قول العارف : «التوحيد إفراد الواحد بالواحد»
ولا يصح هذا التوحيد إلا أن يكون الحق عن كون العبد وعين سمعه وبصره . والثاني توحيد الألوهية . ولا يصح هذا التوحيد للغير إلا بصحة عبوديته .
فإن مطالعة انفراد الحق بالألوهية على قدر مطالعة انفراد الكون بالعبودية . فلا دور إلا باعتبار توقف شهود الغير انفراد الواحد بالألوهية؛ على شهود انفراد الغير بالعبودية ، وبالعكس.
فإن نفس انفراد الواحد بالألوهية لا يتوقف على وجود عبودية الغير وصحتها.

482 - ولذلك قال : (سألت كيف تصح العبودية ؟  فقيل : بصحة التوحيد . 
قلت : وبماذا يصح التوحيد ؟ قيل : بصحة العبودية . قلت : أرى الأمر دوريا . قيل : فما كنت تظن؟) 
يقول : إن الدور إنما يستفاد من إفرادك الحق بالألوهية ، بملاحظة إفرادك الكون بالعبودية ؛ وبالعكس . 
على مهيع : «من عرف نفسه فقد عرف ربه». أي من عرف نفسه بالعبودية فقد عرف ربه بانفراده بالألوهية ، ومن عرف ربه بالألوهية . عرف نفسه بالعبودية . (قلت : دليل ومدلول . قال : ليس الأمر كذلك. لا دليل ولا مدلول ) فإن انفراد الواحد بالألوهية ، في نفس الأمر ليس بمدلول العبودية . إذ لابد بين الدليل والمدلول من مناسبة ، ولا مناسبة . 
فإنك إذا نظرت إليه في دلالتك عليه من حيث أنت كانت دلالتك ودلالة عبوديتك عليه كدلالة العدم على الوجود . وإن نظرت إليه بعينه في دلالتك عليه ، ذهب رسمك وغبت عنك وعنه : فلا دلالة.

483 - ( قلت : من شأن العبد أن يفعل ما يؤمر به ) وهو مأمور بمعرفة التوحيد. لقوله تعالی : "فأعلم أنه لا إله إلا الله" [محمد : 19]  تصحيح العبودية لقوله تعالی : "وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو " . 
(قيل : بل من شأن العبد أن يسمع ما يفعل به) أي يسمع عند فتح الباب وخرق الحجاب صدى کلمة الحضرة لإيجاد فعله به .
أي فعل كان كتصحح التوحيد أو تصحح العبودية أو غير ذلك . والله أعلم.
.

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: