السبت، 7 أكتوبر 2017

كتاب فصوص الحكم  المقدمة لابن عربي الحاتمي الطائي

كتاب فصوص الحكم المقدمة لابن عربي الحاتمي الطائي

مقدمة كتاب فصوص الحكم المقدمة لسيدي بن عربي

بِسم اللَّهِ الرحمن الرحِيم‏                                       
                                 
الحمد للَّه منزل الحِكَم على قلوب الكَلِم بأحديَّة الطريق الأمَم من المقام الأقدم و إن اختلفت النحل و الملل لاختلاف الأمم. و صلى اللَّه على مُمِدِّ «2» الهمم، من خزائن الجود و الكرم، و بالقيل الأقوم، محمد و على آله و سلم «1».
أما بعد: فإني رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم في مُبشِّرة أُرِيتُها في العشر الآخِر من محرم‏ «3» سنة سبع و عشرونَ و ستمائة بمحروسة دمشق، و بيده صلى اللَّه عليه و آله و سلم كتاب، فقال لي: هذا «كتاب فصوص الحكم» خذه و اخرج به إلى الناس ينتفعون به، فقلت: السمع و الطاعة للَّه و لرسوله و أولي الأمر منا كما أُمِرْنا. فحقَّقْتُ الأمنية و أخلصت النيَّة و جردت القصد و الهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حدَّه لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم من غير زيادة و لا نقصان، و سألت اللَّه تعالى أن يجعلني فيه و في جميع أحوالي من عباده الذين ليس للشيطان عليهم سطانٌ، و أن

يَخُصَّني في جميع ما يرقمُهُ بَنَانِي و ينطق به لساني و ينطوي عليه جَناني بالإلقاء السُّبُوحي و النَّفْث الروحي في الرُّوعِ النفسي بالتأييد الاعتصامي، حتى أكون مترجماً لا متحكماً، ليتحقق من يقف عليه من أهلِ اللَّه أصحاب القلوبِ‏
أنه من مقام التقديس المنزَّه عن الأغراض‏ «1» النفسية التي يدخلها التلبيس.
و أرجو أن يكون الحق‏ «2» لمَّا سمع دعائي قد أجاب ندائي، فما أُلقي إلا ما يُلْقِي إليَّ، و لا أُنزل في هذا المسطور إلَّا ما ينزِّل به عليَّ. و لست بنبيّ رسول و لكنِّي وارث و لآخرتي حارث.
فمن اللَّه فاسمعوا و إلى اللَّه فارجعوا
فإذا ما سمعتم ما أتيت به فَعُوا
ثم بالفهم فَصِّلوا مجمل القول و أجمعوا
ثم مُنُّوا به على‏ طالبيه لا تمنعوا
هذه الرحمة التي‏ وَسِعتكم فوسِّعوا
و من اللَّه أرجو أن أكون ممن أُيِّد فتأيد «3» و قُيِّد بالشرع المحمدي المطهّر «4» فتقيد و قيَّد، و حشرنا في زمرته كما جعلنا من أمته. فأول ما ألقاه المالك على العبد من ذلك
حكمة  إلهية في كلمة آدمية، و هو هذا الباب

ثم حكمة نفثية في كلمة شيئية.
ثم حكمة سبُّوحيَّة في كلمة نُوحِيَّة.
ثم حكمة قدوسية في كلمة إدريسيَّة.
ثم حكمة مُهَيَّميَّة «2» في كلمة إبراهيمية.
ثم حكمة حَقية في كلمة إسحاقية.
ثم حكمة عليَّة في كلمة إسماعيلية.
ثم حكمة روحية في كلمة يعقوبية.
ثم حكمة نورية في كلمة يُوسفية.
ثم حكمة أحدية في كلمة هودية.
ثم حكمة فاتحية في كلمة صالحية.
ثم حكمة قلبية في كلمة شُعَيبيَّة.
ثم حكمة ملكية في كلمة لوطية.
ثم حكمة قَدَرِية في كلمة عُزَيْرية.
ثم حكمة نبوية في كلمة عيسوية.
ثم حكمة رحمانية في كلمة سليمانية.
ثم حكمة وجودية في كلمة داودية.
ثم حكمة نَفَسِيَّة في كلمة يونسية.
ثم حكمة غيبية في كلمة أيوبية.
ثم حكمة جلالية في كلمة يحياوية.
ثم حكمة مالكية في كلمة زكرياوية.
ثم حكمة إيناسية في كلمة إلياسية.
ثم حكمة إحسانية في كلمة لقمانية.
ثم حكمة إمامية في كلمة هارونية.
ثم حكمة علوية في كلمة موسوية.
ثم حكمة صمدية «1» في كلمة خالدية.
ثم حكمة فردية «2» في كلمة محمدية.
و فص كل حكمة الكلمة التي تنسب‏ «3» إليها. فاقتصرت على ما ذكرته من‏ «4» هذه الحِكَم في هذا الكتاب على حد ما ثبت في أم الكتاب. فامتثلت ما رسم لي، و وقفت عند ما حُدَّ لي، و لو رمت زيادة على ذلك ما استطعت، فإن الحضرة تمنع من ذلك و اللَّه الموفق لا رب غيره.
و من‏ «5» ذلك::

 الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق  

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: