الاثنين، 4 مايو 2020

82 - شرح تجلي خلوص المحبة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

82 - شرح تجلي خلوص المحبة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

82 - شرح تجلي خلوص المحبة للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
82 - متن تجلي خلوص المحبة  
حبيبي . قرة عيني . أنت مني بحيث أنا .
أأنت لزيمي ؟ . أأنت قسيمي ؟ ـ تعالى الله . بل أنت ذاتي .
هذي يدي ويدك ، ادخل بنا إلى حضرة الحبيب الحق بصورة الاتحاد .
حتى لا نمتاز فنكون في العين واحداً .
ما ألطفه من معنى ، ما أرقه من مزج !
رق الزجاج ورقت الخمر   .....   فتشاكلا فتشابه الأمر
فكأنما خمر ولا قدح   .....   وكأنما قدح ولا خمر
عسى تعطل العشار . وتمحى الآثار . وتخسف الأقمار .
وتكوّر شمس النهار . وتنطمس نجوم الأنوار .
فنفنى ثم نفنى ثم نفنى . كما يفنى الفناء بلا فناء .
ونبقى ثم نبقى ثم نبقى , كما يبقى البقاء بلا بقاء .

82 - إملاء ابن سودكين : 
* * * * *

82 - شرح تجلي خلوص المحبة 

424 - (حبيبي قرة عيني) ، أنت الذي به أنظر في كل شيء. 
(أنت مني بحيث أنا) ، فإنك أنت بي بحسبي لا بحسبك . فإن علمت أو نطقت أو تصرفت ، فأعطيت ومنعت : فأنا الذي علم ونطق وتصرف، فأعطى ومنع . 
أنا، في قربك ، سمعك وبصرك ويدك . وأنت في قربي سمعي و بصري ويدي . فتارة . أنا بحسبك ، مقيد. وتارة. أنت ، بحسبي مطلق . 
أأنت ( كريمي ) أأنت (قسیمي) ، تعالى الله أن يكون له لزيم وقسيم وند ونظير (لا بل أنت ذاتي) تسميته ذاتا، باعتبار ظهوره في حالة من أحواله المتبوعة الباقية. كظهوره تعالی بتعينه الأول الذاتي ، الذي تتبعه الأحوال الذاتية الجمة . وهذا التعين هو ذاتية الإنسان الأكمل ، المسماة بحقيقة الحقائق.

425 - ثم قال ، على المهيع المذكور في تجلي الكمال : ( هذه يدي ويدك ، ادخل بنا إلى حضرة الحبيب الحق) المطلق ، (بصورة الاتحاد) أي بمعنى أن يكون المحب مخلوع النعوت والصفات وتعينه منها . 
فمقتضی خلوص المحبة أن ينقام المحب فيها بما يريد له المحبوب من النعوت والصفات ، إذ لا نعت لذاته ولا صفة هنالك . 
كما أن المحبوب فيها «في خلوص المحبة»، بنسبة «يحبهم» مخلوع النعوت والصفات أيضا . 
فإن كماله ، في رتبته الذاتية المطلقة ليس بأمر زائد عليه. فلا نعت له من هذه الحيثية، ولا صفة : ليس كمثله شيء. 
فالمحب إذا دخل على الحق ، وهو مخلوع التعين ، لم يخرج إلا مكتسبة بتعين المحبوب . 
وهو قوله : ( حتى لا نمتاز فنكون في العين واحدة ) فإن خلوص المحبة خلع من عين المحب ، إذ ذاك ، ثوب تعينه القاضي بتميز عينه عن عين المحبوب . وهذا من ألطف آثار المحبة وأحوالها. 
ولذلك قال : ( ما ألطفه من معنى ، وما أرقه من مزج ) فهنا يظهر المحب بصفات المحبوب . بل الخط الفاصل بين قوسي المحبية والمحبوبية ، بخلع تعينه، يرتفع : فتظهر العين بصورة الدائرة ، من غير قسمة عينية . 
ثم قال تقريبا
(رق الزجاج وراقت الخمر  ….   فتشابها وتشاكل الأمر
فكأنما حضر ولا قدح     ….      وكأنما قدح ولا حشر) 
إذ انقلب الباطن ظاهرا ، والظاهر باطنا : فللظاهر العين ، وللباطن الحكم. 
ولما كان بروز المحب، بصفات المحبوب ونعوته ، موقوفة على فناء فعل المحب في فعل المحبوب ، وفناء صفاته في صفاته، وذاته في ذاته ، وكان هذا الفناء مستلزمة لانقلاب ما للمحب باطنا في المحبوب عند جلائه ، 
قال : قدس سره راما عموم هذا الحكم للفطر الزاكية ، المهيأة لهذا الكمال :

426 - (عسی تعطل العشار) بطلوع شمس الحقيقة . و«العشار»: النوق اللاتي أتى على حملهن عشرة أشهر، وهي جمع عشراء . «عطلت»: أي تركت مهملة . 
وهي ، هنا، كناية عن القابليات حين انطماسها في جلاء الحق . فلا يحملن إذن من فيض الوجود شيئا . 
(وتمحی الآثار) الكونية من سبحات شمس الحقيقة إذا ظهرت جلاء . ( وتخسف الأقمار ) أي القوى النفسية ، المستمدة من روح الحياة ، المنورة زوايا الصورة الحسية في سواد الليالي الإمكانية (وتكور شمس النهار) أي الروح المشار إليها ، القائمة لإبداء شعائر الأسماء الإلهية في المشاعر التي هي مواقع نجومها (وتنطمس نجوم الأنوار) أي التجليات الأسمائية ، الواقعة على المشاعر التي هي معالمها، في غيابة غيب الذات وسواد كمونها.

427 - (فنفني ثم نفني ثم نفني) الفناء الأول : فناء الفعل ، الثاني : فناء الصفة ، الثالث : فناء الذات في الذات .
(كما يفنى الفناء بلا فناء) أي نفنی کفناء ما هو فان في نفسه، لا بطرو الفناء عليه . فإن الفناء ، إذا لم يكن طارئا ، لا يزول بتصادم المانع . كفناء حقيقتنا الباقية على عدميتها، في نفسها مع ظهور الوجود بها . وهذا الفناء هو المسمى بالفناء المحقق . والبقاء إنما يكون على منوال الفناء . 
فقوله :
(ونبقى ثم نبقى ثم نبقى   …..  كما يبقى البقاء بلا بقاء)
يريد بقاء لا يكون طارئا عليه . فإن البقاء بعد الفناء إنما هو بالحق الظاهر في الفاني عن فعله وصفته وذاته . وبقاؤه تعالی ليس بطارئ عليه ، بل هو لذاته .

.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: