الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

لقاء الملك مع ذلك الولي الذي أبدي له في النوم "3" الجزء الاول المثنوي مولانا جلال

لقاء الملك مع ذلك الولي الذي أبدي له في النوم "3" الجزء الاول المثنوي مولانا جلال

لقاء الملك مع ذلك الولي الذي أبدي له في النوم الجزء الاول المثنوي مولانا جلال

 "3" لقاء الملك مع ذلك الولي الذي أبدي له في النوم  

المثنوي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي        
‏93 - فتح ذراعيه وعانقه ، واحتواه بقلبه وروحه وكانه العشق .
‏94 - وطفق يقبل يده وجبهته ، ويسأله عن موطنه وطريقه .
95 - وظل يصحبا حتى صدر ( المجلس ) وهو يسأله ، وقال له : لقد وقعت ‏على كنز لكن بالصبر .
‏96 - وقال : يانور الحق ويدافعا للحرج أنت مصداق الصبر مفتاح الفرج .   
‏97 - ويا من لقياك جواب لكل سؤال ، وكل مشكل له منك الحل بك قيل أو قال.
‏98 - إنك ترجمان لكل ما هو موجود فى القلب ، وأنت آخذ بيد كل من قدمه فى ‏الطين .
99 - مرحبا يا مجتبى يا مرتضى ، إن تغب جاء القضاء ضاق ‏الفضاء .
100 -  أنت مولى القوم من لا يشتهى ، قد ردى كلا لنن لم ينتهى.
101 - عندما انتهى المجلس ورفعت مائدة الكرم ، أخذ بيده وقاده إلى الحرم .

اصطحاب الملك ذلك الطبيب إلي فراش المريضة ليفحصها

‏102 - لقد قص عليه ما جرى للمريضة ومرضها ، ثم أجلسه من بعد ذلك إليها .
‏103 - فجس النبض ، وطالع لون الوجه ٠ ‏وفحص قارورة البول ؟ كما سمع ٠ ‏علامات ‏المرض وما صحبه (من أعراض) .
‏104 - وقال : إن كل علاج قاموا به لم يكن إصلاحا ، بل كإن تخريبا .
105 - لقد كانوا عن حال الباطن غافلين ، " أستعيذ الله. مما يفترون " .
‏106 - وأدرك سر الألم ، وانكشف له المستور ، لكنه كتمه ولم يبح به للسلطان .
‏107 - لم كن تعبها من الصفراء أو من السوداء ، فرانحه كل حطب يحثرق تبدو من ‏دخانه .
‏108 - قد أدرك من تأوهها أنه تأوه القلب ، فالبدن معافى ، لكنها عليلة القلب .
‏109 - والعشق بين من مرض القلب . ولا مرض هناك مثل مرض القلب .
‏110 - وعلة العاشق غير بقية العلل ، فالعشق هو الاصطرلاب لأسرار الاله .
‏111 - والعشق سواء من هذه الناحية أو من تلك الناحية ، إنما يقودنا فى النهاية إلى تلك الناحية .
‏112 - وكل ما أقوله شرحا وبيانا للعشق ، أخجل منه عندما أصل إلى العشق نفممه .
‏113 -  وبالرغم من أن تفسير اللسان موضح ومبين ، لكن الشق أكثر وضوحا دون لسان.
114 -  ومهما كان القلم مسرعا فى الكتابة ، فإنه عندما وصل إلى العشق تحطم وصار بددا .
115 -  والعقل فى شرحه عجز كحمار فى وحل ، فشرح العشق إحساس يتحدث به العشق نفسه .
‏116 - والشمس تكون دليلا على الشمس ، فإن أعوزك الدليل ، لاتشح عنها بالوجه
117 - والظل وان كان يدل عليها ، إلا أنها فى كل لحظة نتشر نورا من أنوار الروح .
118 - والظل ياتى بالنوم وكانه السمر ، وعندما تسطع الشممى ينشق القمر .
‏119 - وليمى هناك من غريب فى هذا العالم مثل الشمس لكن شمس الروح باقية فليس لها من أمس .
120 - وبالرغم من أن الشمس الخارجة عن الذات  وحيدة فى بابها ، إلا أنه يمكن تصوير مثلها .
‏121 - لكن الشمس التى منها أبدع الأثير ، لا يكون لها نظير فى الذهن أو خارج الذات.
122 - فأنى للتصور استيعاب ذاته ؟ بحيث يمكن له أن يتصور مثلها .
‏123 - وعندما تطرق الحديث إلى طلعة شمس الدين البهية ، توارت شمس الفلك الرابع بالحجاب . 
‏124 - ومن الواجب ما دام اسمه قد ذكر ، أن نقدم رمزا من رموز إنعامه .
125 -  ان هذا النفس قد أمسك بتلابيب روحى ، فتد وجدت فيه رائحة قميص يوسف .
‏126 - قائلا : بحق صحبة السنين ، هلا أعدت على مسامعنا رمزا من ألوان السعادة .
‏127 - حتى تصبح السماء ضاحكة والأرض ضاحكة ، وحتى تكون قوة العقل والروح ‏أضعافا مضاعفة.
‏128-  لاتكلفنى فإنى فى الفنا ، كلت أفهامى فلا أبغي ثنا .
‏129 - كل شىء قاله غير المفيق ، إن تصلف أو تكلف لا يليق .  .
130 -  وماذا أقول ؟ وليس فى عرق فى وعيه ، عن ذلك الحبيب الذى لا نظير له .    
‏131 - فاترك الآن تفسير هذا الهجران وهذه المشقة إلى وقت آخر .
‏132 – " قال أطعمني فإني جائع ، وأعتجل فالوقت سيف قاطع ". 
‏133 - والصوفي هو ابن الوقت أيها الرفيق ، وليس قول غدا من شرط الطريق .
‏134 - ألست أنت نفسك رجلا صوفيا ؟ فاعلم إذن أن من النسيئة يحيق العدم ‏بالموجود .
135 -  قلت : من الأفضل أن يكتم سر الحبيب ٠ ‏فاستمع إليه من خلال  الحكاية .
‏136 - ومن الأفضل لأسرار الأحبة ، أن ترد خلال أحاديث الآخرين .
‏137 - قال : تحدث حديثا صريحا مباشرا ، ولا تتدخل أنت .. هيا يا صاحب ‏الأفضال .
‏138 - ولترفع الحجب ولتتحدث حديثا صريحا ، فلست أطيق حسناء تتستر بملابسها .
139 - قلت: لو أنها انكشفت عيانا، فلن تبقى آنت ولا عناقك .. ولا ‏ما بيننا .
140 - فاشته ..  لكن فى حدود ، فان القشة لا تتحمل الجبل .
‏141 -  والشمس التي أضاعت هذا العالم ، إبن اقتربت قليلا أحرقته كله .
‏142 - ولا تطلب الفنتة والتمرد وسفك الدماء ، ولا تتحدث اكثر من هذا عن شمس ‏الدين التبريزي .
‏143 -  ولا آخر لهذا الآمر فتحدث عن البداية ، وعد وقص علينا بقية الحكاية.
طلب ذلك الولي خلوة من الملك من اجل ادراك مرض الجارية الجزء الاول المثنوي مولانا جلال
 
طلب ذلك الولي خلوة من الملك من اجل ادراك مرض الجارية
‏144 - قال آيها الملك فلتخل المكان ، ولتبعد الأقرباء والغرباء على اسواء .
145 -  ولا ينصتن أحد في الممرات، وذلك حتى أسأل هده الجارية عن بعض ‏الأشياء .
146 ‏- وفلا المنزل إلا من الطبيب والمريضة فلا ديا ر واحد .
‏147 -  واستدرجها فى الحديث قائلا : أين موطنك ؟ فان علاج كل مدينة يختلف عن الأخرى .
‏148 - ومن هم أقاربك فى هذه المدينة ؟ ومع من كانت ألفتك وعلتتك .
‏149 - ‏ووضع يده ‏على نبضها ، وأخذ يسأل عنها واحدة بعد أخرى وعما حاق بها من جور الفلك .
150 -  وعندما تنغرس شوكة فى قدم أحد ، فإنه يضع قدمه على ركبته .
151 - ولا يزال فكره يبحث عن طرف تلك الشوكة ، وإن لم يجدها يبلل موضع ( الألم ) بلعابه .
‏152 - وإذا كانت شوكة القلب صعبة المنال إلى هذا الحد ، فكيف تكون الشوكة فى ‏القلب ؟ أجب
‏153 - وإذا كان كل خسيس يرى شوكة القلب ، فمتى كانت الاحزان سطوة على أحد ؟.
‏154 – اذا غرس احدهم شوكة تحت ذيل حمار، ولا يمتطيع لها دفعا ، لا يفتأ يقفز ‏ويبرط.
155 - إنه يقفز فيشتد انغراس تلك الشوكة ، إذ يجب أن يكون هناك عاقل لينتزعها .
156 -  والحمار من أجل أن يتخلص من الشوكة، ومن حرقته وألمه ، يبرطع فيجرح مائة موضع .
157 - وذلك الحكيم مقتلع الشوكة كان أستاذا ، كان يتحمس بيديه مجربا موضعا بموضع
158 - وأخذ مسامرا يسأل تلك الجارية عن أحوال أصدقانها .
‏159 -  وأخذت هى تفضى للحكيم بما لديها من أنباء عن موطنها وسادتها ومديتنها ومسكنها .
106- كان يسلم أذنيه لما تقصه عليه ، لكن كل انتباهه كان منصبا على نبضها ‏وحركته .
‏161 - وذلك ليدرك عند أى اسم سيسرع نبضها ، فإنه هو الذى يكون مقصودها من ‏الدنيا .
‏162 - وأحصت أصدقائها فى موطنها عددا ، فذكر الحكيم اسم مدينة أخرى .
‏163 - وسألها : عندما غادرت موطنك .. أى المدن كانت إقامتك فيها أكثر من غيرها ؟
‏164 -  فذكرت اسم مدينة ومر عليها ، لأن نبضها ولونها لم يتغيرا .
165 -  وتحدثت عن المدن وسادتها فيها واحدة بعد الأخري .. عن مقامها فيها ‏وعمن عاشرتهم .
‏166 - وتحدثت عن المدن مدينة بعد مدينة ودارا بعد دار ، ولم يتحرك عرقها أو يشحب ‏وجهها .
‏167 - وظل نبضيا على حاله لم يتغير ، حتى سالها عن سمرقند الحلوة ‏كالسكر .  
‏168 - فأسرع نبضها ، واحمر لونها ثم شحب ، وذلك لأنها فارقت الصائغ السمرقندي .
169 - وعندما علم الحكيم ذلك السر عن مريضته ، أدرك أصل الألم والبلاء.
170 - وسألها : فى أى حى كان يعيش وأى شارع ؟ قالت : على رأس قنطرة غاتفر .  
‏171 - فقال : عرفت مرضك وسرعان ما أبدى فى شفائك صنوف السحر ..
‏172 - فلتسعدى ولتهنئى ولتطيبى خاطرا , فسوف أفعل بك ما تفعله الأمطار فى الرياض
‏173 - وسوف أحمل همك ، فلا تحملى هما ، وأنا أكثر شفتة عليك من مائة أب .
‏174 - لكن ، حذار حذار واياك أن تبوحى بهذا السر لأحد مهما فتش الملك عن أمرك.
175 -  وعندما يكون قلبك قبرا لسرك ، فإنك سرعان ما تنالين مقصودك .
176 - إذ قال الرسول عليه السلام : كل من كتم سره سرعان ما وصل الى مقصوده .
‏178 - فالحبة عندما تختبئ فى باطن الأرض ، يصبح سرها خضرة فى البستان .
‏179 - وإذا لم يكن الذهب والفضة مكنونين ، فمتى كان لهما أن يتكونا فى أعماق ‏المنجم .
‏180 - إن وعود ذلك الحكيم واللطف الذى أبداه ، جعلت الجارية آمنة من الخوف .
181 - والوعود إن كانت صادقة تكون مقبولة لدى القلب ، وإن كانت مجرد وعود فهى تزيل التلق والاضطراب .
‏182 - ووعود أهل الكرم  كنز لا يفنى ، ووعود الأخساء عناء للنفس .



 الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق  


التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: