الأربعاء، 29 أبريل 2020

10 - شرح تجلي المعية للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

10 - شرح تجلي المعية للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

10 - شرح تجلي المعية للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
10. متن تجلي المعية  
ولما كان الإنسان نسخة جامعة للموجودات . كان فيه من كل موجود حقيقة . فتلك الحقيقة تنظرإلى ذلك الموجود وبها تقع المناسبة وهي التي تنزل عليه .
فمتى أوقفك الحق مع عالم من العوالم وموجود من الموجودات فقل لذلك الموجود بلسن تلك الحقيقة معك بكليتي ليس عندي غيرك بالعرض فإنه يصطفيك ويعطيك جميع ما في قوته من الخواص والأسرار هكذا مع كل موجود ولا يقدر على هذا الفعل إلا حي يحصل في هذا التجلي التي هي معية الحق تعالى مع عباده
قال تعالى : " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ " [الحديد : 4] . فإذا تجلى في هذه المعية عرفت كيف يتصرف فيما ذكرته لك .

10 - إملاء ابن سودكين:
"قال إمامنا رضي الله عنه في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه :
لما كان الإنسان نسخة جامعة وكانت له معية من الحق سبحانه، فكذلك للإنسان معية مستصحبة مع كل رقيقة في العالم.
فإذا تحقق العبد بتجلي المعية، من باب الأذواق، وعرف حكمها فيه فإنه يرث من ذلك قوة سارية في وجوده ، يعرف كيف يصحب بها جميع الموجودات.
فيخاطب حينئذ كل موجود من الموجودات بلسان الرقيقة الجامعة بينه وبينه.
فيقول له: أنا معك بكليتي وليس معي غيرك.
وذلك حق، لأنه ليس لتلك الرقيقة المناسبة لذلك الموجود تعلق بالغير وليس عندها غيره ؛ وإنما اللسان مترجم عن تلك الحقيقة.
ومتى خاطبت هذا الموجود من العالم بهذا اللسان وأقبلت عليه هذا الإقبال، فإنه يعطيك جميع ما في قوته، لصحة مقابلتك له من جميع وجوهه. فهذه فايدة هذا التجلي .
وهذا يسري معك في الكون وفي السماء الإلهية. والحمد لله رب العالمين. ولما قال سبحانه: "وهو معكم أينما كنتم" علمنا أن لكل موجود حكماً من هذه المعية ليس هو للآخر. إذ لو كانت نسب المعية كلها تصح أن تكون لشخص واحد لكان محلاً لاجتماع الأضداد، وهو محال.
فلا بد أن يكون لكل موجود نسبة مخصصة ولما كان الإنسان مفطوراً على الصورة كان له هذا الحكم في الوجود. والله أعلم".

10 - شرح  تجلي المعية 
176 - يريد بها معية الإنسان بنسبة ما وخصوصية ما مع كل شيء.
ولتحقيقها أسس قدس سره قاعدة كشفية وضابطة ذوقية تنتهي إلى هذا المقصود، فقال : (ولما كان الإنسان نسخة جامعة للموجودات) كما أنبأ عنه قوله تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ"53 سورة فصلت.
ما (كان فيه من كل موجود حقيقة) مخصوصة ؛ وهي فيه منتهى رقيقة مناسبته إياه من وجه يناسبه ، والإنسان (بتلك الحقيقة ينظر إلى ذلك الموجود وها تقع المناسبة) بينهما.
بل هي ما به الاتحاد إذ لكل شيء وجه به يتحد بكل شيء. ومن هنا يظهر الشيء بصفة ضده . ومن هذا الباب "قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا "69 الانبياء.
ومن هنا : "وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ"110 سورة المائدة.
و "مرضت"  و"جعت"و"ظمئت". فافهم .
 (وهي) أي تلك الحقيقة التي بها تقع المناسبة هي (التي تنزل عليه) أي تنزل ذلك الموجود على الإنسان، الذي له معيتان :
 معية من الحق، ومعية من جميع ما في العالم .

177 -  (فمتى أوقفك الحق) يخاطب ؛ قدس سره ؛ المسترشد بلسان التربية، (مع عالم من العوالم أو موجود من الموجودات، فقل لذلك الموجود، بلسان تلك الحقيقة) التي بها وقعت المناسبة بينك وبين ذلك الموجود، ولسانها هو لسان تجده ذوقا ، بقدر محاذاتك إياه ومناسبتك له، (أنا معك بكليتي) إذ لا معية لذاتي مع شيء من الأشياء من حيثية رقيقتي المناسبة لذاتك أصلا ؛ فإن ذاتي التي مع كل شيء بالرقائق المناسبة له، بكلية معيتها من هذه الحيثية، هي معك .

 (وليس عندي) من هذه الحيثية المذكورة. (غيرك) إذ لا تعلق لرقيقة مناسبتي لك بغيرك. فلا يكون غيرك إذن، من حيثية هذا التعلق ، عندي .
فإذا ادعيت ، أيها المسترشد، بهذه الدعوى أصبت وأنت صادق لا عوج فيما قلت . وقال أيضا : أنا معك بالذات، فإن ذاتك هي الحق الظاهر بتعينك وتعينات كل شيء. فكلية ذاتك، بإيقاف الحق ومن حيثية المناسبة أيضا واقفة ومحاذية له حينئذ دون غيرك.

فأنت حينئذ بحكم الإيقاف والمناسبة والمحاذاة القاضية بوجود ما به الاتحاد وكمال ظهوره معه بالذات ومع غيره (بالعرض) فإن معيتك مع غيره، بمجرد المناسبة (فإنه) الضمير العالم من العوالم أو الموجود، (يصطفيك) أي يخصصك بحكم كمال المحاذاة والمناسبة، ويقدر إيقاف الحق، (ويعطيك جميع ما في قوته من الخواص والأسرار).

178 - (هكذا تفعل مع كل موجود) إلى أن تعود فطرتك بحرا ولمحتك دهرا .
(ولا يقدر على هذا الفعل) وهو إتيانك بقولك بلسان تلك الحقيقة، (أحد إلا حتى يحصل في هذا التجلي) يعني (التي هي معية الحق تعالى مع عباده) .
عموما قال الله تعالى :" وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ" 4 سورة الحديد.
فإذا تجلى لك الحق تعالى (في هذه المعية) التي أنت بها مع كل شيء وكل شيء بها معك، (عرفت كيف تتصرف فيما ذكرته لك) من الإيقاف والقول مع الموجودات بألسنة حقائقها

 .
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: