الخميس، 30 أبريل 2020
IbnArabi
34 - شرح تجلي الفردانية المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي تعليقات ابن سودكين
كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
34
- متن نص تجلي الفردانية :
لله
ملائكة مهيمون في نور جلاله وجماله في لذة هائمة ، ومشاهدة لازمة ، لا يعرفون أن
الله خلق غيرهم ما التفتوا قط إلى ذواتهم فأحرى ولله قوم من بني آدم الإفراد
الخارجون عن حكم القطب لا يعرفون قد طمس الله عيونهم.
فهم
لا يبصرون حجبهم عن غيب الأكوان حتى لا يعرف الواحد منهم ما ألقي في جيبه أخرى أن
يعرف ما جيب غيره أحرى أن يتكلم على ضميره يكاد لا يفرق بين المحسوسات .
وهي
بين يديه جهلاً بها لا غفلةً عنها ولا نسياناً وذلك لما حققهم به سبحانه من حقائق
الوصال واصطنعهم لنفسه فما لهم عرفة لغيره فعلمهم به ووجدهم فيه وحركتهم منه
وشوقهم إليه ونزولهم عليه وجلوسهم بين يديه لا يعرفون غيره .
قال
عليه السلام سيد هذا المقام : " أنتم أعرف بمصالح دنياكم " .
34
- إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
«قال
الشيخ في نصه : «لله ملائكة.. أنتم أعرف بمصالح دنیاکم».
فقال
ما هذا معناه : هذا المقام هو مقام الأفراد، وهو المقام الذي
يحن إليه الأنبياء عليهم السلام.
وقد
اختلفت الصوفية في تجلي الأحدية : هل يصح فيها تجل أم لا ؟
ولم
يختلفوا في تجلي الفردانية أنه يصح فيه التجلي ، لكون الفردية لا تثبت إلا بعد
وجود العبد ، وأما الأحدية فإنها تثبت بغیر وجود العبد.
والأفراد
الخارجون عن نظر القطب هم على قدم الملايكة المهيمين ، الذين تقدم ذكرهم .
ولله
تعالى في كل عالم اختصاص اختص منهم لنفسه من اختص، دون غيرهم. فهؤلاء الأصل هم
الفردانیون، حجبهم نور الحق عن الخلق ، فاشتغلوا بالحق عن الخلق والغير من الخلق ،
حجبتهم الغفلة عن الأكوان لا الحق .
فلا
يستوي حجاب هؤلاء عن الكون بحجاب غيرهم. «فاجتمعنا المعاني وافترقنا لمعاين».
34 - شرح تجلي الفردانية
252 - هذا التجلي هو مستند الإيجاد ، فإن الفردية تستلزم التثليث ، وهو
صورة الإنتاج التي يطلبها الإيجاد فإنه قاض بوجود الفاعل والقابل ونسبة التأثير
والتأثر بينهما . وأول الأفراد الثلاثة .
فالفردية
الأولى في نسبة التثليث حقيقة تسمى في عرف التحقيق بحقيقة الحقائق الكبرى ولها
نسبتان ذاتيتان : اللاتعين و التعين الأول. وحكمهما إليها على السواء.
والتعين
الأول الأحدي الذي تعين ذاتيته الذات في نسبة التثليث ، هو
أيضا وتر بنفس امتیازه عن اللاتعين ؛ وهو شفع بكونه ثاني مرتبة اللاتعين
والبرزخية
الكبرى التي هي حقيقة الإنسان الفرد في نسبة تثليث الفردية الأولى جامعة بين
الأحدية المسقطة للاعتبارات ، والواحدية المثبتة لها .
فأولية
الأحدية التي هي تعين الذات بذاتيتها، لا تطلب الثاني ولا تتوقف عليه وأولية
الفردية الأولى.
من
حيثية تثليثها بالمؤثرية والمتأثرية ونسبة التأثير والتأثر بينهما تطلب الثاني
وتتوقف عليه وهو وجود الفرد الذي هو الأصل الشامل للفرديات الجمة . فمن هذه الحضرة
وتجليها وجود المهيمات من الملائكة ؛ ووجود الأفراد من البشر خصوصا، وإن استند
الإيجاد إليها عموما.
ولذلك
قال قدس سره في هذا التجلي :
253 - (لله)
من حيثية هذه الفردية وتجليها ، (ملائكة مهيمون في نور جماله وجلاله)
الجلال معنی يرجع منه إليه ، فمن هام فيه لا يرجع إلى غيره . والجمال هنا جمال
الحلال لا الجمال الذي يقابل الجلال .
فإنه
لو كان الذي يقابله ، لما هام أحد فيه ، فإنه معنی يرجع منه إلينا، فإنه لا هيام
فيما هو الذي لنا.
والهيام
في الجمال إنما هو في جلاله لا فيه .
(في
لذة دائمة ومشاهدة لازمة) ولولا وجود اللذة في
دوام المشاهدة الذهب شبح الجلال بآنياتهم فلم يبق لهم ما يشاهدون به ، فهم في فرط
هيامهم في المشاهدة (لا يعرفون أن الله خلق غيرهم ، ما التفتوا قط إلى ذواتهم
فأحرى) أن لا يلتفتوا إلى غيرهم.
254
- (ولله قوم من بني آدم) هم في البشر نظير المهيمات في الملائكة (هم الأفراد الخارجون عن
حكم القطب) ؛ فإن القطب قبل توليته منصب التدبير الأعم، وقيامه بالتصرف على
مقتضى خلافته الكبرى وإحاطته الوسعی؛ كان واحدا من الأفراد.
وربما
أن كان أنزل مرتبة منهم ، قربة وشهودة. ولكنه تولى الأمر على مقتضى حكم السابقة لا
بحكم الأفضلية ، كتولية المفضول الملك مع وجود الفاضل فيه .
وتولية
القطب بين الأفراد منصب التصرف، كتولية العقل من بين
المهيمات التدبير والتفصيل فالأفراد في تطرفهم عن التصرف واستغراقهم في طلق
المشاهدة وصحبة الحق ، (لا يعرفون ولا يعرفون، قد طمس الله عيونهم فهم لا
يبصرون) غير مشهودهم الظاهر لهم بتجلي الجلال ، لانحصار إدراكاتهم على شهود
النور الذي من شأنه أن يخطف الأبصار ويبهت الإدراك .
وقوله
: «لا يعرفون» على بناء المفعول ؛ فإنهم في المواطن الشهودية لا يتقيدون بسمات
يعرفون بها .
إذ
لا ضابط لهم في ولايتهم. فإنهم في وقت وجدوا بحكم، وجدوا فيه بحكم آخر. وربما أن
يسري في ظاهرهم حكم الغربة وحكم غرابة مقامهم وحالهم فلا يستأنسون بأحد ، ولا
يستأنس بهم أحد فلا يعرفون (حجبهم) من طمس على عيونهم
(عن
غيب الأكوان) مع أنهم أساطين المواطن الكشفية ، (حتى لا
يعرف الواحد منهم ما ألقي في جيبه، أحرى أن يعرف ما في جيب غيره) بل (أحرى
أن يتكلم على ضميره) بما فيه من الإلهام والوسواس .
وهو
حينئذ (يكاد لا يفرق بين المحسوسات، وهي بين يديه، جهلا بما لا غفلة عنها ولا
نسيانا؛ وذلك لما حققهم به سبحانه من حقائق الوصال) أي التجليات الذاتية
المشهودة في ولاية العين والذات ، عند سقوط الحجاب بالكلية .
(و
اصطنعهم لنفسه فما لهم معرفة بغيره، فعلمهم به ووجدهم فيه وحركتهم منه وشوقهم إليه
ونزولهم عليه وجلوسهم بين يديه، لا يعرفون غيره)
فإنه لما سلبهم شهود العين انخلعوا عن شهود شواهدها بالكلية . فلهم الوصل الدائم
بلا مزاحمة السوي .
255
- (قال
عليه السلام: سيد هذا المقام: أنتم أعرف بأمور دنياكم) فإنه صلى الله عليه إذ ذاك كان مأخوذة إلى ولاية شهود العين ،
منخلعة عن التعلق بشواهدها الكونية ، ولذلك لما أمر التأسيس أحكام النبوة والإعراض
عن أمنياته بأمر: "فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا " [هود/112 ]
.
قال
: «شیبتني سورة هود».
ولكمال
ائتماره ، قال : «إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله
سبعين مرة». فكان يطلب ستر شهود يشغله عن تأسيس ما أمر به .
.
التسميات:
divine-manifestations
،
IbnArabi
مواضيع ذات صله :
IbnArabi
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
اشترك في قناتنا علي اليوتيوب
المشاركات الشائعة
-
كتاب تاج الرّسائل ومنهاج الوسائل . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
كتاب عقلة المستوفز الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
كتاب إنشاء الدوائر الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
-
مقدمة كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية د. سعاد الحكيم
-
المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 3023 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
-
ثانيا شرح الأبيات 17 - 29 من القصيدة العينية .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
-
الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية . كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن الع...
-
مقتطفات من الباب 559 من الفتوحات المكية .كتاب شرح مشكلات الفتوحات المكية وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنية
-
كتاب العظمة . الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
-
الهوامش والشروح 1116 - 1488 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2020
(579)
-
▼
أبريل
(43)
- 39 - شرح تجلي الحد المراتب للشيخ الأكبر كتاب التجل...
- 38 - شرح تجلي ما تعطيه الشرائع المراتب للشيخ الأكب...
- 37 - شرح تجلي معارج الأرواح المراتب للشيخ الأكبر ك...
- 36 - شرح تجلي نور الإيمان المراتب للشيخ الأكبر كتا...
- 35 - شرح تجلي التسليم المراتب للشيخ الأكبر كتاب ال...
- 34 - شرح تجلي الفردانية المراتب للشيخ الأكبر كتاب ...
- 33 - شرح تجلي المزج المراتب للشيخ الأكبر كتاب التج...
- 32 - شرح تجلي الولاية المراتب للشيخ الأكبر كتاب ال...
- 31 - شرح تجلي الإستواء المراتب للشيخ الأكبر كتاب ا...
- 30 - شرح تجلي الهمم المراتب للشيخ الأكبر كتاب التج...
- 29 - شرح تجلي التهيؤ المراتب للشيخ الأكبر كتاب الت...
- 28 - شرح تجلي الصدق المراتب للشيخ الأكبر كتاب التج...
- 27 - شرح تجلي الإنظار المراتب للشيخ الأكبر كتاب ال...
- 26 - شرح تجلي القسمة المراتب للشيخ الأكبر كتاب الت...
- 16 - شرح تجلي الجود المراتب للشيخ الأكبر كتاب التج...
- 25 - شرح تجلي المقابلة المراتب للشيخ الأكبر كتاب ا...
- 24 - شرح تجلي معرفة المراتب للشيخ الأكبر كتاب التج...
- 23 - شرح تجلي الإنصاف للشيخ الأكبر كتاب التجليات ا...
- 22 - شرح تجلي الحيرة للشيخ الأكبر كتاب التجليات ال...
- 21 - شرح تجلي الحيرة للشيخ الأكبر كتاب التجليات ال...
- 20 - شرح تجلي التحول في الصور الوجودي للشيخ الأكبر...
- 19 - شرح تجلي السبحات المحرقة على القلوب الوجودي ل...
- 18 - شرح تجلي السماع والنداء على القلوب الوجودي لل...
- 17 - شرح تجلي العدل والجزاء على القلوب الوجودي للش...
- 15 - شرح تجلي الرحمة على القلوب الوجودي للشيخ الأك...
- 14 - شرح تجلي الرحموت الوجودي للشيخ الأكبر كتاب ال...
- 13 - شرح تجلي السريان الوجودي للشيخ الأكبر كتاب ال...
- 12 - شرح تجلي الفطرة للشيخ الأكبر كتاب التجليات ال...
- 11 - شرح تجلي المجادلة للشيخ الأكبر كتاب التجليات ...
- 10 - شرح تجلي المعية للشيخ الأكبر كتاب التجليات ال...
- 09 - شرح تجلي رد الحقایق للشيخ الأكبر كتاب التجليا...
- 08 - شرح تجلي الالتباس للشيخ الأكبر كتاب التجليات ...
- 07 - شرح تجلي اختلاف الأحوال للشيخ الأكبر كتاب الت...
- 06 - شرح تجلي أخذ المدركات من مدركاتها الكونية للش...
- 05 - شرح تجلي الآنية من حيث الحجاب والستر للشيخ ال...
- 04 - شرح تجلي الإشارة من عين الجمع والوجود للشيخ ا...
- 03 - شرح تجلي نعوت تنزل الغيوب على الموقنين للشيخ ...
- 02 - شرح تجلي نعوت التنزه في قرة العين للشيخ الأكب...
- 01 - شرح تجلي الإشارة من طريق السر للشيخ الأكبر كت...
- خطبة الكتاب للشيخ الاكبر كتاب التجليات الإلهية الش...
- مقدمة ابن سودكين على إملاء كتاب التجليات الإلهية ا...
- خطبة الشارح وتأويل البسملة كتاب التجليات الإلهية ا...
- مقدمة المحقق والناشر كتاب التجليات الإلهية الشيخ ا...
-
▼
أبريل
(43)
تابعونا علي فيس بوك
https://www.facebook.com/groups/146820946026951/?ref=bookmarks
تغريداتي علي التويتر
التسميات
Abdelkader-Jilani
al-Junayd-al-Baghdadi
al-Kahf-Wa-al-Raqim
AlFateh-AlRabbani
AlMasnavi-Vol1
AlNafri
alnnadirat-aleiniat-eabd-alkarim-aljili
alsafar_alkhatum_fusus_alhikam
alshajara-alnumaniyya
altanazulat-almawsilia
Divan-Shams-Tabrizi
divine-manifestations
divine-providence
eabd-alkarim-aljili
farid-aldiyn-aleitar
Fusus-AlHikam
Hallaj
hikam
Ibn-AlFarid
Ibn-Ata-Allah
IbnArabi
mantiq-altayr
mathnawi-ma'nawi-Part1-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part1-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part2-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part2-muhamad-kaffafi
mathnawi-ma'nawi-Part3-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part4-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part5-iibrahim-aldasuqi
mathnawi-ma'nawi-Part6-iibrahim-aldasuqi
Mongah_IbnAtaAllah
Rumi
sharah-alkahf-walraqim-fie-sharah-bismi-allah-aljili
sharah-mushkilat-alftwhat-almakia
taj-altarajum
the-eighth-book-of-fusus-alhikam
the-fifth-book-of-fusus-alhikam
the-first-book-of-fusus-alhikam
the-fourth-book-of-fusus-alhikam
the-ninth-book-of-fusus-alhikam
the-second-book-of-fusus-alhikam
the-seventh-book-of-fusus-alhikam
the-sixth-book-of-fusus-alhikam
the-tenth-book-of-fusus-alhikam
the-third-book-of-fusus-alhikam
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق