الخميس، 30 أبريل 2020

25 - شرح تجلي المقابلة المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

25 - شرح تجلي المقابلة المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

25 - شرح تجلي المقابلة المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
25 متن نص تجلي المقابلة :
إذا صفت مرآتك وكسرت زجاجة وهمك وخيالك وما بقي لك سوى الحق في كل ما يتجلى لك .
فلا تقابل مرآتك إلا حضرة ذات ذاتك فإنك تربح ولكن إن تلبس عليك الأمر فاقلب وجه مرآتك نحو حضرة الكون واعتبرها في الشخاص .
فإن النفوس تتجلى فيها بما فيها من صور الخواطر فتكلم على ضمائر الخلق ولا تبالي حتى يسلم لك جميع من تكلمت على ضميره ولا تجد منازعاً واثبت عند الاختبار .
فقد يرد الحق على وجهك ابتلاء فإن كنت صادقاً فاثبت وإن وجدت عندك خللاً عند الموافقة فما كسرت زجاجتك ولا تتعدى قدرك وتعمل في التخليص .

25 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
«قال في أثناء شرحه لهذا التجلي الذي يقول فيه: صفت مرآتك وكسرت زجاجة وهمك وخيالك وما بقي لك سوى الحق في كل ما يتجلى لك ، فلا تقابل بمرآتك إلا حضرة ذات ذاتك» التجلي ، إلى آخره.

فقال ما هذا معناه : صفو المرآة عبارة عن خلو باطنك من الخيال . 

وللخيال مرتبتان :
أحدهما ترتيب المخيلات بطريق الفكر. وهذه المرتبة حرام على المريدين خاصة ، فإنهم ليسوا من أهل الفكر، وإنما الفكر الإناث الرجال وهم الفلاسفة وأهل الأرصاد.
وأما المرتبة الثانية من الخيال فهو قلعه لصور المحسوسات من خارج.
فإذا صفت النفس عن هاتين المرتبتين ولم یکن لها سلطان على الباطن ، يتصف هذا الباطن بالصفاء ويتحقق خلوه ويتأهل لتلقي المعاني المجردة وتتجلی له حقيقة ذاته .
ولصاحب هذه المرتبة اختبار يختبر به باطنه ، ليرى هل صحت له هذه المرتبة و تحقق بها أم لم تصح له .
فوجه الاختبار أن يقلب وجه مرآته في الأكوان .
فإذا فعل ذلك ارتسمت في مرآته صور الأكوان متعلقاتها وأحكامها فتتجلى له خواطر الخلق وأحوالهم، فيتكلم عليهم بذلك ، فيظهر الأمر حقا كما شاهده فيصح عنده ذلك .
فإن اختبره الحق تعالی وقال له ، فيما كشف من الكون : ليس الأمر كما كشفت .
فليثبت صاحب هذا المقام وليعلم أن هذا اختبار من الحق له لينظر ثباته . وليبق على قطعه .
ولينظر أيضا، صاحب هذا المقام ، إلى صور الأكوان هل لها تأثير عنده ، بحيث تفرقه أم لا ، فإن لم يكن لها عنده تأثير ، ولا فرقت محله فهو محقق في المقام. وإن تأثر فما تحقق به . فليشرع في تتمة مقامه .
ومن علامات صاحب هذا المقام أنه إذا وجد عنده شهوة التفاح مثلا ، أو أمرا لا تقتضيه مرتبته ، فهو يعلم أن هذا خاطر لغيره ، قد تجلى في محله ؛ فهو ينتظر صاحب الخاطر.
فمتی رآه ووقعت عينه عليه سكن ذلك المتحرك الذي عنده ، فيعلم أنه صاحب ذلك الخاطر.
وكذلك إن كانت مسألة لا تقتضيها مرتبته، ويجدها قايمة في محله ، متحركة، لا تستتر عنه ، فكذلك حكمها وربما اتفق حضور صاحبها في جماعة فيأخذها، وإن لم يتعين شخصه عند المكاشف.
غير أن المكاشف يرى خاطره قد سكن فيعلم أن المسألة قد أخذها صاحبها . والله يقول الحق».

25 - شرح تجلي المقابلة
224 -  يرید مقابلة ما له صلاحية المرآتية في الإنسان : تارة للحق وحقائقه ، وتارة للخلق وأحكامه .
ولذلك قال : (إذا صفت مرآتك) أي حقيقتك القلبية القائمة من حيثية وسطيتها بإزاء الغيب والشهادة ، المتقلبة تارة إليه وتارة إليها ، والواقفة على النقطة الاعتدالية قارة ، من غير تقلب وميل إليهما ، المنزهة عن النقوش المنطبعة فيها ، من انعكاس الصور الكونية المجتلبة إليها ، مرة من ممر الوهم، ومرة من ممر الخيال فإذا أخذت في تصفيتها عن المنطبعات الوهمية والخيالية التي فيها ، كالنتوء والتشعيرات (وكسرت زجاجة وهمك وخيالك ) وقطعت عنها مداخل الموهومات والمخيلات ، ظهرت الحقية القلبية لك متجوهرة وحدانية الذات .
لا عوج فيها ولا أمتا ( وما بقي لك) حينئذ ما يظهر فيها (سوى الحق) الظاهر (في كل ما يتجلى لك) من المظاهر ( فلا تقابل مرآتك) إذن ( إلا حضرة ذات ذاتك ) أي حضرة ولي أمرها أو حضرة حقيقة حقیقتك .
فإنك حينئذ، (تربح) من حيثية اختصاص قلبك بظهور الحق فيه وانحصاره عليه وتخلصه من رق السوی ؛ مع ما ينتج لك المقام من الأسرار والأحوال اللدنية الإلهية والكونية بزيادات لا تقبل النهاية ، من غير أن يقصد تحصيلها بتعمد.

225 -  (ولكن إن يلتبس عليك الأمر) أي أمر تحققك بالمقام واختبار اختبارك في تقلبك منه إلى الأطوار الكونية .
ثم عودك إليه اختیارا، (فاقلب وجه مرآتك نحو حضرة الكون واعتبرها في الأشخاص) الكونية ومتعلقاتها وأحكامها الباطنة والظاهرة (فإن النفوس) المتعلقة بها لتدبيرها (إنما يتجلى فيها بما فيها) أي بما في النفوس (من صور الخواطر) على تفاوت درجاتها ومقتضياتها.
(فتكلم على ضمائر الخلق) بما انكشف لك فيها (ولا تبال) من العوارض الكونية المشعرة بالابتلاء ولو عظمت ، (حتى يسلم لك جميع من تكلمت على ضميره) فيظهر أمره حقا فيصدقك على ما أنبأت عنه ، فيذعن لك في مرامك منه ، (ولا تجد لك (منازعا) فيما أنت عليه.
فإن أخبرك أحد وباح بالنزاع فيما كشفته ، فقال : ليس الأمر كما زعمت ، (فاثبت عند) ذلك (الاختبار) فإنه في الحقيقة ابتلاء الحق ، لعله بتثبتك يستجلب لك زيادة في القوة والاقتدار. وربما إن يعظم الابتلاء
(فقد رد الحق) ما كشفته حقا (على وجهك ابتلاء) بواسطة أو بغيرها؛ إما عن غنى يشعر بسقوط، وإما عن عناية باطنة ترفعك إلى مكانة تسمح بوجود امتنان (فإن كنت صادقا) فيما زعمت من التحقق بالحق والتصرف بالاختبار، (فاثبت) ولا تحد إلى النزاع.

226 - (وإن وجدت عندك خللا) ينتهي إلى اضطرابك ، (عند الموافقة) المطلوبة منك في اختبارك ، (فما) تحققت بالمقام ولا(کسرت زجاجتك) من حيث أنت واقف مع حظك الموهوم في روم التغالب .
فإذا وجدت نفسك على هذا الحظ الفادح في اقتدارك (فلا تتعد قدرك) والتزم مقتضى حالك (وتعمل) عملا يرفعك إخلاصه إلى محل ينجدك (في التخليص) من ذلك . والله المنجد الموفق.
التسميات:
واتساب

مدونة لعلوم التصوف وكبار العارفين بالله والأولياء وعرض لعلوم الإحسان

ليست هناك تعليقات: