الجمعة، 13 أكتوبر 2017

المناجاة العطائية "4"  إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك لابن عطاء الله السكندري

المناجاة العطائية "4" إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك لابن عطاء الله السكندري

المناجاة العطائية "4"  إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك لابن عطاء الله السكندري

المناجاة الرابعة  إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك 

 اللؤم" بضم اللام وسكون الهمزة" هو الشح والدناءة وفي القاموس لؤم بالضم ضد كرم يقول رضي الله عنه إلهي يظهر منى من الدناءة والخساسة واللؤمة المساوى ما يليق بلؤمي ودناءتي ويظهر منك من المبرة والإحسان والكرامة والإمتنان وتغطية المساوئ والنقصان ما يليق بكرمك الزاخر وكمال إحسانك الباهر فقابل اساءتنا بإحسانك وغط

مساوينا يوصف كرمك وامتنانك فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة يا أكرم الأكرمين حكي عن بعض الناس أنه قال إلهي كم أعصيك وأنت تسترني فسمع قائلاً يقول لتعلم أني أنا وأنت أنت وقيل أن الله تعالى خلق ملكاً ينادي يا ابن آدم يا مسكين كنت في العدم مفقوداً فمن ذا الذي صيرك نسخة الوجود إلا الكريم ذو الجود من ذا الذي أبرزك من عالم الغيب لعالم الشهود من ذا الذي استنقذك من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان من ذا الذي تكفل بشؤونك إلا الكريم المنان فكن مطيعاً لله تكن عبده حقاً ولا تطع نفسك وهواك فتكون لهماً رقا اه ومن كرمه تعالى إن سبقت رحمته غضبه ومن كرمه أيضاً إقباله على العاصى والمطيع ففي الحديث الصحيح لما خلق الله الخلق قال للقلم اكتب قال وما أكتب قال اكتب رحمتي سبقت غضبي فكتبه وألقي الكتاب فوق العرش زاد بعضهم فإذا كان يوم القيامة رأى الناس ذلك الكتاب فيقرأه كل من سبقت له السعادة ويحجب عن أهل الشقاوة وفي الحديث أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى خلق مائة رحمة أنزل منها واحدة إلى الأرض وأمسك عنده تسعة وتسعين فمن تلك الرحمة الواحدة التي أهبطت إلى الأرض تراحمت الخلائق بينهم حتى أن الدابة لترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه فإذا كان يوم القيامة ضم تلك الرحمة إلى التسع والتسعين ونشرها بين عباده فتسع الخلق كافة ويحرم منها من هو كافر وهو معني قوله تعالى ورحمتي وسعت كل شئ الآية اه بالمعنى ويروي أن رجلاً اصطاد أفراخاً فلما أخذهم جعلت أمهم تطير فوقهم ثم سقطت عليهم فضمها مع أولادها فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره خبرها فقال عليه السلام أتعجبون لهذا الطائر والله لله أرحم بعبده المؤمن من هذا الطائر بأفراخه وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال يخرج من النار رجلان ثم يمثلان أي يوقفان بين يدي الله فيؤمر برجوعهما إلى النار فيسرع أحدهما فيلقى نفسه فيها ويتعاصى الآخر عن الرجوع فيقال للذي رمى بنفسه لم ألقيت نفسك في النار فيقول لئلا أكون عاصياً في الدنيا ثم أكون عاصياً في الآخرة ويقال للآخر لم لم تمتثل الأمر كما فعل هذا فيقول رجوت من كرم الله أن لا يعيدني إليها بعد أن أخرجني فيؤمر بهما إلى الجنة وأنشدوا

ولو أن فرعون لما طغي ... وقال على الله قولا عظيما
أناب إلى الله مستغفراً ... لما وجد الله إلا رحيما
وكيف لا يرجي حلمه وكرمه وشمول لطفه ورحمته وقد سبق وجود العباد لطفه ورأفته كما أبان ذلك في المناجاة الخامسة حيث قال


واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: