الخميس، 5 أكتوبر 2017

من هو مولانا جلال الدين الرومي: 

مولانا جلال الدين الرومي

هو محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي البكري (بالفارسي: جلال الدين محمد بلخي) (604 هـ - 672 هـ = 1207 -  1273 م) عرف أيضا باسم مولانا جَلَال الدِّين الرُّومي: شاعر، عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف (ترك الدنيا والتصنيف) كما يقول مؤرخو العرب. وهو عند غيرهم صاحب المثنوي المشهور بالفارسية، وصاحب الطريقة المولوية المنسوبة إلى (مولانا) جلال الدين.
ولد في بلخ في أفغانستان وانتقل مع أبيه إلى بغداد، في الرابعة من عمره، فترعرع بها في المدرسة المستنصرية حيث نزل أبوه.
ولم تطل إقامته فقد قام أبوه برحلة واسعة ومكث في بعض البلدان مدداً طويلةً، وهو معه، ثم استقر في قونية سنة 623 هـ في عهد دولة السلاجقة الأتراك، وعرف جلال الدين بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية.

 فتولى التدريس بقونية في أربع مدارس، بعد وفاة أبيه سنة 628 هـ ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوّف سنة 642 هـ أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها.
تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية والتي كتبت أغلبها باللغة الفارسية وبعضها بالعربية ، تأثيراً واسعاً في العالم الإسلامي وخاصة على الثقافة الفارسية والعربية والأردية والبنغالية والتركية .
وفي العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولقيت صدًى واسعاً جداً إذ وصفته البي بي سي سنة 2007 م بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة
حين وفاته عام 1273م ، دفن في مدينة قونية وأصبح مدفنه مزاراً إلى يومنا ، وبعد مماته قام أتباعه وابنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية والتي اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية التي عرفت بالسماح والرقصة المولويه.
جلال الدين محمد بن بهاء الدين محمد بن حسين بن أحمد الخطيبي بن القاسم بن المسيب بن عبدالله بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق التيمي القرشي البكري البلخي.
حياته
ولد في منطقة بلخ في خراسان وما يعرف حالياً بأفغانستان في 6 ربيع الأول 604 هـ الموافق لـ 30 سبتمبر 1207م. ويَعتقد بعض أتباعه أنه ولد في مدينة صغيرة تسمى واخش في طاجيكستان الحالية[.
وحينها" كانت بلخ تابعة لإمبراطورية الخوارزم الخرسانية. وكانت عائلته تحظى بمصاهرة البيت الحاكم في "خوارزم". كانت أمه مؤمنة خاتون ابنة خوارزم شاه علاء الدين محمد. وكان والده بهاءالدين ولد يلقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم بالدين والقانون والتصوف.
عند قدوم المغول ، هاجرت عائلته هرباً إلى نيسابور ، إذ التقى الرومي هناك الشاعر الفارسي الكبير فريد الدين العطار ، الذي أهداه ديوانه أسرار نامه والذي أثر على الشاب وكان الدافع لغوصه في عالم الشعر والروحانيات والصوفية ، ومن نيسابور سافر مع عائلته وهناك لقب بجلال الدين ، ثم تابعوا الترحال إلى سوريا ومنها إلى مكة المكرمة رغبة في الحج. وبعدها، واصلوا المسير إلى الأناضول واستقروا في كارامان لمدة سبع سنوات حيث توفيت والدته. وتزوج الرومي بجوهر خاتون وأنجب منها ولديه: سلطان ولد وعلاءالدين شلبي. وعند وفاة زوجته تزوج مرة أخرى وأنجب ابنه أمير العلم شلبي وابنته ملكة خاتون.
في عام 1228م توجه والده إلى قونية عاصمة السلجوقيين بدعوة من علاء الدين كيقباذ حاكم الأناضول واستقروا بها حيث عمل الوالد على إدارة مدرستها ، تلقى جلال الدين العلم على يدي والده ، ويدي الشيخ سيد برهان الدين محقق من بعد وفاة والده لمدة 9 سنوات ينتهل علوم الدين والتصوف منه ، وفي عام 1240م توفي برهان الدين فانتقل الرومي إلى مزاولة العمل العام في الموعظة والتدريس في المدرسة وخلال هذه الفترة ، توجه الرومي إلى دمشق ، وألتقى فيها الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي صاحب كتاب الفتوحات المكية وأهداه بعض أعماله العربية، وقضى فيها أربع سنوات حيث درس مع نخبة من أعظم العقول الدينية في ذلك الوقت ، بمرور السنين تطور جلال الدين في كلا الجانبين ، جانب المعرفة وجانب العرفان.

في عام 1244م وصل إلى مدينة قونية الشاعر الفارسي شمس الدين تبريزي ، باحثاً عن شخص يجد فيه خير الصحبة وقد وجد في الرومي ضالته ، ولم يفترق الصاحبان منذ لقائهما حتى إن تقاربهما ظل دافعاً لحسد الكثيرين على جلال الدين لاستئثاره بمحبة القطب الصوفي التبريزي ، وفي عام 1248م اغتيل التبريزي ولم يعرف قاتله وبقال إن شمس الدين التبريزي سمع طرقاً على الباب وخرج ولم يعد منذ ذلك الحين.
حزن الرومي على موت التبريزي وأحبه حباً عميقاً خلف وراءه أشعاراً وموسيقى ورقصاتٍ تحولت إلى ديوان سماه ديوان شمس الدين التبريزى أو الديوان الكبير.
وحتى مماته كان الرومي يقدم المواعظ والمحاضرات إلى مريديه ومعارفه وللمجتمع ، ووضع معظم أفكاره في كتب بطلب من مريديه وتوفي في 17 ديسمبر 1273م وحمل نعشه أشخاص من ملل خمسة إلى قبر بجانب قبر والده وسمى أتباعه هذه الليلة بالعرس وما زالو يحتفلون بهذه الليلة إلى الآن.
تعاليمه
كان جلال الدين مسلماً مؤمناً بتعاليم الإسلام السمحة لكنه استطاع جذب أشخاص من ديانات وملل أخرى وذلك بسبب تفكيره المرن المتسامح ، فطريقته تشجع التساهل اللامتناهي مع كل المعتقدات والأفكار ، كما كان يدعو إلى التعليل الإيجابي ، ويحث على الخير والإحسان وإدراك الأمور عن طريق المحبة ، وبالنسبة إليه وإلى أتباعه فإن كل الديانات خيرة وحقيقية بمفاهيمها ، لذلك كانوا يعاملون المسلمين والمسيحيين واليهود معاملة سواسية.
وككل الصوفيين آمن الرومي بالتوحيد مع حبه لله عز وجل، هذا الحب الذي يبتعد عن الإنسان، والإنسان في مهمة إيجاده والعودة إليه، وبطلب من مريديه وضع الرومي أفكاره ومبادئه في كتاب سماه المثنوي الذي استعمل في حياكته خيوطاً من قصص يومية وإرشادات قرآنية وحكمة من خبرته لينسج كتاباً ثميناً ممتلئاً بمعانٍ عميقةٍ منتقاةٍ بحذرٍ وعناية.
كان الرومي يستعمل الموسيقى والشعر والذكر كسبيل أكيد للوصول إلى الله عز وجل، فالموسيقى الروحية بالنسبة له تساعد المريد على تعرف الله والتعلق به وحده لدرجة أن المريد يفنى ثم يعود إلى الواقع بشكل مختلف، ومن هذا المنطلق تطورت فكرة الرقص الدائري التي وصلت إلى درجة الطقوس، وقد شجع الرومي على الإصغاء للموسيقى فيما سماه الصوفية السماع فيما يقوم الشخص بالدوران حول نفسه فعند المولويين الإنصات للموسيقى هي رحلة روحية تأخذ الإنسان في رحلة تصاعدية من خلال النفس والمحبة للوصول إلى الكمال ، والرحلة تبدء من الدوران التي تكبر المحبة في الإنسان فتخفت أنانيته ليجد الحق الطريق للوصول إلى الكمال. وحين يعود المريد إلى الواقع ، يعود بنضوج أكبر ممتلئاً بالمحبة، ليكون خادماً لغيره من البشر دون تمييز أو مصلحة ذاتية.
بعد وفاة الرومي حول ابنه سلطان ولد تعاليم أبيه إلى سلوك للمريد، والذي عُرف بالطريقة المولوية، وانتشرت هذه الطريقة في مختلف أصقاع العالم الإسلامي، ولقيتْ صدًى واسعاً في العالم الغربي في العصر الحديث.

الإنتاج الادبي لجلال الدين الرومي
‏كان جلال الدبن قد بلغ الثامنة والثلاثين من عمره عندما التقى بشمس ، ومنذ ذلك الحين تفجر ينبوع الشعر  في نفسه وتدفق على لسانه في خرج إثنين من أهم الآثار الخالدة لا في الشعر الفارسي فحسب بل فى الآدب العالمية كلها ، وهما :
ا - ديوان شمس تبريز ، أو الديوان الكبير ، وسنخصه بشيء من التفصيل فيما بعد .
2 – المثنوي في ستة أجزاء : وقد نظمه جلال الدين الرومي في ضرب من ضروب الشعر الفارسي يطلق عليه نفس الاسم :
مثنوي .
 وفيه تكون القافية واحدة بين شطري البيت الواحد وتغتير بعد ذلك بتغير الأبيات، وجعله جلال الدين على وزن الرمل . وقد نال المثنوي شهرة كبيرة في الآداب العالمية ، فضلا عما يتمتع به من قداسة بين السلمين، لاشتماله على خلاصة الفكر الإسلامي .
كما يراه جلال الدين - فى مسائل الشرع والفقه ، والقضايا الكلامية والفلسفية ، والآداب والرسوم الأخلاقية والاجتماعية ، وعقائد الصوفية وتجاربهم .
 واستغرق نظم المثنوي أجزائه الستة نحو عشر سنوات 622 – 672 هت/ 1263 – 1273 م.
3    - الرباعيات: وهي منظومة أحصاها العالم الإيراني المعاصر بديع الزمان فوزانفر، كما وردت في طبعة إستانبول، فوجد أنها تبلغ 1659 رباعية، أي 3318 بيتاً.
أما أعمال جلال الدبن النثرية ، فهى :
١ ‏- كتاب فيه ما فيه : ويشتمل على تقريرات قام بتسجيلها  سلطان ولد بساعدة أحد مريدي جلال الدين ، وتاتى هذه التقريرات تارة كإجابة عن سؤال وتارة كخطاب لشخص معين . ويمكن الاستعانة بها في فهم بعض أشعار جلال الدين وبخاصة المثنوي .
٢ ‏- مكاتيب : وهى ما بقى من رسائل جلال الدين التي أرسلها إلى بعض أصحابه ومريديه .
٣ ‏. المجالس السبعة : وهى خطب جلال الدين التي خطبها على المنبر.
ديوان شمس تبريز
‏المقصود بديوان شمس تبريز مجموعة الأشعار التي نظمها جلال الدين الرومي تخليدا لذكرى صاحبه شمس الدين التبريزي ، وقد صرح جلال الاين في أغلب قصائد الديوان باسم شمس الدين وأشاد به وعده "الانسان الكامل "  قد تجلت فيه أسمى مظاهر الإنسانية ، فهو سلطان دولة العشق، وأمير قافلة الحب الإلهي في عصره .
‏يشتمل الديوان على اثنين وأربعين ألف بيت من الشعر 42000 بيت، ضمتها ثلاث آلاف وخمسمائة اثنتان وحدة  . ما بين غزليات وقصائد ومقطعات وترجيعات ، وقد أضيفت إلى الديوان في طبعته الأخيرة.


 من أشهر أقواله :
•    مَنْ لا يركض إلى فتنة العشق يمشي طريقاً لا شيء فيه حي .
•    إنك قد رأيت الصورة ولكنك غفلت عن المعنى .
•    هكذا أود أن أموت في العشق الذي أكنه لك ، كقطع سحب تذوب في ضوء الشمس .
•    ارتق بمستوى حديثك لا بمستوى صوتك ، فالمطر الذي ينميّ الأزهار وليس الرعد .

*من حد التراب الى البشرية آلاف من المنازل عديدة دفعت بك من ‏مرحلة إلى مرحلة  ولن أدعك بأول الطريق أر أتخلى .
 كما يقول في المثنوي  متحدثا باسم  الانسان :
‏* عثت تحت الثرى في عوالم من تبر وحجر ....‏ثم ابتسمت في ثغور زهرات عديدة الألوان ،
‏ثم جبت مع الوحش والحيوان المتنقل فرق ظهر البيضة ، وعلى متن الهراء وفى مناطق المحيط ،
‏*وفى ميلاد جديد غطست في الماء وحلقت  في الهراء ، وحبوت عل بطني وعدوت على قدمي ، وتشكل سر وجودي كله في صورة أظهرت كل ذلك للعيان ، فاذا انا إنسان .
‏*ثم أصبح هدفي أن أكون فى صورة ملاك في ملكوت وراء السحاب ، وراء السماء ، حيث لا يمكن لأحد ان يتبدل أو يموت  ثم أعدو بعيدا ، وراء حدود الليل والنهار والحياة والموت  الخ.

تأثير مؤلفاته
كانت لمؤلفات جلال الدين البلخي التأثير الكبير في الأدب الفارسي والتركي والعربي والأردي ، كما أثر في التصوف. تمت ترجمة العديد من مؤلفات جلال الدين البلخي إلى اللغات العالمية المعاصرة ومن ضمنها اللغات الأوربية. كما غنى نجوم موسيقى بوب غربيون مثل مادونا ترجمات أشعار الرومي لتعظيمه قوة الحب، واعتقاده في الفائدة الروحية للموسيقى والرقص.

مولانا جلال الدين الرومي

 

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: