الجمعة، 13 أكتوبر 2017

الفتح الرباني والفيض الرحماني "7" المجلس السابع

الفتح الرباني والفيض الرحماني "7" المجلس السابع

الفتح الرباني والفيض الرحماني "7" المجلس السابع

 سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله تعالى سره

المجلس السابع                              

قال رضي الله عنه في يوم الأحد في الرباط سابع عشر شوال سنة خمس وأربعين وخمسمائة : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد :
‏‏  وافرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا   .
وكثر عطاءك لنا وارزقنا الشكر عليه الى آخر الدعاء، , ثم قال :
يا قوم اصبروا فان الدنيا كلها آفات ومصائب , والنادر منها غير ذلك ، ما من نعمة الا وفي جنبها نقمة ، ما من فرحة الا ومعها ترحة ، ما
من سعة الا ومعها ضيق ,  أعطوا الدنيا حياتكم وتناولوا أقسامكم منها بيد الشرع ، فإنه هو الدواء في تناول ما يؤخذ من الدنيا .
يا غلام  خذ الأقسام بيد الشرع اذا كنت مريدا ، وبيد الأمر إذا كانت خاصا صديقا ، وبيد فعل الله عز وجل إذا كنت قانتا واصلا مقربا ، يساق اليك والأمر يأمرك وينهاك والفعل يتحرك فيك .
الخلق علي ثلاثة أضرب : عامي ، وخاص ، وخاص الخاص .
فالعامي هو المسلم المتقي يأخذ الشرح بيده , يلتزم الشريعة ولا يفارقها ، يعمل بقول الله عز وجل
ومآ اتاكم الرسول فخذوه و ما نهكم عنه فانتهوا   .
فاذا تم هذا في حقه وعمل به ظاهرا وباطنا صار قلبا منورا يبصر به ، فإذا أخذ شيئا من يد الشرع استغنى قلبه ، وطلب إلهام الحق عز وجل , لأن إلهامه عام في كل شيء ، قال الله عز وجل :  فالهمها فجورها وتقواها   
فيتقي قلبه وينظر إلهام الحق عز وجل ، وعلامته بأخذ ظاهر الامر .

"اما الخاص"  وهو أن ما في دكان هذا المتعيش ملك له وبيده ، ثم يرجع ويستضيء، بنور قلبه وينظر ما عنده في ذلك .
وهذا بعد فراغه من العمل بالشرع عند قوة إيمانه وتوحيده بعد خروج قلبه من الدنيا والخلق وقطع فيا فيها وعبور بحورها حينئذ يأتيه الصبح ، يأتيه نور الايمان , نور القرب من ربه عز وجل ، نور العمل ، نور الصبر نور التؤدة والطمأنينة ، كل هذه الثمرة بعد أداء حقوق الشرع ، وبركة متابعته .
وأما الأبدال وهم خواص الخواص فيستفتون الشرع , ثم ينظرون امر الله عز وجل وفعله وتحريكه وإلهامه ، فما وراء هذه الثلاثة هلاك في هلاك سقم في سقم حرام في صداع في رأس الدين ، دبيلة في قلبه ، سل في جسده .
 يا قوم   يكون تصاريفه فيكم لينظر كيف تعملون ؟
هل تثبتون أو تنهزمون ؟
هل تصدقون أو تكذبون ؟
من لا يوافق القدر لا يرافق ولا يوافق .
 من لم يرض بالأقضية لا يرضى عنه ، من لم يعط لا يعطى ، من لم يزر لا يركب .
يا جاهل تريد تغير وتبدل ما تريد أأنت اله ثان؟
تريد أن الله عز وجل يوافقك هذا بالعكس ، اعكس تصب ، لولا الأقدار لما عرفت الدعاوى الكاذبة , عند التجارب تتبين الجواهر .
 أنكر على نفسك انكارها على الحق عز وجل . اذا كنت منكرا على نفسك قدرت على الانكار على غيرك .
 على قدر قوة إيمانك تزيل المنكرات .
وعلى قدر ضعفه تقعد في بيتك وتتخارس عن ازالتها ، أقدام الايمان هي التي تثبت عند لقاء شياطين الانس والجن , هي التي تثبت عند نزول البلايا والآفات .
أقدام إيمانك لا ثبات لها فلا تدعي الايمان .
أبغض الكل وأحب خالق الكل فإن شاء هو أن يحبب إليك شيئا مما أبغضت كنت محفوظا فيه لأنه هو المحبب لا أنت
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
‏« حبب الي من دنياكم : الطيب و النساء و جعلت قرة قيني في الصلاة .
حبب إليه بعض البغض ، والترك والزهد والاعراض ، فرغ أنت قلبك عما سواه حتى يجبب هو إليك ما يشاء من ذلك.



واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: