الاثنين، 23 أكتوبر 2017

فصل نقطة حرف الباء واحدة في عالم غيبها كتاب الكهف والرقيم فى شرح بسم الله الرحمن الرحيم

فصل نقطة حرف الباء واحدة في عالم غيبها كتاب الكهف والرقيم فى شرح بسم الله الرحمن الرحيم

فصل نقطة حرف الباء واحدة في عالم غيبها كتاب الكهف والرقيم فى شرح بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي   

فصل نقطة حرف الباء واحدة في عالم غيبها

 التي لا تفرقة فيه على أنها أظهرت في التاء اثنتين وفي المثلثة ثلاثا ردعا وتنبيها لمن قال بالشريك أنه ثاني اثنين أو ثالث ثلاثة مشيرا إلى أن النقطة الواحدة ولو ظهرت متعددة هي في ذواتها واحدة .
ألا ترى إليه سبحانه وتعالى أنه واحد تخيل المشرك الشركة فيه،
فالشريك الذي إعتقده المشرك في خياله مخلوق لله والحق في كل مخلوق بكماله ، فالمشرك مخلوق والشريك المعتقد شركته مخلوق والشركة المعتقدة مخلوقة والاعتقاد مخلوق والحق سبحانه وتعالى في كل شيء ، من ذلك بكماله وذاته ولا يجتزئ ولا يتعدد ولا يتكيف .
واحد لا ثاني له، فحصل من هذا أن الشريك هو الحق والمشرك هو الحق والشركة هي الحق ٠
فإن شئت أشرك وإن شئت أفرد فما ثم إلا عينك ، ألا ترى أن النقطة من حيث هي نقطة لا من حيث هي جرم جزئي لا تتعدد ولا تتجزأ بحيث يأخذ كل شخص من أشخاصه جزئا من أجزائه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فوجدت النقطة في عين التعداد بقوة أحديتها الغير المتعدد.
واعلم أن النقطة على الحقيقة لا تنضبط بالبصر لأن كل ما أبرزته في عالم التجسيم يمكنه التقسيم، فالنقطة المشهودة الآن عبارة عن حقيقتها واحد حفيتها جوهر فرد لا يتجزأ ، فأما إذا أبرزته من غيب الوهم على لأن القلم إلى عالم شهادة لوح ...

الأكوان ازداد حكما في نفسه ذاتيا غير منسوب إليه في حده وهو التقسم، لأنه قل ما يوجد بل لا يوجد في عالم الأكوان مما يقع عليه إدراك الحواس جوهر فرد لا ينقسم ، فلما برز هذا الجوهر تحت هذا الحرف انقسم على أنه غير مقسوم فهذا محل تشبيه الحق وما ورد فيه بالنص من اليدين والوجه في حديث الرفرف كما قال عكرمة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "رأيت ربي في صورة شاب أمرد وعليه حلة هن ذهب وعلى رأسه تاج من ذهب وفي رجليه نعلان من ذهب"أ فهو الله تعالى يتجلى لنا بحقه في صورة الشاب وغيره.
كتب الجمال على جلالة وجهه    ......  الله أحسن كل شيء خلقه
الحديث بكماله تشبيه في عين التنزيه إذ معنى الحق انما هو المنزه الذي " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "  11 سورة الشوري : فيستحيل عليه تقييد التشبيه وإنه ليس له الا ذلك.
فلما كان تشبيه في تنزيه وتنزيه في تشبيه على الحكم الذي ورد به النص من الكتاب والسنة ظهر لك عالم الغيب في نفس عالم الشهادة وبطن لك عالم الشهادة في عين عالم الغيب.
ولما كانت النقطة آما لجميع الحروف كان جميع الحروف فيها بالقوة، ومعنى قولي بالقوة أن تعقل ثبات الأحرف فيها ولا يدرك كونها إلا بعد بروزها منها . 


الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق  

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: