الاثنين، 23 أكتوبر 2017

فصل تعلقت الأحرف "بالألف" ولا تعلق للألف بشيء من الحروف كتاب الكهف والرقيم فى شرح بسم الله الرحمن الرحيم

فصل تعلقت الأحرف "بالألف" ولا تعلق للألف بشيء من الحروف كتاب الكهف والرقيم فى شرح بسم الله الرحمن الرحيم

فصل تعلقت الأحرف "بالألف" ولا تعلق للألف بشيء من الحروف كتاب الكهف والرقيم فى شرح بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي  

فصل  تعلقت الأحرف "بالألف" ولا تعلق للألف بشيء من الحروف 

كذلك افتقر كل مخلوق إلى الله سبحانه وهو غنى عن العالمين ..
يقول القائل ، أي حسنه سبقت بالألف قبل وجوده حتى قرب من النقطة هذا القرب العظيم؟
وأي سيئة تصرفت من ألأحرف حتى بعدوا؟
قيل في جوابه: عدم بعد مرتبه الألف من محل حكم النقطة في ذاتها حسنه سبقت للألف جزاؤها اتصافه بأوصاف النقطة " مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ " 75 يوسف.
 نعم وعدم قرب بقيه الحروف من محل حكم النقطة فى ذاتها سيئه سبقت عليهم " كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ " 76 يوسف.
كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك.
تنبيه النكتة في اتحاد الالف بالباء إنما هو لوجود الألف فيه ولولا ما في الباء من وجود الألف لفظا فى الهجاء لما اتحد لأن الوجه الموجود فيه الألف إنما هو آخره الذى هو عينه فلا يمكن أن يتحد به من غير ذلك الوجه.
فإدا ما اتحد بالألف إلا الألف، فإذا الاتحاد لزوال الغيرية ، فكذلك لكل حرف إنما يتحد بالألف من آخره وهو الوجه الموجود فيه الألف منه، أما ترى فى كتابه كل حرف لا يلتصق بالألف إلا إذا كان الحرف قبله والألف بعده لا يكون إلا ذلك .
لان الهجاء في ذلك الحرف إنما يتقدمه ماديه غير ماديه الألف.
ثم يتلوه مادة الالف إما في نفسه نحو هجاء الباء واما في غيره نحو هجاء "الجيم والسين والنون" على قدر بعد الحرف وقربه من هيئه الألف وطبيعته.
ومكانه، وعلى ذلك كله فالألف موجود في كل حرف وهو ملتصق بأحرف مخصوصة من وجه مخصوص ولا يلصق بأحرف أخرى من وجه من الوجوه نحو " الدال والذال والراء والزاي والواو"، و ما ثم إلا هذه الخمسة أحرف .
وانظر كيف الألف موجود بكماله في كتابة صورة كل حرف من هذه الاحرف بكماله ، كذلك الجمادات والأنعام إذا حشر كل إلى ربه في يوم القيامة يصير فناء محضا لا باقي منها إلا هو في هويته ليس له فهم نظر، بخلاف الإنسان فإنه إذا رجع إلى ربه سبحانه وتعالى لا يبقى إلا هو في هويته.
ولا بد من نظرة إلى المرتبة المسماة بالإنسان منه لانتفاء الجهل ولحصول اللذة وتمام الكرامة له مع انعدام كل ما سوى الله تعالي بخلاف الجمادات فإن الله يغنيها ويعدم أجسادها وذواتها، لأنه ما جعل لها وجودا تاما في العالم، بل كان هو الظاهر فيها ولم يجعل لها ملكيه وجود كما ترى الألف في الخمسة أحرف ، كيف ظهر بنفسه منفردا على صورته وهيئته غر ملتصق بحرف من الحروف .
وهذا محل عدم الدعوى للجمادات بالوجود لأنه لا تمام لنفس الحرف إلا بالتصاقه بالألف ولو في الهجاء اذ هو عين حياتها لأن حياه الالف هي السارية في أجساد الحروف ولولا ذلك لما كان للحروف معانى، فما التصقت به إلا في الهجاء لا في الخط فهي بريئة من دعوى الوجود.
وأما باقي الحروف فقد ملكوا الوجود كما ملك الحق سبحانه الإنسان وجودا يتميز به في نفسه ويتحقق أن له وجودا وذاتا مغايرة لوجود غيره وذاتا سواه ٠ بخلاف الحيوان فإنه وله كان له روح فلا عقل له ، ولو عقل فلا حافظه تمسك له في خياله ما تعقله، فنهاية تعقل الحيوان لما هو بصدده مما تقتضيه الشهوات الطبيعية والعادات الحيوانية وتطلب النفس في أول وهله من الحفظ وغيره.
ولو كانت له حافظه تمسك له ما يعقل حتى يقيس بعض أجزائه المعقولة على بعض فيحكم بعد ذلك على الأولي والأحسن منها لكان كاملا فى مرتبه الوجود وليس هذا إلا لملك وإنسان فقط.
ولأجل هذا لم يتجل الحق لشيء في نفسه أعنى نفس الحق سبحانه وتعالى للإنسان لجمعه بين العقل والشهوة ، وأما الملك لاختصاصه بالعقل فتجلى الحق له في نفسه لا في نفس الحق لنزوله عن درجه الكمال الجامعة بين التشبيه والتنزيه، بخلاف الحيوان فإنه لا قدم له في ذلك.
اذ ليس له ملكيه وجود كمال الإنسان، فهذا محل دعوى الانسان بالوجود وهو الحجاب الأعظم الذي لا ينكشف إلا بعد الموت الأكبر الذى هو زوال علمك بوجودك بعد التحقق بحقائق التوحيد.
 وبعد ذلك فلا بد لك من نظر تجليه "تعالي" على ألله تعالى إلى هذا الانسان وهيكله لبقاء نشأته وصورته الظاهرة، وهذا النظر غير النظر الاول الذي كنت تراه فافهم.
رزقنا الله واياك تحقيق ذلك كله إنه على كل شيء قدير.


الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق  

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: