الجمعة، 13 أكتوبر 2017

 المناجاة العطائية "5" إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي

المناجاة العطائية "5" إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي

المناجاة العطائية "5" إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي

لابن عطاء الله السكندري 
المناجاة الخامسة
 إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي

قلت اللطف بالضم الرفق والمبرة وصلاح العبد في عاقبته وفي القاموس لطف لطفاً بالضم رفق ودنا ولطف الله بك أوصل إليك مرادك بلطف اه
والرأفة شدة الرحمة وأرقها قاله في القاموس أيضاً والضعف ضد القوة يقول رضي الله عنه شاكياً إلى الله
ضعفه وفقره ومستمداً من مولاه لطفه ورأفته إلهي وصفت نفسك في كتابك العزيز الذي أنزلته إلينا باللطف والرفأة فقلت فيه الله لطيف بعباده وقلت وإن الله بكم لرؤوف رحيم واتصافك باللطف والرأفة قديم فإذا كنت بنا لطيفاً رحيماً قبل وجود ضعفنا فكيف لا تمنحنا من لطفك ورأفتك بعد ظهور ضعفنا لطفت بنا ونحن للطف غير محتاجين أفتمنعنا منه عندا احتياجنا إليه وأنتا أرحم الراحمين أجريت علينا رفقك قبل أن تبرزنا إلى دارك أفتمتعنا منه بعد ظهورنا مع عظيم ابرارك ومن تفكر في عجائب صنع الإنسان وما خصه الله به من كمال الخلق والإتقان وما يلحقه من ضروب المنن والإحسان وجد نفسه مغموراً في لطف مولاه مرفوقاً به في أول منشئة ومنتهاه قال بعض الحكماء قد أدركت العقول مما أودع في الإنسان اثنتي عشرة ألف حكمة وأما الذي لم تدركه العقول فلا يعلمه إلا الله هذا في خاصة نفسه وأما في غذائه وشرابه ولباسه وسائر لوازمه فأكثر من ذلك قال تعالى لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم وقال فلينظر الإنسان إلى طعامه الآية فسبحان من أعجزت العقول بدائع ألطافه وقصرت الأفكار عن عظيم أوصافه وهو اللطيف الخبير ما أكثر لطائفه للمبتدئين وأوضحها للمستيقظين وأعظمها في جميع المخلوقين قد سرى لطفه في جميع الأكوان وأبهرت حكمته أفكار الأنس والجان وأنشدوا
أحاط بتفصيل الدقائق علمه ... فأتقنها صنعاً وأحكمها فعلا
فمن لطفه حفظ الجنين وصونه ... بمستودع قد مر فيه وقد حلا
تكنفه باللطف في ظلماته ... ولا مال يغنيه هناك ولا أهلا
ويأتيه رزق سابغ منه سائغ ... بروح له طولا ويغدو له فضلا
وما هو يستدعي غذاء بقيمة ... ولا هو ممن يحسن الشرب والأكلا
جرى في مجاري عرقه بتلطف ... بلا طلب جرياً على قدرة سهلا
وألهمه مصا بحكمة فاطر ... تجلى لأرباب العقول بما أولى
وأخر خلق السن عنه لوقتها ... فأبرزها عوناً وجاء بها طولا
وقسمها للقطع والكسر قسمة ... وللطحين أعطى كل قسم لها شكلا
وصرف في لوك الطعام لسانه ... يصرفه علوا إذا شاء او سفلا
ولو رام حصراً في تيسر لقمة ... وألطافه فيما تكنفها كلا
فكم خادم فيها وكم صانع لها ... كذلك مشروب وملبسه كلا
وكم لطف من حيث تحذر أكرمت ... وما كنت تدري الفرع منها ولا الأصلا
ومن لطفه تكليفه لعباده ... يسيراً وأعطاهم من النعم الجزلا
ومن لطفه توفيقهم لانابة ... توصل للخيرات من حبلهم حبلا
ومن لطفه بعث النبي محمد ... ليشفع في قوم وليسوا لها أهلا
ومن لطفه حفظ العقائد منهم ... ولو خالف العاص المسئ وإن زلا
ومن لطفه إخراجه عسلاً كما ... تشاهد مما كان أودعه النحلا
واخراجه من بين فرث مجاور ... دماً لبناً صرفا بلا شائب رسلا
واخراجه من دودة ملبساً له ... رواقاً عجيباً أحكمته لنا غزلا
وأعجب من ذا خلقه القلب عارفاً ... به شاهدا بلا شبيه ولا مثلا
والطافة للبحر المحيط فخذ بما ... بدا لك واشهدها وإياك والجهلا
أجرى له في الثدي لطف غذائه ... شراباً هنيئاً ما ألذ وما أحلا
وصل على المختار أفضل مرسل ... على خالص العرفان بالله قد دلا
فهذه ألطافه الواصلة إلينا ومحاسنه الجارية علينا فإن وفقنا سبحانه للقيام بشكرها بمحاسن الأفعال والأقوال فذلك من فضله وكرمه وإن صرفنا عن شكرها بظهور مساوى أفعالنا فبقهره وعدله كما أبان ذلك في المناجاة السادسة فقال



 الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق  




واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: