الاثنين، 9 أكتوبر 2017
Fusus-AlHikam
الفتح الرباني والفيض الرحماني المجلس الأول
سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه
قال سيدنا الشيخ محيي الدين أبو محمد عبد القادر، رضي الله عنه، بكرة يوم الأحد بالرباط ثالث شوال سنة خمس وأربعين وخمسمائة:
الاعتراض على الحق عزَّ وجلَّ عند نزول الأقدار موت الدين، موت التوحيد، موت التوكل والإخلاص. والقلب المؤمن لا يعرف لِمَ وكيف لا يعرف، بل يقول: بلى النفس كلها مخالفة ومنازعة، فمن أراد صلاحها فليجاهدها حتى يأمن شرها. كلها شر في شر، فإذا جُوهِدت واطمأنت، صارت كلها خيراً في خير. تصير موافقة في جميع الطاعات وفي ترك المعاصي.
الاعتراض على الحق عزَّ وجلَّ عند نزول الأقدار موت الدين، موت التوحيد، موت التوكل والإخلاص. والقلب المؤمن لا يعرف لِمَ وكيف لا يعرف، بل يقول: بلى النفس كلها مخالفة ومنازعة، فمن أراد صلاحها فليجاهدها حتى يأمن شرها. كلها شر في شر، فإذا جُوهِدت واطمأنت، صارت كلها خيراً في خير. تصير موافقة في جميع الطاعات وفي ترك المعاصي.
فحينئذ يقال لها (يا أيتها النفسُ المُطمَئِنة ارْجعي إلى رَبكِ رَاضِية ًمَرْضِيَّة) يصح لها توقان، ويزول عنها شرّها، ولا تتعلق بشيء من المخلوقات، يصح نسبها من أبيها إبراهيم عليه السلام، فإنه خرج عن نفسه وبقي بلا هوى يجري وقلبه ساكن. جاءه أنواع من المخلوقات وعرضوا نفسهم عليه في معونته وهو يقول: لا أريد معونتكم، علمه بحالي يغنيني عن سؤالي.
لما صحّ تسليمه وتوكله قيل للنار: (كونِي بَرْداً وسَلاماً على إبْرَاهِيم) معونة الله عزَّ وجلَّ للصابر معه في الدنيا بغير حساب ونعيمه في الآخرة بغير حساب.
قال الله تعالى: (إنمَا يُوَفى الصَّابرُونَ أجْرَهمْ بغيْرِ حِسَابٍ) لا يخفى على الله شيء بعينه، ما يتحمل المتحملون من أجله. اصبروا معه ساعة، وقد رأيتم لطفه وإنعامه سنين. الشجاعة صبر ساعة إن الله مع الصابرين بالنصر والظفر. اصبروا معه وانتبهوا له ولا تغفلوا عنه.
لا تتركوا انتباهكم بعد الموت، فإنه لا ينفعكم الانتباه في ذلك الوقت. انتبهوا له قبل لقائه. انتبهوا قبل أن تنتبهوا بلا أمركم، فتندموا وقت لا ينفعكم الندم. وأصلحوا قلوبكم، فإنها إذا صلحَت صلح لكم سائر أحوالكم.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (في ابن آدم مُضْغة إذا صلحَت صلح لها سائر جسده، وإذا فسدت فسد لها سائر جسده، ألا وهي القلب). صلاح القلب بالتقوى، والتوكل على الله عزَّ وجلَّ، والتوحيد له، والإخلاص في الأعمال. وفساده بعدم ذلك.
القلب طائر في قفص البنية، كدُرَّةٍ في حقة، كمالٍ في خزانة، فالاعتبار بالطائر لا بالقفص، بالدرّة لا بالحقة، بالمال لا بالخزانة.
اللهم اشغل جوارحنا بطاعتك، وقلوبنا بمعرفتك، واشغلنا طول حياتنا في ليلنا ونهارنا. ألحقنا بالذين تقدّموا من الصالحين، وارزقنا ما رزقتهم، كن لنا كما كنت لهم آمين.
يا قوم كونوا لله عزَّ وجلَّ كما كان الصالحون له، حتى يكون لكم كما كان لهم. إن أردتم أن يكون الحق عزَّ وجلَّ لكم، فاشتغلوا بطاعته والصبر معه والرضا بأفعاله فيكم وفي غيركم. القوم زهدوا في الدنيا وأخذوا أقسامهم منها بيد التقوى والورع، ثم طلبوا الآخرة وعملوا أعمالها. عصوا نفوسهم وأطاعوا ربهم عزَّ وجلَّ. وعظوا نفوسهم ثم وعظوا نفوس غيرهم.
يا غلام، عِظ ْ نفسك أوّلاً، ثم عِظ ْ نفس غيرك. عليك بخويصة نفسك، لا تتعدّ إلى غيرك وقد بقي تحتاج إلى إصلاحها.
ويحك أنت تعرف كيف تخلص غيرك ؟ أنت أعمى، كيف تقود غيرك ؟ إنما يقود الناس البصير، إنما يخلصهم من البحر السابح المحمود. إنما يردّ الناس إلى الله عزَّ وجلَّ من عرفه، أما من جهله كيف يدل عليه ! لا كلام لك في تصرّف الله عزَّ وجلَّ وتحبه وتعمل له لا لغيره، وتخاف منه لا من غيره. هذا بالقلب يكون، لا بقلقلة اللسان. هذا في الخلوة يكون، لا في الجلوة. إذا كان التوحيد بباب الدار، والشرك داخل الدار فهو النفاق بعينه.
ويحك أنت لسانك يتقي، وقلبك يفجر. لسانك يشكر وقلبك يعترض. قال الله عزَّ وجلَّ: "يا ابن آدم خيري إليك نازل، وشرُّك إليّ صاعد".
ويحك تدّعي أنك عبده وتطيع سواه. لو أنك عبده على الحقيقة، لعاديت فيه وواليت فيه. والمؤمن الموقن لا يطيع نفسه وشيطانه وهواه. لا يعرف الشيطان حتى يطيعه، لا يبالي بالدنيا حتى يذلّ لها بل يهينها، ويطلب الآخرة فإذا حصلت له تركها واتصل بمولاه عزَّ وجلَّ، يخلص عبادته له في جميع أوقاته.
سمع قوله عزَّ وجلَّ: (ومَا أمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخلِصِينَ لهُ الدِّينَ حُنفاء) دع عنك الشرك بالخلق ووحّد الحق عزَّ وجلَّ، هو خالق الأشياء جميعها وبيده الأشياء جميعها. يا طالب الأشياء مِنْ غيره ما أنت عاقل. هل شيء ليس هو في خزائن الله عزَّ وجلَّ ! قال الله عزَّ وجلَّ: (وإنْ مِنْ شيْءٍ إلاَّ عِندَنا خزائِنهُ).
يا غلام، نمْ تحت ميزاب القدر موسداً الصبر، متقلداً بالموافقة، عابداً بانتظار الفرج. فإذا كنت هكذا صبّ عليك المقدّر من فضله ومننه ما لا تحسن تطلبه وتتمناه.
يا قوم وافقوا القدر واقبلوا من عبد القادر المجتهد في موافقة القدر. موافقتي للقدر تقدمني إلى القادر. يا قوم تعالوا نذلّ لله عزَّ وجلَّ ولقدره وفعله، ونطأطئ رؤوس ظواهرنا وبواطننا. نوافق القدر، ونمشي في ركابه لأنه رسول الملك نكرمه لأجل مرسله. فإذا فعلنا ذلك معه حملنا في صحبته إلى القادر، فهنالك الولاية لله الحق، يهنأ لك الشرب من بحر علمه والأكل من سِماط فضله، والاستئناس بأنسه والتغمّد برحمته. هذا لآحاد أفراد من كل ألف ألف واحد من جميع العشائر والقبائل.
يا غلام، عليك بالتقوى، عليك بحدود الشرع والمخالفة للنفس والهوى والشيطان وأقران السوء. المؤمن في جهاد هؤلاء لا ينكشف رأسه عن الخود، لا ينغمد سيفه، لا يعر ظهر فرسه. على قربوس سرجه ينام. نوم القوم غلبة، أكلهم فاقة، كلامهم ضرورة، الخرس دأبهم.
وإنما قدر ربهم ينطقهم، فعل الله ينطقهم ويحرك منطقهم في الدنيا كما ينطق الجوارح غداً يوم القيامة. ينطقهم الله عزَّ وجلَّ الذي ينطق كل ناطق، ينطقهم كما ينطق الجماد، يهيىء لهم أسباب النطق فينطقون. إذا أرادهم لأمرٍ هيّأهم له. أراد أن يبلغ الخلق بالنذارة والبشارة لارتكاب الحجة عليهم، فأنطق الأنبياء والمرسلين فلما قبضهم إليه أقام العلماء والعمّال بعملهم فينطقهم بما يصلح الخلق نيابة عنهم. قال صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء)
.يا غلام، اشكروا الله عزَّ وجلَّ على نعمه، وانظروها منه فإنه قال: (وما بكمْ منْ نِعْمَةٍ فمِنَ الله) أين الشكر منكم يا متقلبين في نعمه، يا من يرى نعمه من غيره. تارة ترونَ نعمه من غيره، وتارة تستقلونها وتنتظرون إلى ما ليس عندكم، وتارة تستعينون بها على معاصيه.
يا غلام، تحتاج في خلوتك إلى ورعٍ يخرجك عن المعاصي والزلاّت، ومراقبة تذكرك نظر الحق عزَّ وجلَّ إليك. أنت محتاج مضطر إلى أن يكون هذا معك في خلوتك. ثم تحتاج إلى محاربة النفس والهوى والشيطان. خراب معظم الناس مع الزلات، وخراب الزهاد مع الشهوات، وخراب الأبدال مع الفكر والخواطر في الخلوات، وخراب الصّديقين في اللحظات، شغلهم حفظ قلوبهم لأنهم نيام على باب الملك.
هم قيام قي مقام الدعوة يدعون الخلق إلى معرفة الحق عزَّ وجلَّ، لا يزالون يدعون القلوب. يقولون: يا أيتها القلوب، يا أيتها الأرواح، يا إنس ويا جن، يا مريدي الملك هلمّوا إلى باب الملك، اسعوا إليه بأقدام قلوبكم، بأقدام تقواكم وتوحيدكم ومعرفتكم وورعكم السامي والزهد في الدنيا والآخرة وفيما سوى المولى. هذا شغل القوم همّهم إصلاح الخلق، هِممهم تعمّ السماء والأرض من العرش إلى الثرى.
يا غلام، دع عنك النفس والهوى. كن أرضاً تحت أقدام هؤلاء القوم، تراباً بين أيديهم. الحق عزَّ وجلَّ يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي. أخرج إبراهيم عليه السلام من أبويه الموتى بالكفر. المؤمن حي والكافر ميت. الموحّد حي والمشرك ميت. ولهذا قال الله عزَّ وجلَّ في بعض كلامه: أول من مات من خلقي إبليس يعني عصاني، فمات بالمعصية. هذا آخر الزمان، قد ظهر سوق النفاق، سوق الكذب. لا تقعدوا مع المنافقين الكاذبين الدجالين.
ويحك، نفسك منفقة كاذبة كافرة فاجرة مشركة كيف تقعد معها ! خالفها ولا توافقها. قيِّدْها ولا تطلِقها، اسجنها وأجر عليها حقها الذي لابد لها منه. إقمعها بالمجاهدات.
وأما الهوى فاركبه ولا تخله يركبك. والطبع فلا تصحبه، فإنه طفل صغير لا عقل له.
كيف تتعلم من طفل صغير وتقبل منه ! والشيطان فهو عدّوك وعدوّ أبيك آدم عليه السلام. كيف تسكن إليه وتقبل منه وبينك وبينه دم وعداوة قديمة ! لا تأمن منه فإنه قاتل أبيك وأمك. فإذا تمكن منك قتلك كما قتلهما. اجعل التقوى سلاحك، والتوحيد لله عزَّ وجلَّ جندك.
فهذا السلاح وهذا الجند هم الذين يهزمونه ويهدمونه ويكسرون جيشه. كيف لا تهزمه والحق معك !
يا غلام، اقرن بين الدنيا والآخرة، واجعلهما في موضع واحد، وانفرد بمولاك عزَّ وجلَّ عرياناً من حيث قلبك بلا دنيا ولا آخرة. لا تقبل عليه إلاّ مجرداً مما سواه، ولا تتقيّد بالخلق عن الخالق. اقطع هذه الأسباب، واخلع هذه الأرباب. فإذا تمكنت فاجعل الدنيا لنفسك، والآخرة لقلبك، والمولى لسرّك.
يا غلام، لا تكن مع النفس ولا مع الهوى ولا مع الدنيا ولا مع الآخرة، ولا تتابع سوى الحق عزَّ وجلَّ، وقد وقعت بالكنز الذي لا يفنى أبداً. حينئذ تجيئك الهداية من الحق عزَّ وجلَّ الذي لا ضلال بعدها. تبْ عن ذنوبك وهرولْ عنها إلى مولاك عزَّ وجلَّ. إذا تبت فليتب ظاهرك وباطنك.
التوبة قلب دولة. اخلع ثياب المعاصي بالتوبة الخالصة، والحياء من الله عزَّ وجلَّ حقيقة لا مجازاً. هذا من أعمال القلوب بعد طهارة الجوارح بأعمال الشرع. القالب له عمل والقلب له عمل. القلب إذا خرج في فيافي الأسباب والتعلق بالخلائق ركب بحر التوكل، والمعرفة بالله عزَّ وجلَّ والعلم به، وترك السبب وطلب المسبّب.
فإذا توسّط في هذا البحر فهنالك يقول: (الذِّي خلقنِي فهوَ يَهدِين) فيهدي من ساحل إلى ساحل، من موضع إلى موضع، حتى يقف على الجادّة المستقيمة. فكلما ذكر ربه تجلت جادّته وانكشف الدغل عنها.
قلب الطالب للحق عزَّ وجلَّ يقطع المسافات، ويخلف الكلّ وراءه. فإذا خاف في بعض الطريق من الهلاك، برز إيمانه فشجّعه، فتخمد نيران الوحشة والخوف ويأتي بدلها نور الأنس والفرح بالقرب.
يا غلام، إذا جاءك الداء فاستقبله بيد الصبر، واسكن حتى يجيء الدواء، فإذا جاء الدواء فاستقبله بيد الشكر فإذا كنت على هذا الحال، كنت في العيش العاجل. الخوف من النار يقطع أكباد المؤمنين، ويصفر وجوههم ويحزن قلوبهم. فإذا تمكن هذا منهم، صبَّ الله عزَّ وجلَّ على قلوبهم ماء رحمته ولطفه، وفتح لهم باب الآخرة، فيرون مأمنها.
فإذا سكنوا واطمأنوا وارتاحوا قليلاً فتح لهم باب الجلال فقطع قلوبهم وأسرارهم، وكثر خوفهم أشد من الأول. فإذا تمّ لهم فتح لهم باب الجمال فسكنوا واطمأنوا وتنبهوا وتبوّؤا درجات هي طبقات شيء بعد شيء.
يا غلام،لا يكن همّك ما تأكل وما تشرب وما تلبس وما تنكح وما تسكن وما تجمع. كل هذا همّ النفس والطبع، فأين همّ القلب والسرّ، وهو طلب الحق عزَّ وجلَّ. همّك ما أهمّك، فليكن همّك ربك عزَّ وجلَّ وما عنده. الدنيا لها بدل وهو الآخرة، والخلق لهم بدل وهو الخالق عزَّ وجلَّ.
كلما تركت شيئاً من هذا العاجل أحدث عوضه وخيراً منه في الآجل. قدّرْ أن قد بقي من عمرك هذا اليوم فحسب. تهيأ للآخرة، تهدف لمجيء ملك الموت.
الدنيا طباخة للقوم والآخرة معمرة لهم. فإذا جاءت الغيرة من الله عزَّ وجلَّ حالت بينهم وبينها، ويقام التكوين مقام الآخرة فلا يحتاجون لا إلى الدنيا ولا إلى الآخرة. يا كذاب أنت تحب الله عزَّ وجلَّ في حالة النعمة، فإذا جاء البلاء هربت كأن لم يكن الله عزَّ وجلَّ محبوبك.
إنما يتبين العبد عند الاختبار. إذا جاءت البلايا من الله عزَّ وجلَّ وأنت ثابت، فأنت محبّ، وإن تغيّرتَ بَانَ الكذب وانتفض الأول وذهب. جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أحبك.
فقال: استعدّ للفقر جلباباً. وجاء رجل آخر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أحب الله عزَّ وجلَّ. فقال: اتخذ للبلاء جلباباً. محبة الله ورسوله مقرونان بالفقر والبلاء.
لما صحّ تسليمه وتوكله قيل للنار: (كونِي بَرْداً وسَلاماً على إبْرَاهِيم) معونة الله عزَّ وجلَّ للصابر معه في الدنيا بغير حساب ونعيمه في الآخرة بغير حساب.
قال الله تعالى: (إنمَا يُوَفى الصَّابرُونَ أجْرَهمْ بغيْرِ حِسَابٍ) لا يخفى على الله شيء بعينه، ما يتحمل المتحملون من أجله. اصبروا معه ساعة، وقد رأيتم لطفه وإنعامه سنين. الشجاعة صبر ساعة إن الله مع الصابرين بالنصر والظفر. اصبروا معه وانتبهوا له ولا تغفلوا عنه.
لا تتركوا انتباهكم بعد الموت، فإنه لا ينفعكم الانتباه في ذلك الوقت. انتبهوا له قبل لقائه. انتبهوا قبل أن تنتبهوا بلا أمركم، فتندموا وقت لا ينفعكم الندم. وأصلحوا قلوبكم، فإنها إذا صلحَت صلح لكم سائر أحوالكم.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (في ابن آدم مُضْغة إذا صلحَت صلح لها سائر جسده، وإذا فسدت فسد لها سائر جسده، ألا وهي القلب). صلاح القلب بالتقوى، والتوكل على الله عزَّ وجلَّ، والتوحيد له، والإخلاص في الأعمال. وفساده بعدم ذلك.
القلب طائر في قفص البنية، كدُرَّةٍ في حقة، كمالٍ في خزانة، فالاعتبار بالطائر لا بالقفص، بالدرّة لا بالحقة، بالمال لا بالخزانة.
اللهم اشغل جوارحنا بطاعتك، وقلوبنا بمعرفتك، واشغلنا طول حياتنا في ليلنا ونهارنا. ألحقنا بالذين تقدّموا من الصالحين، وارزقنا ما رزقتهم، كن لنا كما كنت لهم آمين.
يا قوم كونوا لله عزَّ وجلَّ كما كان الصالحون له، حتى يكون لكم كما كان لهم. إن أردتم أن يكون الحق عزَّ وجلَّ لكم، فاشتغلوا بطاعته والصبر معه والرضا بأفعاله فيكم وفي غيركم. القوم زهدوا في الدنيا وأخذوا أقسامهم منها بيد التقوى والورع، ثم طلبوا الآخرة وعملوا أعمالها. عصوا نفوسهم وأطاعوا ربهم عزَّ وجلَّ. وعظوا نفوسهم ثم وعظوا نفوس غيرهم.
يا غلام، عِظ ْ نفسك أوّلاً، ثم عِظ ْ نفس غيرك. عليك بخويصة نفسك، لا تتعدّ إلى غيرك وقد بقي تحتاج إلى إصلاحها.
ويحك أنت تعرف كيف تخلص غيرك ؟ أنت أعمى، كيف تقود غيرك ؟ إنما يقود الناس البصير، إنما يخلصهم من البحر السابح المحمود. إنما يردّ الناس إلى الله عزَّ وجلَّ من عرفه، أما من جهله كيف يدل عليه ! لا كلام لك في تصرّف الله عزَّ وجلَّ وتحبه وتعمل له لا لغيره، وتخاف منه لا من غيره. هذا بالقلب يكون، لا بقلقلة اللسان. هذا في الخلوة يكون، لا في الجلوة. إذا كان التوحيد بباب الدار، والشرك داخل الدار فهو النفاق بعينه.
ويحك أنت لسانك يتقي، وقلبك يفجر. لسانك يشكر وقلبك يعترض. قال الله عزَّ وجلَّ: "يا ابن آدم خيري إليك نازل، وشرُّك إليّ صاعد".
ويحك تدّعي أنك عبده وتطيع سواه. لو أنك عبده على الحقيقة، لعاديت فيه وواليت فيه. والمؤمن الموقن لا يطيع نفسه وشيطانه وهواه. لا يعرف الشيطان حتى يطيعه، لا يبالي بالدنيا حتى يذلّ لها بل يهينها، ويطلب الآخرة فإذا حصلت له تركها واتصل بمولاه عزَّ وجلَّ، يخلص عبادته له في جميع أوقاته.
سمع قوله عزَّ وجلَّ: (ومَا أمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخلِصِينَ لهُ الدِّينَ حُنفاء) دع عنك الشرك بالخلق ووحّد الحق عزَّ وجلَّ، هو خالق الأشياء جميعها وبيده الأشياء جميعها. يا طالب الأشياء مِنْ غيره ما أنت عاقل. هل شيء ليس هو في خزائن الله عزَّ وجلَّ ! قال الله عزَّ وجلَّ: (وإنْ مِنْ شيْءٍ إلاَّ عِندَنا خزائِنهُ).
يا غلام، نمْ تحت ميزاب القدر موسداً الصبر، متقلداً بالموافقة، عابداً بانتظار الفرج. فإذا كنت هكذا صبّ عليك المقدّر من فضله ومننه ما لا تحسن تطلبه وتتمناه.
يا قوم وافقوا القدر واقبلوا من عبد القادر المجتهد في موافقة القدر. موافقتي للقدر تقدمني إلى القادر. يا قوم تعالوا نذلّ لله عزَّ وجلَّ ولقدره وفعله، ونطأطئ رؤوس ظواهرنا وبواطننا. نوافق القدر، ونمشي في ركابه لأنه رسول الملك نكرمه لأجل مرسله. فإذا فعلنا ذلك معه حملنا في صحبته إلى القادر، فهنالك الولاية لله الحق، يهنأ لك الشرب من بحر علمه والأكل من سِماط فضله، والاستئناس بأنسه والتغمّد برحمته. هذا لآحاد أفراد من كل ألف ألف واحد من جميع العشائر والقبائل.
يا غلام، عليك بالتقوى، عليك بحدود الشرع والمخالفة للنفس والهوى والشيطان وأقران السوء. المؤمن في جهاد هؤلاء لا ينكشف رأسه عن الخود، لا ينغمد سيفه، لا يعر ظهر فرسه. على قربوس سرجه ينام. نوم القوم غلبة، أكلهم فاقة، كلامهم ضرورة، الخرس دأبهم.
وإنما قدر ربهم ينطقهم، فعل الله ينطقهم ويحرك منطقهم في الدنيا كما ينطق الجوارح غداً يوم القيامة. ينطقهم الله عزَّ وجلَّ الذي ينطق كل ناطق، ينطقهم كما ينطق الجماد، يهيىء لهم أسباب النطق فينطقون. إذا أرادهم لأمرٍ هيّأهم له. أراد أن يبلغ الخلق بالنذارة والبشارة لارتكاب الحجة عليهم، فأنطق الأنبياء والمرسلين فلما قبضهم إليه أقام العلماء والعمّال بعملهم فينطقهم بما يصلح الخلق نيابة عنهم. قال صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء)
.يا غلام، اشكروا الله عزَّ وجلَّ على نعمه، وانظروها منه فإنه قال: (وما بكمْ منْ نِعْمَةٍ فمِنَ الله) أين الشكر منكم يا متقلبين في نعمه، يا من يرى نعمه من غيره. تارة ترونَ نعمه من غيره، وتارة تستقلونها وتنتظرون إلى ما ليس عندكم، وتارة تستعينون بها على معاصيه.
يا غلام، تحتاج في خلوتك إلى ورعٍ يخرجك عن المعاصي والزلاّت، ومراقبة تذكرك نظر الحق عزَّ وجلَّ إليك. أنت محتاج مضطر إلى أن يكون هذا معك في خلوتك. ثم تحتاج إلى محاربة النفس والهوى والشيطان. خراب معظم الناس مع الزلات، وخراب الزهاد مع الشهوات، وخراب الأبدال مع الفكر والخواطر في الخلوات، وخراب الصّديقين في اللحظات، شغلهم حفظ قلوبهم لأنهم نيام على باب الملك.
هم قيام قي مقام الدعوة يدعون الخلق إلى معرفة الحق عزَّ وجلَّ، لا يزالون يدعون القلوب. يقولون: يا أيتها القلوب، يا أيتها الأرواح، يا إنس ويا جن، يا مريدي الملك هلمّوا إلى باب الملك، اسعوا إليه بأقدام قلوبكم، بأقدام تقواكم وتوحيدكم ومعرفتكم وورعكم السامي والزهد في الدنيا والآخرة وفيما سوى المولى. هذا شغل القوم همّهم إصلاح الخلق، هِممهم تعمّ السماء والأرض من العرش إلى الثرى.
يا غلام، دع عنك النفس والهوى. كن أرضاً تحت أقدام هؤلاء القوم، تراباً بين أيديهم. الحق عزَّ وجلَّ يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي. أخرج إبراهيم عليه السلام من أبويه الموتى بالكفر. المؤمن حي والكافر ميت. الموحّد حي والمشرك ميت. ولهذا قال الله عزَّ وجلَّ في بعض كلامه: أول من مات من خلقي إبليس يعني عصاني، فمات بالمعصية. هذا آخر الزمان، قد ظهر سوق النفاق، سوق الكذب. لا تقعدوا مع المنافقين الكاذبين الدجالين.
ويحك، نفسك منفقة كاذبة كافرة فاجرة مشركة كيف تقعد معها ! خالفها ولا توافقها. قيِّدْها ولا تطلِقها، اسجنها وأجر عليها حقها الذي لابد لها منه. إقمعها بالمجاهدات.
وأما الهوى فاركبه ولا تخله يركبك. والطبع فلا تصحبه، فإنه طفل صغير لا عقل له.
كيف تتعلم من طفل صغير وتقبل منه ! والشيطان فهو عدّوك وعدوّ أبيك آدم عليه السلام. كيف تسكن إليه وتقبل منه وبينك وبينه دم وعداوة قديمة ! لا تأمن منه فإنه قاتل أبيك وأمك. فإذا تمكن منك قتلك كما قتلهما. اجعل التقوى سلاحك، والتوحيد لله عزَّ وجلَّ جندك.
فهذا السلاح وهذا الجند هم الذين يهزمونه ويهدمونه ويكسرون جيشه. كيف لا تهزمه والحق معك !
يا غلام، اقرن بين الدنيا والآخرة، واجعلهما في موضع واحد، وانفرد بمولاك عزَّ وجلَّ عرياناً من حيث قلبك بلا دنيا ولا آخرة. لا تقبل عليه إلاّ مجرداً مما سواه، ولا تتقيّد بالخلق عن الخالق. اقطع هذه الأسباب، واخلع هذه الأرباب. فإذا تمكنت فاجعل الدنيا لنفسك، والآخرة لقلبك، والمولى لسرّك.
يا غلام، لا تكن مع النفس ولا مع الهوى ولا مع الدنيا ولا مع الآخرة، ولا تتابع سوى الحق عزَّ وجلَّ، وقد وقعت بالكنز الذي لا يفنى أبداً. حينئذ تجيئك الهداية من الحق عزَّ وجلَّ الذي لا ضلال بعدها. تبْ عن ذنوبك وهرولْ عنها إلى مولاك عزَّ وجلَّ. إذا تبت فليتب ظاهرك وباطنك.
التوبة قلب دولة. اخلع ثياب المعاصي بالتوبة الخالصة، والحياء من الله عزَّ وجلَّ حقيقة لا مجازاً. هذا من أعمال القلوب بعد طهارة الجوارح بأعمال الشرع. القالب له عمل والقلب له عمل. القلب إذا خرج في فيافي الأسباب والتعلق بالخلائق ركب بحر التوكل، والمعرفة بالله عزَّ وجلَّ والعلم به، وترك السبب وطلب المسبّب.
فإذا توسّط في هذا البحر فهنالك يقول: (الذِّي خلقنِي فهوَ يَهدِين) فيهدي من ساحل إلى ساحل، من موضع إلى موضع، حتى يقف على الجادّة المستقيمة. فكلما ذكر ربه تجلت جادّته وانكشف الدغل عنها.
قلب الطالب للحق عزَّ وجلَّ يقطع المسافات، ويخلف الكلّ وراءه. فإذا خاف في بعض الطريق من الهلاك، برز إيمانه فشجّعه، فتخمد نيران الوحشة والخوف ويأتي بدلها نور الأنس والفرح بالقرب.
يا غلام، إذا جاءك الداء فاستقبله بيد الصبر، واسكن حتى يجيء الدواء، فإذا جاء الدواء فاستقبله بيد الشكر فإذا كنت على هذا الحال، كنت في العيش العاجل. الخوف من النار يقطع أكباد المؤمنين، ويصفر وجوههم ويحزن قلوبهم. فإذا تمكن هذا منهم، صبَّ الله عزَّ وجلَّ على قلوبهم ماء رحمته ولطفه، وفتح لهم باب الآخرة، فيرون مأمنها.
فإذا سكنوا واطمأنوا وارتاحوا قليلاً فتح لهم باب الجلال فقطع قلوبهم وأسرارهم، وكثر خوفهم أشد من الأول. فإذا تمّ لهم فتح لهم باب الجمال فسكنوا واطمأنوا وتنبهوا وتبوّؤا درجات هي طبقات شيء بعد شيء.
يا غلام،لا يكن همّك ما تأكل وما تشرب وما تلبس وما تنكح وما تسكن وما تجمع. كل هذا همّ النفس والطبع، فأين همّ القلب والسرّ، وهو طلب الحق عزَّ وجلَّ. همّك ما أهمّك، فليكن همّك ربك عزَّ وجلَّ وما عنده. الدنيا لها بدل وهو الآخرة، والخلق لهم بدل وهو الخالق عزَّ وجلَّ.
كلما تركت شيئاً من هذا العاجل أحدث عوضه وخيراً منه في الآجل. قدّرْ أن قد بقي من عمرك هذا اليوم فحسب. تهيأ للآخرة، تهدف لمجيء ملك الموت.
الدنيا طباخة للقوم والآخرة معمرة لهم. فإذا جاءت الغيرة من الله عزَّ وجلَّ حالت بينهم وبينها، ويقام التكوين مقام الآخرة فلا يحتاجون لا إلى الدنيا ولا إلى الآخرة. يا كذاب أنت تحب الله عزَّ وجلَّ في حالة النعمة، فإذا جاء البلاء هربت كأن لم يكن الله عزَّ وجلَّ محبوبك.
إنما يتبين العبد عند الاختبار. إذا جاءت البلايا من الله عزَّ وجلَّ وأنت ثابت، فأنت محبّ، وإن تغيّرتَ بَانَ الكذب وانتفض الأول وذهب. جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أحبك.
فقال: استعدّ للفقر جلباباً. وجاء رجل آخر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أحب الله عزَّ وجلَّ. فقال: اتخذ للبلاء جلباباً. محبة الله ورسوله مقرونان بالفقر والبلاء.
ولهذا قال بعض الصالحين: وكل البلاء بالولاء كي لا يدعي لو لم يكن كذلك، وإلا كان كل أحد يدّعي محبة الله عزَّ وجلَّ. فجعل الثبات على البلاء والفقر تنبيهاً على هذه المحبة (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيَا حَسنة ً وفِي الآخِرَةِ حَسنة ً وقِنا عَذابَ النارِ).
الموضوع التـــــــالي
التسميات:
Abdelkader-Jilani
،
AlFateh-AlRabbani
،
Fusus-AlHikam
مواضيع ذات صله :
Fusus-AlHikam
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
اشترك في قناتنا علي اليوتيوب
المشاركات الشائعة
-
كتاب عقلة المستوفز الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
مقدمة كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية د. سعاد الحكيم
-
كتاب إنشاء الدوائر الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
كتاب تاج الرّسائل ومنهاج الوسائل . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
-
ثانيا شرح الأبيات 17 - 29 من القصيدة العينية .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
-
الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن الع...
-
مقتطفات من الباب 559 من الفتوحات المكية .كتاب شرح مشكلات الفتوحات المكية وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنية
-
28 - فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتافهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
-
من هو محمد بن عبد الجبار بن الحسن النفري؟ محمد بن عبد الجبار بن الحسن بن أحمد النفَّري من اعلام التصوف مولده : ...
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2017
(72)
-
▼
أكتوبر
(72)
- فصل تعلقت الأحرف "بالألف" ولا تعلق للألف بشيء من ا...
- فصل الالف لما كانت الألفة مشتقه منه ألف بين الحروف...
- فصل الباء هي النفس وهي حرف ظلماني كتاب الكهف والرق...
- فصل تقول النقطة للباء أيها الحرف إني أصلك لتركيبك ...
- فصل نقطة حرف الباء واحدة في عالم غيبها كتاب الكهف ...
- مقدمة كتاب الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن ال...
- كتاب فصوص الحكم 27- فص حكمة فردية في كلمة محمدية
- كتاب فصوص الحكم 26- فص حكمة صمدية في كلمة خالدية
- كتاب فصوص الحكم 25- فص حكمة علوية في كلمة موسوية
- كتاب فصوص الحكم 24- فص حكمة إمامية في كلمة هارونية
- كتاب فصوص الحكم 23 - فص حكمة إحسانية في كلمة لقم...
- كتاب فصوص الحكم 22- فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية
- كتاب فصوص الحكم 21- فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية
- كتاب فصوص الحكم 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية
- كتاب فصوص الحكم 19 - فص حكمة غيبية في كلمة أَيوبية
- كتاب فصوص الحكم 18 - فص حكمة نَفْسيَّة في كلمة يون...
- كتاب فصوص الحكم 17- فص حكمة وجودية في كلمة داودية
- كتاب فصوص الحكم 16 - فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية
- كتاب فصوص الحكم 15- فص حكمة نَبَوِيَّة في كلمة عي...
- كتاب فصوص الحكم 14 - فص حكمة قَدَرِيَّة في كلمة عُ...
- كتاب فصوص الحكم 13 - فص حكمة مَلْكية في كلمة لوطية
- كتاب فصوص الحكم 12- فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية
- كتاب فصوص الحكم 11- فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية
- كتاب فصوص الحكم 10- فص حكمة أحدية في كلمة هودية
- كتاب فصوص الحكم 9 - فص حكمة نورية في كلمة يوسفية
- كتاب فصوص الحكم 8 - فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية
- كتاب فصوص الحكم 7 - فص حكمة علية في كلمة إسماعيلية
- كتاب فصوص الحكم 6- فص حكمة حقية في كلمة إِسحاقية
- كتاب فصوص الحكم 5- فص حكمة مُهَيَّمية في كلمة إِبر...
- كتاب فصوص الحكم 4- فص حكمة قدوسية في كلمة إدريسية
- كتاب فصوص الحكم 3- فص حكمة سبوحية في كلمة نوحية
- الفتح الرباني والفيض الرحماني "12" المجلس الثاني عشر
- الفتح الرباني والفيض الرحماني "11" المجلس الحادي عشر
- الفتح الرباني والفيض الرحماني "10" المجلس العاشر
- الفتح الرباني والفيض الرحماني "9" المجلس التاسع
- الفتح الرباني والفيض الرحماني "8" المجلس الثامن
- الفتح الرباني والفيض الرحماني "7" المجلس السابع
- العشق ماء الحياة "8" مختارات من ديوان شمس تبريز ال...
- الشكر للعدم"7"مختارات من ديوان شمس تبريز الجزء الا...
- المناجاة العطائية "5" إلهي وصفت نفسك باللطف والرأف...
- المناجاة العطائية "4" إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك...
- يوم موتي "6" مختارات من ديوان شمس تبريز الجزء الاو...
- ولدت من عشقها "5" مختارات من ديوان شمس تبريز الجز...
- مختارات من ديوان شمس تبريز ايتها الحسناء ..لقد جن...
- ذلك الذي يغمر حرمي السري الذي ابتنيته "1" مختارات ...
- ادراك ذلك الولي للمرض وعرضه الامر علي الملك "4"الج...
- لقاء الملك مع ذلك الولي الذي أبدي له في النوم "3" ...
- عشق الملك لجارية مريضة وتدبيره من اجل شفائها الجزء...
- العاشق والناي المثنوي الجزء الاول مولانا جلال الدي...
- الفتح الرباني والفيض الرحماني "6" المجلس السادس
- الفتح الرباني والفيض الرحماني"5" المجلس الخامس
- الفتح الرباني والفيض الرحماني"4" المجلس الرابع
- الفتح الرباني والفيض الرحماني"3" المجلس الثالث فق...
- الفتح الرباني والفيض الرحماني "2" المجلس الثاني
- الفتح الرباني والفيض الرحماني "1" المجلس الأول
- مختارات من ديوان شمس تبريز "3" مدينة السعداء
- مختارات من ديوان شمس تبريز "2" ماذا يقول الرباب
- مختارات من ديوان شمس تبريز "1" مثل موسى
- المناجاة العطائية الثالثة إلهي أن اختلاف تدبيرك وس...
- المناجاة العطائية الثانية إلهي أنا الجاهل في علمي...
- المناجاة العطائية المناجاة الأولى إلهي أنا الفقير ...
- كتاب فصوص الحكم المقدمة لابن عربي الحاتمي الطائي
- الامام محيي الدين ابن عربي الشيخ الاكبر لاعلام التصوف
- كتاب ايقاظ الهمم 2 - إرادتك التجريد مع إقامة الله ...
- كتاب ايقاظ الهمم 1- من علامة الاعتماد على العمل ن...
- كتاب فصوص الحكم 2 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثيَّة
- كتاب فصوص الحكم 1 - فص حكمة إلهية في كلمة آدميَّة
- الإمام الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلاني
- سلطان العاشقين عمر بن عليّ الملقب ابن الفارض
- مولانا جلال الدين الرومي
- محمد بن عبد الجبار بن الحسن النفري
- الحسين بن منصور الحلاج
-
▼
أكتوبر
(72)
تابعونا علي فيس بوك
https://www.facebook.com/groups/146820946026951/?ref=bookmarks
تغريداتي علي التويتر
التسميات
Abdelkader-Jilani
al-Junayd-al-Baghdadi
al-Kahf-Wa-al-Raqim
AlFateh-AlRabbani
AlMasnavi-Vol1
AlNafri
alnnadirat-aleiniat-eabd-alkarim-aljili
alsafar_alkhatum_fusus_alhikam
alshajara-alnumaniyya
altanazulat-almawsilia
Divan-Shams-Tabrizi
divine-manifestations
divine-providence
eabd-alkarim-aljili
farid-aldiyn-aleitar
Fusus-AlHikam
Hallaj
hikam
Ibn-AlFarid
Ibn-Ata-Allah
IbnArabi
mantiq-altayr
mathnawi-ma'nawi-Part1-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part1-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part2-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part2-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part3-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part4-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part5-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part6-iibrahim-aldasuqi
Mongah_IbnAtaAllah
Rumi
sharah-alkahf-walraqim-fie-sharah-bismi-allah-aljili
sharah-mushkilat-alftwhat-almakia
taj-altarajum
the-eighth-book-of-fusus-alhikam
the-fifth-book-of-fusus-alhikam
the-first-book-of-fusus-alhikam
the-fourth-book-of-fusus-alhikam
the-ninth-book-of-fusus-alhikam
the-second-book-of-fusus-alhikam
the-seventh-book-of-fusus-alhikam
the-sixth-book-of-fusus-alhikam
the-tenth-book-of-fusus-alhikam
the-third-book-of-fusus-alhikam
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق