الاثنين، 4 مايو 2020

80 - شرح تجلي عمل في غير معمل للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

80 - شرح تجلي عمل في غير معمل للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

80 - شرح تجلي عمل في غير معمل للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
80 - متن تجلي عمل في غير معمل
كم ماشٍ على الأرض ؟! كم ساجدٍ عليها وهي لا تقبله ! .
كم داعٍ لا يتعدى كلامه لسانه ولا خاطرهُ ، محله !.
كم من ولي حبيب في البيّع والكنائس ؟ !.
كم من عدوٍ بغيضٍ في الصلوات والمساجد يعمل في حق هذا ، وهو يحسب أنه يعمل لنفسه ؟!.
حقت الكلمة ووقفت الحكمة ونفذ الأمر : فلا نقص ولا مزيد .
بالنرد كان اللعب ولم يكن بالشطرنج .
قاصمة الظهر وقارعة الدهر ، حكمٌ نفذ لا راد لأمره ولا معقب لحكمه . انقطعت الرقاب . اسقط في الأيدي . تلاشت الأعمال . طاحت المعارف . اهلك الكون السلخ والخلع : يسلخ من هذا ويخلع على هذا .

80 - إملاء ابن سودكين: 
«ومن تجلي عمل في غير معمل، وهذا نصه : كم ماش على الأرض .. ويخلع على هذا . 
قال جامعه سمعت شيخي سلام الله عليه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه وأصله
حاصل هذا التجلي أن الله تعالى جعل الأعمال على تنوعها من الخير والشر مراتب معلومة تطلبها تلك الأعمال بذواتها . 
فيرى العامل الخير فيما يبدو للناس، وهو معيب عند الله . يعمل أعمالا كثيرة من البر لكنها تشوبها سمسمة من باطن العمل تناقض ذلك العمل بالذات . 
فلا يصح لذلك العمل أن يساکن صاحب تلك السمسمة . فيرى العمل يطلب محلا يناسبه ولا يكون لتلك السمسمة فيه أثر البتة فيرى العامل الممكور به الذي هذا نشأته من الشر يقتضي رتبة تناسبه . 
وهو فيما يجري عليه من أعمال البر کالساعي من التجار في رزق غيره ينقله من موطن إلى موطن . فعمله عنده عارية يطلب محلا يناسبه . 
ويكون ذلك المحل الذي يناسبه هو البر المنقول ، الطالب مرتبته بالذات لعبد من عمال الشر فيما يبدو للناس . 
إلا أن الله كتبه لأحد من أحبابه وأوليائه يظهر أثر سعادته عند خاتمته . 
فیری محل هذا السعيد ظاهرا عن تلك السمسمة التي تقر عنها عمل الأول من البر. 
فيجعل الله تعالی عمل ذلك الشقي منشورة على هذا المحل السعيد. ويطلب عمل هذا الآخر من الشر عند ورود الخير على محله ، لذلك المحل الخبيث الذي استدعاه من وجود تلك السمسمة فيه منه . 
فإذا بلغ الكتاب أجله ، تاب الله على عبده وختم له بالخير وأظهر عليه حلة السعادة وجعل جميع حسنات الأول في ميزانه تطلب محله بالخاصية كما تطلب الطيور أوكارها فتسارع إليه وتتناثر عليه . 
وهذا معنى قوله تعالى : "وقمنا إلى ما عملوا من عمل فجعله هباء منثورا" [الفرقان:23] أي نثرناه على غيرهم. 
واعلم أن لكل عبد من أهل الجنة في الجنة مرتبتان، ولكل عبد من أهل النار في النار مرتبتان. 
فالمرتبة الواحدة اقتضاها عمله ، والمرتبة الأخرى هي موروثة له من بدله الذي أبدله الله تعالى مكانه في الجنة ، وأبدل الآخر مكان هذا في النار . 
فصار لكل واحد منهما منزلتان في موطنه وورث هذا حسنات هذا ، وهذا سيئات هذا . فهذه هي خاصية هذا التجلي . 
وهذا معنى قوله : کم ماش على الأرض . إلى آخر التجلي . 
قوله : أهلك الكون الخلع والسلخ ، فتحقق بالتقوى وتطهر من خفي الآفات والهوى . ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدة. 
والله يقول الحق ، سبحانه .

80 - شرح تجلي عمل في غير معمل

408 - العمل على ضربين : عمل صالح، وعمل غير صالح. 
فالعامل بالعمل الصالح قد ينطوي استعداده على مثقال سمسمة من الشقاوة وهي تابي العمل الصالح. 
والعامل بالعمل الغير الصالح قد ينطوي استعداده على مثقال سمسمة من السعادة وهي تأبي العمل الغير الصالح . 
فكل واحد من هذين العملين : عمل في غير معمل . 
ولذلك إذا بلغ الكتاب أجله جعل الله العمل الصالح هباء عن صاحب سمسمة الشقاوة منشورة على صاحب سمسمة السعادة . 
فإذن يسبقه الكتاب فيموت سعيدة. وجعل العمل الغير الصالح هباء عن صاحب سمسمة السعادة ، منثورة على صاحب سمسمة الشقاوة . 
فإذن يسبقه الكتاب فيموت شقية . فيرث كل منهما مع ما لهما في الجنة والنار، ما للآخر.

409 - قال قدس سره : (کم ماش على الأرض والأرض تلعنه. كم ساجد عليها وهي لا تقبله . کم داع لا يتعدى كلامه لسانه ولا خاطره محله. 
كم من ولي حبيب في البيع والكنائس. كم من عدو بغيض في الصلوات والمساجد يعمل هذا في حق هذا وهو يحسب أنه يعمل لنفسه)
مثله كمثل من يسعى في تحصيل رزق الغير. فإذا حصل كان عارية يطلب محلا قدر له . والرزق قد يكون حلالا وقد يكون حراما . 
فكل منهما يطلب محلا يناسبه . فمن يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.

410 - (حقت الكلمة ووقعت الحكمة ونفذ الأمر ، فلا نقص ) عما قدر (ولا مزید ) عليه . 
وقد ضرب قدس سره مثلا لطلب الرزق محله حيث قال : (بالنرد كان اللعب) ولذلك انتقل مال الراهن إلى اللاعب الذي هو محله المناسب ، بما جاء على الراهن في لعبه من نقوش الكعبتين من غير أن يكون لتدبيره واختياره في دفعها أثر ولا لقصد اللاعب في إتيانها حسب مراده أثر. 
وهذا نظير انتقال العمل الصالح من صاحب سمسمة الشقاوة إلى صاحب سمسمة السعادة من غير اختيارهما أو بالعکس . 
(ولم يكن) اللعب (بالشطرنج) ليكون للفكر والتدبير في الدفع والجلب ، مجال . ولما كانت نقلة أعمال البر والشر من كل واحد من العاملين إلى الآخر، من غير تدبیرهما . 
قال في تلك النقلة إنها : ( قاصمة الظهر وقارعة الدهر حكم نفذ ) في عرصة التقدير الأزلي حسب اقتضاء الاستعدادات الأصلية ؛ (لا راد لأمره ولا معقب لحكمه. انقطعت الرقاب. أسقط في الأيدي) طبق الحكم الأزلي (تلاشت الأعمال) حيث صارت هباء منثورة . 
(طاحت المعارف) حتى انسلخ بلعام من آيات الله في تحقيق الاسم الأعظم فعاد جاهلا به . 
قد (أهلك الكون السلخ والخلع  .. يسلخ من هذا ويخلع على هذا) كما خلعت
خلع الحياة من الأبناء المذبوحين لموسى عليه السلام. وخلعت عليه تأییدا وإمداد له باجتماع روحانيتهم عليه.

.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: