الاثنين، 23 أكتوبر 2017

فصل تقول النقطة للباء أيها الحرف إني أصلك لتركيبك مني كتاب الكهف والرقيم فى شرح بسم الله الرحمن الرحيم

فصل تقول النقطة للباء أيها الحرف إني أصلك لتركيبك مني كتاب الكهف والرقيم فى شرح بسم الله الرحمن الرحيم

فصل تقول النقطة للباء أيها الحرف إني أصلك لتركيبك مني كتاب الكهف والرقيم فى شرح بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي  

فصل تقول النقطة للباء أيها الحرف إني أصلك لتركيبك مني

بل إنك في تركيبك أصلي لأن كل جزء منك نقطة ،فأنت الكل وآنا الجزء والكل أصل والجزء فرع، بل أنا الأصل على الحقيقة اذ تركيبك عيني لا تنظر إلى بروزي ورائك فتقول هذا البارز غيري.

ما ورائك إلا هويتي ولولا وجودي فيك لم يكن لي بك هذه العلاقة، إلى متى تصرف بشهادتك عني وتجعلني وراء ظهرك ،اجعل غيبتك شهادتك، وشهادتك غيبنك ، آما تحقق وحدتي بك لولاك لما كنت أنا نقطة الباء ولولاي لما كنت أنت منقوطة.
كم أضرب لك الأمثل كي تفهم أحديتي بك وتعلم أن انبساطك في عالم الشهادة واستتاري في عالم الغيب حكمان لذاتنا الواحدة لا مشارك في لك ولا مشارك لك في.
ما أنت إلا آنا لأن اسمك حدث على اسمي ألا ترى آن أول جزء من اجزائك يسمى نقطة وثاني جزء يسمى نقطة وثالث جزء من أجزائك يسمى نقطة، وكذلك جميع أجزائك نقطة في نقطة، فأنا أنت مالك فيك أنية، بل هويتي هي أنيتك التي أنت بها آنت لو كنت عند قولك في نفسك آنا تتخيل ذاتي، لكنت آنا أيضأ عند قولي هو أتخيل وجهي ،فكنت حينئذ تعلم آنا، آتا وهو عبارتان لذاته واحدة .
 قالت الباء : سيدي تحققت آنك أصلي، وقد علمت أن الآصل والفرع شيئان، وهذه جثتي منبسطة متركبة لا وجود لي الا بها ، وأنت جوهر لطيف يوجد في كل شيء ، وآنا جسم كثيف مقيد بمكان دون غيره ، فمن آين لي حقيقة مالك ومن أين آكلون أنا أنت وكيف يكون حكمك حكمي.
 فجابتها النقطة فقالت: شهود جسمانيتك، وتخيل روحانيتي هيئة من هيأتي ووصف من أوصافي وذلك أن جميع متفرقات الأحرف والكلمات بجملتها صورتي الواحدة فمن آين التعداد اذ لا تتحقق أن العشرة اسم لمجموع هذه الخمستين فمن آين التغاير ين الخمسة والعشرة في حقيقة العشرية لا في الاسمية.
وإذا كنت انت من كل وجوهك وصفا من أوصافي ونظرة من نظراتي فمن أين تكون الاثنانية بيني وبينك وكيف هذه ألمجادلة التي يني وبينك.
آنا آصل فيما يراد منك وفيما يراد مني ، هذا بمجموعه ذاتي ترتيب حكمة الهية، فاذا أردت أن تعقلني فخيل نفسك وجميع الحروف كلها والكلمات صغيرها وكبيرها ثم قل لي نقطة.
فذلك بمجموعة هو عين تفسي ونفسي عين ذلك المجموعة، بل نفسك عين مجموع عين عينك، بل لا أنت ولا هم الكل آنا بل لا آنا ولا آنت ولا هم و لا واحد ولا اثنين ولا ثلاثة ما ثم الا النقطة الواحدية لا تعقل لمثلك فيها ولا تفهم.
فلو تحولت من ثوبك إلى ثوبي لعلمت كل ما أعلم وشهدت كل ما أشهد وسمعت كل ما أسمع وبصرت كل ما أبصر. فأجابه الباء فقال: قد لاح بارق ما قلت فمن لي بالوقوع في صبح هذا الفجر، وقد قلت: إن البعد والقرب والكم والكيف من ترتيب وجودك فكلما شهدت القول بالترتيب وما لا بد منه سلمت وانصرفت بوجهي إلى عالم شهادتي ولزومي الآدب معك.
وكلما جلت في ملكوت معناي وجدتك نفسي فاذا طلبت من نفسي مالك من الحل والعقد في الحروف والسريان في كل حرف بكمالك لا أجد شيئا فتنكسر زجاجة همتي وأرجع حسيرا .
فقالت النقطة: نعم ترجع لآنك طلبت من نفسك ونفسك عندك غير نفسي فلا تجد منها ما لي، فلو طبت منها أنا الذي هو أنت من نفسي التي هي نفسك دخلت الدار من بابه فحينئذ ما طلبت ما للنقطة الا من النقطة ، بل ولا طلبت الا النقطة ما لها منها فجل في حذا المعنى ان كنت معنا :
هذي الخيام بدت على اطنابها     .....    فانزل بها ان كنت من أحبابها
قف بين هاتيك المعاني إنها    ....       وقفت بها الأزمان في أترابها
 ما هند الا من أقام على الغضا   ....    والبان والأثلاث فى أجنابها
فأنخ معطيك فى الديار فإنها      .....    دار مباركة علي أصحابها
لله  منازل قد شرفت       ......      بالساكنين و شرفوا بترابها  
لا تعرف في الأغيار فى عرفانها      .....    مجهولة سدت علي أبوابها
النازلين بحيها هم أهلها      .......       من بان عنها ليس من أنسابها 



الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق  





واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: