السبت، 21 أكتوبر 2017

كتاب فصوص الحكم  26- فص حكمة صمدية في كلمة خالدية

كتاب فصوص الحكم 26- فص حكمة صمدية في كلمة خالدية

كتاب فصوص الحكم  26- فص حكمة صمدية في كلمة خالدية

  الشيخ الاكبر محيي الدين بن عربي   

26- فص حكمة صمدية في كلمة خالدية

و أما حكمة خالد بن سنان  فإِنه أظهر بدعواه النبوةَ البرزخيةَ، فإِنه ما ادَّعى الإخبار بما هنالك إلا بعد الموت: فأمر أن ينبش عليه و يسأل فيخبر أن الحكم في البرزخ على صورة الحياة الدنيا، فيعلم بذلك صدق الرسل كلهم فيما أخبروا به في حياتهم الدنيا.

فكان غرض خالد صلى اللَّه عليه و سلم إيمان العالم كله بما جاءت به الرسل ليكون رحمة للجميع: فإنه تشرف‏ بقرب نبوته من نبوة محمد صلى اللَّه عليه و سلم، و علم أن‏ اللَّه أرسله رحمة للعالمين.
و لم يكن خالد برسول، فأراد أن يحصل من هذه الرحمة في الرسالة المحمدية على حظ وافر.
و لم يؤمر بالتبليغ، فأراد أن يحظى بذلك في البرزخ ليكون أقوى في العلم في حق الخلق. فأضاعه قومه.
و لم‏ يصف النبي صلى اللَّه عليه و سلم قومه‏ بأنهم ضاعوا و إنما وصفهم بأنهم أضاعوا نبيهم حيث لم يبلغوه مراده، فهل بلَّغه اللَّه أجر أمنيته؟
فلا شك و لا خلاف أن له أجر الأمنية ، و إنما الشك و الخلاف في أجر المطلوب: هل يساوي تمني وقوعه عدمَ‏ وقوعه بالوجود أم لا.
فإن في الشرع ما يؤيد التساوي في مواضع كثيرة: كالآتي للصلاة في الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة، و كالمتني مع فقره ما هم عليه أصحاب الثروة و المال من فعل الخيرات‏ فله مثل أجورهم.
و لكن مثل أجورهم في نياتهم أو في عملهم‏  فإنهم جمعوا بين العمل و النية؟
و لم ينص النبي عليهما و لا على واحد منهما.
فالظاهر أنه لا تساوي بينهما.
و لذلك طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتى يصح له مقام الجمع بين الأمرين فيحصل على الأجرين و اللَّه أعلم‏  .


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: