الجمعة، 13 أكتوبر 2017

 الفتح الرباني والفيض الرحماني "8" المجلس الثامن

الفتح الرباني والفيض الرحماني "8" المجلس الثامن




الفتح الرباني والفيض الرحماني "8" المجلس الثامن
سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله تعالى سره

المجلس الثامن

‏وقال رضي الله عنه تعالى عنه يوم الثلاثاء عشية بالمدرسة تاسع عشر شوال سنة خمس وأربعين وخمسمائة :
‏المرائي ثوبه نظيف وقلبه نجس
يزهد في المباحات م يكسل عن الاكتساب ، ويأكل بدينه ولا يتورع جملة .
يأكل الحرام الصريح , يخفى أمره على العوام ولا يخفى على الخواص .
كل زهده وطاعته على ظاهره ، ظاهره عامر وباطنه خراب .
ويلك طاعة الله عز وجل بالقلب لا بالقالب ،
كل هذه الأشياء تتعلق بالقلوب والأسرار والمعاني ، تعر مما أنت فيه حتى آخذ لك من الحق عز وجل كوة لا تبلى عوض اخلع أنت حتى يكسوك هو ,
اخلع ثياب توانيك في حقوق اله عز وجل ، اخلع ثياب وقوفك مع الخلق وشركك بهم , اخلع ثياب الشهوات والرعونات والعجب والنفاق ،
وحبك للقبول عند الخلق ، وإقبالهم عليك ، وعطاياهم لك ، اخلع ثياب الدنيا والبس ثياب الأخرة .
انخلع من حولك من قوتك وجودك ، واستطرح بين يدي الحق عز وجل بلا حول ولا قوة ولا وقوف مع سبب ، اليك تأتي‌ رحمته تجمعك ونعمته ومنته تكسوك وتضمك اليها .
اهرب اليه انقطع اليه عريانا بلا أنت ولا غيرك ، سر إليه منقطعا منفصلا عن غيره , مر اليه متفرقا مفارقا حتى يجمعك ويوصلك بقوى ظاهرك وباطنك , حتى لو أغلق الاكوان عليك وحملك جميع الأثقال لا يضرك ذلك بل يحفظك فيه ، من أفنى الحاق"الخلق" بيد توحيده ؟
وأفنى الدنيا بيد زهده وأفنى ما سوي ربه عز وجل بيد الرغبة فقد استكمل الصلاح
‏والنجاح ؟ وحظى بخير الدنيا والآخرة عليكم بإماتة نفوسكم وأهويتكم وشياطينكم قبل أن تموتوا ؟
عليكم بالموت الخاص قبل الموت العام .
‏ يا قوم أجيبوا فإني داعي الله عز وجل أدعوكم إلى بابه وطاعته لا أدعوكم إلى نفسي المنافق ليس يدعو الخلق إلى الله عز وجل هو داع إلى نفسه ؟
هو طالب الحظوظ والقبول طالب الدنيا يا جاهل تترك سماع هذا الكلام وتقعد في صومعتك مع نفسك وهواك.
تحتاج أولا إلى صحبة ‏الشيوخ وقتل ، النفس والطبع وما سوى المولي عز وجل تلزم باب دورهم ، أعني الشيوخ ثم بعد ذلك تنفرد عنهم وتقعد في صومعتك وحدك مع الحق عز وجل ؟
فإذا تم هذا لك صرت دواء للخلق هاديا مهديا بإذن الحق عز وجل .
أنت لسانك ورع وقلبك فاجر لسانك يحمد الله عز وجل وقلبك يعترض عليه .
ظاهرك مسلم وباطنك كافر ، ظاهرك موحد وباطنك مشرك ، زهدك على ظاهرك ، دينك على ظاهرك ، وباطنك خراب كبياض على بيت الماء أي الخلاء وقفل على مزبلة .
اذا كنت هكذا خيم الشيطان على قلبك وجعله مسكنا له ،
المؤمن يبتدئ بعمارة باطنه ، ثم بعمارة ظاهره ، كالذي يعمل دارا ينفق على الداخل منها مبالغ من المال وبابها خراب ، فإذا اكمل عمارتها بعد ذلك يعمل بابها هكذا البداية بالله عز وجل ورضاه ثم الالتفاف إلى الخلق بإذنه.
البداية بتحصيل الأخرة ثم نتناول الأقسام من الدنيا. 

واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: