الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

عشق الملك لجارية مريضة وتدبيره من اجل شفائها الجزء الاول المثنوي مولانا جلال الدين الرومي

عشق الملك لجارية مريضة وتدبيره من اجل شفائها الجزء الاول المثنوي مولانا جلال الدين الرومي

عشق الملك لجارية مريضة وتدبيره من اجل شفائها الجزء الاول المثنوي "2"

المثنوي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي          

عشق الملك لجارية مريضة

35 ‏ استمعوا أيها الأصدقاء إلى هذه الحكاية ، إنها فى الحقيقة تصفية لأحوالنا . 
‏36 - كان هناك أحد الملوك فيما مضى من الزمان ، كان قد جمع ملك الدنيا ‏وملك الدين.
‏37 - واتفق أن ركب الملك مع خواصه ، ذات يوم من أجل الصيد.
‏38 - ورأى الملك جارية فى طريقه ، فصار غلاما لها ذلك الملك .
39 - وعندما أخذ طائر روحه يتخبط في قفص "جسده " ، دفع الماك واشترى تلك ‏الجارية .
40 - وعندما اشتراها وقر عينا ، شاء القضاء أن تسقط تلك الجارية ‏مريضة .
‏41 - وكان عند أحدهم حمار ولم يكن لديه سرج له ، وعندما وجد السرج اختطف ‏الذئب الحمار .
‏42 - وكان لديه الإناء ولم يكن يحصل على الماء ء ولما حصل على الماء انكسر ‏الإناء.
‏43 – وجمع الملك الأطباء عن يمين ويسار وقال : إن روح كل منا أمانة بين أيديكم .
‏44 - والأمر بالنسبة لروحي أنا مسهل , لكنها روح روحي ، فأنا مريض مهدم وهى ‏دوائي .
45 ‏- وكل من يكتشف العلاج الناجع لروحي ، فله منى الكنوز والدر والمرجان .
‏46 - فقالوا جميعا : سوف نبذل كل ما في وسعا ، ولنضم خبراتنا ونشترك فى هذا الأمر.
‏47 - فكل واحد منا مسيح عصره وأوانه ، ولكل ألم عندنا ما يصلح من دواء .
‏48 - ولم يقولوا "بمشينة الله " بطرا من عند أنفسهم ، ومن ثم أبدى لهم الله ‏تعالى عجز البشر .
‏49 - وما أقصده أن ترك الاستثناء من قبيل القسوة ، وليس الأمر بالقول ، فالقول عرض من الأعراض .
50 - وكثيرون هم الذين لم ينطقوا بهذه العبارة لكنها تكون مقترنة بأرواحهم اقترانا .
‏51 - ومهما بذلوا من علاج ومن دواء ء زاد في المرض , ولم يجعل حاجتهم ‏مقضبه.
‏52 - فصارت الجارية من مرضها فى نحول الشعرة ؟ وجرت عين الملك بالدموع الدامية .
‏53 - لقد شاء القضاء أن يؤدى كل علاج إلى عكس مفعوله ، فالخل بالعسل زاد فى الصفراء وزيت اللوز أدى إلى الإمساك . !!
‏54 - والإهليلج أدى إلى إنقباض المعدة بحيث فقدت طبيعتها ، والماء صار مددا لنار "الجوف" وكأنه النفط . .

ظهور عجز الحكماء عن معالجة الجارية واتجاه الملك الي الحضرة الإلهية
ظهور عجز الحكماء عن معالجة الجارية واتجاه
الملك الي الحضرة الإلهية ورؤيته أحد الاولياء ‏في النوم
55 -  وعندما رأى الملك عجز الحكماء ، أسرع إلى المسجد ‏حافيا .
‏56 - ودخل المسجد ٠ ‏واتجه صوب المحراب ، وأصبح موضع سجوده مبلل من دمعه .
‏57 - وعندما عاد إلى وعيه من استغراقه فى الفناء ، انطلق بلسان فصيح فى التحميد والدعاء ؟
‏58 - قائلا : يا من أقل عطية من عطاياك ملك الدنيا . ماذا أقول وأنت العالم ‏بالسر .؟
‏59 - ويا من أنت الملجأ على الدوام لحاجاتنا ، لقد أخطأنا الطريق مرة ثانية .
60 -  لكنك قلت : وبالرغم من أنى أعرف سرك ، هيا اجعله سريعا واضحا عليك.!!
61 - وعذدما صرخ صرخة من أعماق الروح ، بدأ بحر العطاء فى الجيشان
62 - وبينما هو فى بكانه غلبه النوم ، فرأى شيخا فى ما يراه النانم .
‏63 - وقال له : أيها الملك ، بشراك ، حاجتك مقضية ، إذ يأتيك غدا من لدنا ‏غريب .
‏64 - وعندما يأتيك فهو حكيم حاذق ، واعلم أنه صادق ؟ لأنه بالفعل صادق.
65 ‏- وانظر فى علاجه إلى السحر المطلق؟ وانظر فى ما يمزجه من دواء إلى قدرة الحق!!
‏66 - وعنما حل الموعد وطلع النهار ، وبزغت الشمس من المشرق حارقة الانجم .
‏67 - كان الملك منتظرا فى الشرفة ؟ حتى يتحتق مما أبدى له من سر.
‏68 - فرأى شخصا فاضلا وقورا ٠ ‏شمسا بازغة فى قلب الظل.
69- كان يقترب من بعيد وكانه الهلال ؟ كان عدما ووجودا ... كا ‏نه الخيال .
70 - إن الخيال يكون كالعدم بالنسبة للنفس ، فانظر إلى عالم بأكمله قائم على خيال .
71 -  فصلحهم وحربهم قانمان على خيال ؟ وفخرهم وعارهم مستندان على خيال .
‏72 - وتلك الخيالات التى هى فخاخ الأولياء ؟ هى إنعكاس لحسان بستان الله .
73 - وذلك الخيال الذى رآه الملك في النوم , كان يتجلى فى طلعة الضيف.
74 - وتقدم الملك بدلا هن الحجاب نحو ذلك الضيف القادم إليه من الغيب .  
75 - وكلاهما ينتمى إلى هذا البحر تعلما السباحة فيه، وروحاهما متصلتان دون رتق.
76 - قال ( الملك ) : لقد كنت أنت محبوبى لا تلك الجارية ، لكن الأمور فى هذه ‏الدنيا تفضى إلى بعضها؟
‏77 - يامن أنت لى كالمصطفى أنا لك كعمر ، فلا شمر عن ثيابى فى خدمتك .

سؤال الله ولي التوفيق إلي رعايته الادب ‏في كل الأحوال
 وببان وخامة ترك الأدب ومضارة
‏78 - إننا نسال الله التوفيق إلى الأدب ، فمن لا أدب عنده صار محروما من لطف ‏الرب .
‏79 -  وما أساء عديم الأدب إلى نفسه فحسب ، بل أضرم النار فى كل الآفاق .
‏80 - كانت هناك ماندة تنزل من السماء ، بلا شراء ولا بيع ولا مساومة ‏أو قيل وقال .
81 - وكان هناك عدد من معدومى الأدب بين قوم موسى ، فقالوا : أين الفوم و العدس؟
82 -  فانقطعت ماندة السماء وخبزها ، وبقى لنا شقاء الزراعة و الفأس ‏والمنجل !!
‏83 - ثم إن عيسى عندما تشفع لهم ، أرسل إلينا الغنيمة والمائدة الحاضرة .
‏84 - فترك الوقحاء الأدب ، وأخذوا كالمتسولين يتخاطفون قطع اللحم .
85فلاومهم عيسى قانلا : إنها دانمة .... ولن تنقطع عن الأرض .
‏86 -  إن ممارسة سوء الظن وإبداء الحرص ، تكون من قبيل الكفران أمام ماندة العظيم .
‏87 - وبسب أولنك العمى الذين يملكون وجوها كوجوه ٠ ‏الشحاذين ، أغلق أمامهم ذلك الباب من أبواب الرحمة.
‏88- فالسحاب يشح بالمطر نتيجة لمنع الزكاة ، ومن الزنا ينتشر الوباء فى أنحاء البلاد .
‏89 - وكل ما يحيق بك من أضرار وأحزان ، نتيجة لانعدام الخشية والتوقح .
90 - وكل من يبدى عدم الخشية فى طريق الحبيب ، ليس رجلا .. بل قاطع لطريق الرجال .
‏91 – ومن الأ دب صار هذا الفلك مليئا بالنور ، ومن الأدب يكون الملك معصوما طاهرا.
92 - ومن الوقاحة حاق الكسوف بالشمس ، وصار عزازيل من جرأته مبعدا مطرودا .


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: