الأربعاء، 6 مايو 2020

97 - شرح تجلي القلب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

97 - شرح تجلي القلب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

97 - شرح تجلي القلب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
97 - متن تجلي القلب
أول ما يقام فيه العبد إذا كان من أهل الطريق في باب الفناء والبقاء .
فإذا تحقق به ، استشرف على معرفة القلب الذي وسع الحق .
فإذا علم قلبه عرف أنه البيت الذي يحسن فيه السماع وهو المعبر عنه بالمكان ، الذي هو احد شروط السماع .
وعند ذلك يحصل له علم السماع فيسمع الحق بالحق في بيت الحق . وبالسماع وقع الخروج إلى الوجود والعدم .

97 - إملاء ابن سودكين : 

«ومن تجلي القلب ، نصه : «أول ما يقام فيه .. إلى الوجود من العدم» . 
قال جامعه سمعت شيخي في أثناء شرحه لهذا التجلي ، يقول ما هذا معناه : 
أول ما يقام العبد فيه ، إذا ما كان من أهل الطريق ، في الفناء والبقاء . فيستشرف حينئذ على معرفة القلب. فيعلم عمن فني ومع من بقي . 
فالعوام بقوا مع الكون وفنوا عن المكون. وقامت بهم المواجيد في الولد والدنيا والدراهم، وجميع محبوبات الطباع. 
وأما المريدون فبالضد من ذلك فإذا تحققوا بالفناء واستشرفوا على معرفة قلوبهم التي وسعت الحق، يعرفون سر الحق ويؤهلون للسماع من الحق بالحق في كل شيء ومن كل شيء. 
ومن كان هذا مقامه في السماع ، فإنه لا يعترض عليه إذا سمع السماع المقيد، إلا أن يكون قدوة فيتركه «السماع المقيد» لئلا يفتح للمريدين باب البطالة . 
كما قالت الأشياخ : إذا رأيت المبتدي يحوم حول السماع فاعلم أن فيه بقية من البطالة . واعلم أن مقام السماع هو الأول والآخر؛ وهو السماع المطلق لا المقيد. لأنه أول ما خوطبت به الأعيان بـ «کن»، فبرزت لتنظر من دعاها . 
ثم نظرنا حكمها في آخر مرتبة وهي الجنة . فرأينا أنهم إذا دخلوا الجنة يقال لهم: تمنوا. 
فيقولون : قد بلغنا الأماني ، وهل أبقيت لنا شيئا؟ أو ماهذا معناه . 
فيقول الحق : «نعم بقي لكم رضائي عنكم فلا أسخط عليكم أبدا» فيكون هذا السماع خاتمة أمرهم و مکمل طيب عيشهم، أبد الأبد. 
فبالسماع كملت المراتب آخرا، وبالسماع وجدت الأعيان أولا. 
وقد قالوا : إن الخاتمة عين السابقة ».

97 - شرح تجلي القلب 

471 -
 (أول ما يقام فيه العبد) للمشاهدة (إذا كان من أهل الطريق) أي من السائرین في مناهج الارتقاء بقدم الحال . 
(في باب الفناء والبقاء) فيعلم على مقتضی عطية المقام أنه إذا فني عما فنی ، وإذا بقي مع ما بقي . 
فإذا تحقق بهذا التجلي يرى قلوب أهل الغرة عمياء ، حيث فنوا عن المكون وبقوا مع الكون ، ویری نفوسهم زائغة عن الحق بنزوعها إلى الشهوات ومألوفات الطباع ، ویری قلبه في سراح وسعة ، لا يقبل الحد والغاية ، فيتعين أن يسع فيه الحق ويؤهل للسماع منه به . 
ولذلك قال :

472 - (فإذا تحقق به استشرف على معرفة القلب) فإنه إذ ذاك في بينونة يستمر تقلبه فيها بين الفناء والبقاء . 
فيعلم أن حقيقته التي تتقلب بينهما، هي القلب (الذي وسع الحق. فإذا علم قلبه) بصفة اعتداله واستوائه القائم لجمع الحق والخلق معا في سعته بلا مزاحمة ، (عرف أنه البيت الذي يحسن فيه السماع) أي السماع المطلق المستفاد من أنحاء الوجود. (وهو) أي بیت القلب هو : ( المعبر عنه بالمكان الذي هو أحد شروط السماع ) يريد قول من قال : إن السماع شروطه ثلاثة : الزمان والمكان والإخوان .
( وعند ذلك ) أي وعند اطلاعه على حقيقة قلبه (يحصل له علم السماع) مطلقا ومقيدا . ومن هو المسمع ومن هو السامع وما هو المسموع . ولم يحصل له هذا العلم أيضا إلا بالحق. (فيسمع الحق بالحق في بيت الحق ، وبالسماع وقع الخروج إلى الوجود من العدم ) إذ أول ما خوطبت به الأعيان الثابتة كلمة كن. فكما برزت الأعيان بسماعها من العدم إلى الوجود ، برز العبد المنتهي إلى مقام الكمال ، بسماع الحق بالحق في بيت القلب من حال الفناء إلى البقاء.

.

التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: