الخميس، 30 أبريل 2020

19 - شرح تجلي السبحات المحرقة على القلوب الوجودي للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

19 - شرح تجلي السبحات المحرقة على القلوب الوجودي للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

19 - شرح تجلي السبحات المحرقة على القلوب الوجودي للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
19 – متن تجلي السبحات المحرقة
ارتفعت الأنوار والظلم ، وسطعت على العارفين سبحات الكرم ، فدفع سلطان إحراقها ، قدم صدق فحماهم فهم من وجه ما هم إذ لا ثبوت لكونٍ في شهوده إلا بجود وجوده ، وذلك أنه لو اجتمعت العينان لأحرقت الأكوان فلما رايناه من غير الوجه الذي يرانا ثبتنا فشهدنا عياناً .

19 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل
«قال إمامنا في شرح قوله :
«ارتفعت الأنوار والظلم وسطعت على العارفين سبحات الكرم» فدفع سلطان إحراقها قدم الصدق فحماهم.
"فهم من وجه وما هم من وجه".
فقال في أثناء شرحه ما هذا معناه : ارتفعت الأنوار والظلم، فهذه أنوار المواد ؛ فسطعت على العارفين أنوار الكرم وهي أنوار المعاني فثبت القدم عند سبحات الكرم أذ كانت السبحات من شأنها الإحراق .
كما جاء في الحديث الشريف الذي يقول فيه: «لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدرکه بصره».
فلما جعل لهم قدم صدق ، وهي سبحات الكرم، وصرف عنهم ، سبحانه ، بتلك القدم الإحراق .
فهم من وجه ، وهو الثبوت والقبول ؛ وما من وجه لكونهم لا يقدرون على حمل التجلي إلا به ، سبحانه، فليس في وسع الممكن أن يسع التجلي ولا يبقى له أثر معه ، سبحانه.

19 - شرح تجلي السبحات المحرقة

205 - وهي البارقات الذاتية الكنهية المقول عليها: «لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره».
لكن للعارفين من ينابيع الكرم ، ما يدفع عنهم الاحتراق ؛ وهو المعبر عنه : بقدم الصدق.
وهي الأسرار الوجودية الظاهرة لهم من الغيب الذاتي أولا في صور أرواحهم المنفوخة في تسويتهم ؛ ثم في صورهم المقامة في أحسن التقويم .
فالأسرار الوجودية المجتمعة على الأصل الشامل ، المختصة بالهداية ، إنما هي معبر عنها : بقدم الصدق ؛ والمختصة بأهل الضلالة : بقدم الجبار. فافهم.

206 -  قال قدس سره : (ارتفعت الأنوار والظلم) وهي المعبر عنها : «بسبعين ألف حجاب من نور وظلمة» (وسطعت على العارفين سبحات الكرم) وقد أضاف السبحات إلى الكرم، لكون إحراقها مدفوعا عنهم بأسرارهم الوجودية المكني عنها بقدم الصدق ؛ وهي لهم من نتائج المنة والكرم .
(فدفع سلطان إحراقها قدم الصدق ) أي أسرارهم الوجودية ، فإن ما من الحق فيهم لا يتأثر من السبحات المحرقة (فحماهم) قدم الصدق عن الاحتراق ؛ فإن محل المصون من الاحتراق مصون معه .

207 -  (فهم) من حيث إنهم مصونون منه به ، (هم من وجه وما هم) من وجه آخر؛ (إذ لا ثبوت لكون في شهوده إلا بجود وجوده) هذا تعليل لكونهم مصونون منه به . وجود وجوده هنا، كناية عن أسرارهم الوجودية المشروحة آنفا (وذلك) إشارة إلى عدم ثبوت الكون في الشهود، وسببه (أنه لو اجتمعت العينان) يعني عين الحق في تجلي السبحات المحرقة ، وعين العارف عند مشاهدته إياه (لاحترقت) بالسبحات (الأكوان) الداخلة في شاهدهم ؛
ثم قال :

208 -  ( فلما رأيناه من غير الوجه الذي يرانا ثبتنا، فشاهدناه عيانا) فإنه تعالی يرانا من وجه تألقت منه السبحات المحرقة .
ونحن نراه في هذا التجلي بعيون أسراره الوجودية المستجنة فينا لا بعيوننا .
فلا مسامتة ولا محاذاة بيننا وبينه ، فلا احتراق .
ألا ترى سموم الصل قتالة عند مسامتة عينه عين الإنسان ، ولا تأثير لها عند عدم المسامتة .
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: