الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

ادراك ذلك الولي للمرض وعرضه الامر علي الملك "4"الجزء الاول المثنوي

ادراك ذلك الولي للمرض وعرضه الامر علي الملك "4"الجزء الاول المثنوي

ادراك ذلك الولي للمرض وعرضه الامر علي الملك "4"الجزء الاول المثنوي

المثنوي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي   

 ادراك ذلك الولي للمرض وعرضه الامر علي الملك

183 - ثم نهض بعد ذلك وذهب إلى المك وأخبره بش، عن ذلك الأمر
  - 184قال له : الرأى أن نحضر ذلك الرجل من أجل علاج ذلك المرض .  
185 - إستدع الصانغ من تلك المدينة البعيدة ، وامتدرجه بالخلعة والذهب .  
185 - وعندما سمع اسلطان قول الحكيم ، تتبل نصيحته بالروح و القلب.

انفاذ الملك الرسل الى سمرقند لإحضار الصائغ

‏186 - أرسل الملك رسولين إلى تلك الناحية ، متميزين بالحذق والكفاءة ومن ‏العدول.
‏187 - ووصل هذان الاميران إلى سمرقند ، مبشرين ذلك الصائغ من قبل الملك ‏العظيم .
‏188 - وقالا له : أيها الأستاذ  الحاذق ذا المعرفة الكاملة ، قد ذاعت صفاتك فى البلاد.
‏189 - والملك فلان قد اختارك صائغا له ، فانت عظيم فى هذه الحرفة .
-  190وهاك الذهب والفضة ، وعندما تأتى ، تصبح من خواص الملك وندمائه .
‏191 - ورأى الرجل الخلعة والمال الكثير ، فاغتر ، وانفصل عن مدينة وعياله .
– 192وانطلق في سعيدا في الطريق ، غافلا عن أن الملك قد دبر ‏لهلاكه .
‏193 - وامتطى جوادا عربيا وساقه سعيدا ، واعتبر الخلعة ثمنا لدمه .
‏194 - فيا من إنطلقت فى الرحيل برضا شديد ،  ما أشبهك   بمن سعى إلى حتفه بظلفه .
‏195 - كان يتخيل الملك والعز والعظمة ، وقال له عزرائيل : أجل ، امضي ، سوف تنالها .
‏196 - وعندما وصل من الطريق ذلك الرجل الغريب ، أدخله الطبيب إلى حضرة الملك
‏197 - وحملوه إلى الملك بالتجلة والإكرام حتى يحترق أمام تلك الشمعة المنسوبة إلى ‏طراز .
‏198 - ورآه الملك فأبدي له صنوف التعظيم , وسلم إليه خزانة ذهبه .
- 199ثم قال الحكيم : أيها الملك العظيم ، هب تلك الجارية لهذا اسيد .
- 200حتى تشفى الجارية بوصاله ، ويطفئ ماء وصله تلك النار .
- 201فوهبه المك تلك الحسناء ، وقرن بين هذين اللذين يطلب كل منهما وصل الآخر
- 202وأخذ كل منهما ينال وطره من الأخر طيلة ستة أشهر ، حتى شفيت تلك الفتاة تماما .
‏203 - ثم أعد له من بعد ذلك شرابا ، شربه وأخذ يذوب أمام الفتاه .
‏204 - وعندما لم يبق له من المرض جمال ، لم تبق روح الفتاة بن حبائله .
-  205وعندما صار قبيحا مرضا شاحب الوجه ، أخذ حبه فى قلبها يبرد قليلا قليلا.
- 206إن أنواع العشق التي تكون من أجل اللون ، لا تكون عشقا ، بل عاقبتها العار
- 207وثبت هذا العار كان قد انتهى دفعا واحدة ، حتى لا يجرؤ به سرء القضاء .
‏208 - لقد سال الدم من عينه اللتين كالجدول ، فتد كان وجها عدوا لروحه .
‏209 - فجناح الطاووس عدو له ، وما أكثر الملوك الذن قتلتهم حشمتهم .
210 - فتال : أنا ذلك الغزال ... ومن أجل نافجتى ، مفك ذلك الصياد دمى النقى .
- 211وأنا ذلك الثعلب الصحراوي الذي كمنوا له ، وقطعوا رأسه من أجل فرائه .
- 212وأنا ذلك الفيل وبطعنه من الفيال سفك دمى من أجل سنى .
‏213 - وذلك الذى قتلني من أجل من هم دوني ، ليس يدرى أن دمى لا يطال .
- 214فاليوم علي وغدا عليه ، و~ مضيع هدرا دم مثلى إنسانا .
215 ‏- والجدار وإن ألقى ظلا ممتدا ، فإن هذا الظل يرتد إليه ثانية .
216 - وهذه الدنيا كالجبل وأفعالنا كالنداء ، ويرتد إلينا من هذا النداء الصدى .
‏217 - قال هذا ومضى لتوه إلى بطن الأرض ، وخلصت تلك الجارية من العشق و الشقاء.
‏218 – ذلك ان عشق الموتى ليس داثما ، لأن الموتى لا يعودون ابدا.
‏219 - وعشق الحى بالنسبة للروح والبصر ، أكثر نضرة كل لحظة من البراعم
- 220فاختر عشق ذلك الحى فهو باق ، ويسقيك الشراب الذى يطيل العمر.
- 221واختر عشق ذلك الذى وجد الأنبياء من عشقه الحشمة والعظمة.
‏222 – ولا تقل سبيل لنا الى حضرة ذلك الملك , فان الأمور لا تكون صعبة مع ذي الكبرياء.

 بيان ان قتل الصائغ ودس السم له كان بإشارة الهية لا بهوي النفس والفكر الفاسد

- 223لم يكن قتل ذلك الرجل على يد الحكيم على سبيل الخوف أو الطمع .
‏224 - ولم يقتله الملك من جراء طبعه ، وما لم يأته الأمر والإلهام من ‏الإله .
- 225فذلك الغلام الذى قتله الخضر ، لم يدرك العوام سر مقتله .
- 226وذلك الذى يجد من الحق الوحى والجواب ، كل ما يأمر به هو عين الصواب .
‏227 - وذلك الذى يهب الروح يجوز له أن يقتل ، فهو نائب الله ، ويده يد الله .
- 228فضع رأسك أمامه وكأنك إسماعيل ، وضح بالروح سعيدا ضاحكا أمام سيفه .
– 229حتي تبقي روحك ضاحكة الى الابد , مثل روح أحمد الطاهرة مع الأحد .
– 223ان الملك لم يسفك ذلك الدم شهوة , فدعك من سوء الظن و من الجدل.
- 224لقد ظننت أنه ارتكب فعلا دنسا ، ومتى تترك التصفية غشا  فى حال الصفاء ؟!  
‏225 - من أجل ذلك تكون تلك الرياضة وهذه القسوة على النفس ، حتى يفصل  ‏الكور الشوائب عن الفضة . 
‏226 - ومن آجل ذلك يكون الامتحان بين الصحيح والزائف ، حتى لينصهر الذهب ‏ليطفو الدخيل فوقه .
- 235ولو لم يكن فعله من إلهام الإله ، لكان كلبا عقورا وليس ‏ملكا.
‏236 –لقد كان قاهرا من الشهوة والحرص والهوي ، ولتئد فعل  فعلا حسنا وإن بدى سيئا .
‏237 - والخضر وإن كان قد خرق السفينة في البحر ، فإن هناك مائة إصلاح فى ‏هذا الخرق .
‏238 - ووهم موسى مع كل ما كان له من نور وفضل ، سار محجوبا عن ذلك ، فلا ‏تطر أنت بلا جنا ح .
‏239 -  إنه ورد أحمر ، فلا تسمه دما ، وهو ثفل بالعقل ، فلا تصفه بالمجنون .
240 - وشهوته إن كانت متجهة إلى دماء المسلمين ، أكون لو ذكرت اسمه  من الكافرين.
241 - فان العرش ليهتز من مدح الشقي , وبمدحة يسوء ظن المتقي.
242 - لقد كان ملكا ، بل كان ملكا شديد الوعى ، كان من الخواص ... خواص الله
‏243 - وذلك الشخص الذى يقتله مثل هذا الملك ، إنما يجذبه نحو الإقبال والدرجة ‏الرفيعة .
‏244 - هذا وإ ن لم تكن ترى نفعه فى قهره ، فمتى كان ذلك اللطف المطلق باحثا عن ‏القهر ؟
245 - والطفل يرتعد فرقا من مبضع الحجام ، بينما تكون الأم المشفقة ‏راضية مسرورة .
‏246 - إنه يسلب نصف روح ويهب مائة روح ، يهب مالا يتأتى لك فى وهم .
‏250 - إنك تقيس الأمور بنفسك .. لكنك سقطت بعيدا بعيدا ، فانظر جيدا.  

ترجمة د ابراهيم الدسوقي شتا
 الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق  

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: